إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عِلَاقَاتٌ مجْتَمَعيَّةٌ: 7- عِلَاقَةُ الإبنِ معَ أُمِّهِ:-

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عِلَاقَاتٌ مجْتَمَعيَّةٌ: 7- عِلَاقَةُ الإبنِ معَ أُمِّهِ:-

    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
    السَلآْم عَلْيُكّمٌ وٍرٍحَمُةّ الله وٍبُرٍكآتُهْ




    أولَى الإسلامُ عِنايةً خاصةً للأُسرةِ ولِلمحافظةِ علَيْهَا منْ خلالِ تحديدِهِ للحقوقِ المُترتِّبةِ علَى أفرادِهَا تِجاهِ بَعضِهِم البعضَ ، وذلكَ كَي تُصانُ الأسرةُ بِصفتِها اللَّبُنَةِ الأساسيَّةِ في بناءِ المُجتمعِ الّذي يَنشُدَهُ الإسلامُ ، ولَمَّا كانَ الوالدانِ هُمَا حَجرَي الأساسِ في بناءِ الأُسرةِ وتَنشئةِ الجِيلِ ، نَجِدُ القرآنَ الكريمِ يُصَرِّحُ بِعِظَمِ مَكانَتِهمَا ، ووجوبِ الإحسانِ إليهِمَا ، ولَمَّا كانَ الوالدانِ هُمَا حَجري الأساسِ فَي بناءِ الأسرةِ وتَنشئةِ الجيلِ ، نَجِدُ القرآنَ الكريمِ يُصَرِّحُ بِعِظَمِ مكانَتِهِمَا ، ووجوبِ الإحسانِ إليهِمَا.
    وفيمَا يأتي بيانٌ لِحقوقِ الوالدينَ في القرآنِ الكريمِ والسُّنةُ النَّبويَّةِ ، وأقوالِ أهلِ البيتِ (عَلِيْهِ السَّلامُ):
    أولاً : حقوقُ الوالدينَ في القرآنِ الكريمِ:
    قرنَ تعالَى وجوبَ التعبدَ لَهَ بوجوبِ البِرِّ بالوالدينَ في العَديدِ مِنَ الآياتِ الكَريمةِ ، مِنهَا قولُهُ تعالَى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} سُورَةُ الإسْراءِ، آية: ۲۳.
    وقولُهُ تَعالَى : { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً }، سُورَةُ البَقَرَةِ ، آية ۸۳.
    وهكَذا نَجدُ أنَّ اللهَ تَعالَى يعتبرُ الإحسانَ إلَى الوالدينِ قضيَّةٌ جوهريَّةٌ ، فهَي منَ الأهميَةِ بمكانٍ ، بحيثْ يُبرُزُهَا – تارةً – في عالَمِ الإعتبارِ بصيغةِ القَضاءِ : { وَقَضَى رَبُّكَ } ، سُورَةُ الإسْراءِ ، آية: ۲۳.
    ويُجَسِدُهَا – تارةً أُخرى – في عالمِ الامتثالِ بصيغةِ الميثاقِ : { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ } ، سُورَةُ البَقَرَةِ ، آية : ۸۳.
    ويعتبرُ التَّعدي علَى حُرمَتِهِما حَراماً ، وهُنا لابُدَّ منَ التَّنبيهِ علَى أنّ القرآنَ الكريمِ وفي العديدِ منْ آياتِهِ يؤكدُ علَى الأولادِ بضرورةِ الإحسانِ إلَى الآباءِ ، أمَّا الآباءُ فلَا يؤكدُ عليهمُ الاهتمامَ بأبنائِهِم إلاَّ نادراً ، وفَي حالاتِ غيرِ عاديَّةٍ ، كأنْ لَا يقتلوا أولادَهم خشيةَ الإملاقِ ، فيكتفي بالتأكيدِ علَى أنَّ الأولادَ زينةٌ ومُتعةٌ ، وموضعُ فتنةٍ وإغراءٍ للوالدينَ ،
    ولمْ يذكرُهُم إلاَّ مَقرونينَ بالمالِ ، وفي موضعِ التَّفاخرِ ، وبنظرةٍ أعمقْ جعلَ الإحسانَ إلى الوالدينِ المَظهرُ الاجتماعي للعبادةِ الحَقَّةِ ، وكُلُّ تفكيكٍ بينَ العِبادةِ ومَظهرَهَا الإجتماعي ، بالإساءةِ إلَى الوالدينِ علَى وجهِ الخصوصِ ، ولَو بكلمةِ ( أُفٍّ ) ، يَعني إفساداً للعبادَةِ كَمَا تُفسدُ قَطرةُ الخَلِّ العَسلَ.
    منحَ القرآنُ الأُمَّ حقاً أكبر ، وذلكَ لمَا تُقدمَهُ منْ تضحياتٍ أكثر ، فالأُمُّ هَي الّتي يقعُ عليهَا وحدَهَا عِبئَ الحملَ والوضعَ والإرضاعَ ، ومَا يرافقُهمَا منْ تضحياتٍ وآلآمٍ ، حيثُ يبقَى الطَّفلُ في بطنِهَا مدةَ تسعةَ أشهرٍ علَى الأغلبِ في مرحلةِ الحملِ ، يتغذّى في بطنِهَا من غذائِهَا ، ويقرّ مطمئناً على حسابِ رَاحتِهَا وصحَتِهَا
    ثم تأتي مرحلةُ الوضعِ الّذي لَا يعرفُ مقدارَ الألمِ فيه إلاَّ الأُمُّ ، حيث تكونُ حياتُها – أحياناً – مهدَّدةً بالخطرِ
    والباري عَزَّ و جَلَّ يوصي بها على وجهِ الخصوصِ : { وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ } سُورَةُ لُقْمَانَ ، آية :14.
    وبذلكَ يؤججُ القرآنُ وجدانَ الأبناءِ حتَّى لا ينسوا أو يتناسوا جُهدَ الآباءِ ، وخاصةً الأُمُّ وما قاستْهُ منْ عناءٍ ، ويصبُّوا كُلَّ اهتمامِهِم على الزَّوجاتِ والذُّريَّةِ
    فعنِ الإمامِ زينِ العابدينَ (عَلِيْهِ السَّلامُ) : ( إنَّ رَجُلاً جاءَ إلى النبي (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)فقال : يا رسول الله ، ما مِن عَملٍ قبيح إلا قدْ عملتُه ، فهل لي من توبة ؟ فقال له رسول الله (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : ( فهَلْ مِن وَالِدَيكَ أحَدٌ حَي ؟ ) ، قال : أبي
    فقال(صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : ( فاذْهَبْ فَبِرَّه ) ، فلما ولَّى قال رسول الله (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): ( لَوْ كَانَتْ أمُّه !! )
    ويقول (عَلِيْهِ السَّلامُ) فيما يتعلق بحق الأم : (أمَّا أمُّكَ فأن تَعلَمَ أنَّهَا حَمَلَتْكَ حَيثُ لا يَحتَمِلُ أحَدٌ أحَداً ، وأعطَتْكَ مِن ثَمَرة قلبها مَا لا يُعطِي أحدٌ أحَداً ، وَوَقَتْكَ بِجَمِيعِ جَوَارِحِها ، ولَمْ تُبَالِ أنْ تَجُوعَ وتُطعِمكَ ، وتَعطشَ وتُسقِيكَ ، وتعرى وتَكسُوكَ ، وتضحي وتظلُّك ، وتهْجر النَّوم لأجْلِكَ ، وَوَقَتْكَ الحَرَّ والبرد يكون لها ، فإنَّك لا تُطيق شُكرَها ، إلاَّ بعونِ الله وتوفيقه)رسالةُ الحقُّوقِّ للإمام زينِ العابدينَ .
    في حدودِ طاعةِ الأبِ والأُمِّ فإنَّ منَ الواجبِ علَى الولدِ اتجاهَ أبويِهِ أمران:-
    الأوَّلُ: الإحسانُ إليهِمَا والانفاقُ عليهِمَا إنْ كانَا مُحتاجينِ وتأمينُ حوائجِهِمَا المَعيشيَّةِ وتلبيةِ طلباتِهِمَا فيمَا يرجعُ إلَى شؤونِهِمَا في حُدودِ المُتعارفِ والمعمولِ بِهِ حسبَ العُرفِ وحسبَ سيرةِ المُتشَرِّعَةِ وارتكازاتِهِم ويُعَدُّ تركُ ذلكَ تنكراً لِجَمِيلِهِمَا علَى الولدِ وهو أمرٌ يختلفُ سَعةً وضيقاً بحسبِ اختلافِ الأحوالِ من القُّوةِ والضَعفِ
    الثاني: مُصاحبةُ الوالدينِ بالمعروفِ وعدمِ الإساءةِ إليهمَا قَولاً أو فِعلاً وإنْ كانَا ظَالمينِ لهُ وقدْ ورَدَ في النَصِّ الشَّريفِ وإنْ ضرباكَ فلَا تَنهرهُمَا وقلْ غَفًرَ اللهُ لَكُمَا

    إِنَّ مِنْ جُمْلَةِ الْآدَابِ الَّتِي يَتَحَلَّى بِهَا الْمُسْلِمُ أَدَبَ التَّوَاضُعِ وَلِينِ الْجَانِبِ وَالرِّفْقِ وَالرَّحْمَةِ
    وَهَذَا مَنْهَجُ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ؛ أَيْ أَنَّهُمْ أَهْلُ رِفْقٍ وَرَحْمَةٍ وَشَفَقَةٍ وَتَرْبِيَةٍ وَمَحَبَّةٍ لِمُسْتَحِقِّيهَا، لَا سِيَّمَا الضَّعِيفُ كَالصِّغَارِ وَنَحْوِهِمْ ، مَنْ لَا يَرْحَمِ النَّاسَ بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِمْ لَا يُثَبْ بِالرَّحْمَةِ مِنْ قِبَلِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، إِنَّ مِنْ فَضَائِلِ الْإِسْلَامِ وَمَحَاسِنِهِ: الرَّحْمَةَ فِي قُلُوبِ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ
    وَكُلَّمَا كَانَ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ عِنْدَهُ شَيْءٌ مِنَ الْعِلْمِ يَعْمَلُ بِهِ، فَالْخَيْرُ عِنْدَهُ أَكْثَر
    فَمِنْ جُمْلَةِ مَحَاسِنِ الْإِسْلَامِ وَفَضَائِلِهِ: وُجُودُ الرَّحْمَةِ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات
    وَأَوْلَى النَّاسِ بِالرَّحْمَةِ: الضَّعِيفُ، وَالصِّبْيَانُ مِنَ الضُّعَفَاءِ، وَمَنْ أَلْصَقُ النَّاسِ بِالْآخَرِينَ، كَآبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ؛ حَتَّى يَحْصُلَ التَّمَاسُكُ فِي الْأُسْرَةِ وَالْمَحَبَّةُ وَالِاحْتِرَامُ وَالْبِرُّ، بِسَبَبِ مَا يُقَدِّمُهُ الْأَبَوَانِ لِأَبْنَائِهِمْ ذُكُورًا وَإِنَاثًا

    في الرَّوايةِ عنْ عمرِ بنَ الخطّابِ: كُنّا مَع رسولِ اللّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)على جَبَلٍ فأشرَفنا على وادٍ، فرَأيتُ شابّا يَرعى غَنَما لَهُ أعجَبَني شَبابُهُ، فقلتُ: يا رسولَ اللّهِ، وأيُّ شابٍّ لَو كانَ شَبابُهُ في سَبيلِ اللّهِ؟ فقالَ النَّبيُّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): يا عُمَرُ، فلَعَلَّهُ في بَعضِ سَبيلِ اللّهِ وأنتَ لا تَعلَم،ثُمّ دَعاهُ النَّبيُّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فقالَ: يا شابُّ، هَل لَكَ مَن تَعُولُ؟ قالَ: نَعَم، قالَ: مَن؟ قال: امِّي، فقالَ النَّبيُّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): الْزَمْها فإنّ عِندَ رِجلَيها الجَنَّةَ). كنز العمال: ج 4 ص 607 ح 11760نعم، الجَنَّةُ عندَ رجلَي الأمِّ، كَمَا أنّ الجَنَّةَ تحتَ أظِلَّةِ السُّيوفِ، فالجهادُ والبِرّ بالأمِّ في مرتبةٍ واحدةٍ.

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا




    تعليق


    • #3
      جزيتم خيرا ولكم منا كل الإمتنان والتقدير

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X