اللهم صل على محمد وآل محمد
أن قدرة الأطفال على الدفاع عن أنفسهم وحماية ممتلكاتهم تختلف من طفل لآخر، وقد تعود أسباب العجز في القدرة على الدفاع عن النفس عند بعض الأطفال إلى أسباب تختلف باختلاف الطفل وظروف تنشئته، ومن هذه الأسباب:
درجة النضج العاطفي والاجتماعي عند الطفل، فهل هو مهيأ للتفاعل مع أقرانه ومواجهة الاحتكاكات والصراعات التي تنشأ باحتكاكه بهم، فبعض الأطفال يجدون فرصًا كثيرة للتفاعل الاجتماعي منذ نعومة أظفارهم، خاصة إن كان للأسرة علاقات اجتماعية واسعة، وكانوا محاطين بالأهل والأقارب والأصدقاء، وأتيحت للطفل الكثير من الفرص للاختلاط بالأطفال، والبعض الآخر قد ينشأ في أسرة صغيرة بعيدًا عن باقي الأقارب، فلا يحصل على فرص كافية للاختلاط بالأطفال وتطوير مهاراته الاجتماعية والتفاعلية معهم، خاصة عندما يكون الطفل الأول أو الوحيد في الأسرة، وليس له أخوة يتعلم منهم.
أمر مهم أيضًا هو طريقة التربية، وهل يحيط الأهل الطفل بالكثير من الحماية عادة والكثير من الدلال، فالطفل المدلل الذي يبالغ الأهل في حمايته لا يقدر أولًا قيمة الأشياء والألعاب التي يملكها، فيأخذها منه الأطفال الآخرون بأقل جهد، وثانيًا:
فإن فرط الدلال والحماية والخوف عليه من قبل الأهل يضعف شخصيته ويحرمه اكتساب المهارات الشخصية والاجتماعية التي تمكنه من الدفاع عن نفسه ومواجهة أي تحد يعترضه، فيضرب ولا يقاوم، ويزجر ولا يعترض، وهذا يشير إلى افتقاره للمهارات الأساسية التي تمكنه من حماية نفسه.