تويت
اللهم صل على محمد وآل محمد
لا يعلم الكثيرون أن الصدمات النفسية الباكرة في مرحلة الطفولة بشكل خاص يتعدى تأثيرها على النفس إلى تأثيرها حتى على جسد الإنسان
فكما نعلم ان للصدمة النفسية أثر نفسي شديد، يتظاهر على شكل قلق نفسي وتوتر مستمر او كآبة جسيمة، وقد يصل لمرحلة اضطراب ما بعد الصدمة، ذلك الاضطراب الخطير المعروف اختصاراً PTSD ، كونه يشلُّ حركة الإنسان ويقيد إنتاجه وإبداعه...
وكذلك للصدمة النفسية (وبخاصة الباكرة) تأثيرات عميقة ومتعددة حتى على تكوين شخصية الإنسان، من أهمها السمات الحدية (حدية الطبع والمزاجية المتقلبة والغضب الانفجاري)، أو السمات التفارقية (الافتراق عن الواقع والهستريا) ، السمات الوسواسية القهرية ...
والمفاجئ هو -وحسب الدراسات المتعلقة بالخبرات السلبية في مرحلة الطفولة، والتي تُعرف اختصاراً ACE Study* - يكون تأثير الصدمة النفسية حتى على الجسد، كازدياد حالات التحسس ونوبات الربو بعد التعرض للصدمات النفسية ، وحتى السرطان والالتهابات الرئوية والشقيقة ومتلازمة ألم الليف العصبي fibromyalgia ...
*من الخبرات السلبية في مرحلة الطفولة: الإساءة العاطفية للطفل، الإساءة الجسدية بالضرب، الإساءة الجنسية والتحرش، الإهمال العاطفي أو الجسدي، تعاطي المواد المدمنة ضمن المنزل، وجود مريض نفسي بالمنزل، الانفصال بين الأبوين ، وجود فرد سجين بالعائلة ...
مثلاً وحسب دراسات ACE ، في حال شخص تعرّض لأكثر من 4 تجارب صادمة في طفولته، فقد تصل نسبة خطورة الإصابة في الكبر بالاضطرابات التالية كما يلي:
- استعمال حقن المواد مثل الهيروين 4600%
- الإفراط بالكحول 500%
- السكري 201%
- السرطان 157%
- نوبات قلبية 232%
- جلطات دماغية 236%
- الربو 231%
- امراض كلى 263%
- مشاكل بالنظر 354%
وكأن الجسد (وهو تحليلياً بمثابة الأم) يقول لصاحبه "أمك لا تحبك ، وأنت لا تستحق الحياة" ، وهذا معنى الآلام الجسدية عند من تعرض لصدمات باكرة في طفولته ...
وعلى هذا يمكن لأي مرض جسدي أن يكون مرتبطاً بصدمات الطفولة بشكل كبير ...
ومن هنا نعلم أن الإنسان مع العمر وتداول الأيام قد يتناسى إساءة تعرض لها وهو صغيراً ، ولكنها تبقى في أعماق نفسه ترسل رسائلها الرمزية أو المشفرة إلى جسده وسلوكه..
الإساءة للأطفال مهما كانت غالباً ما تعيق حياتهم وتمرض نفسهم وجسدهم، والأهم أنها تعرقل إنتاجيتهم
تعليق