إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عِلَاقَاتٌ مجْتَمَعيَّةٌ:5-علاقةُ الزَّوجِ بزَوجَتِهِ:-

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عِلَاقَاتٌ مجْتَمَعيَّةٌ:5-علاقةُ الزَّوجِ بزَوجَتِهِ:-

    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
    السَلآْم عَلْيُكّمٌ وٍرٍحَمُةّ الله وٍبُرٍكآتُهْ



    العلاقةُ الزَّوجيَّةُ منْ أجلِ أنْ تَضمُن وَهجَهَا وإستمرارَهَا وحيويتَهَا، لَا بُدَّ أنْ تستندَ إلَى ركيزةٍ مُحدّدةٍ، وهذهِ الركيزةُ هيَ الاحترامُ المُتبادلُ بينَ الزَّوجينَ، إذا كانِ هُناكَ إحترامٌ مُتبادلٌ بينَ الزَّوجينِ، الزَّوجُ يحترمُ شَخصيَّةَ المرأةِ، والمرأةُ تحترمُ شَخصيَّةَ الزَّوجِ، الإحترامُ المُتبادلُ هو الرَّكيزةُ الأساسُ لبقاءِ العِلاقةِ الزَّوجيَّةِ، وبقاءِ نضارتِهَا وحيويتِهَا. الإحترامُ المُتبادلُ بينَ الزَّوجينِ يَبتني علَى أداءِ الحُقوقِ، أنْ يكونَ الزَّوجُ مؤديًا لِحقوقِ الزَّوجةِ، وأنْ تكونَ الزَّوجةُ مؤدَّيةً لحقوقِ الزَّوجِ، فمَا هيَ حقوقُ الزَّوجِ؟
    يقولُ الإمامُ عليٍّ (عَلِيْهِ السَّلامُ): ( فَالْحَقُّ أَوْسَعُ الْأَشْيَاءِ فِي‏ التَّوَاصُفِ ، وَأَضْيَقُهَا فِي التَّنَاصُفِ ، لَا يَجْرِي لِأَحَدٍ إِلَّا جَرَى عَلَيْهِ ، وَلَا يَجْرِي عَلَيْهِ إِلَّا جَرَى لَهُ) نهجُ البلاغةِ ، خِطَبُ الإمامِ عليٍّ(عَلِيْهِ السَّلامُ)، ج ٢ ، ص ١٩٨ ،
    يعني وَصْفَ الحَقِّ سَهلٌ و مَجالَ نعتِهِ قولاً واسعاً علَى كُلِّ أحَدٍ ، لَكنَّ القِيامَ بواجبِهِ والإنصافَ فيِهِ فعلاً منْ أصعبِ الأمورِ ، و أشدِّهَا ، وأضيقِهَا مجالاً علَى الأكثرينَ .

    منَ الواضحِ أنَّ لِكُلِّ واحدٍ منَ الزَّوجينِ حقَّاً يجبُ علَى صاحبِهِ القِيامَ بِهِ فَكَمَا يجبُ علَى الزَّوجِ النَّفقَةِ مِنَ الكُسوةِ والمَسكنِ والمأكلِ والإسكانِ فكذلكَ يجبُ علَى الزَّوجةِ التَّمكينِ من الاستمتاعِ وتجتنبُ ما يَنفِرُ الزَّوجُ منْهُ وبشكلٍ عامٍ لِكُلٍّ مِنَ الزَّوجِ والزَّوجةِ حقوقٌّ على الآخرِ بعضُهَا واجبَةٌ وبعضُهَا مُستحبةٌ لكنَّ المُستفادَ مِنَ الأدِلَّةِ أنَّ حقَّ الزَّوجِ أكثرَ منْ حقَّ الزَّوجةِ وأعظمَ مِنْ جَهةِ عقلانيَّةِ الرَجُلِ وعاطفيَّةِ المرأةِ مِمَّا تَحتاجُ بسببِهَا إلَى قيّمٍ حتَّى أنَّهُ وَرَدَ عنِ النَّبيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : (لَا يَصلحُ لِبشرٍ أنْ يَسجدَ لبشرٍ ولو صَلُحَ لأمرتُ المرأةَ أنْ تسجدَ لزَوجِهَا) الكافي ، الشَّيخُ الكُلينِي ،ج 5 ص 507
    وهُناكَ رواياتٍ أُخرى مُستفيضَةٌ بينَ المُسلمينَ تَدِلُّ علَى ذلكَ بَلْ وفي الكِتابِ العَزيزِ قولَهُ سُبحانَهُ وتَعالَى {وَلِلرِّجالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ} سُورَةُ البَقَرةِ ، آية 228
    آدابُ الزَّوجِ معَ زَوجتِهِ، مِنْ أهمِ مَا يَحتاجَهُ الزَّوجُ مع زَوجتَهُ:-
    مِنْ كَلَامِ الإمام الصادق (عَلِيْهِ السَّلامُ) سَمَّاهُ بَعْضُ الشِّيعَةِ نَثْرَ الدُّرَر قولُهُ:
    (لَا غِنَى بِالزَّوْجِ عَنْ ثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ فِيمَا بَيْنَهُ وَ بَيْنَ زَوْجَتِهِ وَهِيَ:- 1ـ الْمُوَافِقَةُ : لِيَجْتَلِبَ بِهَا مُوَافَقَتَهَا ، وَمَحَبَّتَهَا ، وَهَوَاهَا .2ـ وَحُسْنُ خُلُقِهِ مَعَهَا .3ـ وَاسْتِعْمَالُهُ اسْتِمَالَةَ قَلْبِهَا: أ‌ ـ بِالْهَيْئَةِ الْحَسَنَةِ فِي عَيْنِهَا. ب‌ ـ وَ تَوْسِعَتُهُ عَلَيْهَا)

    وعليه تكونُ آدابُ الزَّوجِ مِنْ زَوجتِهِ علَى أنحاءٍ:-
    1- لِأهمَّيَّةِ حُسنِ الخُلُقِ في العِلاقةِ الزَّوجيَّةِ و مَا يؤثِرَهُ فيها مِنْ تمتينِ تلكَ العِلاقةِ بينَ الزَّوجينِ و استقرارٍ في الحَياةِ الزَّوجيَّةِ وسَعادتِهَا أكدتْ تلكَ الرِّواياتُ علَى حُسنِ خُلقِ الزَّوجِ معَ زوجتِهِ ، وحُسنِ خُلقِ الزَّوجةِ معَ زوجِهَا وإليكَ جُملةً مِنْهَا:
    *ـ روي أنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): (أَقْرَبُكُمْ مِنِّي مَجْلِساً يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحْسَنُكُمْ خُلُقاً وَ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ) وسائلُ‏ الشَّيعةِ ج : 12 ص : 153 رقم 15927
    بمَا يبلغُ بِهِ صاحبُ الخُلِقِ الحَسنِ معَ زَوجتِهِ و أهلِهِ وأنْ يكونَ عاملُ خيرٍ لَهم ، منْ منزلةٍ رفيعةٍ و أيُّ منزلةٍ تلكَ أنْ يكونَ قريباً منْ رسولِ اللهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) في مَجلسِهِ ، فحقاً لِكُلٍّ مَنْ يكونُ عاملَ خيرٍ لزوجتِهِ أنْ يفرحَ بهذهِ الدَّرجةِ الكبيرةِ.
    *ـ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : ( أَحْسَنُ النَّاسِ إِيمَاناً أَحْسَنُهُمْ خُلُقاً ، وَ أَلْطَفُهُمْ بِأَهْلِهِ ، وَ أَنَا أَلْطَفُكُمْ بِأَهْلِي) وسائلُ‏ الشَّيعةِ ج : 12 ص : 153رقم 15928
    *ـ جاءَ فِي ثَوَابِ الْأَعْمَالِ بسندِهِ عَنْ مُوسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ رَفَعَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) (قَالَ : قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ : بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي الْمَرْأَةُ يَكُونُ لَهَا زَوْجَانِ فَيَمُوتَانِ فَيَدْخُلَانِ الْجَنَّةَ لِمَنْ تَكُونُ ؟
    قَالَ : فَقَالَ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : يَا أُمَّ سَلَمَةَ تَخَيَّرُ أَحْسَنَهُمَا خُلُقاً وَ خَيْرَهُمَا لِأَهْلِهِ ، يَا أُمَّ سَلَمَةَ إِنَّ حُسْنَ الْخُلُقِ ذَهَبَ بِخَيْرِ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ ) وسائلُ‏ الشَّيعةِ ج : 12 ص : 155رقم 15933
    *ـ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) قَالَ : ( إِنَّ أَكْمَلَ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَاناً أَحْسَنُهُمْ خُلُقاً وَ خِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِ) وسائلُ‏ الشَّيعةِ ج : 12 ص : 157،ح 15938.
    *- مِنْ نتائجِ حُسنِ الخُلقِ بينَ الزَّوجينِ وما يضفِيهِ علِى الحياةِ الزَّوجيَّةِ السَّعيدَةِ هو أنْ تُعَمرَ ديارَهُمَا ويَزيدَ في أرزاقِهِمَا ، فقدْ جاءَ في الحَديثِ الصَحيحِ عَنْ عبدِ اللهِ بنَ سِنانٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصادق (عَلِيْهِ السَّلامُ) قَالَ : ( الْبِرُّ وَ حُسْنُ الْخُلُقِ يَعْمُرَانِ الدِّيَارَ وَ يَزِيدَانِ فِي الْأَعْمَارِ) الكافي ج 2 ص 100
    حيث أنَّ البِرَّ وحُسنَ الخُلقِ يَضعانِ حجرَ الأساسِ للحياةِ الزَّوجيَّةِ السَّعيدَةِ وبِهَا تُعَمرُ الدِّيارُ وتَطولُ الأعمارُ حيثُ الابتعادَ عنِ الهَمِّ والغَمِّ والحُزنِ والمَشاكلِ والأمراضِ و نتيجةُ ذلكَ الصَّحةَ وطولَ العُمُرِ
    2-ينبغي للمُسلِمِ أنْ يبادرَ بالسَّلامِ لِكُلِّ منْ يلتقي بِهِ حتَّى ولو كانَ طِفلا صِغيراً ولِمنْ يدخلُ عليهِ ولِمَنْ يَمُرُّ عليهِ ، كمَا ينبغي للزَّوجِ إذا دَخلَ بيتَهُ أنْ يُسَلِمَ علَى أهلِ بيتِهِ و علَى زَوجتِهِ و أطفالِهِ، فقدْ جاءَ في الصَّحيحِ عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ (قَالَ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عَلِيْهِ السَّلامُ): عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ﴿ ... فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ ... ﴾ ، سُورَةُ النَّورِ ، الْآيَةَ 61 ، قَالَ هُوَ تَسْلِيمُ الرَّجُلِ عَلَى أَهْلِ الْبَيْتِ حِينَ يَدْخُلُ ثُمَّ يَرُدُّونَ عَلَيْهِ فَهُوَ سَلَامُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ) وسائلُ‏ الشَّيعةِ ج 12، ص : 81 ،ح 15696.
    2-ليسَ المُهِمُّ أنَّ الشَّابَ يتزوجُ و حسبْ ، بلْ المُهِمُّ أنْ يكونَ الشَّابُ في مُستوى تَحَمُلِ المسؤوليَّةِ للحياةِ الزَّوجيَّةِ في جميعِ جوانبِهَا الماديَّةِ والمعنويَّةِ والاجتماعيَّةِ والدينيَّةِ ، فقدْ رُوي عنْ الإمامِ الصادقِ (عَلِيْهِ السَّلامُ) أنه قال: ( إِنَّ الْمَرْءَ يَحْتَاجُ فِي مَنْزِلِهِ وَعِيَالِهِ إِلَى ثَلَاثِ خِلَالٍ يَتَكَلَّفُهَا وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي طَبْعِهِ ذَلِكَ مُعَاشَرَةٌ جَمِيلَةٌ ، وَسَعَةٌ بِتَقْدِيرٍ ، وَغَيْرَةٌ بِتَحَصُّنٍ) بحار الأنوار ج : 75 ص : 236.
    3- أنْ يغفرَ الزَّوجُ لزَوجتِهِ خَطيئَتَهَا،( قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (عَلِيْهِ السَّلامُ): كَانَتِ امْرَأَةٌ عِنْدَ أَبِي (عَلِيْهِ السَّلامُ) تُؤْذِيهِ فَيَغْفِرُ لَهَا) الكافي ، ج : 5 ، ص : 511.
    4- رفقُ الزَّوجِ بزَوجتِهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلِيْهِ السَّلامُ) (قَالَ : اتَّقُوا اللَّهَ فِي الضَّعِيفَيْنِ ، يَعْنِي بِذَلِكَ الْيَتِيمَ وَالنِّسَاءَ وَإِنَّمَا هُنَّ عَوْرَةٌ) الكافي ، ج : 5 ، ص : 511 .
    4- إحسانُ الزَّوجِ لزَوجتِهِ، قَالَ الصَّادِقُ (عَلِيْهِ السَّلامُ): (رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً أَحْسَنَ فِيمَا بَيْنَهُ وَ بَيْنَ زَوْجَتِهِ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ مَلَّكَهُ نَاصِيَتَهَا وَ جَعَلَهُ الْقَيِّمَ عَلَيْهَا) منْ‏ لا يحضرهُ ‏الفقيهِ ،ج : 3 ص : 443 ،ح4537 .
    5- أنْ لا يَسُبَهَا، عَنْ شِهَابِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ قَالَ: ( قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلِيْهِ السَّلامُ): مَا حَقُّ الْمَرْأَةِ عَلَى زَوْجِهَا ؟
    قَالَ (عَلِيْهِ السَّلامُ): يَسُدُّ جَوْعَتَهَا ، وَ يَسْتُرُ عَوْرَتَهَا ، وَ لَا يُقَبِّحُ لَهَا وَجْهاً ، فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ وَاللَّهِ أَدَّى حَقَّهَا) الكافي ، ج : 5 ، ص : 511.
    6- أنْ يُوسِعَ الزَّوجُ على زوجتِهِ مِنَ النَّاحيَةِ المَادَّيَّةِ، قَالَ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ (عَلِيْهِ السَّلامُ): (عِيَالُ الرَّجُلِ أُسَرَاؤُهُ فَمَنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ نِعْمَةً فَلْيُوَسِّعْ عَلَى أُسَرَائِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ أَوْشَكَ أَنْ تَزُولَ تِلْكَ النِّعْمَةُ) منْ‏ لا يحضرهُ ‏الفقيهِ ، ج : 3، ص : 556، ح 4910.
    7- أنْ لَا يُلجئَ زوجتَهُ إلَى غيرِهِ،8- أنْ لا يضرِبَ الزَّوجُ زَوجتَهُ،9- أنْ يُكرمَ الزَّوجُ زَوجتَهُ ويعفوَ عَنْهَا،10- أنْ لَا يَهجُرَهَا في الفِراشِ ولَا في غيرِهِ،11- أنْ يكونَ الزَّوجُ خيراً لزوجتِهِ وأهلِهِ،12- أنْ لَا يبيتَ الزَّوجُ خارجَ منزلِهِ إلإَّ لِضرورةٍ،13- أنْ لَا يلهو الزَّوجُ عنْ زَوجتَهُ وعيالِهِ،14- أن يكونَ الزَّوجُ موافقاً لزوجتِهِ،15- أن يُخبرَ الزَّوجُ زوجتَهُ بمحبتِهِ لَهَا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : ( قَوْلُ الرَّجُلِ لِلْمَرْأَةِ إِنِّي أُحِبُّكِ لَا يَذْهَبُ مِنْ قَلْبِهَا أَبَداً) الكافي، ج : 5 ،ص : 569 ،ح 59 .
    16- أن يتزينَ الزَّوجُ لزوجتِهِ،* أن يتعاهد الزَّوجُ زَوجتَهُ بالهديَّةِ، عِنِ الإمامِ الصَادقِ(عَلِيْهِ السَّلامُ) قولِهِ : (هِبَةُ الرَّجُلِ لِزَوْجَتِهِ تَزِيدُ فِي عِفَّتِهَا) منْ‏ لا يحضرهُ ‏الفقيهِ ،ج : 4 ص : 381، ح 5831
    *** في قبالِ هذهِ الآدابِ التي هيَ سِرُّ السَّعادةِ الزَّوجية ومَنْ إلتزمَ بِهَا ينجو مِنَ المشاكلِ ، ولكنْ عَليهِ أنْ يبتعدَ عنْ سُوءِ الخُلقِ معَ زوجتِهِ ،
    لأنَّ الزوجَ سيءُ الخُلقِ معَ زوجتِهِ وأهلِ بيتِهِ في حَالِ خَطرٍ شَديدٍ ولَا يَنجو مِنْهُ ، وهذا الخَطَرُ يَتمثَلُ في:
    1ـ الدُّنيَا بعدَمِ التَّوفيقِ لحياةٍ زَوجيَّةٍ سَعيدةٍ.
    2ـ الخَطرُ الأُخرويُ وهو عَذابُ القَبرِ ، فأوَّلُ مَا يوضَعُ في القَبْرِ تَحصلُ لديِهِ ضَغطةُ القَبْرِ كَمَا رَوىَ ذلكَ الشَّيخُ الصَّدوقُ بسندِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْيَسَعِ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلِيْهِ السَّلامُ) قَالَ : (ج أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، فَقِيلَ لَهُ : إِنَّ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ قَدْ مَاتَ ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَقَامَ أَصْحَابُهُ مَعَهُ فَأَمَرَ بِغُسْلِ سَعْدٍ وَ هُوَ قَائِمٌ عَلَى عِضَادَةِ الْبَابِ ، فَلَمَّا أَنْ حُنِّطَ وَ كُفِّنَ وَ حُمِلَ عَلَى سَرِيرِهِ تَبِعَهُ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) بِلَا حِذَاءٍ وَ لَا رِدَاءٍ ثُمَّ كَانَ يَأْخُذُ يَمْنَةَ السَّرِيرِ مَرَّةً وَ يَسْرَةَ السَّرِيرِ مَرَّةً حَتَّى انْتَهَى بِهِ إِلَى الْقَبْرِ ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) حَتَّى لَحَدَهُ وَ سَوَّى اللَّبِنَ عَلَيْهِ وَ جَعَلَ يَقُولُ : نَاوِلُونِي حَجَراً نَاوِلُونِي تُرَاباً رَطْباً يَسُدُّ بِهِ مَا بَيْنَ اللَّبِنِ فَلَمَّا أَنْ فَرَغَ وَ حَثَا التُّرَابَ عَلَيْهِ وَ سَوَّى قَبْرَهُ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَبْلَى وَ يَصِلُ الْبِلَى إِلَيْهِ وَ لَكِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ عَبْداً إِذَا عَمِلَ عَمَلًا أَحْكَمَهُ ، فَلَمَّا أَنْ سَوَّى التُّرْبَةَ عَلَيْهِ قَالَتْ أُمُّ سَعْدٍ : يَا سَعْدُ هَنِيئاً لَكَ الْجَنَّةُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : يَا أُمَّ سَعْدٍ مَهْ لَا تَجْزِمِي عَلَى رَبِّكِ ، فَإِنَّ سَعْداً قَدْ أَصَابَتْهُ ضَمَّةٌ ،قَالَ فَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَرَجَعَ النَّاسُ ، فَقَالُوا لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ رَأَيْنَاكَ صَنَعْتَ عَلَى سَعْدٍ مَا لَمْ تَصْنَعْهُ عَلَى أَحَدٍ إِنَّكَ تَبِعْتَ جَنَازَتَهُ بِلَا رِدَاءٍ وَلَا حِذَاءٍ ،فَقَالَ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): إِنَّ الْمَلَائِكَةَ كَانَتْ بِلَا رِدَاءٍ وَلَا حِذَاءٍ فَتَأَسَّيْتُ بِهَا ،قَالُوا : وَ كُنْتَ تَأْخُذُ يَمْنَةَ السَّرِيرِ مَرَّةً وَ يَسْرَةَ السَّرِيرِ مَرَّةً ،قَالَ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): كَانَتْ يَدِي فِي يَدِ جَبْرَئِيلَ آخُذُ حَيْثُ يَأْخُذُ ،قَالُوا : أَمَرْتَ بِغُسْلِهِ وَصَلَّيْتَ عَلَى جِنَازَتِهِ وَلَحَدْتَهُ فِي قَبْرِهِ ثُمَّ قُلْتَ إِنَّ سَعْداً قَدْ أَصَابَتْهُ ضَمَّةٌ ،قَالَ : فَقَالَ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : نَعَمْ إِنَّهُ كَانَ فِي خُلُقِهِ مَعَ أَهْلِهِ سُوءٌ) ،الأمالي ، الشَّيخُ الصَّدوقِ ، ص ٤٦٨، و الضَمَّةُ هُنَا ضَغْطَةُ القَبْرِ.

    التعديل الأخير تم بواسطة الاشتر; الساعة 17-05-2022, 05:07 PM.

  • #2

    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا

    تعليق


    • #3
      أحسن الله اليكم مع شكرنا لجهودكم

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X