بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد
.........................
ذاكرتي ممتلئة ..
صادفتُ قبل مدة امرأةً لا تتحدث إلاّ بذكريات الماضي.. كُنا وكانوا.. لتتحدث وبإسهاب عن الأشخاص.. المواقف.. التي مرت بحياتها، رغم أنها ليست بالكبيرة في العمر، فحاولت مراراً وتكراراً أن أوصل رسالة لها أن في العمر بقية..
وما دمنا نعيش فإن الحياة لم تنتهي لنفكر بالأمس فقط!!.. لكن بلا جدوى، فهنالك ومع الأسف مَن يُغلق مسامع قلبه وبصره عن اللحظة الآنية والمستقبلية دائماً، وكان ما حدث كتذكرة لي وأحببت أن أطرح وأبحث عن هذا الموضوع المهم، فلماذا لا أقول كنا وكانوا وسأكون!!
وهناك مَن يقول: إن الذكرى صورٌ لها رائحة الماضي.. وعبقٌ لا يُمحى من المخيلة مهما حاولنا أن ننسى أو نتناسى، سيظل عبيرها باقٍ.. وهل من الجيد أن نعيش بعالم الذكريات رغم أن بعضها يجعلنا نجتر الألم والحزن والتعاسة؟!
فكلنا يريد أن يعرف كم تأخذ ذكرياته مساحة من الذاكرة.. ونأمل إن كانت فارغة أن نملأها بما هو نافع ومفيد أو هي ممتلئة وتحتاج لإعادة تفريغ، فليست الحكمة من الذكريات أن تجعلنا نعيش داخل قوقعة لا نسمح للحاضر أو المستقبل أن يخترقها، بل الماضي يطور ويرسم الحاضر الجميل ويخطط لمستقبل أفضل من خلال الاتعاظ مما سبق، فهي تحتل مساحة من الذاكرة.
وشئنا أم أبينا ستطفو على السطح سواء المؤلمة منها أو المفرحة، وخصوصاً لو واجهنا موقفاً مقارباً لموقف في الماضي وحالياً أغلبنا نقارن واقعنا الأخلاقي بما كان في الماضي، وكيفية تآلف النفوس والعلاقات الاجتماعية الراقية اللطيفة بين الجيران وأصحاب المحلة الواحدة وكأنهم بيت واحد.
ولكن لابد من ترك مساحة للعمل ونقدم لمن سيأتي، فحري بنا أن نعمل، فقبلنا زرعوا لنا زرعاً ما زلنا إلى الآن نستلذ به وبنفعه وبشذاه، فكلما أخذتنا الحياة بعيداً بين أمواجها..
في مواقفها.. في أحداثها..
في صدماتها وتعجباتها..
وفي سعادتها وأنينها..
في كل شيء يمر علينا.. يخالج قلبنا بضياء أو عتمة يمنحنا نسيماً أو قسوة.. لا شيء أعظم من يقين يمتلك قلبك سابقاً وحاضراً.. فيصير في روحك قائداً مهيمناً.. إن الله بقربك.. وهو ملاذك.
فتلك المصائب والآلام وذكريات الفقد أو الفقر هي إنذار وسوط على الأرواح التي تعيش الغفلة والسبات، ودلالة على قصر عمر الدنيا وعدم خلودها وبقائها.
وقد يستيقظ الإنسان فجأةً ويرى أنّ الوقت قد فات وقد تخلّف عن الركب.. فالذكريات المؤلمة والتي يتمنى الإنسان لو يعمل لها مسحاً نهائياً، قد يكون من نعم الله علينا ببقائها أننا لا نعاود ارتكاب أمثالها عندما نتذكر مرارتها وألمها، ونستذكر قوله تعالى: {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ} (الحديد: 23).
وفي بعض الأحيان نحتاج إلى إعادة أنفسنا إلى الماضي الجميل.. لفداحة ما نشاهده من حالات تغلق علينا منافذ الأمل في تغيير الواقع وحنيننا إلى الأيام الخوالي وافتقادنا إليها يجعلنا نتمنى أن نعيش فيها، فنستذكرها دائماً.. وبذلك ننسى المستقبل، وهذا ما أدى بأُمتنا إلى التخلف في كل شيء، وإلى عدم الاهتمام برسم المستقبل الذي يحفظ هذا التاريخ الذي نمجده ليلاً ونهاراً، وبدلاً من الاستفادة من تاريخنا في التخطيط لمستقبلنا قمنا بأخذ الأفكار الجاهزة والمستوردة فأضعنا بذلك الماضي والمستقبل.
هناك ذكريات جميلة من الجيد استذكارها لأخذ الشحن والطاقة منها؛ مثل السفرات والزيارات والجلسات العائلية، وهناك ذكريات يجب أن لا نعطيها مساحة من الذاكرة؛ مثل الذكريات المؤلمة والمسيئة لنا وللآخرين لكي لا تمنحنا طاقة سلبية لحياتنا ولأهدافنا وتطلعاتنا المستقبلية، وأن نعتبرها مرحلة زمنية وتجربة تعلّمنا منها الصحيح من الخطأ، والصواب من الانحراف.
اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد
.........................
ذاكرتي ممتلئة ..
صادفتُ قبل مدة امرأةً لا تتحدث إلاّ بذكريات الماضي.. كُنا وكانوا.. لتتحدث وبإسهاب عن الأشخاص.. المواقف.. التي مرت بحياتها، رغم أنها ليست بالكبيرة في العمر، فحاولت مراراً وتكراراً أن أوصل رسالة لها أن في العمر بقية..
وما دمنا نعيش فإن الحياة لم تنتهي لنفكر بالأمس فقط!!.. لكن بلا جدوى، فهنالك ومع الأسف مَن يُغلق مسامع قلبه وبصره عن اللحظة الآنية والمستقبلية دائماً، وكان ما حدث كتذكرة لي وأحببت أن أطرح وأبحث عن هذا الموضوع المهم، فلماذا لا أقول كنا وكانوا وسأكون!!
وهناك مَن يقول: إن الذكرى صورٌ لها رائحة الماضي.. وعبقٌ لا يُمحى من المخيلة مهما حاولنا أن ننسى أو نتناسى، سيظل عبيرها باقٍ.. وهل من الجيد أن نعيش بعالم الذكريات رغم أن بعضها يجعلنا نجتر الألم والحزن والتعاسة؟!
فكلنا يريد أن يعرف كم تأخذ ذكرياته مساحة من الذاكرة.. ونأمل إن كانت فارغة أن نملأها بما هو نافع ومفيد أو هي ممتلئة وتحتاج لإعادة تفريغ، فليست الحكمة من الذكريات أن تجعلنا نعيش داخل قوقعة لا نسمح للحاضر أو المستقبل أن يخترقها، بل الماضي يطور ويرسم الحاضر الجميل ويخطط لمستقبل أفضل من خلال الاتعاظ مما سبق، فهي تحتل مساحة من الذاكرة.
وشئنا أم أبينا ستطفو على السطح سواء المؤلمة منها أو المفرحة، وخصوصاً لو واجهنا موقفاً مقارباً لموقف في الماضي وحالياً أغلبنا نقارن واقعنا الأخلاقي بما كان في الماضي، وكيفية تآلف النفوس والعلاقات الاجتماعية الراقية اللطيفة بين الجيران وأصحاب المحلة الواحدة وكأنهم بيت واحد.
ولكن لابد من ترك مساحة للعمل ونقدم لمن سيأتي، فحري بنا أن نعمل، فقبلنا زرعوا لنا زرعاً ما زلنا إلى الآن نستلذ به وبنفعه وبشذاه، فكلما أخذتنا الحياة بعيداً بين أمواجها..
في مواقفها.. في أحداثها..
في صدماتها وتعجباتها..
وفي سعادتها وأنينها..
في كل شيء يمر علينا.. يخالج قلبنا بضياء أو عتمة يمنحنا نسيماً أو قسوة.. لا شيء أعظم من يقين يمتلك قلبك سابقاً وحاضراً.. فيصير في روحك قائداً مهيمناً.. إن الله بقربك.. وهو ملاذك.
فتلك المصائب والآلام وذكريات الفقد أو الفقر هي إنذار وسوط على الأرواح التي تعيش الغفلة والسبات، ودلالة على قصر عمر الدنيا وعدم خلودها وبقائها.
وقد يستيقظ الإنسان فجأةً ويرى أنّ الوقت قد فات وقد تخلّف عن الركب.. فالذكريات المؤلمة والتي يتمنى الإنسان لو يعمل لها مسحاً نهائياً، قد يكون من نعم الله علينا ببقائها أننا لا نعاود ارتكاب أمثالها عندما نتذكر مرارتها وألمها، ونستذكر قوله تعالى: {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ} (الحديد: 23).
وفي بعض الأحيان نحتاج إلى إعادة أنفسنا إلى الماضي الجميل.. لفداحة ما نشاهده من حالات تغلق علينا منافذ الأمل في تغيير الواقع وحنيننا إلى الأيام الخوالي وافتقادنا إليها يجعلنا نتمنى أن نعيش فيها، فنستذكرها دائماً.. وبذلك ننسى المستقبل، وهذا ما أدى بأُمتنا إلى التخلف في كل شيء، وإلى عدم الاهتمام برسم المستقبل الذي يحفظ هذا التاريخ الذي نمجده ليلاً ونهاراً، وبدلاً من الاستفادة من تاريخنا في التخطيط لمستقبلنا قمنا بأخذ الأفكار الجاهزة والمستوردة فأضعنا بذلك الماضي والمستقبل.
هناك ذكريات جميلة من الجيد استذكارها لأخذ الشحن والطاقة منها؛ مثل السفرات والزيارات والجلسات العائلية، وهناك ذكريات يجب أن لا نعطيها مساحة من الذاكرة؛ مثل الذكريات المؤلمة والمسيئة لنا وللآخرين لكي لا تمنحنا طاقة سلبية لحياتنا ولأهدافنا وتطلعاتنا المستقبلية، وأن نعتبرها مرحلة زمنية وتجربة تعلّمنا منها الصحيح من الخطأ، والصواب من الانحراف.