إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مَواعِظُ عِيسَى(عَلَيْهِ السَّلَامُ):5- جَالِسْ مَنْ يُذَكِّرُكُ اللَّهَ رُؤْيَتُهُ:-

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مَواعِظُ عِيسَى(عَلَيْهِ السَّلَامُ):5- جَالِسْ مَنْ يُذَكِّرُكُ اللَّهَ رُؤْيَتُهُ:-

    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
    السَلآْم عَلْيُكّمٌ وٍرٍحَمُةّ الله وٍبُرٍكآتُهْ



    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ): ( قَالَتِ الْحَوَارِيُّونَ لِعِيسَى : يَا رُوحَ اللَّهِ ، مَنْ نُجَالِسُ ؟
    قَالَ : مَنْ يُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ رُؤْيَتُهُ ، وَ يَزِيدُ فِي عِلْمِكُمْ مَنْطِقُهُ ، وَ يُرَغِّبُكُمْ فِي الْآخِرَةِ عَمَلُهُ ).
    يتأثرُ الإنسانُ بكُلِّ مَا يَجري حولَهُ بنسبٍ متفاوتةٍ، بحسبِ شخصيتَهُ وتربيتَهُ ومَا يُحيطُ بهِ مِنْ ظروفٍ ومؤثراتٍ، ويَتربَى بِمَا يتلقَاهُ مِنْ علمٍ وتوجيهاتٍ، وتُساهمُ تصرفاتُ الآخرينَ في الإستفادةِ وأخذِ العِبرِ أو تَقليدَهُم في مُمَارساتِهِم ،{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ ۚ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} سُورَةُ البَقَرَةِ 233.
    فالتَّربيةُ نَتاجُ عواملٍ كثيرةٍ في الأسرةِ والمدرسةِ والصُحبَةِ ووسائلِ الإعلامِ والعلاقاتِ الاجتماعيَّةِ والمُجتمعِ بشكلٍ عامٍ، مِنْ هُنا يكتسبُ اختيارُ الصُحبةِ والمجالسِ الّتي تنعقدُ لإجتماعِ عددٍ مِنَ النَّاسِ واللِّقاءَاتِ أهميةٌ كُبرَى، وكذلكَ تحديدُ الصَالحُ مِنْها والمفيدُ، وبناءُ العلاقةِ المُناسبَةِ معَ الآخرينَ .
    ومَهمَا كانتْ قُدرةُ الإنسانِ، فإنَّ المَجالسَ تؤثرُ فِيِهِ، خَاصةً إذا كانَ في طَورِ النَّشأةِ والشَّبابِ ولمْ تكتملُ شَخصيَّتَهُ بعدَ، وبِمَا أنَّها تُؤدي إلى الصَّلاحِ أو الفَسادِ، النَّفْعِ أو الضَّررِ، العلمِ أو الجَهلِ، فلَا بُدَّ مِنَ التدقيقِ وحسنِ الإختيارِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِ السَّلامُ) أَنَّهُ قَالَ:
    (قالَ لُقمانُ لابنِهِ وهو يَعظَهُ: يَا بُنَيَّ اخْتَرِ الْمَجَالِسَ عَلَى عَيْنِكَ ، فَإِنْ رَأَيْتَ قَوْماً يَذْكُرُونَ اللَّهَ جَلَّ وَعَزَّ فَاجْلِسْ مَعَهُمْ، فَإِنْ تَكُنْ عَالِماً نَفَعَكَ عِلْمُكَ، وَإِنْ تَكُنْ جَاهِلًا عَلَّمُوكَ ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُظِلَّهُمْ بِرَحْمَتِهِ فَيَعُمَّكَ مَعَهُمْ ، وَإِذَا رَأَيْتَ قَوْماً لَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ فَلَا تَجْلِسْ مَعَهُمْ فَإِنْ تَكُنْ عَالِماً لَمْ يَنْفَعْكَ عِلْمُكَ ، وَإِنْ كُنْتَ جَاهِلًا يَزِيدُوكَ جَهْلًا وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُظِلَّهُمْ بِعُقُوبَةٍ فَيَعُمَّكَ مَعَهُمْ ). الكافي ، الشيخُ الكليني ، ج‏1 ص39.
    يتَّصفُ الّذينَ يَستحقونَ المُجَالسةَ بصفاتٍ مِنْ حَيثِ:-
    1- المظهرُ:فتظهرُ عَليهُمُ علاماتُ التُّقَى، والخَوفُ مِنَ اللهِ تَعالى، حَتَى يراها المؤمنُ في وجوهِهِم، وإنْ خَفِيَت علَى مَن سِواهُ، فيكونُ في مَا يَظهَرُ مِنْ هؤلاءِ مُنبِّهٌ ومُذكِّرٌ باللهِ تَعالَى، هؤلاءِ الّذينَ: خَلَوْا بِاللَّهِ فَكَسَاهُمُ اللَّهُ مِنْ نُورِه!‏
    صَاروا أهلَ نورٍ يراهُ المؤمنُ فيهم، يُذكِّرونَ باللهِ تَعالَى قبلَ أنْ يَتكلَّموا ! فواشوقاهُ إلَى هؤلاءِ وأمْثَالَهم..
    2- العلمُ:ثُمَّ إمتلأَ هؤلاء عِلماً، يفيضُ مِنْهم إلَى جليسِهِم، إذا نَطَقوا تجلَّت الحِكمةُ في كَلِمَاتِهم، فكانَ كَلامُهم باباً إلى اللهِ تَعالَى، يأنسُ بِهم المؤمنُ في صَمتِهِم وكَلامِهِم.

    3- العملُ: ولمْ يخالفُ قولُ هؤلاءِ فِعلَهُم، فَهمْ مِنْ أهلِ الجدِّ والاجتهادِ في سبيلِ اللهِ، يرَى العبدُ عمَلَهُم فيرغبُ في أنْ يُشرَكَهم فيِهِ، لِشدّةِ تَفانِيهِم في طّاعةِ اللهِ، فيكونُ عملُهم باباً لحثِّ العبادِ على العملِ.. فِعلاً بعدَ القولِ،عَنْ أبي عبدِ اللهِ (عَلَيْهِ السَّلامُ): (لا يقبل الله عملاً إلا بمعرفة، ولا يقبل المعرفة إلا بعمل، فمن عرف دلّته معرفته على العمل، ومن لم يعمل فلا معرفة له، إنّ الإيمان بعضه من بعض) مشكاةُ الأنوارِ، ص 236.
    ومَنْ اجتمعَتْ فيِهِ هذه الصِّفاتِ، كانَ مِنْ (أهلِ الدِّينِ) بِلَا رَيبٍ، وصارَ مصداقاً لحديثِ خاتمِ الأنبياءِ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ) حِينَمَا قالَ:( مُجَالَسَةُ أَهْلِ الدِّينِ شَرَفُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ! ) الكافي ، الشيخ الكليني ،ج1 ص39.
    وإذا بحثنَا في الأسبابِ الرئيسة لانحراف الشباب، وجدناها تتمثل في مجالس اللهو وارتياد أماكن الفساد، والاستماع إلى شخصيات منحرفة أسست حياتها على الملذات، والإعجاب بنماذج روَّج لها الإعلام وأحاطها بهالة كبرى للجذب إليها ، فإنَّ لهذا المعنى أصلاً قرآنياً يرجع إليه، حينَ قالَ تعالى:{وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِها وَيُسْتَهْزَأُ بِها فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا في‏ حَديثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جامِعُ الْمُنافِقينَ وَالْكافِرينَ في‏ جَهَنَّمَ جَميعاً} سُورَةُ النِّسَاءِ آية 140.
    إنَّ في القعودِ معَ هؤلاءِ حِينَهَا مُخالفةٌ لِمَا فرضَ اللهُ تعالَى عَلَى السَّمعِ، حَيثُ يلزمُ تَنزيهَهُ عنِ الإستماعِ إلَى مَا حَرَّمُ تعالَى، وعنِ الإصغاءِ إلَى كلامِ أعداءِ اللهِ ، كما إنَّ المُجالِسَ لهمْ بحكمِ الراضي بأفعالِهِم، المُشاركُ بهَا، فمَا الدَّاعي للقعودِ معَ قومٍ يستهزؤونَ بآياتِ اللهِ لَولَا رِضَا الإنسانِ بِهذا الفِعلِ القبيحِ ! أو استهتارِهِ بعظيمِ جُرمِهِم!
    وحيثُ يوجدُ لَدى الشَّبابِ أوقاتَ فراغٍ كثيرةٍ، فالعنايَّةُ باختيارِ المجالسِ المُناسِبَةِ لَهم تُساعِدُهُم علَى بناءِ شَخصيَّتَهم بِشكلٍ سليمٍ، فارتيادُ المَساجدَ والسهراتُ الدينيَّةِ وتجمعاتِ الأدعيَّةِ واللَّقاءَاتُ بينَ المؤمنينَ ، عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلامُ) قَالَ: (سَارِعُوا فِي طَلَبِ الْعِلْمِ فَوَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَحَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي حَلَالٍ وَ حَرَامٍ تَأْخُذُهُ عَنْ صَادِقٍ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَ مَا حَمَلَتْ مِنْ ذَهَبٍ وَ فِضَّةٍ وَ ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ يَقُولُ‌ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَ إِنْ كَانَ عَلِيٌّ لَيَأْمُرُ بِقِرَاءَةِ الْمُصْحَفِ) وسائلُ الشِّيعةِ ، الحُرُّ العاملي ، ج ٢٧ ، ص ٩٨ ، والرِحلاتُ إلَى المقاماتِ الدينيَّةِ، والأنشطَةِ الرياضيَّةِ والكَشفيَّةِ الهَادفةِ، والنَوادي المدرسيَّةِ العِلميَّةِ والثقافيَّةِ والفنيَّةِ والترفيهيَّةِ وغيرها، والاجتماعاتِ العائليَّةِ الّتي تُظلِّلُهَا أجواءُ الاستقامةِ ، وأيُّ نوعٍ مِنْ أنواعِ المجالسِ الّتي لا يُعصى اللهُ فيهَا، تُشكِّلُ مُتنفساً إيجابياً لِصرفِ الوقتِ، وعاملاً مُساعداً للإستفادةِ في دائرةِ الحَلالِ والطَّاعةِ للهِ تعالَى . جَعلنَا اللهُ وإياكُم مِنْ أهلِ مَجالسِ الدِّينِ والوعظِ والإرشادِ .



  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا

    تعليق


    • #3
      رحم الله والديكم ونرجو دعائكم بالقبول

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X