إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بواعث السكينة وعوامل الجزع.

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بواعث السكينة وعوامل الجزع.

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد



    نحن نحتاج إلى السكينة ونحتاج إلى الهدوء، نحن نعيش جزع واضح، ونحن نعيش قلق واضح، نحن نخاف من أن تصيبنا الأمراض الخطيرة، هذا العصر عصر الأمراض الخطيرة والأوبئة الخطيرة، نخاف أن يصيبنا مرض خطير، إذن نحن نعيش جزعاً وقلق، نحن الآن نرى ركود اقتصادي في العالم كثيراً منا خسر أسهمه في البورصة وخسر تجارته وخسر أرباحه فأصابه نوع من الجزع والقلق، بعضنا يبتلى بولد معاق إذا ابتلى بولد معاق أصابه الجزع والقلق كيف يربي ولده وكيف يتعامل معه وكيف يصبر عليه؟، أو ولد مريض بمرض مزمن كيف يتعامل معه؟ خصوصاً الأم إذا ولد لها ولد معاق أو ولد مصاب بسكلسل حاد تكون عندها حالة من القلق والجزع كيف تتعامل معه على هذه السنين الطويلة؟ وهو ولد مريض، أو الإنسان أحياناً يصاب بمشاكل حادة مع زوجته أو المرأة تبتلى بزوج مستهتر وقاسي وشديد فيصيبها القلق والجزع كيف تتعامل مع هذا الزوج العمر كله.

    إذن هناك حالات كثيرة من الجزع وحالات كثيرة من القلق، وحالات كثيرة من التوتر عندنا، نحن نحتاج إلى سكينة مقابل هذه الأحداث، نحتاج إلى اطمئنان مقابل هذه الأحداث، فما هي عوامل الجزع؟ وما هي بواعث السكينة؟ علماء النفس يقولون الأزمة، متى نعبر عنها بأزمة؟

    الأزمة هي الحدث المقترن بضغط، ضغط جسمي وعقلي ونفسي، الضغط الجسمي إذا إنسان أصابه حدث وأصبحت مشاكل حادة بينه وبين زوجته أو مشاكل حادة بينه وبين صديق عزيز عنده أو إنسان لا عنده مشاكل مع رئيس الشركة التي يشتغل فيها ويخاف بأنه يفصل من الشركة فلا يحصل على عمل بعد ذالك، هذه أزمة هناك ضغط بدني يصاب بانخفاض في ضغطه ويصاب بأرق ولا ينام، ويصاب بحالة تشنج في جسمه وعنده ضغط عقلي، الضغط العقلي هو صعوبة التركيز لا يستطيع أن يركز، دائماً يتصور الحدث إذا تطرح عليه أمراً ثاني لا يستطيع أن يركز ولا يستطيع أن يفهم، يعيش صعوبة في التركيز، وعنده ضغط نفسي وهو اليأس والإحباط وفقدان الأمل وربما يتطور به اليأس فيعتزل المجتمع لأنه إنسان يائس، هذه هي الأزمة وهذه هي مظاهرها، فكيف نتعامل مع الأزمة وما هو علاجها؟

    هناك: علاج سريع، هناك علاج حاسم.
    العلاج السريع:


    له خطوتان: الخطوة الأولى: الاسترخاء، إذا أصابتك أزمة حاول أن تسترخي، كيف تسترخي؟ يعني أن تغير الجو تقرأ قصة ممتعة أو تشاهد برنامج ممتع تخرج لتلعب رياضة وتذهب إلى أصدقاءك وتذهب إلى مناظر جميلة، المهم أن تدخل في أجواء أخرى تحقق لك استرخاء لجسمك حتى تحصل على الاسترداد، علماء الصحة النفسية يسموها الاسترداد، ما معنى ذالك؟ يعني استرجاع القدرة على ضبط الانفعالات قدرتي على ضبط الانفعالات أريد أن أسترجعها مرة أخرى هذه تسمى بالاسترداد، نحتاج إلى استرخاء حتى تحصل على استرداد.

    الخطوة الثانية: استشارة الصديق، هنا يأتي دور الصديق، صديقي العزيز أنت تحتاج إذا مررت بأزمة، أزمة نفسية أو اقتصادية أو اجتماعية تحتاج إلى صديق تعرض عليه أزمتك، صديق عنده حكمة وعنده صدق في التعامل معك كما ورد عن النبي محمد «صلى الله عله وآله»: ”صديقك من أصدقك لا من صدقك“ كما يقول الشريف الرضي: ”يعرفك الأخوان كلن بنفسه وخيراً أخ من عرفتك الشدائد“ نحتاج إلى الأخ في الأزمات والصديق في الأزمات.
    علاج حاسم:


    العلاج الحاسم أن تتعرف على منشئ السكينة ومنشئ الهدوء في شخصية الإنسان، كيف يصبح الإنسان شخصية هادئة ما هو المنشئ والعوامل التي تجعل من شخصية الإنسان شخصية هادئة ومستقرة كيف؟

    الأزمة كما يقول علماء الصحة النفسية: حالة نفسية وليس حالة واقعية، كيف تكون حالة نفسية؟، نحن نجعلها أزمة ولكن ليس بالضروري أن تكون أزمة، يعني إنسان عنده مشاكل مع زوجته هو يستطيع أن يجعلها أزمة ويستطيع أن يجعلها حالة اعتيادية، هذه المشاكل قد تمر مع إنسان آخر وتكون أمر اعتيادي، أنت نفسك قد تمر معك هذه المشاكل وتكون حالة اعتيادية في بعض الأوقات، إذن الأزمة تعتمد على الإنسان نفسه، من يقرأ الأحداث بتشنج تصبح الأحداث عنده أزمة ومن يقرأ الأحداث بتأني تصبح الأحداث عنده حالة اعتيادية، الأمر يعتمد على قرأتك للأحداث وإلا لا توجد أزمة فالأزمة حالة نفسية لذلك لابد أن نعود إلى مقومات الشخصية المطمئنة وعوامل الهدوء والسكينة، ما هي عوامل الهدوء والسكينة؟
    العامل الأول: قوة الإرادة.


    تكون عندك إرادة، إرادة ضبط الانفعالات وضبط المشاعر حتى لا تنفعل ولا تنهار، ربما يقول إنسان أنا لا أملك إرادة ماذا أفعل؟ أنا إنسان ضعيف الإرادة، أنهار أمام الأحداث، لا يوجد إنسان لا يستطيع أن يكون له إرادة، حاول أن تعود نفسك على الصبر والتحمل، ورد عن النبي محمد : ”إن لم تكن حليماً فتحلم“ شخصاً يقول أن غضوب أقل شيء يؤذيني ”إن لم تكن حليماً فتحلم“ حاول أن تضغط على نفسك إلى أن تكون إنسان حليماً، الصبر دليل على قوة الإرادة قال تعالى: ﴿وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾ الصبر دليل على العزيمة.
    العامل الثاني: الوعي.


    يعني أن تؤمن بأن الاستسلام لن يغير الحدث، يعني أنت هل تستطيع أن تغير الواقع؟ شخصاً خسر أسهمه لو بكيت مليون سنة هل ترجع أسهمك؟ لا تستطيع أنت أن تغير الواقع، أو أب أصيب بولد معاق يعني هل يقدر أن يغير من الواقع؟، الوعي بأن البكاء والنحيب والتوتر والقلق لن يغير من الواقع شيء، الواقع هدا هو فعليك أن تتكيف معه وأن تتفاعل معه قال تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾ وقال تعالى: ﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ﴾.
    العامل الثالث: التوكل على الله.


    نحن نحتاج التوكل على الله، كل مسلم يحتاج التوكل على الله، نحن نعيش الخوف، كل واحد منا يعيش الخوف، الخوف من الأمراض والخوف من الفقر والخوف من جور الظلمة والفسقه والخوف من عوارض وكوارث الطبيعة، كل إنسان يعيش خوف، هذا الخوف لا يمكن إزالته إلا بالتوكل على الله ﴿أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ ذكر الله لا يعني الذكر اللفظي، لا هذا واحد من الأنواع ذكر الله يعني الذكر العقلي أن تستحضر الله في عقلك وفي وجدانك استحضار الله يعطيك حالة من الهدوء والطمأنينة ﴿أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ وقال تعالى: ﴿قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا﴾ نحن واثقون بأن الله لن يبتلينا بأمر إلا وسيعوضنا عنه، مستحيل بأن يبتلينا بأمر لا يعوضنا عنه، لماذا نخاف إذن؟ إما أن يعوضنا في الدنيا أو يعوضنا في الآخرة، يبتليك بمصيبة يعوضك عنها، يبتليك بإعاقة أو مشكلة يعوضك عنها ﴿وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ﴾ وقال تعالى: ﴿وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ النبي إبراهيم القي في نار نمرود في نار كانت ضخمة وكبيرة القي في النار أتعرضه ملك الرياح قال يا إبراهيم: إن شئت حولت لك النار دخان، قال: ليس عندي إليك حاجة، أعترضه ملك المطر قال: يا إبراهيم إن شئت أطفئت لك النار، قال: ليس عندي إليك حاجة، اعترضه إسرافيل قال: يا إبراهيم إن شئت أخذت بيدك ورفعتك من النار، قال: ليس عندي إليك حاجة، قال حاجتك عند من؟ قال: حاجتي عند ربي، قال إذن اسأل ربك، قال: علمه بحالي يغني عن سؤالي قال تعالى: ﴿ُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ﴾ حتى اصطكت أسنانه من شدة البرد، التوكل على الله.

    الإمام علي يقول لأبنه الحسن: ”يا بني وألجئ نفسك في الأمور كلها، إلى إلهك، فإنك تلجئها إلى كهف حريز، ومانع عزيز“، أبو بصير سأل الإمام الصادق قال: ”أليس لكل شيء حد، قال: بلى، قال: ما حد التوكل؟، قال: اليقين، قال: ما حد اليقين؟، قال: أن لا تخاف مع الله أحدا“ هذا هو اليقين.

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X