أقوال الأعلام في الإمام عليه السلام: وما يحيّر الباحثين عن شخصية الإمام الصادق عليه السلام كثرةُ الإطراء عليه ممن عاصروه على اختلاف اتجاهاتهم ومناخاتهم الفكرية، وليس الثناء عليه مقتصراً على الجوانب العبادية والأخلاقية والنَسَبية فحسب، بل تعدى ذلك إلى ما هو أهم بلحاظ فنون العلم والمعرفة التي هي محط الأنظار في المحافل المعرفية، وعلى الأخص عندما تتباين المشارب العلمية. فقال عنه عمه زيد بن علي بن الحسين عليهما السلام: >وفي كل زمان رجل منّا أهل البيت يحتجّ الله به على خلقه، وحجةُ زماننا ابن أخي جعفر، لا يضل من تبعه، ولا يهتدي من خالفه وقال فيه مالك بن أنس: >جعفر بن محمد اختلفتُ إليه زماناً فما كنتُ أراه إلا على إحدى ثلاث خصال: إما مصلٍّ، وإمّا صائمٌ، وإما يقرأ القرآن. >وما رأت عين ولا سمعت أذن ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر بن محمد الصادق علماً وعبادةً وورعاً. وقال فيه أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطي: ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد لمّا أقدمه المنصور بعث إليّ فقال: يا أبا حنيفة إنّ الناس قد افتتنوا بجعفر بن محمد فهيئ له من المسائل الشداد، فهيّأت له أربعين مسألة. ثم بعث إليّ أبو جعفر وهو بالحيرة، فأتيته فدخلتُ عليه وجعفر بن محمد جالس عن يمينه. فلمّا أبصرتُ به دخلني من الهيبة لجعفر بن محمد الصادق ما لم يدخلني لأبي جعفر، فسلمتُ عليه وأومأ إليّ، فجلستُ ثم التفتإليه فقال: يا أبا عبد الله هذا أبو حنيفة. قال جعفر: نعم، ثم أتبعها قد أتانا، كأنه كره ما يقول فيه قوم إنّه إذا رأى الرجل عرفه. ثم التفت المنصور إليّ فقال: يا أبا حنيفة ألقِ على أبي عبد الله من مسائلك. فجعلتُ ألقي عليه فيجيبني فيقول: أنتم تقولون كذا وأهل المدينة يقولون كذا ونحن نقول كذا، فربما تابعهم وربما خالفنا جميعاًحتى أتيتُ على الأربعين مسألة. ثم قال أبو حنيفة: ألسنا روينا إنّ أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس). وقال الخوارزمي في مناقب أبي حنيفة إنّه قال: >ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد، ولولا السنتان لهلك النعمان< مشيراً إلى السنتين اللتين جلس فيهما لأخذ العلم عن الإمام الصادق عليه السلام. وقال ابن أبي العوجاء فيه: >ما هذا ببشر وإن كان في الدنيا روحاني يتجسد إذا شاء ويتروح إذا شاء فهو هذا، وأشار إلى الصادق<. وروى الشيخ الصدوق أنّ سليمان بن داود المنقري قال: كان حفص بن غياث إذا حدّثنا عن جعفر بن محمد قال: حدّثني خير الجعافر جعفر بن محمد عليهما السلام. ومن المعروف إنّ حفصاً هو القاضي أبو عمرو الذي وصفه ابن عمار بأنّه كان عسراً في الحديث جداً، وقد خرّج حديثه أصحاب الصحاح وتوفي سنة 194 هـ). وذكر عبد الرحمن بن محمد الحنفي البسطامي أنّ: >جعفر بن محمد ازدحم على بابه العلماء واقتبس من مشكاة أنواره الأصفياء، وكان يتكلم بغوامض الأسرار وعلوم الحقيقة وهو ابن سبع سنين). وأما أحمد بن حجر الهيثمي فقال: >جعفر الصادق نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان، وانتشر صيته في جميع البلدان وروى عنه الأئمة الأكابر كيحيى بن سعيد وابن جريح ومالك والسفيانيين وأبي حنيفة وشعبة وأيوب السجستاني. ويحيى بن سعيد كان قاضياً للمنصور في المدينة ثم قاضي القضاة، وهناك يحيى بن سعيد القطان البصري كان من أئمة الحديث، بل عُدَّ محدّث زمانه واحتجّ به أصحاب الصحاح الستة وغيرهم. وابن جريح هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريح المكي من علماء العامة الذين يرون حلية المتعة، كما رأى حليتها آخرونمنهم. وقد قال الصادق عليه السلام حين سأله أحدهم عن المتعة: >ألق عبد الملك بن جريح فاسأله عنها فإنّ عنده منها علماً. وقد قال ابن خلكان: >عبد الملك أحد العلماء المشهورين<. والسفيانيان هما سفيان الثوري وسفيان بن عيينة، وأما شعبة فهو ابن الحجاج الأزدي كان من أئمة السنة وأعلامهم، وأيوب السجستاني ابن أبي تميمة، وقد عدّوه من كبار الفقهاء التابعين). وقال عن الإمام الصادق عليه السلام نقيب حلب محمد بن حمزة بن زهرة: >أبو عبد الله الإمام المعظم جعفر الصادق صاحب الخارقات الظاهرة، والآيات الباهرة، المخبر بالمغيبات الكائنة، أمه وأم أخيه عبد الله أمّ فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر وأمها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر، ولذا كان جعفر بن محمد عليه الرضوان يقول: ولدني أبو بكر مرتين ولد سنة 83 هـ وتوفي سنة 148 هـ ودُفن بالبقيع. وفي قاموس الأعلام: >...فريد زمانه في العلم والفضل، استمرّ على حلقة تدريس وإفادات جعفر الصادق الإمام الأعظم أبو حنيفة واستفاد منه أولاً في المعارف الظاهرية والباطنية، وكان للإمام اليد الطولى في الجفر والكيمياء والإلمام بسائر العلوم. ولا مجال لاستقصاء كلمات المشاهير وأرباب العلوم في شأن وعظمة الإمام جعفر بن محمد عليهما السلام بل لسنا في حاجة لذلك، فالشمس تدلّ على نفسها بنفسها ولا يحجبها غربال البخاري الذي يروي للخوارج والمجاهيل ولم يروِ حديثاً واحداً عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام برغم تلمذة كبار علماء العامة على يديه ـ كما عرفت قارئي الكريم ـ ونقلت عنه الرواة ما يملي الخافقين. وقد ذكر في هامش البحار ما يزيد عن ثمانين كتاباً أكثرها لغير الشيعة، قد ورد فيها ذكر الإمام الصادق عليه السلام إما بالرواية عنه، أو الاستشهاد بقوله، أو بالترجمة له. * * * * * |
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
اقوال الاعلام في الامام الصادق عليه السلام
تقليص
X
-
اقوال الاعلام في الامام الصادق عليه السلام
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
- اقتباس
-
المشاركة الأصلية بواسطة الكف الذهبي مشاهدة المشاركةبسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
ان الامام الصادق(ع) هو ينبوع العلم , وهو أحد العيون التي أنفجرت التي أشار القران اليها , قلنا اضرب بعصاك الحجر .....
فهو عين العلم و عين الحياة .
دمتم بصحة و أمان بحق طه و القران
والسلام عليكم
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
الأخت الفاضلة ( أم التقي )
بارك تعالى في على هذا الأختيار
جعله الله في ميزان حسناتكمالتعديل الأخير تم بواسطة الرضا; الساعة 26-08-2015, 04:05 PM.
ولولا أبو طالب وأبنه * لما مثل الدين شخصا وقاما
فذاك بمكة آوى وحامى * وهذا بيثرب جس الحماما
فلله ذا فاتحا للهدى * ولله ذا للمعالي ختاما
وما ضر مجد أبي طالب * جهول لغا أو بصير تعامى
كما لا يضر إياب الصبا * ح من ظن ضوء النهار الظلاما
[/CENTER]
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
المشاركة الأصلية بواسطة الرضا مشاهدة المشاركة
الأخت الفاضلة ( أم التقي )
بارك تعالى في على هذا الأختيار
جعله الله في ميزان حسناتكم
- اقتباس
- تعليق
تعليق
تعليق