إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كاريزما القيادة عند علي بن أبي طالب (عليه السلام) م.م. وسن صاحب عيدان

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كاريزما القيادة عند علي بن أبي طالب (عليه السلام) م.م. وسن صاحب عيدان



    تعني كاريزما القيادة في اللغة بأنها هبة السماء أو هدية السماء، وكذلك تعني سحر الشخصية والجاذبية العارمة لها، ‏أو ما يطلق عليها الشخصية القوية، وفي قاموس (وبستر) تعني القوة الفائقة.‏
    أما المعنى الاصطلاحي: ‏فهي تعني تلك الشخصية التي تمتلك مؤهلات وصفات تجعل الآخرين ينجذبون إليها ويقتنعون ‏بأدائها، حتى لو لم يكون الشخص رئيساً، فالكاريزما تعني الجاذبية الرائعة.
    من الواضح أننا عندما نقوم بتكريم شخص على عمل مميز أنجزه مباشرة يعد أمراً طبيعياً ومقبولاً.. أما أن يكرم شخص من قبل جهات معتبرة كالأمم المتحدة بعد اكثر من الف واربع مئة عام على إنجازات إنسانية وخدمات بشرية فهذا أمر بالغ الأهمية والاعتبار، فقد أصدرت الامم ‏المتحدة تقريراً يتألف من ٢٦٠ صفحة باللغة الإنجليزية في عام ٢٠٠٢ أعده ‏برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الخاص بحقوق الإنسان وتحسين البيئة والمعيشة والتعليم حيث يتم اتخاذ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) من قبل المجتمع الدولي الشخصية المتميزة ‏الأولى، ومثلاً أعلى في إشاعة العدل واحترام الرأي والرأي الآخر، واحترام حقوق الإنسان من المسلمين وغير المسلمين، ‏وتطوير حقول المعرفة وتأسيس دولة على أسس التسامح والخير والتعددية، وقد وزع هذا التقرير على جميع دول منظمة الأمم المتحدة.
    ‏فقد تضمن هذا التقرير أبعاداً متعددة من حياة أمير المؤمنين ومواقفه الرائدة في بناء الإنسانية وتنميتها على جوانب مختلفة كالجانب السياسي والجانب التنموي وعمارة الأرض وجانب التعليم ومحاربة الأمية.
    ‏ من الواضح انه عندما يعجز الآخرون عن إنجاز المهام الموكل إليهم يسعفهم البطل القائد، فالإمام علي (عليه السلام) أراد أن ينقل هذه الكاريزما الربانية الرائعة الى اصحابه، ويعلمهم إياها، فكان يوصيهم بالورع في الناس والرحمة والرأفة عليهم كما قال لمالك الاشتر: عندما ولاه مصر: (‏وأشعر قلبك الرحمة للرعية، والمحبة لهم، والطف بهم، ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم)، ‏وهذه وصايا ليست لمالك وحسب بل هي منهج لكل حاكم يعاني الجفاء وفجوة الاتصال مع رعيته ولو طبقها لاستعجل الثمرة سريعا ووجد الخير. ‏
    لو سأل سائل: كيف امتلك سحر الشخصية وما هي طرق التأثير على الآخرين..؟ لقلنا في معرض الجواب أن هذه العوامل والطرق يجب اقتباسها من خلال متابعة حياة أمير المؤمنين (عليه السلام) وسوف نقف على بعض جوانبها:
    أولاً- الثقافة الواسعة: ‏فهذه الصدفة تعطيك بعداً واسعاً وأفقا رحباً في فهم الآخرين والتحدث إليهم والتقرب منهم، وبالتالي إعجابهم بشخصيتك والتقرب منك. ‏فقد تميز أمير المؤمنين عن غيره من أقرانه ومن عاشر انه يعتبر موسوعة علمية ضخمة فهو كالبحر لا تعرف أين شواطئه وكالسماء لا تدري من أين تبدأ به وأين تنتهي منه، فقد قال الرسول الأعظم: (يا علي لا يعرفك إلا الله وأنا)، ففي علم الرياضيات: من شواهد عبقرية الامام يقال بأنه دخل بيت مال البصرة في جماعة بعد واقعة الجمل، وألقى نظرة الى ما فيه من مال وورق متفكراً هنيهة، فقال: أقسموه بين أصحابي بمقدار (٥٠٥) قسم. ففعلوا.. وما نقص درهم. وكان عدد الرجال ١٢٠٠٠ رجل، اي تم التوزيع بينهم بالسواسية.
    وأما في علم الأحياء، فقد وضع الامام قاعدة علمية مهمة تمكن من خلالها أن تميز بها الكائنات التي تلد من التي تبيض، فقال: (ليس من شيء يغيب أذناه إلا وهو يبيض، وليس من شيء يظهر أذناه إلا وهو يلد)، ‏واستخدمت هذه القاعدة العلمية منذ أن تفوه بها الإمام حتى يومنا هذا وأثبتتها المصادر العلمية.
    ثانياً- حسن الخطابة واللباقة وحسن الطرح وإقناع الآخرين: ‏فالإمام هو سيد البلاغة بل سيد العرب في اللغة والخطابة والحديث والمنطق بعد رسول الله، لذا على القائد أن يملك من الفصاحة والبيان ما يمكنه من التأثير على الآخرين وتحفيزهم وإقناعهم بخططه وأفكاره ومشاريعه، وهذا ما يؤكده أمير المؤمنين بقوله: ((تكلموا تعرفوا، فإن المرء مخبوء تحت طيّ لسانه)).
    ثالثاً- القدرة على اتخاذ القرارات وتحقيق الإنجازات: تعدد الانتصارات وتكرار الإنجازات في منظومة الفكر الإداري.. ان هذا العنوان يدل على نجاح شخصية القائد بل من المؤشرات الواضحة على كفاءته وحسن إدارته لمنظمته.. فالشخصية القوية هي التي تحقق الإنجازات تلو الإنجازات دون رفع الشعارات البراقة من غير عمل حقيقي يذكر ‏بل من أولى الخطوات لبناء الشخصية القيادية الفعلي هو أن تنجز ولو بمقدار قليل.. ‏ولا شك لأن الحديث عن إنجازات أمير المؤمنين وانتصاراته ‏قد ملأ ووسع الخافقين.
    فعندما ‏اقصي أمير المؤمنين عن الخلافة الظاهرية توجد هناك مئات الشواهد التي دلت على البعد القوي لشخصيته في إنجازاته والتمحور حوله.. ‏فبالرغم من أنه لم يكن بشكل رسمي خليفة للمسلمين إلا أن تصرف الخلفاء والأصحاب بالرجوع اليه لحل المئات من المعضلات والمشاكل وأخذ النصائح والفتاوي والقضاء والمشورة..‏ خير شاهد على أن الإنجازات لما كانت لتتحقق للدولة الإسلامية الا بوجوده ويكفي قول عمر بن الخطاب في قضية معروف انه قال: (لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها ابو الحسن)، وقال: (لولا علي لهلك عمر).
    رابعاً- الهيبة: ‏من طبيعة الحياة أن تفرض على القائد كثيرا من العوائق المادية والمعنوية التي تشكل اثراً سلبياً على سيره وحركته وتحقيق أهدافه، ولكن إذا تسلح القائد بقوة الشخصية وهيبتها، استطاع أن يجتاز بها وبمن يقودهم من عنصر التعويض والتراجع الى التقدم والتدافع.
    ‏لذلك على القائد أن يتحصن بالهيبة وهذا ما نشهده عند أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث تتميز به هذه الصفة الفريدة فقد قرنت قوة ارادته بهيبة الشخصية وفرضت مهابة على الاقربين الموالين وحتى الأعداء والمنافقين يقول ابن عباس المقرب جدا من الإمام: ((كان امير المؤمنين إذا أطرق هبنا أن نبتدئه بالكلام)).
    ‏فلم يكن يوما أمير المؤمنين مثلنا في الاستسلام والعزيمة، بل كان القدوة الصالحة والأسوة الحسنة والمثل الأعلى فهو لم يحن هامته لأكبر أزمة واجهته، ‏بل وقف يواجهها بروح عالية وبصدر كبير.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    المصادر:
    1- جميل كمال: أسرار القيادة عند امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام).


المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X