إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

7- أسرارُ الغَيبَةِ الكُبرى:-‏

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • 7- أسرارُ الغَيبَةِ الكُبرى:-‏

    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
    السَلآْم عَلْيُكّمٌ وٍرٍحَمُةّ الله وٍبُرٍكآتُهْ

    قال تعالى :ـ {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً }.. سُورَةُ النِّسَاءِ آية 69.
    قالَ الصادقُ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ): (النَّبيِّينَ رَسولُ اللهِ، والصِّدِّيقينَ عليٌّ، والشُهداءُ الحسنِ والحسينِ، والصالحينَ الأئمةُ وحَسُنَ اولئكَ رفيقاً القائمُ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ (عَلَيهُمُ الصَّلاةُ والسَّلامُ)).. تفسيرُ القُمي- ج1 ص142.
    قالَ أمامُ زَمَانِنَا المَهديُّ المُنتظرُ (عجَّلَ اللهُ فرَجِهِ الشَّريفِ)
    ( أنا المهديُّ، أنا قائمُ الزمّانِ، أنا الّذي أملأَها عدلاً كَما مُلِئت ظُلماً و جَورا. بحارُ الأنوارِ ج52 ص2

    (وأمَّا علة ما وقع من الغيبة ، فإنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ يقولُ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاء إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} ، سُورَةُ المائدةِ ،آية 101، إنَّهُ لمْ يكنْ لأحدٍ منْ آبائي (عَلَيهُمُ السَّلامُ)إلاَّ وقدْ وقعتْ في عُنقِهِ بيعةٌ لطاغيةِ زَمانِهِ ، وإنِّي أخرجُ حَينَ أخرجُ ، ولَا بيعةً لأحدٍ منَ الطَّواغيتِ في عُمري . وأمّا وجهُ الانتفاعُ بي في غَيبتي ، فكَالانتفاعِ بالشمسِ إذا غيّبتَها عنِ الابصارِ السحابُ ، وإنِّي لأمانٌ لأهلِ الارضِ كمَا أنَّ النجومَ أمانٌ لأهلِ السَّماءِ ، فأغلِقوا بابَ السُّؤالِ عمَا لَا يُعنيكُم ، ولَا تتَكلَفوا عِلمَ ما قدْ كُفيتُم ، وأكثرِوا الدُّعاءَ بتعجيلِ الفرجِ ، فإنَّ ذلكَ فَرجَكُم ، والسَّلامُ عليكَ يا اسحاقَ بنَ يعقوبَ وعَلَى مَنْ إتَبَعَ الهُدَى ) الشيخُ الصدوقِ ، كمالُ الدِّينِ وتمامُ النِّعمةِ ، ص 483.‏
    يتضح من الفقرة المختارة من التوقيع ( الاجابة ) ثلاثة أمور أساسية :‏
    1- تَجنبُ السؤالَ عنْ الأمورِ المَجهولةِ الّتي يَصعبُ مَعرفةِ أسرَارَهَا ، إمّا لأنَّها مِنَ الغيبِ المُؤجَلِ الّذي يَتُمَّ الكَشفَ عَنْهُ في وَقتِهِ كَموعدِ يومِ القيامَةِ ، وإمّا لأنَّ تَكَليفَنَا يَقتصرُ عَلَى مَعرفةِ مَا يَعنينَا ، فيكونَ الالحاحُ بالسؤالِ سَبباً لإستدراجِ إجاباتٍ قاصرةٍ أو غيرِ دَقيقةٍ ، إذْ لَمْ يُيسّرُ اللهُ تَعالَى عِلْمَهَا لَنَا لِعدمِ حَاجَتِنَا إليهَا . فَقدْ كَفانَا اللهُ تَعالَى عِلْمَ مَا نَحتَاجَهُ بِمَا أرسَلَهُ إلينَا مِنَ القرآنِ الكريمِ ومَا علّمنَا إياهُ النَّبيُّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَالِهٌ وَسُلَّمٌ)والأئمةُ (عَلَيهُمُ السَّلامُ).
    بَلْ لَعلَّ الإطلاعَ علَى بَعضِ الأسرارِ والخَفايَا- خاصةً إذا كَانتْ عَنْ النَّاسِ وأحوالِهِم الشَخصيَّةِ- تَسيءُ إلَى العلاقاتِ الإجتماعيَّةِ ،وتعقِّدُ الحياةَ الانسانيَّة .‏

    كَمَا نُلاحظُ بَعضَ المؤمنينَ يَهتمونَ كثيراً بالبَحثِ عَنْ الرَّواياتِ الضَعيفَةِ والمُرسَلَةِ الّتي لَا تَصلِحُ نَصَّاً ولَا سَنداً ، ويتعلّقونَ بِمضْمونِهَا فيمَا تَنقُلَهُ مِنْ أمورٍ غَيبيَّةٍ ، مَا يسيءُ إلَى البُنْيَةِ المَعرفيَّةِ للمؤمنِ ويشوّشُ أفكَارَهُ ويُضيِّعُ عَليْهِ سَلامةَ الطَّريقِ إلَى اللهِ تَعالَى . فمَا بَالُنَا لَا نَكتفي بِمَا وردَ إلينَا واضِحاً صَريحاً ؟! ومَا بَالُنَا نتعلَّقُ بتفاصيلٍ لمْ يُردِ الشَّارعُ المُقدَّسُ إبلَاغُنَا بِهَا ؟! لِيكُنْ إهتمَامَنَا بِمَا يَسِرَّ اللهُ لَنَا مَعرفَتَهُ فِيمَا يُصلحُ دِنيانَا وآخرتَنَا .‏
    2- الغيبةُ الكُبرى تَحوي منافعَ كثيرةً للمؤمنينَ ، وحتَى لو لمْ نَدرُكَ هذه المنافعُ فإنَّها تُحيطُ بِنَا منْ كُلِّ جانبٍ ، وأُنظرْ معيَ إلَى تَعبيرِ الامامِ المَهديِّ (عجَّلَ اللهُ فرَجِهِ الشَّريفِ) عنْ سِعةِ الانتفاعِ بغيبتِهِ : (كالانتفاعِ بالشمسِ إذا غيّبتْهَا عنْ الابصارِ السحابُ) ، ولو اقتصرَ الأمرُ علَى الأمانِ الّذي يُحقّقُهُ لأهلِ الارضِ بحضورِهِ مُنتظراً للظهورِ ، وإستعدادِهِ لإقامةِ دولةِ العَدلِ الكُبرى، وإبقائِهِ للأملِ عندَ البَشريَّةِ بقيادَتِهَا نحوَ سعادَتِهَا ، وإنتظارِ الفرجِ بغلبتِهِ علَى الظُّلمِ والفَسادِ ، لَكانَ ذلكَ فائدةٌ كُبرَى لَا تُعادلُهَا فائدةٌ ، فمَا بَالُكَ بنورِهِ المُشعُّ علَى البَشريَّةِ ، وتوفيقُ اللهِ للمؤمنينَ بالتَعلُّقِ بِهِ، ومَا يُعطينَا إياهُ رَبُّ العَالمينَ مِنْ خيراتٍ ببركَةِ وجودِهِ ... إنَّنَا بحاجةٍ إلَى نعمةِ الامانِ في ظِلالِ إمَامِنَا المَهديِّ (عجَّلَ اللهُ فرَجِهِ الشَّريفِ) ، وهذا مَا يُشكِلُ للمؤمنِ حافزاً وأملاً بالمستقبلِ مهمَا واجهَ مِنْ صُعُوباتٍ وآلامٍ وتضحياتٍ .‏
    3- الفرجُ : بِاكثارِ الدُّعاءِ لتعجيلِ الفَرجِ ، إذ كُلَّمَا ذكرنَا الامامَ (عجَّلَ اللهُ فرَجِهِ الشَّريفِ) وَدَعونَا بِفرجِهِ ، إرتاحتْ نفوسُنَا لِتَعلُقُنَا بالمنقذِ ، وتُعزّزُ أملَنَا بالتَّغييرِ نحوَ الافضلِ ، وعُشنَا شعورَ قُربِ الظُهورِ ومِا يَعنيهِ منْ إستعداداتٍ تَنعكسُ إيجاباً علَى حياتِنَا.
    الفرجُ هوَ فسحةُ الأملِ الّتي تَطرُدُ اليأسَ ، وبابُ الطَّاعةِ الّذي يَتحدَى المَعصيَّةَ، وطَريقُ الإرتباطِ بالقِيَادَةِ الّتي تُحدّدَ المَسارَ وتُنقذَ منَ الضَياعِ .‏

    أيُّها العزيزُ ، أدعُ دعاءً بالفرجِ يجعلُ قلبَكَ مُتعلقاً بعنانِ السَّماءِ ، لتعيشَ معَهُ صَعقةَ الحُبِّ الإلَهي الّذي يَغمرُ حياتَكَ ، عِندَهَا لَا شيءَ في حَياتِكَ إلاّ الإنتظارُ، ومعَهُ تَنزلُ عليكَ كُلُّ بركاتِ وتوفيقاتِ السَّماءِ .‏



  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا

    تعليق


    • #3
      مع شكرنا وتقديرنا والدعاء لكم بالتوفيق والسداد إن شاء الله

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X