إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قبسات من السیرة العلویة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قبسات من السیرة العلویة

    بسم الله اتلرحمن الرحيم
    القیمة الواقعیة للأعمال
    قال الإمام علی(علیه السلام): «یا كمیل لیس الشأن أن تصلی وتصوم وتتصدق، الشأن أن تكون الصلاة بقلب نقی وعمل عندالله مرضی وخشوع سوی».(1)

    الشرح والتفسیر:
    الأبعاد الواقعیة للأعمال وكیفیتها هی التی تعین قیمتها الحقیقیة ولیس ظاهرها ومقدارها.
    - كما أكد علی(علیه السلام) على كمیل بأن یخوض فی روح العمل بدلاً من الاستغراق فی ظاهر العمل والاهتمام بمقداره وكثرته;
    - لأنّ الهدف النهائی من هذه الأعمال تربیة الإنسان وتعلیمه وتكامله وهذا مرهون بطهارة العمل لاكثرته.
    (2) توضیح ذلك: للعبادات روح وجسم، جسم العبادة الأعمال والأفعال الظاهریة. فجسم الصلاة القراءة الصیحة والركوع والسجود وسائر أركان وأفعال الصلاة التی یجب أن تتمّ بصورة صحیحة،
    - لكن روح الصلاة التوجه إلى المضامین الرفیعة للأذكار وجلاء الروح المتصدئة بالقرآن والتوجه لله وترسیخ التوحید فی مختلف الفروع
    - والالتفات للنبوّة والمعاد وأمثال ذلك والخلاصة على الصراط المستقیم.
    - وتتطلب العبادة الحقیقیة التوجه الكلی إلى الله، كما أنّ الصلاة الخالیة من الروح لن تكون صلاة،
    - والصلاة بلا جسم كذلك لیست صلاة، وكما یخطىء المسلم الذی یكتفی بجسم الصلاة دون التوجه لمضامین ومعانی أذكار الصلاة وإخلاص النیة،

    - یخطىء أكثر من تشبه بالمسلمین ویترك الصلاة وسائر العبادات بذریعة الوصال بمعرفة الله، ویزعم أنّه یتوجه لروح الصلاة وعمقها.


    الأركان الأصلیة للتوبة
    قال الإمام علی(علیه السلام):
    - «التوبة على أربع دعائم: ندم بالقلب، واستغفار باللسان، وعمل یالجوارح وعزم أن لا یعود».(3)
    الشرح والتفسیر
    إستنتاج أغلب الناس للتوبة إستنتاج خاطىء
    - ولهذا فإنّ آثاره قلیلة على التوبة الفردیة وكذلك الاجتماعیة.
    توضیح ذلك أنّ الصرح العظیم للتوبة لا یبنى على دعامة أودعامتین، بل لابدّ من مراعاة الدعائم الأربع،
    - وبعبارة أخرى لابدّ أن تتجلى آثار التوبة فی جمیع كیان الإنسان.
    - واستناداً لهذه المقدمة القصیرة نخوض فی شرح الدعائم الاربع للتوبة:
    الدعائم الاربع للتوبة:
    الركن الأول: الخطوة الأُولى للتوبة الندم الباطنی
    - فیحدث تغیراً حقیقیاً فی باطن روح الإنسان وقلبه فیندم وینفر مما ارتكب من ذنب.
    الركن الثانی: رغم أنّ الندم الباطنی الخطوة الأولى للتوبة، لكنه لیس بركنها الوحید،
    - ومن هنا فإنّ التحول والانقلاب الذی یحدث فی باطنه لابدّ أن یؤثر على سائر أعضاء بدنه
    - ویتجلى بواسطة لسانه بصفته ترجمان قلبه، فاللسان یتوب من الذنب تبعاً للقلب وینطلق بالإستغفار.
    - وعلیه فانسجام القلب واللسان فی النفور من الذنب عمودان من الأعمدة الأربعة للتوبة.
    الركن الثالث: أن تنتقل حالة الندم من اللسان إلى سائر الأعضاء وتسوقها لردود الأفعال لیقوم الإنسان بتلافی الماضی.
    - وتستطیع أعضاء الإنسان أن تقوم بثلاثة أفعال فی هذه المرحلة لتستقیم حالة التوبة وتترسخ:
    أ) یتلافى هضم حقوق الناس التی هضمت بفعل الذنوب، فإن اغتاب أحداً استبرأ منه ذمته،
    - وإن كسر قلب مؤمن جبره، وإن غصب مال الناس عوّضها، والخلاصة یؤدی كل ما علیه من حق لشخص.
    ب) أداء حقوق الله فیبادر إلى الإتیان بالعبادة التی تركها ویقضی ما فاته منها ویدفع الكفارة، وأن لا یسوف هذه الأمور لما بعد الموت.
    ج) تدارك الأخطاء والسیئات السابقة بالإحسان والعبادة.
    - والشاهد على هذه المرحلة من التوبة قوله تعالى:
    (إِلاَّ الَّذِینَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا) التی وردت فی عدّة آیات قرآنیة(4).
    - فالذنب كالمرض، والكبیرة كالمرض العضال، فالشخص الذی یلّم به مرض عضال وینهض من فراشه بعد المعالجة تتشتت قواه وتغوص عیناه ویضعف ویفقد طاقته.
    - فلابدّ أن یتقوى بالاضافة إلى العلاج، یستعید عافیته.
    - الذنب كذلك یضعف الإیمان والفضائل الإنسانیة فلابدّ من تقویة تلك الفضائل الضعیفة بالأعمال الصالحة عقب التوبة.

    الركن الرابع: العزم على ترك الذنب فی المستقبل;
    - أی أنّ التوبة تبیّن الطریق للإنسان إلى آخر عمره.
    والنتیجة فإنّ التوبة طبق وصیة الإمام علی(علیه السلام) توجد تحوّلاً تاماً ولا تتعلق باللسان فقط.
    - وهكذا الأمر بالنسبة للمجتمع، فالمجتمع العاصی لابدّ أن یطوی المراحل الأربع عقب التوبة.
    ترى هل طبقنا هذه المراحل الأربع فی مجتمعنا بعد الثورة؟

    ----------------------------------
    1 . تحف العقول المترجم، ص 186.
    2 . مئة وخمسون درسا من الحیاة، ص 118.
    3 . میزان الحكمة، ج 1، ص 548، الباب 459، ح 2160.
    4 . سورة البقرة، الآیة 160، وورد شبه هذه العبارة فی الآیات 89 من سورة آل عمران و 119 من سورة النحل و 5 من سورة النور.
    -------------------------------------------------------
    قبسات من السیرة العلویة | المؤلّف سماحة آیة الله العظمى مكارم الشیرازی (مدّ ظلّه)
    إعداد وتنظیم ابوالقاسم علیان نجادی ـ عبدالرحیم الحمرانی





  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا




    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X