إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تَفْسِيرُ القُرآنِ بالرَّوَايَةِ:8- الآيةُ ﴿33﴾ مِنْ سُورَةِ يُوسُفِ :-

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تَفْسِيرُ القُرآنِ بالرَّوَايَةِ:8- الآيةُ ﴿33﴾ مِنْ سُورَةِ يُوسُفِ :-

    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
    السَلآْم عَلْيُكّمٌ وٍرٍحَمُةّ الله وٍبُرٍكآتُهْ

    رِوَايَةِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):
    (قَالَ: وَكَانَ يُوسُفُ مِنْ أَجْمَلِ أَهْلِ زَمَانِهِ، فَلَمَّا رَاهَقَ يُوسُفُ رَاوَدَتْهُ امْرَأَةُ الْمَلِكِ عَنْ نَفْسِهِ، فَقَالَ لَهَا: مَعَاذَ اللَّهِ، أَنَا مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ لاَ يَزْنُونَ، فَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ عَلَيْهَا وَعَلَيْهِ، وَ قَالَتْ:لاَ تَخَفْ. وَأَلْقَتْ نَفْسَهَا عَلَيْهِ، فَأَفْلَتَ مِنْهَا هَارِباً إِلَى الْبَابِ فَفَتَحَهُ فَلَحِقَتْهُ، فَجَذَبَتْ قَمِيصَهُ مِنْ خَلْفِهِ فَأَخْرَجَتْهُ مِنْهُ، فَأَفْلَتَ يُوسُفُ مِنْهَا فِي ثِيَابِهِ وَأَلْفَيٰا سَيِّدَهٰا لَدَى الْبٰابِ {قٰالَتْ مٰا جَزٰاءُ مَنْ أَرٰادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً إِلاّٰ أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذٰابٌ أَلِيمٌ}-قَالَ-فَهَمَّ الْمَلِكُ بِيُوسُفَ لِيُعَذِّبَهُ، فَقَالَ لَهُ يُوسُفُ: وَإِلَهِ يَعْقُوبَ، مَا أَرَدْتُ بِأَهْلِكَ سُوءاً، بَلْ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي، فَسَلْ هَذَا الصَّبِيَّ: أَيُّنَا رَاوَدَ صَاحِبَهُ عَنْ نَفْسِهِ؟-قَالَ-وَ كَانَ عِنْدَهَا مِنْ أَهْلِهَا صَبِيٌّ زَائِرٌ لَهَا. فَأَنْطَقَ اللَّهُ الصَّبِيَّ لِفَصْلِ الْقَضَاءِ، فَقَالَ: أَيُّهَا الْمَلِكُ انْظُرْ إِلَى قَمِيصِ يُوسُفَ،فَإِنْ كَانَ مَقْدُوداً مِنْ قُدَّامِهِ فَهُوَ الَّذِي رَاوَدَهَا، وَإِنْ كَانَ مَقْدُوداً مِنْ خَلْفِهِ فَهِيَ الَّتِي رَاوَدَتْهُ ، فَلَمَّا سَمِعَ الْمَلِكُ كَلاَمَ الصَّبِيِّ وَ مَا اقْتَصَّهُ،أَفْزَعَهُ ذَلِكَ فَزَعاً شَدِيداً،فَجِيءَ بِالْقَمِيصِ فَنَظَرَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا رَآهُ مَقْدُوداً مِنْ خَلْفِهِ، قَالَ لَهَا: إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ وَ قَالَ لِيُوسُفَ: أَعْرِضْ عَنْ هٰذٰا وَ لاَ يَسْمَعْهُ مِنْكَ أَحَدٌ، وَاكْتُمْهُ-قَالَ-فَلَمْ يَكْتُمْهُ يُوسُفُ، وَ أَذَاعَهُ فِي الْمَدِينَةِ حَتَّى قَالَتْ نِسْوَةٌ مِنْهُنَّ: اِمْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرٰاوِدُ فَتٰاهٰا عَنْ نَفْسِهِ فَبَلَغَهَا ذَلِكَ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ، وَهَيَّأَتْ لَهُنَّ طَعَاماً وَ مَجْلِساً، ثُمَّ أَتَتْهُنَّ بِأُتْرُجٍّ وَأَتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّيناً، ثُمَّ قَالَتْ لِيُوسُفَ: {اُخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمّٰا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَ قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ} وَ قُلْنَ مَا قُلْنَ،فَقَالَتْ لَهُنَّ:{فَذٰلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ} يَعْنِي فِي حُبِّهِ. وَخَرَجَتِ النِّسْوَةُ مِنْ عِنْدِهَا،فَأَرْسَلَتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ إِلَى يُوسُفَ سِرّاً مِنْ صَاحِبَتِهَا تَسْأَلُهُ الزِّيَارَةَ فَأَبَى عَلَيْهِنَّ،وَ قَالَ: {إِلاّٰ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَ أَكُنْ مِنَ الْجٰاهِلِينَ} فَصَرَفَ اللَّهُ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ.فَلَمَّا شَاعَ أَمْرُ يُوسُفَ وَ امْرَأَةِ الْعَزِيزِ وَالنِّسْوَةِ فِي مِصْرَ، بَدَا لِلْمَلَكِ بَعْدَ مَا سَمِعَ قَوْلَ الصَّبِيِّ لَيَسْجُنَنَّ يُوسُفَ،فَسَجَنَهُ فِي السِّجْنِ، وَ دَخَلَ السِّجْنَ مَعَ يُوسُفَ فَتَيَانِ، وَ كَانَ مِنْ قِصَّتِهِمَا وَ قِصَّةِ يُوسُفَ مَا قَصَّهُ اللَّهُ فِي الْكِتَابِ) عِلَلُ الشَرائعِ:1/45
    تَفسيرُ المِيزانِ - السَّيدُ الطَبَاطبَائي - ج ١١ - الصفحة ١٦٥
    وقِيلَ: إنَّهُنَّ قُلْنَّ لَهُ: أطِعْ مَولَاتَكَ، واقضِ حَاجَتَهَا، فإنَّهَا المَظلومَةُ، وأنتَ ظَالمٌ . وقيلَ: إنَّهُنَّ لَمَّا رَأينَ يُوسفَ، إستأذَنَّ إمرأةَ العزيزِ بأنْ تَخلو كُلُّ وَاحدةٍ مِنْهُنَّ بِهِ، وَتدعوهُ إلَى مَا أرَادَتْهُ مِنْهُ إلَى طَاعَتِهَا. فَلَمَّا خَلونَ بِهِ، دَعتهُ كُلُّ واحدةٍ مِنْهُنَّ إلَى نَفسهَا، فَلِذلكَ قالَ: {مِمَّا يَدْعُونَنِىٓ إِلَيْهِ}
    ويسألُ، فيُقالُ: كيفَ قالَ يُوسفُ {ٱلسِّجْنُ أَحَبُّ إِلَىَّ مِمَّا يَدْعُونَنِىٓ إِلَيْهِ} ولَا يجوزُ أنْ يُرادُ السِّجنُ الّذي هوَ المَكانُ، وَإنْ عَنِيَ بِهِ السِّجنَ الّذي هوَ المَصْدَرُ فإنَّ السِّجنَ مَعصيَةٌ، كَمَا أنَّ مَا دَعَونَهُ إليِهِ مَعصيَةٌ، فلَا يَجوزُ أنْ يُريدَهُ؟ فالجوابُ: إنَّهُ لَمْ يُرِدْ المَحبةُ الّتي هيَ الإرادةُ،وإنَّمَا أرادَ أنَّ ذلكَ أخَفُّ عَليَّ وأسهلُ ،{فَٱسْتَجَابَ لَهُۥ رَبُّهُۥ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ}
    أي: فأجابَ لَهُ رَبَّهُ فِيمَا دَعاهُ فَعَصَمَهُ مِنْ مَكْرِهِنَّ.
    فإنْ قيلَ: مَا مَعنَى سُؤالُ يُوسفُ الُلَّطفَ مِنَ اللهِ، وهوَ عَالمٌ بأنَّ اللهَ يَفْعَلُهُ لَا مَحالةَ؟ فالجوابُ: إنَّهُ يَجوزُ أنْ تَتَعلقَ المَصلحَةُ بالألطافِ عِنْدَ الدُّعاءِ المُجَدَّدِ ، وَمَتَى قِيلَ كيفَ عَلِمَ أنَّهُ لولَا الُلَّطفَ لَرَكِبَ الفَاحشةَ، وإذا وجدَ الُلَّطفَ إمتنَعَ؟ قُلنَا: لَمَّا وَجَدَ في نَفسِهِ مِنَ الشَّهوةِ، وَعَلِمَ أنَّهُ لَولَا لُطفُ اللهِ لأرتَكَبَ القبيحَ ، وَعَلِمَ أنَّ اللهَ سُبحانَهُ يَعصِمُ أنبياءَهُ بالألَّطافِ، وأنَّ مَنْ لَا يكونُ لَهُ لُطفٌ، لَا يَبعثُهُ اللهُ نَّبِيَّاً.
    قالَ السُّدِّيُّ: وَذلكَ أنَّ المرأةَ قالتْ لِزوجِهَا: إنَّ هَذا العَبدُ قَدْ فَضحَنِي في النَّاسِ مِنْ حيثْ إنَّهُ يُخبِرَهُم أنَّي رَاودتُهُ عَنْ نَفسِهِ، وَلستُ أَطيقُ أنْ أعتذرَ بِعُذري، فإمَّا أنْ تأذنَ لي فأخرجُ وأعتذرُ، وإمَّا أنْ تَحبِسَهُ كَمَا حَبستَني، فَحَبِسَهُ بَعدَ عِلْمِهِ ببرَاءتِهِ.
    وقيلَ إنَّ الغَرضَ مِنَ الحَبسِ:أنْ يُظهِرَ للنَّاسِ أنَّ الذنبَ كانَ لَهُ، لأنَّهُ إنَّمَا يُحبَسُ المجرمُ.
    وقيلَ: كانَ الحَبسُ قَريباً مِنهَا، فأرادتْ أنْ يكونَ بِقُربِهَا حَتَى إذا أشْرَفَتْ عَلَيهِ، رَأتْهُ.
    تفسير مجمع البيان - الشيخ الطبرسي - ج ٥ – ص 398- ٣٩٩
    وَ رَوَى ابْنُ بَابَوَيْهِ، قَالَ: رُوِيَ فِي خَبَرٍ عَنِ الصَّادِقِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)أَنَّهُ قَالَ: (دَخَلَ يُوسُفُ السِّجْنَ وَ هُوَ ابْنُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، وَ مَكَثَ فِيهِ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَ مَكَثَ بَعْدَ خُرُوجِهِ ثَمَانِينَ سَنَةً فَذَلِكَ مِائَةٌ وَ عَشْرُ سِنِينَ) ، أمالي الصدوق:208 ذيل الحديث 7 .


  • #2


    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    تقبل الله منا ومنكم

    تعليق


    • #3
      لكم الحسنى وجزاكم الله خير جزاء المحسنين مع شكرنا وتقديرنا

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X