بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
السَلآْم عَلْيُكّمٌ وٍرٍحَمُةّ الله وٍبُرٍكآتُهْ
اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
السَلآْم عَلْيُكّمٌ وٍرٍحَمُةّ الله وٍبُرٍكآتُهْ
{وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلرَّجْعِ} سُورَةُ ، الطارق آية 11:-
قالَ أبنُ عباسٍ ومجاهدُ وقتادةُ والضحاكُ : ذات الرجع ذات المطر ، وقالَ أبنُ زيدٍ : يَعني شَمْسَهَا وقَمرَهَا ونُجومَهَا تَغيبُ ثُمَّ تَطْلُعُ ، وقيلَ : رَجعُ السَّماءِ إعطَاؤهَا الخيرَ الّذي يكونُ مِنْ جِهَتِهَا حَالاً بعدَ حالٍ ، وقيلَ : الرَجعُ الماءُ لكثرَةِ تَردّدَهُ بالرياحَ .
{إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَىٰ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ} ، سُورَةُ آلِ عِمرانَ آية 5.
المنتخبُ مِنْ تفسيرِ القرآنِ والنُّكَتِ المُستخرَجَةِ مِنْ كتابِ التِبيانِ ( موسوعةُ إبنِ إدريسَ الحِلِّي )، ج ٣، ابن إدريس الحلي، ص ٣٦٢ ، وفي التوحيدِ: عَنِ الصَادقِ عَلَيْهِ السَّلامُ :-
(كانَ عَرشُهُ عَلَى المَاءِ، والمَاءُ علَى الهواءِ، والهواءُ لَايُحدُ ولمْ يكنْ يومئذٍ خَلقٌ غيرهُمَا، والماءَ يومئذٍ عَذبٌ فُراتٌ، فَلَمَا أرادَ أنْ يَخلقَ الارضَ أمرَ الرياحَ فَضَربتِ الماءَ حَتَى صَارَ مَوجاً، ثُمَّ أزبَدَ فَصارَ زَبَداً وَاحداً فَجَمعَهُ في مَوضعِ البيتِ، ثُمَّ جَعلَهُ جَبلاً مِنْ زَبدٍ، ثُمَّ دَحَا الأرضَ مِنْ تَحْتِهِ، فقالَ: { إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ} سُورَةُ آلِ عِمرانِ/96 ، ثُمَّ مَكثَ الرَبُّ تَباركَ وتَعالَى مَاشاءَ، فَلمَّا أرادَ أنْ يَخلقَ السَّماءَ أمَرَ الرياحَ فَضَرَبَتْ البحورَ حَتَى أزبَدَتْ بِهَا فَخرجَ مِنْ ذَلكَ المَوجُ والزَبَدُ مِنْ وَسَطِهِ دُخانٍ سَاطعٍ مِنْ غيرِ نَارٍ، فَخلقَ مِنْهُ السَّماءَ، وَجعلَ فيهَا البُروجَ والنَجومَ، ومنَازلَ الشَمسِ والقمرِ، وأجراهَا في الفُلكِ وكانتِ السَّماءُ خَضراءَ عَلَى لَونِ المَاءِ الأخضرِ، وكانتِ الارضُ غبراءَ عَلَى لونِ الماءِ العَذِبِ، وكَانتا مَرتوقَتَينِ ليسَ لَهمَا أبواب) تفسير القمي 2/69.
لَمْ يَكُنْ يَعرفُ العربُ زَمنَ القرآنِ مِنَ الرَجعِ سِوَى أنَّ السَّماءَ تُرجِعُ الماءَ بَعدَ تَبَخُرِهِ.
{وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا } سُورَةُ البَقرةِ آية ١٦٤
وَمَعَ تَطورِ العِلمِ إنكشفَ حَقائقٌ مُذهِلَةُ عَنْ السَّماءِ وَخَاصِّيَّتِهَا ، فَمِنْ خَصَائِصُ السَّماءِ أنَّهَا تُرجِعُ الأشِعَّةَ الكَونِيَّةَ ومَا دُونَ الحَمراءِ إلَى السَّماءِ نِسبَةً قَدْ تتجاوزُ 99,5 وَتَنزِلُ إلَى الأرضِ بِمقدارِ مَا تَحتاجُهُ الأرضُ ومخلوقاتِهَا ، وَمَعَ ذَلكَ فإذا تَعَرضَ الإنسانُ لِهذِهِ النَسبَةِ الضَئيلةِ جِداً فإنَّه يَتأذَى مِنْهَا أذىً كَبيراً وَتُسَبِّبُ لَهُ مَشاكلَ سَرطَانِيِّةَ .
{وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ } سُورَةُ البَقرةِ آية 36.
والسَّماءُ تُرجِعُ إلَى الأرضِ الحَرارةَ الّتي تَكتَسبِهَا مِنَ الشَمسِ ، وَلولَا هذا الإرجاعُ لَاستَحَالتِ الحَياةُ عَلَى الأرضِ بِمجردِ أنْ تَغيبَ الشَمسُ عَنِ الأرضِ ، لأنَّ دَرجةَ الحَرارةُ في الفضاءِ تَنخفِضُ إلَى حَوالي 300 درجةٍ تَحتَ الصِفرِ ، فَتُمارسُ السَّمَاءُ بِغلَافِهَا الجَوّيِّ دَورَ المُكيَّفِ للأرضِ الّذي يَسمحُ بِالحرارةِ المُنَاسِبَةِ للإنسَانِ والحَيوانِ والنَباتِ عَلَى حَدٍّ سَواءٍ .
{وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} سُورَةُ البَقرةِ آية 164.
والسَّماءُ تُرجِعُ عِبرَ طَبقَةِ الأينوسفير مَوجاتَ الرَاديو ، وَلولَا ذَلكَ لَمَا إستَطاعَ الإنسانُ أنْ يستفيدَ مِنْ عَالمِ الإتصالاتِ .
فَمِنْ أينَ لِمُحَمَّدٍ أنْ يَعرفَ كُلُّ هذهِ الأمورِ لَو لَمْ يَكُنْ هَذا العِلمُ مُتَصِلاً بِعالمِ الغَيبِ والشَّهادةِ وخالقِ السَّمواتِ والأرضَ .
{بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} سُورَةُ البَقرةِ آية 117
واللهُ أعلمُ سَيكتشِفَهُ العِلمُ يوماً مِنْ خَصائصٍ للسَّماءِ الّتي حَتماً سَتكونُ تَحتَ خَاصيةِ الرَجعِ الّتي حَتماً سَتكونُ تَحتَ خَاصيةِ الرَجعِ الّتي أخبرَ اللهُ عَنْهَا .
تعليق