بسم الله الرحمن الرحيم
إذن المقصود من عالم الأرواح النورية ان هنالك نورٌ واحدٌ يسبّح الله ويهلّله وهذا النور الواحد يتصل بعضه بالبعض الآخر، أوله بآخره وآخره بأوله، لذلك قوله صلى الله عليه واله (حسينٌ مني) إشارة إلى ذلك العالم، إشارة إلى العلاقة النورية، (حسينٌ مني وأنا منه) يعني أنّ نورنا نور واحد، وبيننا علاقة نورية منذ أن خلق الله وبرأ الله عالم الملكوت، وهذا طبعًا يشترك فيه الحسين وغير الحسين ولذلك في بعض الأحاديث الشريفة: إنّ عليًا مني وأنا منه وهو ولي كلّ مؤمن ومؤمنة بعدي. وهذه العلاقة النورية نظير العلاقة النفسية بين الحسين عليه السلام وبين جده صلى الله عليه واله المستفادة من نفس الحديث المزبور اذ العلاقة النفسية بيننا علاقة وثيقة وعميقة إلى حدّ كلٌّ منّا يعتبر نفسه نفس الآخر وأنّ الآخر منه وهو من الآخر، (حسينٌ مني وأنا من حسين) إشارة إلى عمق العلاقة النفسية بينهما، اذن الرسول لايريد بهذا الحديث البعد العاطفي والوشيجة النسبية بينه وبين الحسين فقط كيف وقد اطلق الكلام ولم يقيد بها بل يريد ان يبن كل الروابط التي تربطه بالحسين وبالعكس ومنها الاشتراك في نور واحد ولذلك اعلنها على الملأ حسين مني وانا من حسين. فمن اراد ان يستنير بهدى الرسول ولم يدركه فعليه ان يستنير بهدى الحسين لأنهما هدى واحد ونور واحد. قال تعالى: انما انت منذر ولكل قوم هاد. وكذلك النور متحدا من عالم الانوار الى يوم القيامة وقادا على نسق واحد وان حاول الطغاة على مر العصور اخماده قال تعالى: يريد ان يطفؤوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره المشركون.