تويت
رد مسألة تهديم القبور في الفكرين الوهابي و الصرخي المنحرفين .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
عظم الله لنا ولكم الاجر بذكرى تهديم قبور أئمة البقيع (ع) على يد الزمر الوهابية الإرهابية الاثمة .
قبل بضع أسابيع ادعى الصرخي كما صرح اتباعه علناً بتهديم قبور أهل البيت (ع) وقال بان البناء على القبور بدعة ويجب تهديمها مستدلاً بروايات ضعيفة ومتلاعبا بمضمون روايات اهل البيت (ع) للتدليس والكذب على الناس السذج والبسطاء والغرض هو الوصول لمأربهم الخبيثة .
وهذه المقالة هي للرد على هذا الفكر المنحرف والضال المركب من وجهين الوهابي والصرخي .
استدلوا على مشروعية تهديم القبور بما روي ( عن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن جعفر بن محمد الأشعري ، عن ابن القداح عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله في هدم القبور وكسر الصور ) - 1 -
ونناقش هذه الرواية من ناحيتين :
الناحية 1 : مناقشة سند الرواية .
قال المجلسي في مرآة العقول : ( الحديث ضعيف على المشهور ، لشهرة تضعيف سهل بن زياد ) - 2 -
وقال النجاشي عنه : ( سهل بن زياد أبو سعيد الآدمي الرازي ، كان ضعيفاً في الحديث غير معتمد فيه ، وكان أحمد بن محمد بن عيسى يشهد عليه بالغلو والكذب ، وأخرجه من قم إلى الري ، وكان يسكنها ) - 3 -
وذكره الشيخ الطوسي في رجاله فقال : (سهل بن زياد الادمي الرازي، أبو سعيد ضعيف...) - 4 -
وقال المحقق الكبير السيد الخوئي (قده) : ( وقال النجاشي والشيخ في ترجمة محمد بن أحمد بن يحيى : واستثنى ابن الوليد من روايات محمد بن أحمد بن يحيى في جملة ما استثناه روايته عن سهل بن زياد الآدمي ، وتبعه على ذلك الصدوق وابن نوح ، فلم يعتمدوا على رواية محمد بن أحمد بن يحيى عن سهل بن زياد . وقال ابن الغضائري : سهل بن زياد أبو سعيد الآدمي الرازي : كان ضعيفاً جداً ، فاسد الرواية والمذهب ، وكان أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري أخرجه من قم ، وأظهر البراءة منه ، ونهى الناس عن السماع منه والرواية عنه ، ويروي المراسيل ويعتمد المجاهيل ) - 5 -
الناحية 2 : مناقشة متن الرواية .
أما دلالة هذه الرواية المروية عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : ( بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله في هدم القبور وكسر الصور) فلا دلالة فيه على ما يدّعون من تحريم تعمير قبور أولياء الله تعالى ، لأن الأمر خاص بهدم قبور أهل الجاهلية التي كانت تتّخذ محالاً لعبادة أهلها على دينهم ، وذلك بدلالة أمره (صلى الله عليه وآله) بكسر صورهم ، فمن المعلوم أن تلك الصور كانت تصوّر آلهتهم التي يعبدونها ، وبقرينة هذا يُعلم أن الأمر بالهدم علّته محو آثار دين الجاهلية والشرك ، وهو مخصوص بقبور أهل الجاهلية التي كانت على هذا النحو ، لا أنه أمر بهدم كل قبر بما في ذلك قبور أهل الإسلام المبنية على وفق الشريعة ، وإلا فإن النبي (صلى الله عليه وآله) أمر برفع قبر ابنه إبراهيم عليه السلام ، ففي الحديث عن أبي جعفر الباقر عليه السلام : ( إن رسول الله صلى الله عليه وآله سلّ إبراهيم ابنه سلاًّ ، ورفع قبره ) - 6 - وهو يعارض الحديث الأول إن أُخِذ على إطلاقه وعمومه، فلا بدّ من تقييده وتخصيصه بما ذكرناه .
******************************
الهوامش :
1 - الكافي ، الشيخ الكليني ، ج 6 ، ص 528 .
2 - مرآة العقول ، ج 10 ، ص 381 .
3 - رجال النجاشي ، ج 1 ، ص 417 .
4 - فهرست رجال الشيخ الطوسي ، تسلسل 80 ، ص 329 .
5 - معجم رجال الحديث ، ج 8 ، ص 339 .
6 - وسائل الشيعة ، ج 3 ، ص 192 .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
عظم الله لنا ولكم الاجر بذكرى تهديم قبور أئمة البقيع (ع) على يد الزمر الوهابية الإرهابية الاثمة .
قبل بضع أسابيع ادعى الصرخي كما صرح اتباعه علناً بتهديم قبور أهل البيت (ع) وقال بان البناء على القبور بدعة ويجب تهديمها مستدلاً بروايات ضعيفة ومتلاعبا بمضمون روايات اهل البيت (ع) للتدليس والكذب على الناس السذج والبسطاء والغرض هو الوصول لمأربهم الخبيثة .
وهذه المقالة هي للرد على هذا الفكر المنحرف والضال المركب من وجهين الوهابي والصرخي .
استدلوا على مشروعية تهديم القبور بما روي ( عن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن جعفر بن محمد الأشعري ، عن ابن القداح عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله في هدم القبور وكسر الصور ) - 1 -
ونناقش هذه الرواية من ناحيتين :
الناحية 1 : مناقشة سند الرواية .
قال المجلسي في مرآة العقول : ( الحديث ضعيف على المشهور ، لشهرة تضعيف سهل بن زياد ) - 2 -
وقال النجاشي عنه : ( سهل بن زياد أبو سعيد الآدمي الرازي ، كان ضعيفاً في الحديث غير معتمد فيه ، وكان أحمد بن محمد بن عيسى يشهد عليه بالغلو والكذب ، وأخرجه من قم إلى الري ، وكان يسكنها ) - 3 -
وذكره الشيخ الطوسي في رجاله فقال : (سهل بن زياد الادمي الرازي، أبو سعيد ضعيف...) - 4 -
وقال المحقق الكبير السيد الخوئي (قده) : ( وقال النجاشي والشيخ في ترجمة محمد بن أحمد بن يحيى : واستثنى ابن الوليد من روايات محمد بن أحمد بن يحيى في جملة ما استثناه روايته عن سهل بن زياد الآدمي ، وتبعه على ذلك الصدوق وابن نوح ، فلم يعتمدوا على رواية محمد بن أحمد بن يحيى عن سهل بن زياد . وقال ابن الغضائري : سهل بن زياد أبو سعيد الآدمي الرازي : كان ضعيفاً جداً ، فاسد الرواية والمذهب ، وكان أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري أخرجه من قم ، وأظهر البراءة منه ، ونهى الناس عن السماع منه والرواية عنه ، ويروي المراسيل ويعتمد المجاهيل ) - 5 -
الناحية 2 : مناقشة متن الرواية .
أما دلالة هذه الرواية المروية عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : ( بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله في هدم القبور وكسر الصور) فلا دلالة فيه على ما يدّعون من تحريم تعمير قبور أولياء الله تعالى ، لأن الأمر خاص بهدم قبور أهل الجاهلية التي كانت تتّخذ محالاً لعبادة أهلها على دينهم ، وذلك بدلالة أمره (صلى الله عليه وآله) بكسر صورهم ، فمن المعلوم أن تلك الصور كانت تصوّر آلهتهم التي يعبدونها ، وبقرينة هذا يُعلم أن الأمر بالهدم علّته محو آثار دين الجاهلية والشرك ، وهو مخصوص بقبور أهل الجاهلية التي كانت على هذا النحو ، لا أنه أمر بهدم كل قبر بما في ذلك قبور أهل الإسلام المبنية على وفق الشريعة ، وإلا فإن النبي (صلى الله عليه وآله) أمر برفع قبر ابنه إبراهيم عليه السلام ، ففي الحديث عن أبي جعفر الباقر عليه السلام : ( إن رسول الله صلى الله عليه وآله سلّ إبراهيم ابنه سلاًّ ، ورفع قبره ) - 6 - وهو يعارض الحديث الأول إن أُخِذ على إطلاقه وعمومه، فلا بدّ من تقييده وتخصيصه بما ذكرناه .
******************************
الهوامش :
1 - الكافي ، الشيخ الكليني ، ج 6 ، ص 528 .
2 - مرآة العقول ، ج 10 ، ص 381 .
3 - رجال النجاشي ، ج 1 ، ص 417 .
4 - فهرست رجال الشيخ الطوسي ، تسلسل 80 ، ص 329 .
5 - معجم رجال الحديث ، ج 8 ، ص 339 .
6 - وسائل الشيعة ، ج 3 ، ص 192 .
تعليق