لماذا لا يحترم الإعلام العربي شعائرنا..؟
غصة في القلب، كلما أسمع عن عيد عاشوراء عند العرب، نعم عيد وتنقل الفضائيات العربية وبعض الفضائيات العراقية هذا العيد في صبيحة العاشر من محرم كل عام، وكأنها ترد على احتفائنا بهذه المصيبة المفجعة، كأنها ترد على حزننا ببهجة جاحدة..! وغصة في القلب كلما تشن الفضائيات برامجها الترفيهية لتستقبل رمضان بفن هابط مقصود فيه الهبوط والاغراء والمجون ليواجه قدسية هذا الشهر العظيم..! هي غصة في القلب مع كل وفاة من وفيات ائمتنا (عليهم السلام) تضخ الفضائيات عهرها الاغرائي لتسلب من الناس احتفائها، اليوم تغير الحال لنا فضائيات الولاء التي لابد ان تسعى لتبث برامجا بمستوى فكري يحتفي بعظمة المناسبة..!
لنشتغل على الجانب الاخر من التكوين الانساني الفكر الذي يمتلك جواذبه الكبيرة لموازنة الفرجة، لابد ان ندعم الاحتفاء المصائبي باحتفاءات فكرية تنضج عند المتلقي الوعي لنبعد الغصة عن قلب كل ولاء، ولنعلم الاعلام الفضائي معنى الاحترام الانساني بمشاعر الشعوب..! لا يمكن ان تهمل الناس والناس لا ترد الصاع لها بالمثل، فلا تحترم وجود مثل هذه الفضائيات والحذف موجود..!
الأرزاق:
أي حديث عن الارزاق يذهب مباشرة صوب الأمور المادية، والجميع يؤمن بأن الأرزاق بيد الله تعالى، يقول مولاي امير المؤمنين(عليه السلام): علمت أن رزقي مكفول فاطمأننت, وهذه قناعة وايمان. الجميع يردد: (الارزاق بيد الله) والجميع يقول: (ان البركة في الرزق) لكن على ارض الواقع يختلف لدينا العمل، فجميع الأنظار الى الأرض ورجاؤهم بالمخلوق الضعيف، اعناقهم تشرئب للغني والمسؤول..!
اين القناعة؟ وأين الرضا؟ واين الله سبحانه وتعالى في حساباتهم؟ اين القناعات التي يتشدقون بها؟ لماذا الفارق كبير بين أحاديثنا عن فلسفة الرزق، وما نبحث عنه فعلاً؟ لماذا التبرم من الرزق؟ واصبح الانسان يعيش في دائرة ضيقة الملامح..؟
ان قانون الرزق عند الله أوسع وارحم، قوانين الله تحطم كل مستحيل، ان الله على كل شيء قدير، فمتى سنؤمن بأن العيش لا يضيق، والرزق لا يضيق على من خاف الله واتقاه, قال الله تعالى: ((وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا {2} وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ...)) (الطلاق: 2-3).
فتقوى الله كفيلة ان تفتح كل باب مغلق ويفرج كل هم وتحل السكينة والرحمة على اهل البيت.
والمعاصي توصد باب الرزق، والرزق في السماء بفضل الله ستحفظ القوة، فالتعلق بالله سبحانه وتعالى يبلغ الدرجة السامية من رقي البحث عن الرزق, يقول رسول الله (ص): "من كان همه الاخرة جلبت له الدنيا بحذافيرها" فليفعل الانسان ويطلب من الله العون والبركة والبركة تتنامى دون تدخل لا سياسي ولا مسؤول بها يغتني الفقير وتتبدل الأحوال, كيف للإنسان بعدما يؤمن ان الارزاق بيد الله ان يخاف الفقر ويخشاه، وكأن الرزق من صناعة يديه؟ كيف يؤمن بالله من يتشاءم ويخشى المستقبل؟ هناك الله سبحانه بفضل رحمته يبعد الانسان من الهم المؤذي والشيخوخة المبكرة والانتحار البطيء والانهزامية المميتة, القوانين الربانية تكفل الحياة الكريمة والعيش الرغيد.
السعادة:
تعني السعادة كمفهوم عام تحقيق الحلم، لكن خصوصية هذه السعادة ومفمومها الاحتوائي يتواءم مع شخصية كل حالم بالسعادة، اذ تتباين الرؤى من شخص الى آخر فهناك من يراها تعني لديه الثراء والغنى المادي والعيش الرغيد برخاء وقد تعني عند شخص آخر التواصل مع الناس.
وهناك أشياء كثيرة يرى فيها الانسان أسباب السعادة, لكن السعادة الحقيقية تكون في قلب الإنسان العامر بحب الله سبحانه وتعالى لتكون هذه السعادة مصدرا من الشعور براحة البال والطمأنينة والرضا والقناعة، فلا يلتفت كثيرا للأشياء المادية؛ لأن السعادة الحقيقية هي راحة البال، والإنسان هو من يزرع سعادته بنفسه، وتكون بعيدة عن الانانية، وأفضل تلك السعادات هي ما ينسجم مع العقل والقلب والجوارح.
السعادة في الحفاظ على رياضة رباطة الجأش وهدوء الاعصاب وتفاؤل القلب في مواجهة المصاعب والآلام. يقولون: السعادة تكمن في المحاولة وليس في محطة الوصول، والقناعة والرضا والنظر الى الذاكرة بجمال روح.
ويرى البعض: ان السعادة تعني رؤية الحاضر على انه افضل الأيام بسمو وعزة، والمتفائل يرى مستقبله افضل من حاضره, السعادة تأتي من داخل النفس أولاً، وسيشعر الانسان بالسعادة.