إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مَواعِظُ عِيسَى(عَلَيْهِ السَّلَامُ):4- التَّوَاضُعُ لِلنَّاسِ:-

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مَواعِظُ عِيسَى(عَلَيْهِ السَّلَامُ):4- التَّوَاضُعُ لِلنَّاسِ:-

    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
    السَلآْم عَلْيُكّمٌ وٍرٍحَمُةّ الله وٍبُرٍكآتُهْ

    (قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ(عَلَيْهِ السَّلَامُ): يَا مَعْشَرَ الْحَوَارِيِّينَ لِي إِلَيْكُمْ حَاجَةٌ اقْضُوهَا لِي قَالُوا قُضِيَتْ حَاجَتُكَ يَا رُوحَ اللَّهِ فَقَامَ فَغَسَلَ أَقْدَامَهُمْ‌ فَقَالُوا كُنَّا نَحْنُ أَحَقَّ بِهَذَا يَا رُوحَ اللَّهِ فَقَالَ إِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ بِالْخِدْمَةِ الْعَالِمُ إِنَّمَا تَوَاضَعْتُ هَكَذَا لِكَيْمَا تَتَوَاضَعُوا بَعْدِي فِي النَّاسِ كَتَوَاضُعِي لَكُمْ ثُمَّ قَالَ عِيسَى(عَلَيْهِ السَّلَامُ): بِالتَّوَاضُعِ تُعْمَرُ الْحِكْمَةُ لَا بِالتَّكَبُّرِ وَ كَذَلِكَ فِي السَّهْلِ يَنْبُتُ الزَّرْعُ لَا فِي الْجَبَلِ)، أُصولُ الكَافي 1/ 37، ح6.
    يَضربُ النَّبيُّ عَيسَى(عَلَيْهِ السَّلَامُ) أروعَ وأجملَ الأفعالِ لبيانِ كَيفيَّةِ الدُّخولِ الَى قُلوبِ النَّاسِ ونَشرِ ثقافَةِ الإحسانِ اليهِم وتَحصيلِ مَحَبَتِهِم ، ألَا وَهوَ التَّواضُعُ:-
    لُغةً، التَّواضُعُ: بِمعنَى «التَّذَلُّلُ» والمقصودُ مِنَ التَّذَلُّلُ هُنَا الخُضوعُ والتَّسليمُ .
    إصْطِلَاحاً التَّوَاضُعُ عبارةٌ عَنِ الإنْكِسارِ النَّفسيِّ الّذي لَا يَرى مَعهُ الإنسانُ نَفسَهُ أعلَى مِنَ الآخرينَ ولَازِمَهُ أنْ يَتحرَكَ الشَّخصُ تِجاهَ الآخرينَ مِنْ مَوقعِ الاحترامِ والتَّعظيمِ لَهم بكلماتِهِ وأفعالِهِ ، قالَ تَعالَى: ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا سُورَةُ الفُرْقانِ ، آية 63 ، فَالهَوْنُ هو التَّذَلُّلُ و التَّوَاضُعُ ، وكَذَلكَ مَعنَى خَفْضِ الجَنَاحِ في قَولِهِ تَعالَى: ﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ سُورَةُ الشُّعَرَاءِ : 215 .
    قالَ تَعالَى: ﴿ وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴾ سُورَةُ لُقْمانِ : 18 حيثُ ذَكرَ تَعالَى مَا يُناقضُ التَّوَاضُعُ وهو التَّكَبُرُ لِيؤكدَ عَلَى أهمَّيَّةِ التَّوَاضُعُ .
    قَالَ مُعَاوِيَةُ بْن وَهْب : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ(عَلَيْهِ السَّلَامُ) يَقُولُ : (اطْلُبُوا الْعِلْمَ وَتَزَيَّنُوا مَعَهُ بِالْحِلْمِ وَالْوَقَارِ ، وَتَوَاضَعُوا لِمَنْ تُعَلِّمُونَهُ الْعِلْمَ وَتَوَاضَعُوا لِمَنْ طَلَبْتُمْ مِنْهُ الْعِلْمَ ، وَ لَا تَكُونُوا عُلَمَاءَ جَبَّارِينَ فَيَذْهَبَ بَاطِلُكُمْ بِحَقِّكُمْ) الكافي : 1 / 36
    قال الإمامُ الكاظمُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): (إنّ الزَّرعَ يَنبُتُ في السَّهلِ ولايَنبُتُ في الصَّفا؛ فكذلكَ الحِكمَةُ تَعمُرُ في قَلبِ المُتَواضِعِ، ولا تَعمُرُ في قَلبِ المُتَكبِّرِ الجَبّارِ ؛ لأنَّ اللّهَ جَعلَ التَّواضُعَ آلَةَ العَقلِ، وجَعَلَ التَّكبُّرَ مِن آلَهِ الجَهلِ) المَجلسيُّ، بحارُ الأنوارِ، ج 78، ص 312
    كيفَ تكونُ مُتَواضِعاً؟؟؟ ، والجَوابُ :-
    #المُبادرةُ بالسَّلامِ لِكُلِّ مَنْ يَمُرُّ بِطريقِ المَرءِ. # الجُلوسُ في آخرِ المَجلسٍ .
    #البِشْرُ بِالكَلامِ . # الرِفْقُ بِالسؤالِ. # إجابةُ الدَّعوةِ. # والسَّعي في حَاجاتِ الآخرينَ.
    # أنْ لَا يَرَى المَرءُ نَفْسَهُ خَيرَاً مِنْ غَيرِهِ.

    لَقَد وَرَدَ علَى أميرِ المؤمِنينَ أخَوانِ لَهُ مُؤمنانِ : أبٌ وابنٌ ، فقامَ إلَيهِما وأكرَمَهُما وأجلَسَهُما في صَدرِ مَجلِسهِ و جَلَسَ بَينَ يَدَيهِما ، ثُمّ أمَرَ بطَعامٍ فاُحضِرَ فأكَلا مِنهُ ، ثُمّ جاءَ قَنبَرُ بِطَستٍ و إبريقَ خَشَبٍ و مِنديلٍ لِيُيْبِسَ ، وجاءَ لِيَصُبَّ على يدِ الرّجُلِ ، فوَثَبَ أميرُ المؤمنينَ(عَلَيْهِ السَّلَامُ) و أخَذَ الإبريقَ لِيَصُبَّ على يدِ الرّجُلِ ، فتَمَرَّغَ الرّجُلُ في التُّرابِ و قالَ : يا أميرَ المؤمنينَ ، اللّه ُ يَراني و أنتَ تَصُبُّ على يَدِي ! قالَ : اقعُدْ و اغسِلْ فإنّ اللّه َ عَزَّ و جلَّ يَراكَ و أخوكَ الّذي لا يَتَمَيَّزُ مِنكَ و لا يَتَفَضَّلُ علَيكَ يَخدِمُكَ ، يُريدُ بذلكَ في خِدمَتِهِ في الجَنَّةِ مِثلَ عَشرَةِ أضعافِ عَدَدِ أهلِ الدُّنيا ، و على حَسبِ ذلكَ في مَماليكِهِ فيها فقَعَدَ الرّجُلُ ، فقالَ لَهُ عليٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): أقسَمتُ علَيكَ بعِظَمِ حَقِّي الّذي عَرَفتَهُ و بَجَّلتَهُ و تَواضُعِكَ للّه ِ ؛ حتّى جازاكَ عَنهُ بأن نَدَبَني لِما شَرَّفَكَ بهِ مِن خِدمَتي لَكَ ، لَما غَسَلتَ مُطمَئنّا كَما كُنتَ تَغسِلُ لَو كانَ الصّابُّ علَيكَ قَنبَرَ ، ففَعَلَ الرّجُلُ ذلكَ ، فلَمّا فَرَغَ ناوَلَ الإبريقَ محمّدَ بنَ الحَنَفيَّةِ و قالَ : يا بُنيَّ لَو كانَ هذا الابنُ حَضَرَني دُونَ أبيهِ لَصَبَبتُ على يَدِهِ ، ولكنَّ اللّه َعَزَّ و جلَّ يأبى أن يُسوِّي بَينَ ابنٍ و أبيهِ إذا جَمَعَهُما مَكانٌ ، لكنْ قَد صَبَّ الأبُ علَى الأبِ فلْيَصُبَّ الابنُ علَى الابنِ ، فصَبَّ محمّدُ بنُ الحَنفِيَّةِ علَى الابنِ ثُمَّ قالَ الحَسَنُ بنُ عليِّ العسكريُّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : فمَنِ اتَّبَعَ عليّا (عَلَيْهِ السَّلَامُ) على ذلكَ فهُو الشِّيعيُّ حَقّا .
    إذنْ بِتَّوَاضِعَكَ لإخيكَ تَكنْ شِيَعيَّاً وَهذا هو غَايةُ المُنَى والمَطلبُ المَعني لِكُلِّ عَاقلٍ عَرفَ أهلَ البيتِ وأحَبَهُم وَتَعلَّقَ بِهُمُ وألتَزَمَ بِالسَّيرِ علَى نَهجِهِم ، ولَكنْ إنْ لَمْ يَكنْ كَذَلكَ فَمُمْكِنُ أنْ يَكونَ مِمَنْ ضَيَّعَ النَّهجَ والطَّريقَ للوصولِ الَى اللهِ ، وأكثرُ مِنْ ذَلكَ مُمْكِن أنْ يكونَ مِنَ الّذينَ ضَلَوا وَسَاروا في مُعتَركِ الذُّنُوبِ والمَعاصِي فيكونَ مَصداقاً للآيةِ الشَريفَةِ {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ۖ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} سُورَةُ البَقَرةِ آية 24 .

  • #2


    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    تقبل الله منا ومنكم

    تعليق


    • #3
      تقبل الله أعمالكم وشكر الله سعيكم

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X