بسم الله الرحمن الرحيم
عثمان ليس صهرا لرسول الله
يقولون أن رقية وأم كلثوم كانتا قد تزوجتا في الجاهلية بابني أبي لهب فلما بعث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) ونزل قوله تعالى { تبت يدا أبي لهب وتب ....} أمر أبو لهب ولديه بطلاقهما وكذلك فعلت زوجته حمالة الحطب محتجة لذلك بأنهما قد صبتا إلى دين أبيهما فطلقاهما قبل الدخول فتزوجت رقية بعثمان بن عفان وهاجرت معه إلى الحبشة من السنة الخامسة من البعثة وكانت حاملا فأسقطت علقة في السفينة ثم رجعت معه إلى المدينة وماتت هناك .
راجع البدأ والتاريخ ج 8 ، الأصابة ج 4 ، تهذيب تاريخ دمشق ج1 ، نهاية الأرب ج 18 ، وهذا الكلام يرد عليه مايلي :
1 ـ إن بنات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ( ولدن في الإسلام قال المقدسي عن سعيد بن أبي عروة عن قتادة قال : ولدت خديجة لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ( عبد مناف في الجاهلية وولدت له في الإسلام غلامين وأربع بنات القاسم وبه كان يكنى أبا القاسم فعاش حتى مشى ثم مات وعبد الله مات صغيرا وأم كلثوم وزينت ورقية وفاطمة .
البدأ والتاريخ ج 5 وج 4 ، وقال : القسطلاني والديار بكري وقيل : ولد له قبل المبعث ولد يقال له عبد مناف فيكونون على هذا اثنا عشر كلهم ولدوا في الإسلام بعد المبعث .
المواهب اللدنية ج 1 وتاريخ الخميس ج 1 وصرح الزبير بن بكار وغيرهم بأن عبد الله ثم أم كلثوم ثم فاطمة ثم رقية قد ولدوا بعد الإسلام . راجع نسب قريش ، ومجمع الزوائد ج 9 ، وذخائر العقبى ، والبداية والنهاية ج 2 ، والاستيعاب (مطبوع بهامش الإصابة ج 4 ) ، وقال السهيلي أيضا : كلهم ولدوا بعد النبوة ،السيرة الحلبية ج 3 ، الروض الأنف ج 1 ، فمتى أذن تزوج أبني أبو لهب منهما ، ومتى طلقاهما ومتى تزوج عثمان منهما وهاجرت معه إلى الحبشة في السنة الخامسة من البعثة وأسطقت علقة .... تأمل جيدا بهذا وعندي المزيد !!!!!
2 ـ ذكروا أن أبا لهب قد أمر ولديه بطلاق بنتي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم )بعد نزول سورة تبت يدا أبي لهب وتب ، ووافقه على ذلك زوجته حمالة الحطب محتجة بأنهما قد صبتا إلى دين أبيهما ،ثم تزوج عثمان رقية وهاجر بها إلى الحبشة ، راجع في ذلك نسب قريش لمصعب ألزب يري وتهذيب تاريخ دمشق ج 1 وسيرة مغلطاي والثقات ج 2 ،وتاريخ الخميس ج 1 والمواهب اللدنية ج 1 والتبيين في أنساب القرشيين وأسد الغابة ج 5 والإستيعاب ج 4 وأنساب الأشراف قسم سيرة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ( ومجمع الزوائد ج 9 ومختصر تاريخ دمشق ونور الأبصار وذخائر العقبى والإصابة ج 4 وغيرها من المصادر ، ويعارض هذا الكلام ماذكره البعض من إن هذه الآية نزلت حينما كان المسلمون محصورين في شعب أبي طالب ، الدر المنثور ج 6 عن دلائل النبوة لأبي النعيم ، والحصار في الشعب بدأ في السنة السادسة أي بعد الهجرة إلى الحبشة بسنة وهذه الرواية تقول انه حين نزل قوله تعالى { وأنذر عشيرتك الأقربين } صنع لهم طعاما ودعاهم فقال لهم أبو لهب تبا لك ألهذا دعوتنا ؟ فنزلت { تبت يدا أبي لهب وتب } راجع نور الثقلين ج 4 وج 6 والدر المنثور ج 5 وج6 عن سعيد بن منصور والبخاري وأبن مردويه وأبن جرير وأبن المنذر وأبن أبي حاتم ومسلم وأبي نعيم والبيهقي في الدلائل والتفسير الكبير ج32 والجامع لأحكام القرآن ج 20 وتفسير البحر المحيط ج 8 والنهر الماد بهامش البحر المحيط ج 8 ولباب التأويل ج 4 ومدارك التنزيل بهامشه وفتح القدير وأسباب النزول ومن الواضح أن تعرض قريش بالأذى قد كان بعد نزول آية إنذار العشيرة وذلك حينما بدأ بذكر آلهتهم وسفه أحلامهم .
ويؤيد هذا مافي التفسير الكبير ج 32 والجامع لأحكام القرآن ج 2 أنه أتى للرسول فسألوا أبا لهب فقال إنا لم نزل نعالجه من الجنون ، فتبا له فأخبر النبي بذلك فحزن فنزلت السورة ، ومن الواضح أن أتصال الوفود بالنبي بعد نزول آية الإنذار ،فالأرجح هو نزول السورة والمسلمون محصورون في الشعب والحصار بدأ في السنة السادسة والهجرة في السنة الخامسة والطلاق المدعى حصل بعد نزول الآية كما أسلفنا ،فمتى تزوج عثمان برقية إذن ! ياللعجب العجاب ،كيف صنعت يد التحريف بالتاريخ هذه القصة بغية تسجيل الفضائل المكذوبة وكتمان الحقائق ،على أنه يقولون أن أبناء أبي لهب لم يدخلوا بهن لماذا لا نعلم ؟ وعثمان يتزوج إحداهما فيدخل بها فورا فتحمل وتسقط علقة في السفينة حين هجرتها كما يدعون لعلك أنت أيها القاريء تعلم ذلك ، أما أنا فأحتمل أن صانع هذه القصة أراد أن تكون الفضيلة تامة الجوانب ، فجعل البنت غير مدخول بها على أنه ذكر بعضهم( أن رقية تزوجت من عتبة بن أبي لهب فمات عنها ) تاريخ أهل البيت ص92 ، يعني لم يحصل طلاق ، فتحصل أن أولاد النبي ولدوا بعد الإسلام وإن الطلاق المدعى مشكوك ، وأن زواج عثمان من صنع القصاصين والوضاعين ليجعلوا له فضيلة قبال علي عليه السلام ولذلك لما ماتت الأولى زوجوه بالثانية ليكمل له الفضل فيكون ذو نورين حسب ماصنعته ايدي الوضع والتحريف وعلي ذو النور والحق أنه لاصهر للنبي سوى علي عليه السلام والدليل على ذلك إضافة إلى ماتقدم ماروي عن أبي الحمراء قال : قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ): ياعلي أوتيت ثلاثا لم يؤتهن أحد ولا أنا ، أوتيت صهرا مثلي ولم أوتي أنا مثلي .... إلى أخر الحديث راجع إحقاق الحق قسم الملحقات ج 4 ج 5 عن المناقب لعبد الله الشافعي وعن مناقب الكاشي ص 72 (مخطوط ) والحديث موجود في كتاب نظم درر السبطين للزرندي الحنفي ومقتل الحسين للخوارزمي ج 1 وأيضا روي مثله في ينابيع المودة ونقل البخاري عن أبن عمر في حديث طويل قال : .... أما عثمان فكان الله عفا عنه وأما أنتم فكرهتم أن تعفوا عنه وأما علي فأبن عم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ( وختنة وأشار بيده هذا بيته حيث ترون صحيح البخاري ج 3 ص 68 ط 1309 هـ . ومحل الشاهد إن السائل كان خارجيا يريد أن ينال من علي وعثمان فدافع أبن عمر عن عثمان فلم يجد مايقدمه سوى أنه حين فر في أحد قد عفا الله عنه لكن الخارجين عليه لم يعفوا عنه بل قتلوه فلو كان عثمان صهرا لذكره أبن عمر كما ذكر ذلك لعلي ، فتحصل أن المنصف الذي تهمه الحقائق ولا تنطلي عليه الإباطيل أنه لاصهر للنبي غير علي عليه السلام وقد صرح علي بذلك قد نلت من صهره مالم ينالوا ، راجع نهج البلاغة ، الكامل في التاريخ والبداية والنهاية وغيرها ..
تأمل جيدا ثم تأمل ولا تغرك المشهورات فرب مشهور لاأصل له .والحمد لله رب العالمين .
------------------
الكاتب
حسين الشطري
تعليق