تمحيص المؤمنين في آخر الزمان : الحلقة الثانية
إنَّ الدنيا ليست دار إقامة دائمة وليست مرادة لذاتها. فهي لا تمثِّل غاية وهدفاً بل مقدّمة اقتضت الحكمة الإلهية أن يُكلَّف الإنسان فيها بالاستكمال باختياره من خلال سلوك طريق الحقّ الذي تكفَّلت السماء ببيان معالمه التفصيلية، فصار بنحو من الوضوح بحيث يُشار إليه ويقال: هذا (وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ) (الأنعام: 153).
ولا زالت الآيات والروايات تذكّرنا بفناء الدنيا بأجمعها وفناء أعمار الأفراد جميعاً.
(كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) (آل عمران: 185).
(إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ 1 وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ...) (الشمس: 1 و2).
(يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ) (الأنبياء: 104).
والوجهة التي تريد الشـريعة لنا أن نتحرَّك نحوها هي الابتعاد عن جعل الدنيا هدفاً فالفاني لا يستحقُّ أن يُجعَل مقصداً.
وقد كان سبيل تكامل الإنسان متمثلا بالنجاح في الابتلاء الذي يعمُّ جميع مفردات الحياة، وكانت بعض مفردات الابتلاء شاقّة إلى حدٍّ بعيد لم يصل إلى حدّ التكليف بما يعجز المكلَّف عن القيام به، وأُسقطت الكثير من التكاليف التي فيها عسر شديد رحمة منه تعالى لعباده.
وأمَّا التكامل فإنَّه لا يتنافى مع ما ذُكِرَ من معرفة الله تعالى، فإنَّ التكامل إنَّما يكون على طريق التوحيد ومعرفة الحقّ تبارك وتعالى.
وكيف كان فالابتلاء لا بدَّ منه وإلَّا فقدت الحياة غايتها بالنسبة لواهبها وخالقها ويعمُّ الابتلاء جميع شؤون حياة المكلَّف ولا بدَّ أن تكون جميع أجزاء هذه الحياة منسجمة مع الهدف منها، نعم أنحاء الابتلاء مختلفة بما يراه المبتلي من المصلحة، فقد يكون بنحو يرى الناس أنَّه خير، وقد يكون بنحو يرى أنَّه شرّ.
(وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّـرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً) (الأنبياء: 35).
وشدَّة الابتلاء ذات أثرين:
الأوّل: بيان واقع الاستحقاقات للأفراد إذ لا يكون التمايز واضحاً بين الأفراد إن لم يكن في الامتحان شـيء من الصعوبة.
والثاني: ارتقاء مستوى المبتلين إذا كان الابتلاء شديداً. ومن هنا كان نصيب الأولياء منه عظيماً، فهم أشدُّ بلاءً بعد الأنبياء ثمّ الأمثل فالأمثل.
ومن هنا كان الابتلاء بمثابة التحفة التي يتحف الله تعالى بها أحبّاءه وأوليائه، فهو يتعاهدهم بها مرَّةً بعد
أُخرى.
وللكلام تتمة إن شاء الله تعالى
إنَّ الدنيا ليست دار إقامة دائمة وليست مرادة لذاتها. فهي لا تمثِّل غاية وهدفاً بل مقدّمة اقتضت الحكمة الإلهية أن يُكلَّف الإنسان فيها بالاستكمال باختياره من خلال سلوك طريق الحقّ الذي تكفَّلت السماء ببيان معالمه التفصيلية، فصار بنحو من الوضوح بحيث يُشار إليه ويقال: هذا (وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ) (الأنعام: 153).
ولا زالت الآيات والروايات تذكّرنا بفناء الدنيا بأجمعها وفناء أعمار الأفراد جميعاً.
(كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) (آل عمران: 185).
(إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ 1 وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ...) (الشمس: 1 و2).
(يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ) (الأنبياء: 104).
والوجهة التي تريد الشـريعة لنا أن نتحرَّك نحوها هي الابتعاد عن جعل الدنيا هدفاً فالفاني لا يستحقُّ أن يُجعَل مقصداً.
وقد كان سبيل تكامل الإنسان متمثلا بالنجاح في الابتلاء الذي يعمُّ جميع مفردات الحياة، وكانت بعض مفردات الابتلاء شاقّة إلى حدٍّ بعيد لم يصل إلى حدّ التكليف بما يعجز المكلَّف عن القيام به، وأُسقطت الكثير من التكاليف التي فيها عسر شديد رحمة منه تعالى لعباده.
وأمَّا التكامل فإنَّه لا يتنافى مع ما ذُكِرَ من معرفة الله تعالى، فإنَّ التكامل إنَّما يكون على طريق التوحيد ومعرفة الحقّ تبارك وتعالى.
وكيف كان فالابتلاء لا بدَّ منه وإلَّا فقدت الحياة غايتها بالنسبة لواهبها وخالقها ويعمُّ الابتلاء جميع شؤون حياة المكلَّف ولا بدَّ أن تكون جميع أجزاء هذه الحياة منسجمة مع الهدف منها، نعم أنحاء الابتلاء مختلفة بما يراه المبتلي من المصلحة، فقد يكون بنحو يرى الناس أنَّه خير، وقد يكون بنحو يرى أنَّه شرّ.
(وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّـرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً) (الأنبياء: 35).
وشدَّة الابتلاء ذات أثرين:
الأوّل: بيان واقع الاستحقاقات للأفراد إذ لا يكون التمايز واضحاً بين الأفراد إن لم يكن في الامتحان شـيء من الصعوبة.
والثاني: ارتقاء مستوى المبتلين إذا كان الابتلاء شديداً. ومن هنا كان نصيب الأولياء منه عظيماً، فهم أشدُّ بلاءً بعد الأنبياء ثمّ الأمثل فالأمثل.
ومن هنا كان الابتلاء بمثابة التحفة التي يتحف الله تعالى بها أحبّاءه وأوليائه، فهو يتعاهدهم بها مرَّةً بعد
أُخرى.
وللكلام تتمة إن شاء الله تعالى