لمبارزة علي (عليه السلام ) لعمرو بن ود يوم الخندق افضل من اعمال امتي الى يوم القيامة
"
"
بسم الله الرحمن الرحيم
4 شوال دَينٌ في رقابنا..
بعد أن أجلى النبي الأكرم صلّى اللهُ عليهِ وَآله قبيلتي "بني قينقاع وبني النضير" من المدينة المنوّرة إلى شمال شبه الجزيرة العربيّة ذهب قسم منهم الى قلاع خيبر، وقسم إلى الشام.
وبدأوا يتحينون الفرص لإدراك ثأرهم من النبيّ وأصحابه..
*اشتغل اليهود على تأليب العرب وإثارتهم ضدّ النبي فأرسلوا رسلهم إلى قريش واتفقوا معهم على حرب الرسول…*
ولمّا بلغ الرسول ذلك أخذ يخطّط للدفاع عن المدينة، فاستشار أصحابه فقال سلمان: يا رسول الله إنّ القليل لا يقاوم الكثير في المطاولة، نحفر خندقاً يكون بيننا وبينهم حجاباً..
وبدأوا بحفر الخندق والنبي صلّى اللهُ عليهِ وَآله يحفر معهم..
بعد هذه المقدمة
أقول حياة أمير المؤمنين كلها صفحات مشرقة ،وكل محطة تحتاج الى وقفات ، ولكن يمكن أن نأخذ بعض المواقف من سيرة هذا الإمام البطل ، مثلاً نأخذ معركة الأحزاب أو الخندق تسمى الأحزاب ؛ لأن قريش تحالفت مع القبائل العربية واليهود والنصارى ، وكان عدد جيش الكفر كبير جداً بحيث بلغ عشرة آلاف وقيل 18 ألف ،وأصحاب النبي عددهم ثلاثة آلاف بما فيهم أهل النفاق .
أقول :
سارت الاحزاب خلف قائدها ابي سفيان متوجهة الى المدينة ومعها من الخيل الف فرس، وتصورت الاحزاب انه لم يبق بينها وبين دخول المدينة واستئصال محمد ومن معه الا قاب قوسين او ادنى، ولما وصلت فوجئت بالخندق مفاجأة تامة ، وقال ابو سفيان:
تلك مكيده لا تعرفها العرب!!
ونظراً للامكانيات الهائلة التي كُرست لأجل هذه الحرب، وما جُعل لها من العدّة والعدد، فقد كان اشراف قريش واليهود يعتبرون هذه المعركة معركة مصيرية، واستقر رأيهم على ابادة المسلمين عن بكرة أبيهم.
وقد علم رسول الله بمسير جيش الأحزاب عن طريق تقرير سرّي بعثته إليه قبيلة خزاعة التي كانت تميل الى المسلمين.
وقد خاف المسلمون هذا الجيش وشاورهم النبي صلى الله عليه وآله ،وقد عرض سلمان الفارسي اقتراحاً بحفر خندق ليحول دون وصول العدو الى داخل المدينة. وتم حفر الخندق سريعاً بفضل الجهود المتواصلة للمسلمين، وكان خندقاً عميقاً لا يمكن عبوره.
ولما شاهد المشركون الخندق تعجّبوا واخذتهم الدهشة؛ لأن حفر الخنادق كحيلة حربية لم يكن معروفاً بين العرب.
فحاصروا المدينة مدّة تقارب عشرين يوماً، كان الطرفان اثناءها يترامون بالسهام، وكان فرسان قريش يقومون بحركات عسكرية وصولات وجولات بهدف بث الرعب والخوف في نفوس المسلمين.
وعاش المسلمون ظروفاً عصيبة بسبب محاصرة المدينة من قبل العدو. وسادت المدينة اجواء يملؤها الترقّب والحذر، وهو ما صوره الله تعالى في القرآن الكريم بقوله : {يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحاً وجنوداً لم تروها وكان الله بما تعملون بصيراً* إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا* هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً* وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غروراً* وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فراراً* ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سُئِلوا الفتنة لأتوْها وما تلبثوا بها إلا يسيراً* ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولّون الأدبار وكان عهد الله مسؤولاً* قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذاً لا تمتّعون إلا قليلاً} [الأحزاب:9ـ16
وجرت عده محاولات لاجتياز الخندق، كالمحاولات التى قام بها خالدبن الوليد، وعكرمة بن ابى جهل، وهبيرة ، وعمروبن العاص، ولكن محاولاتهم قد فشلت.
وبرز عمرو بن ود امام الخندق، واخذ يدعو للمبارزة .
لا احد يجب بل أصاب القوم الخرس كما يقول القرآن ( وبلغت القلوب الحناجر )
فسكت المسلمون كان على رووسهم الطير، كما يقول الواقدى، مما دعى عمروبن ود ليقول:
فولقد بححت من الندا لجمعكم هل من مبارز.
ولما سمعه علي استاذن النبي ثلاثا، والرسول لا يأذن له، وذلك من أجل إتمام الحجة على القوم لكيلا يقول أحدهم كنت غافلاً و لم أسمع ، واخيرا اذن الرسول لعلي ، واعطاه سيفه وعممه وقال:
" اللهم اعنه عليه" .
وكان عمروبن ود فارسا وعلي راجلا، والتقى الاثنان وجرى بينهما حوار ساقه الامام على باعصاب هادئة ، وبثقة بالنفس تفوق التصور والتصديق.
ترجل عمرو والتقى مع اقوى رجل عرفه الاسلام قط، وثارت غبرة وسمع الناس التكبير فايقنوا بان عليا قد قتل عمرو، وصعقت الاحزاب من هول النبأ ، وازدادت بطون قريش حقدا على النبى وآله، وتشاءموا، وفرح المسلمون وتفاءلوا خيرا.
لقد كان قتل عمرو بن ود ضربة معنوية موجعة لتجمع الاحزاب.
وكانت هذه المبارزة نصرا مؤزرا للمسلمين فقال النبي:
(لمبارزة علي بن ابى طالب (عليه السلام) لعمرو بن ود يوم الخندق افضل من اعمال امتي الى يوم القيامة) .
لقد كفت هذه المبارزة المؤمنين القتال حقا، قال السيوطي فى الدر المنثور فى ذيل تفسير قوله تعالى:
(ورد اللّه الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى اللّه المومنين القتال)
قال: واخرج ابن ابى حاتم، وابن مردويه، وابن عساكر عن ابن مسعود انه كان يقرا:
(وكفى اللّه المومنين القتال بعلي بن ابى طالب).
وجاء فى ميزان الاعتدال حديثا مسندا عن ابن مسعود انه كان يقرا:
(وكفى اللّه المومنين القتال بعلي) .
لقد حسمت هذه المبارزة الموقف نهائيا لصالح المسلمين، ولكنها اخرجت بصورة تستوعبها العقلية البشرية، وتصب فى خانة عملية الابتلاء والامتحان الالهي ، إذ كان المسلمون فى حاله زلزلة كبرى.
فالسلام عليك يا أمير المؤمنين يوم ولدت ويوم أستشهدت ويوم تبعث حيا شاهدا ًعلى هذه الأمة الظالمة
التي لم تعرف قدرك .
4 شوال دَينٌ في رقابنا..
بعد أن أجلى النبي الأكرم صلّى اللهُ عليهِ وَآله قبيلتي "بني قينقاع وبني النضير" من المدينة المنوّرة إلى شمال شبه الجزيرة العربيّة ذهب قسم منهم الى قلاع خيبر، وقسم إلى الشام.
وبدأوا يتحينون الفرص لإدراك ثأرهم من النبيّ وأصحابه..
*اشتغل اليهود على تأليب العرب وإثارتهم ضدّ النبي فأرسلوا رسلهم إلى قريش واتفقوا معهم على حرب الرسول…*
ولمّا بلغ الرسول ذلك أخذ يخطّط للدفاع عن المدينة، فاستشار أصحابه فقال سلمان: يا رسول الله إنّ القليل لا يقاوم الكثير في المطاولة، نحفر خندقاً يكون بيننا وبينهم حجاباً..
وبدأوا بحفر الخندق والنبي صلّى اللهُ عليهِ وَآله يحفر معهم..
بعد هذه المقدمة
أقول حياة أمير المؤمنين كلها صفحات مشرقة ،وكل محطة تحتاج الى وقفات ، ولكن يمكن أن نأخذ بعض المواقف من سيرة هذا الإمام البطل ، مثلاً نأخذ معركة الأحزاب أو الخندق تسمى الأحزاب ؛ لأن قريش تحالفت مع القبائل العربية واليهود والنصارى ، وكان عدد جيش الكفر كبير جداً بحيث بلغ عشرة آلاف وقيل 18 ألف ،وأصحاب النبي عددهم ثلاثة آلاف بما فيهم أهل النفاق .
أقول :
سارت الاحزاب خلف قائدها ابي سفيان متوجهة الى المدينة ومعها من الخيل الف فرس، وتصورت الاحزاب انه لم يبق بينها وبين دخول المدينة واستئصال محمد ومن معه الا قاب قوسين او ادنى، ولما وصلت فوجئت بالخندق مفاجأة تامة ، وقال ابو سفيان:
تلك مكيده لا تعرفها العرب!!
ونظراً للامكانيات الهائلة التي كُرست لأجل هذه الحرب، وما جُعل لها من العدّة والعدد، فقد كان اشراف قريش واليهود يعتبرون هذه المعركة معركة مصيرية، واستقر رأيهم على ابادة المسلمين عن بكرة أبيهم.
وقد علم رسول الله بمسير جيش الأحزاب عن طريق تقرير سرّي بعثته إليه قبيلة خزاعة التي كانت تميل الى المسلمين.
وقد خاف المسلمون هذا الجيش وشاورهم النبي صلى الله عليه وآله ،وقد عرض سلمان الفارسي اقتراحاً بحفر خندق ليحول دون وصول العدو الى داخل المدينة. وتم حفر الخندق سريعاً بفضل الجهود المتواصلة للمسلمين، وكان خندقاً عميقاً لا يمكن عبوره.
ولما شاهد المشركون الخندق تعجّبوا واخذتهم الدهشة؛ لأن حفر الخنادق كحيلة حربية لم يكن معروفاً بين العرب.
فحاصروا المدينة مدّة تقارب عشرين يوماً، كان الطرفان اثناءها يترامون بالسهام، وكان فرسان قريش يقومون بحركات عسكرية وصولات وجولات بهدف بث الرعب والخوف في نفوس المسلمين.
وعاش المسلمون ظروفاً عصيبة بسبب محاصرة المدينة من قبل العدو. وسادت المدينة اجواء يملؤها الترقّب والحذر، وهو ما صوره الله تعالى في القرآن الكريم بقوله : {يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحاً وجنوداً لم تروها وكان الله بما تعملون بصيراً* إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا* هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً* وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غروراً* وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فراراً* ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سُئِلوا الفتنة لأتوْها وما تلبثوا بها إلا يسيراً* ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولّون الأدبار وكان عهد الله مسؤولاً* قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذاً لا تمتّعون إلا قليلاً} [الأحزاب:9ـ16
وجرت عده محاولات لاجتياز الخندق، كالمحاولات التى قام بها خالدبن الوليد، وعكرمة بن ابى جهل، وهبيرة ، وعمروبن العاص، ولكن محاولاتهم قد فشلت.
وبرز عمرو بن ود امام الخندق، واخذ يدعو للمبارزة .
لا احد يجب بل أصاب القوم الخرس كما يقول القرآن ( وبلغت القلوب الحناجر )
فسكت المسلمون كان على رووسهم الطير، كما يقول الواقدى، مما دعى عمروبن ود ليقول:
فولقد بححت من الندا لجمعكم هل من مبارز.
ولما سمعه علي استاذن النبي ثلاثا، والرسول لا يأذن له، وذلك من أجل إتمام الحجة على القوم لكيلا يقول أحدهم كنت غافلاً و لم أسمع ، واخيرا اذن الرسول لعلي ، واعطاه سيفه وعممه وقال:
" اللهم اعنه عليه" .
وكان عمروبن ود فارسا وعلي راجلا، والتقى الاثنان وجرى بينهما حوار ساقه الامام على باعصاب هادئة ، وبثقة بالنفس تفوق التصور والتصديق.
ترجل عمرو والتقى مع اقوى رجل عرفه الاسلام قط، وثارت غبرة وسمع الناس التكبير فايقنوا بان عليا قد قتل عمرو، وصعقت الاحزاب من هول النبأ ، وازدادت بطون قريش حقدا على النبى وآله، وتشاءموا، وفرح المسلمون وتفاءلوا خيرا.
لقد كان قتل عمرو بن ود ضربة معنوية موجعة لتجمع الاحزاب.
وكانت هذه المبارزة نصرا مؤزرا للمسلمين فقال النبي:
(لمبارزة علي بن ابى طالب (عليه السلام) لعمرو بن ود يوم الخندق افضل من اعمال امتي الى يوم القيامة) .
لقد كفت هذه المبارزة المؤمنين القتال حقا، قال السيوطي فى الدر المنثور فى ذيل تفسير قوله تعالى:
(ورد اللّه الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى اللّه المومنين القتال)
قال: واخرج ابن ابى حاتم، وابن مردويه، وابن عساكر عن ابن مسعود انه كان يقرا:
(وكفى اللّه المومنين القتال بعلي بن ابى طالب).
وجاء فى ميزان الاعتدال حديثا مسندا عن ابن مسعود انه كان يقرا:
(وكفى اللّه المومنين القتال بعلي) .
لقد حسمت هذه المبارزة الموقف نهائيا لصالح المسلمين، ولكنها اخرجت بصورة تستوعبها العقلية البشرية، وتصب فى خانة عملية الابتلاء والامتحان الالهي ، إذ كان المسلمون فى حاله زلزلة كبرى.
فالسلام عليك يا أمير المؤمنين يوم ولدت ويوم أستشهدت ويوم تبعث حيا شاهدا ًعلى هذه الأمة الظالمة
التي لم تعرف قدرك .
تعليق