إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عِلَاقَاتٌ مجْتَمَعيَّةٌ:1- علاقةُ الأبِّ بإبنِهِ:-

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عِلَاقَاتٌ مجْتَمَعيَّةٌ:1- علاقةُ الأبِّ بإبنِهِ:-

    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
    السَلآْم عَلْيُكّمٌ وٍرٍحَمُةّ الله وٍبُرٍكآتُهْ


    إعلمْ جيّداً أنَّكَ كأبٍ عِندمَا تَقرأُ هذهِ الكَلماتِ يأتي إلَى ذِهنَكَ البعضُ منَ الأفكارِ مثلَ: أنَا أعملُ طُوالَ اليومِ خارجَ المنزلِ لِكَي أسدّدَ احتياجاتِ أبنائي الماديَّةِ وهذا كافِ، أو أنَا أبذلُ مجهودًا كبيرًا في عَملِي وعَندمَا أعودُ إلَى المنزلِ أحتاجُ إلَى الرَّاحةِ فليسَ عَندي طَاقةٌ، أو ليسَ لديَّ الوقتَ الكَافي بعدَ ساعاتِ العَملِ الطَّويلةِ لِكَي أقضيَهُ معَ أبنائِي!!!.
    مَعكَ حقٌّ فِعلاً، أنتَ كأبٍّ تَبذِلُ كُلَّ مَا في وسعَكَ كَي توفّرَ حياةً كَريمةً لأبنائِكَ، وتقضىَ ساعاتٍ طويلةٍ في العملِ مِنْ أجلِ أبنائِكَ، وبالطَّبعِ تَحتاجُ إلَى الرَّاحةِ؛ لَكنْ هلْ فَكّرتَ في كَمِّ الأشياءِ الرَّائعةِ الّتي سَوفَ تَكتَشِفَهَا وتَتَمتّعُ بِهَا إذا غَيّرتْ القليلَ مِنْ أفكارِكَ أو عاداتِكَ اليَوميَّةِ كَي تَندَمِجَ أكثرَ في حياةِ أبنائِكَ؟؟؟.
    أنتَ رَمزُ القَيَادَةِ في الأُسْرةِ، والإتجاهُ الّذي تُحدّدَهُ أنتَ يَكونُ هو إتجاهُ الأُسْرةِ كُلِّهَا مِثلَ قائِدَ المَركبِ؛ فإذا كانَ اتجاهُكَ الحَنانُ والتَفاهمُ والحبُّ سوفَ تقودَ الأُسْرَةَ كُلَّهَا في هذا الإتِجاهُ، ولكنْ إذا اخترتَ الغَضبَ والانتقادَ الدَّائمَ والصِّراعَ سوفَ تَرى هذا بينَ أفرادِ أُسرَتِكَ كذلكَ ، عَنِ الإمامِ الصَّادقِ (عَلِيْهِ السَّلامُ) قالَ: (لا يزال المؤمن يورث أهل بيته العلم والأدب الصالح حتى يدخلهم الجنّة جميعاً حتى لا يفقد فيها منهم صغيراً ولا كبيراً، ولا خادماً ولا جاراً، ولا يزال العبد العاصي يُورث أهل بيته الأدب السيّىء حتى يدخلهم النار جميعاً، حتى لا يفقد فيها منهم صغيراً ولا كبيراً، ولا خادماً ولا جاراً) مستدركُ الوَسائلِ، ج12،ص201.
    يتعلّمُ الأطفَالُ بالمُشاهدةِ أكثرَ مِنَ الكَلامِ، بِمعنَى أنَّ الطِّفلَ يَكتسبُ سُلوكيَاتَهِ نَتيجةَ مُشاهَدتِهِ سُلوكياتِ الوالدَينِ وليسَ نتيجةَ كلامِهِم وتوجيهِهِم فَقطْ؛ فَعندَمَا يَرَى أبناءُكَ أنَّكَ أنتَ الأبُّ الّذي يَتصرّفُ باحترامٍ معَ مَنْ حَولكَ وخُصوصاً الأمِّ وتَحنوَ عليْهَا، سوفَ يكتسبونَ هذهِ الصِّفاتِ مِنكَ والعَكسُ صحيحٌ ، فالوالدَانِ لَهُمَا دورٌ أساسٌ في توجيهِ أبنائِهُم نَحوَ المَسائلِ الدينيّةِ والاجتماعيّةِ والأخلاقيّةِ، لِقولِه تَعالَى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ سُورَةُ التَّحريمِ، آية 6 ، بَلْ هَمَا القُدْوَةُ بأعمالِهِمَا وسلوكيّاتِهِمَا؛ لأنَّ الأطْفَالَ لَدَيهِم عيونٌ حسّاسةٌ وثاقبةٌ ـ مثلَ آلةِ تصويرٍ ـ دقيقةٌ تلتقطُ وتُسجّلُ كَافّةَ حركاتِ وسكناتِ الوَالدَينَ ومَشاهدَ الحياةِ العائليّةِ.
    منْ هُنَا، يَصبحُ مِنَ الضَّروريِّ مُراعاةُ الوظائفَ والواجباتَ التربويَّةِ عِندَ تَسنُّمِ الوَالدَينِ مَقامَ القُدوةِ والأنموذَجِ بِهدفِ تَربيَةِ أبنائِهِمَا تربيةً دينيّةً
    ، ويَنقلُ القرآنُ الكريمِ بَعضَ وصَايَا لُقمانَ لإبنِهِ؛ وهوَ يَعِظَهُ، فيقولُ لَهُ في الكِتابِ العزيزِ: ﴿يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ *وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ﴾ سُورَةُ لقمان، الآيات 17-19
    .
    أبٌّ يَعني أمانٌ…كيفَ يَشعُرُ أبناؤكَ عندَ عَودتِكَ إلَى المَنزلِ؟ هلْ يشعرونَ بالخوفِ لأنَّ بَابَا أَتَى وسوفَ يتشاجرُ معَ مَامَا ويَنتقدُ تصرّفاتَنَا ويُعاقبَنَا علَى أخطائِنَا طُوالَ اليومِ؟ أَمْ…بَابَا أتَى لِنَشعرَ بالأمانِ والدفءِ لأنَّنَا ننتظرُ هذا الحضنَ طُوالَ اليومِ ، الأبُّ مصدرُ المَرَحِ في المَنزلِ؛ نتيجةُ وجودِكَ الدَّائمُ خارجَ البيتِ يجبْ أنْ يكونَ موعدُ رجوعَكَ هو موعدُ المَرحِ والسَّعادةِ والضَّحكِ.
    شيءٌ مُهمٌ جِداً أنْ يَشعرَ أبناؤكَ أنَّكَ البَطَلُ الخَارقُ في حياتِهِم حَتَى لَا يبحَثوا عَنِ أبطالٍ اّخرينَ كالشَّخصياتِ الّتي تُجسّدَهَا الُمُسَلسَلاتِ والأفلامِ هذهِ الأيَّامِ، فيهَا البَطلُ عَنيفٌ أو قاتلٌ أو ظالمٌ أو أيٌّ مِنَ الشَّخصياتِ السَّيئةِ الّتي نَراهَا .
    للأسفِ يلجأُ الكثيرُ مِنَ الآباءِ إلَى التَصرّفِ بشكلٍ خاطئٍ معَ أبنائِهِم الذُّكورِ، فإمِّا أنْ يدلّلوهُم بشكلٍ زائدٍ لأنَّهُ الوَلدُ أو يَقسوا عَليهِم بشكلٍ كبيرٍ خوفاً مِنْ أنْ يأخذوا وضعَ القيادةِ بدلاً مِنْهُم؛ لكنَّ الاعتدالَ هو المطلوبُ ، يجبْ أنْ نكونَ حازمينَ لكنْ يجبْ أيضا ًأنْ نحترمَ طبيعةَ الولدِ أنَّهُ يريدُ أنْ يَشعُرَ بالمسؤوليَّةِ وأنَّهُ رجلٌ مثلَ أبوهُ ، لكنْ إقرأ ما قالَهُ الإمامُ زينُ العابدينَ وتأملْ بمعانيهِ الرائعةِ:
    (وَأمَّا حَقُّ وَلَدِكَ فَتَعْلَمَ أنَّهُ مِنْكَ وَمُضَافٌ إلَيكَ فِي عَاجِلِ الدُنْيَـــــــــا بخَيْرِهِ وَشَرِّهِ، وَأَنَّكَ مَسْئولٌ عَمَّــــــا ولِّيتَهُ مِنْ حُسْنِ الأَدَب وَالدّلالَةِ عَلَى رَبـــــــــهِ وَالْمَعُونةِ لَهُ عَلَى طَاعَتِهِ فِيكَ وَفِي نفْسِهِ، فَمُثابٌ عَلَى ذلِكَ وَمُعَاقَبٌ، فَـــــــــاعْمَلْ فِي أَمْرِهِ عَمَلَ الْمُتَزَيِّنِ بحُسْنِ أَثرِهِ عَلَيْهِ فِي عَاجِلِ الدُّنْيَا، الْمُعْذِرِ إلَى رَبهِ فِيمَـــــــا بَيْنَكَ وبَيْنَهُ بحُسْنِ الْقِيَامِ عَلَيْهِ وَالأَخذُ لَهُ مِنْهُ. وَلا قُوَّةَ إلا باللهِ) رسالةُ الحقُّوقِّ للإمامِ زينِ العابدينَ.
    وإليكَ بعضَ النصائحِ لكيفيَّةِ التعاملِ مع إبنِكَ:-

    *تعاملْ معهُ باحترامٍ ولا تُقلّلَ مِنْهُ أبداً سَواءٌ بِمفردِكُمَا أو أمامَ النَّاسِ.
    *حَمِّلُهُ المسؤوليَّةَ معكَ بأنْ تطلبَ مِنْهُ أنْ يُساعدَكَ في أيِّ عملٍ تقومُ بِهِ فيَشعُرَ بأهميّتِهِ.
    *اذهبْ مَعَهُ للتسوّقِ: خُذْهُ إلَى المَحَلاتِ واشتري مَعَهَ المَلابسَ لكَ ولَهُ، وخُذْ رأيَهُ في الاختيارِ.
    *إحكي لَهُ عنْ يومِكَ ومَا يحدِثُ مَعكَ في العَملِ.
    *عرّفُهُ عَلَى أصدقائِكَ وأظهرْ لَهُ أنَّكَ فخورٌ بِهِ أمامَهُم.
    *تكلّمْ معَهُ عنْ مُستَقبَلِهِ وماذا يُريدُ أنْ يكونَ.
    *حاولْ فتحَ حوارٍ دائمٍ بينَكُمَا واستغّلَّ أيَ فرصةٍ لِتُقدّمَ لَهُ النَّصيحةَ بشكلٍ غيرَ مُباشرٍ، وهناكَ الكثيرَ الكثيرَ مِنَ النصائحِ عليكَ إكتشافها والسَّعي لتطبيقها .

    وأخيراً أُشجّعُ كُلَّ أبٍّ أنْ يأخُذَ مَكانَهُ ومَكانتَهُ في الأُسرةِ كَي تَتزنَ الأُسرةُ وتُصبحَ بالشِّكلِ الّتي يَجبُ أنْ تكونَ عليهِ ، وأختمْ بدعاءِ النَّبيِّ إبراهيم َ الخليلِ في كتابِ اللهِ العزيزِ:{ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ*رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ } سُورَةُ أبراهيمَ ، الآيتين40-41.

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا

    تعليق


    • #3
      لله الحمد على ما اطريتم بالتبريك لكتاباتنا وندعوه بدوام التوفيق لكم

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X