بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته
قال العالم المحترم "صدر الدين المحلاتي" حفيد "الميرزا الكبير" في كتاب له: كنَّا مدعويّن مع بعض العلماء في منزل "شيخ الإسلام الشيرازي" في النجف الأشرف وكان "الشيخ محمد كاظم الشيرازي" حاضراً فقال: رافقت "الميرزا الكبير" في سفر له إلى شيراز وكان عندما يحل الليل وتهدأ القافلة يجلس "الميرزا الكبير" وحيداً في خيمة خاصة به يقضي فيها ساعة وحيداً في الظلام لا يستقبل أحداً.
سألته ذات مرة: ماذا تفعل في هذه الساعة؟ فقال: سأخبرك في شيراز. وعندما وصلنا شيراز قال: خصصت لنفسي ساعة أحاسب فيها نفسي عن أعمال يومي فإن فعلت سوءاً قمت لجبرانه وإستغفرت، وإنْ وفقت لعملٍ حسنٍ شكرت الله الَّذي وفقني للقيام به.
ثم بادر "شيخ الإسلام الشيرازي" فقال: أنا رأيت من "الميرزا الكبير" ما هو أعجب من ذلك، فعندما سال الماء من احدى عينيه وكان الطبيب يعالجه، سافرت حينها إلى العتبات المقدسة ومكة المكرمة، وبعد عودتي من سفري ذهبت لعيادته فسألته عن حاله، فشكر الله وأثنى عليه، ولكني أحسست أن ألمه لم يزل لكنه يخفيه، فرجوته أن يصارحني فطلب منِّي أن أقسم أن لا أُحدِّث أحداً ما دام طبيبه حياً، وكان طبيبه مسلماً ذا عقيدة حسنة، فأقسمت له فقال: عندما أجرى لي الطبيب العملية علمت أنه أخطأ وعميت عيني، ولكني لو قلت ذلك حينها لسلبت ثقة الناس فيه ولعلهم أهانوه، لذا أظهرت رضاي عن العملية التي أجراها ولم أقل له إني فقدت بصري بها.
ثم أنه عندما سال الماء من عينه الأخرى أحضروا له طبيباً إنجليزياً وأصروا أن يعالج له كلتا عينيه، لكنه رفض وقال: هذا الطبيب المسيحي يعلم أني عالم دين إسلامي، ولن أرضى أن يقال عالج عينه لدى طبيب مسلم فعميت, وعالجها طبيب مسيحي فأصلحها. فصرف نظره عن علاجها، ثم وبعد معالجة عينه الأخرى بشهرين أو ثلاثة توفي، وكان البعض يعتقد ان الطبيب المسيحي هو الذي سمَّمَه فمات.
وقال "الميرزا إسماعيل الكازروني": شرع "الميرزا الكبير" ساعة إحتضاره بتلاوة الآيات الأخيرة من سورة الحشر وكررها عدة مرات حتى فاضت روحه الطاهرة وهو يتلو الآية {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ}(1) وارتحل معها إلى العالم العلوي.
السعادة كل السعادة في أن ينشغل اللسان والقلب في آخر لحظات العمر بذكر الله ويموت على هذه الحالة فهذه أمنية أهل الإِيمان جميعاً وفي ذلك فليتنافس المتنافسون. اللهم أجعل خاتمة أمرنا خيراً بجاه محمد وآله الطاهرين (ص).
____________________
(1) سورة الحشر، الآية: 23
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته
قال العالم المحترم "صدر الدين المحلاتي" حفيد "الميرزا الكبير" في كتاب له: كنَّا مدعويّن مع بعض العلماء في منزل "شيخ الإسلام الشيرازي" في النجف الأشرف وكان "الشيخ محمد كاظم الشيرازي" حاضراً فقال: رافقت "الميرزا الكبير" في سفر له إلى شيراز وكان عندما يحل الليل وتهدأ القافلة يجلس "الميرزا الكبير" وحيداً في خيمة خاصة به يقضي فيها ساعة وحيداً في الظلام لا يستقبل أحداً.
سألته ذات مرة: ماذا تفعل في هذه الساعة؟ فقال: سأخبرك في شيراز. وعندما وصلنا شيراز قال: خصصت لنفسي ساعة أحاسب فيها نفسي عن أعمال يومي فإن فعلت سوءاً قمت لجبرانه وإستغفرت، وإنْ وفقت لعملٍ حسنٍ شكرت الله الَّذي وفقني للقيام به.
ثم بادر "شيخ الإسلام الشيرازي" فقال: أنا رأيت من "الميرزا الكبير" ما هو أعجب من ذلك، فعندما سال الماء من احدى عينيه وكان الطبيب يعالجه، سافرت حينها إلى العتبات المقدسة ومكة المكرمة، وبعد عودتي من سفري ذهبت لعيادته فسألته عن حاله، فشكر الله وأثنى عليه، ولكني أحسست أن ألمه لم يزل لكنه يخفيه، فرجوته أن يصارحني فطلب منِّي أن أقسم أن لا أُحدِّث أحداً ما دام طبيبه حياً، وكان طبيبه مسلماً ذا عقيدة حسنة، فأقسمت له فقال: عندما أجرى لي الطبيب العملية علمت أنه أخطأ وعميت عيني، ولكني لو قلت ذلك حينها لسلبت ثقة الناس فيه ولعلهم أهانوه، لذا أظهرت رضاي عن العملية التي أجراها ولم أقل له إني فقدت بصري بها.
ثم أنه عندما سال الماء من عينه الأخرى أحضروا له طبيباً إنجليزياً وأصروا أن يعالج له كلتا عينيه، لكنه رفض وقال: هذا الطبيب المسيحي يعلم أني عالم دين إسلامي، ولن أرضى أن يقال عالج عينه لدى طبيب مسلم فعميت, وعالجها طبيب مسيحي فأصلحها. فصرف نظره عن علاجها، ثم وبعد معالجة عينه الأخرى بشهرين أو ثلاثة توفي، وكان البعض يعتقد ان الطبيب المسيحي هو الذي سمَّمَه فمات.
وقال "الميرزا إسماعيل الكازروني": شرع "الميرزا الكبير" ساعة إحتضاره بتلاوة الآيات الأخيرة من سورة الحشر وكررها عدة مرات حتى فاضت روحه الطاهرة وهو يتلو الآية {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ}(1) وارتحل معها إلى العالم العلوي.
السعادة كل السعادة في أن ينشغل اللسان والقلب في آخر لحظات العمر بذكر الله ويموت على هذه الحالة فهذه أمنية أهل الإِيمان جميعاً وفي ذلك فليتنافس المتنافسون. اللهم أجعل خاتمة أمرنا خيراً بجاه محمد وآله الطاهرين (ص).
____________________
(1) سورة الحشر، الآية: 23