اللهم صل على محمد وآل محمد
يجب محاسبة النفس دائماً على عدم تضييع فرصة العمر التي منّ الله تعالى بها عليه, فالعمر هو الوقت المحدَّد الذي لا يستطيع الإنسان إطالة أمده، وتمديد أجله المقدر المحتوم: ﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ﴾[1].
من أجل ذلك جاءت توجيهات آل البيت عليهم السلام موضّحة نفاسة العمر، وضرورة استغلاله وصرفه فيما يوجب سعادة الإنسان ورخائه في حياته العاجلة والآجلة، نذكر منها:
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: "يا أبا ذر، كُن على عمرك أشحّ منك على درهمك ودينارك"[2].
وعن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: "إنّما الدنيا ثلاثة أيّام: يوم مضى بما فيه، فليس بعائد، ويوم أنت فيه، فحقّ عليك اغتنامه، ويوم لا تدري أنت مِن أهله، ولعلك راحل فيه, أمّا اليوم الماضي فحكيم مُؤدِّب، وأمّا اليوم الذي أنت فيه فصديق مودِّع، وأمّا غد فإنّما في يديك منه الأمل".
-------------------------------------
1] سورة الأعراف، الآية 34.
[2] العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، مصدر سابق، ج74، ص76.