بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
اهتمام السماء بموقع الأمومة.
لماذا السماء تهتم بموقع الأمومة؟ ولماذا السماء تؤكد على بر الوالدين وخصوصاً بر الأم ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ﴾ [لقمان: 14]، ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا﴾ [الأحقاف: 15]، ولماذا تركز النصوص على بر الوالدين وبر الأم كما جاء في الحديث أن رجلاً جاء إلى الرسول محمد وقال: يا رسول الله من أبر؟ قال: أمك. قال ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أباك. وقال: إن الجنة تحت أقدام الأمهات. وقال: إن كنت في نافلة فدعاك أبوك فلا تقطعها وإن دعتك أمك فاقطعها. فهذا المقدار من الاهتمام لموقع الأم من حيث البر والوصايا الدينية، فما هو سر اهتمام السماء بموقع الأمومة؟
عندما نراجع كتاب «المخ الكامل» للدكتور دانيال سيجل نجده في هذا الكتاب يذكر ويقول: كل الآباء يعيشون قلقاً، قلق على مستقبل أولادهم الوظيفي، وقلق على مستقبلهم الصحي، وقلق على مستقبلهم المعيشي، فكل الآباء والأمهات يعيشون القلق، وإزالة القلق ليست بالتربية المثالية، إذن ما هو المطلوب؟ يقول صاحب هذا الكتاب: أن المطلوب في التربية هو أن تركز على أمرين فقط، متى ما ركزت على هذين الأمرين أحرزت تربية وافية وكافية:
الركيزة الأولى: الأسرة الناجحة، وهي التي تعيش ثلاث صفات:
الصفة الأولى: الحضور، فالأسرة التي دائما تجلس مع بعضها في الأفراح والأتراح، على الإفطار والغداء والعشاء، فنفس هذا الحضور يعطي استقراراً لأجواء الأسرة، وليس كل منهم مشغول بأمره وفي نفسه، الأسرة التي تعيش الحضور عند المائدة في الأفراح والأتراح يعطيها الحضور عنصراً من الاستقرار والطمأنينة.
الصفة الثانية: المشاركة، كل يشارك الآخر ويعينه من أبنائها.
الصفة الثالثة: التعاطف، عطف كل من الإخوة على أخيه ومن الأخوات على بعضهن، فعنصر التعاطف يجعل الأسرة أسرة مستقرة ناجحة.
الركيزة الثانية: ركيزة الوجود.
أي أن تكون حاضر، فكيف تكون أب ولكنك غائب، إما أن تكون في العمل، وإذا رجعت فأنت مشغول هنا وهناك، فلابد في التربية الصحيحة من عنصر الحضور، ومعنى الحضور هو الحضور الجسدي والحضور الوجداني، أن يكون الأم والأب حاضرين جسداً ووجداناً، يستمعان للطفل ويتفاهمان معه، يقرآن مشاعره ويجيبان على أسئلته ويواكبان مسيرته، فعنصر الوجود بمعنى الحضور الجسدي والوجداني هو الركيزة المهمة.
بماذا تتمثل وما هو أثرها الإيجابي؟
تتمثل بالارتباط الآمن، بحسب اصطلاح صاحب كتاب «الارتباط الآمن» ارتباط الطفل بمعلمته لا يلزم أن يكون هناك ارتباط آمن، وارتباط الطفل بالخادمة في المنزل ليس بالضرورة أن يكون ارتباطاً آمناً، والارتباط الآمن المضمون هو ارتباط الطفل بأمه وأبيه، لأن هذا الارتباط يوفر ثلاث وظائف:
الوظيفة الأولى: الشعور بالحماية، محمي جسداً ومادة وخلقاً وتربية، شعور الطفل بالحماية يعزز عنده رضاه عن نفسه وثقته بذاته.
الوظيفة الثانية: الشعور بالتفهم، الأب والأم يفهمون الطفل أكثر من غيرهم، يفهمون ويقرأون مشاعره، ويجيبون عن أسئلته، وهذا شيء يهمله كثير من الآباء والأمهات، فعدم إجابة الطفل على أسئلته ستجعله يكتسب المعلومة من مصدر آخر، فأجبه عندما يسأل، وأجبه جواباً واضحاً وواقعياً، لا جواب به لف ودوران، فإجابة أسئلته جزء من الشعور بالتفهم.
الوظيفة الثالثة: الشعور بالتهدئة، فالطفل يمر بحالات توتر من مرض، أو من ألم، من صداقة متعثرة، من علاقة بمعلمه أو صديقه، فإذن الذي يخرجه من حالة التوتر ويسعفه للشعور بالتهدئة أمه وأبوه.
أما الأثر إذا حصل فعلاً ارتباط آمن بين الولد وأمه، وبين الولد وأبيه هو أن يمتلك الطفل عقلاً إيجابياً، والعقل الإيجابي له سمات:
السمة الأولى: تقدير الذات، القرآن عندما يقول: ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾ [الضحى: 11] لديك نعم فتحدث عنها؛ لأن الحديث عن النعم التي حباك الله إياها يعزز فيك الشعور بالرضا، والتقدير للذات ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾.
السمة الثانية: تنظيم الانفعالات، فالطفل المتوتر يعيش مع الناس متوتر، لكن الطفل الذي يعيش ارتباط آمن تنتظم انفعالاته، ويقول القرآن الكريم: ﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [آل عمران: 134].
السمة الثالثة: التفوق الدراسي، فالطفل لا يتفوق دراسياً إلا إذا كان يعيش ارتباطاً آمناً مع أبويه.
السمة الرابعة: القدرة على التكيف الاجتماعي، والقدرة على اكتساب الأصدقاء وحسن التعامل معهم؛ لأنه اكتسب ذلك من أسرته.
السمة الخامسة: أن الطفل تصبح لديه سمات قيادية؛ لأن الأسرة علمته على أن يثق بنفسه ويعتمد على ذاته فيكتسب سمة قياديه من خلال أسرته، والقرآن يمدح هؤلاء الذين لهم سمة قيادية، وهم أشخاص لديهم استقرار واطمئنان ووثوق بأنفسهم ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا﴾ [الفرقان: 63]، ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا﴾ [الفرقان: 67]، ﴿وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا﴾ [الفرقان: 72]
اللهم صل على محمد وآل محمد
اهتمام السماء بموقع الأمومة.
لماذا السماء تهتم بموقع الأمومة؟ ولماذا السماء تؤكد على بر الوالدين وخصوصاً بر الأم ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ﴾ [لقمان: 14]، ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا﴾ [الأحقاف: 15]، ولماذا تركز النصوص على بر الوالدين وبر الأم كما جاء في الحديث أن رجلاً جاء إلى الرسول محمد وقال: يا رسول الله من أبر؟ قال: أمك. قال ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أباك. وقال: إن الجنة تحت أقدام الأمهات. وقال: إن كنت في نافلة فدعاك أبوك فلا تقطعها وإن دعتك أمك فاقطعها. فهذا المقدار من الاهتمام لموقع الأم من حيث البر والوصايا الدينية، فما هو سر اهتمام السماء بموقع الأمومة؟
عندما نراجع كتاب «المخ الكامل» للدكتور دانيال سيجل نجده في هذا الكتاب يذكر ويقول: كل الآباء يعيشون قلقاً، قلق على مستقبل أولادهم الوظيفي، وقلق على مستقبلهم الصحي، وقلق على مستقبلهم المعيشي، فكل الآباء والأمهات يعيشون القلق، وإزالة القلق ليست بالتربية المثالية، إذن ما هو المطلوب؟ يقول صاحب هذا الكتاب: أن المطلوب في التربية هو أن تركز على أمرين فقط، متى ما ركزت على هذين الأمرين أحرزت تربية وافية وكافية:
الركيزة الأولى: الأسرة الناجحة، وهي التي تعيش ثلاث صفات:
الصفة الأولى: الحضور، فالأسرة التي دائما تجلس مع بعضها في الأفراح والأتراح، على الإفطار والغداء والعشاء، فنفس هذا الحضور يعطي استقراراً لأجواء الأسرة، وليس كل منهم مشغول بأمره وفي نفسه، الأسرة التي تعيش الحضور عند المائدة في الأفراح والأتراح يعطيها الحضور عنصراً من الاستقرار والطمأنينة.
الصفة الثانية: المشاركة، كل يشارك الآخر ويعينه من أبنائها.
الصفة الثالثة: التعاطف، عطف كل من الإخوة على أخيه ومن الأخوات على بعضهن، فعنصر التعاطف يجعل الأسرة أسرة مستقرة ناجحة.
الركيزة الثانية: ركيزة الوجود.
أي أن تكون حاضر، فكيف تكون أب ولكنك غائب، إما أن تكون في العمل، وإذا رجعت فأنت مشغول هنا وهناك، فلابد في التربية الصحيحة من عنصر الحضور، ومعنى الحضور هو الحضور الجسدي والحضور الوجداني، أن يكون الأم والأب حاضرين جسداً ووجداناً، يستمعان للطفل ويتفاهمان معه، يقرآن مشاعره ويجيبان على أسئلته ويواكبان مسيرته، فعنصر الوجود بمعنى الحضور الجسدي والوجداني هو الركيزة المهمة.
بماذا تتمثل وما هو أثرها الإيجابي؟
تتمثل بالارتباط الآمن، بحسب اصطلاح صاحب كتاب «الارتباط الآمن» ارتباط الطفل بمعلمته لا يلزم أن يكون هناك ارتباط آمن، وارتباط الطفل بالخادمة في المنزل ليس بالضرورة أن يكون ارتباطاً آمناً، والارتباط الآمن المضمون هو ارتباط الطفل بأمه وأبيه، لأن هذا الارتباط يوفر ثلاث وظائف:
الوظيفة الأولى: الشعور بالحماية، محمي جسداً ومادة وخلقاً وتربية، شعور الطفل بالحماية يعزز عنده رضاه عن نفسه وثقته بذاته.
الوظيفة الثانية: الشعور بالتفهم، الأب والأم يفهمون الطفل أكثر من غيرهم، يفهمون ويقرأون مشاعره، ويجيبون عن أسئلته، وهذا شيء يهمله كثير من الآباء والأمهات، فعدم إجابة الطفل على أسئلته ستجعله يكتسب المعلومة من مصدر آخر، فأجبه عندما يسأل، وأجبه جواباً واضحاً وواقعياً، لا جواب به لف ودوران، فإجابة أسئلته جزء من الشعور بالتفهم.
الوظيفة الثالثة: الشعور بالتهدئة، فالطفل يمر بحالات توتر من مرض، أو من ألم، من صداقة متعثرة، من علاقة بمعلمه أو صديقه، فإذن الذي يخرجه من حالة التوتر ويسعفه للشعور بالتهدئة أمه وأبوه.
أما الأثر إذا حصل فعلاً ارتباط آمن بين الولد وأمه، وبين الولد وأبيه هو أن يمتلك الطفل عقلاً إيجابياً، والعقل الإيجابي له سمات:
السمة الأولى: تقدير الذات، القرآن عندما يقول: ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾ [الضحى: 11] لديك نعم فتحدث عنها؛ لأن الحديث عن النعم التي حباك الله إياها يعزز فيك الشعور بالرضا، والتقدير للذات ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾.
السمة الثانية: تنظيم الانفعالات، فالطفل المتوتر يعيش مع الناس متوتر، لكن الطفل الذي يعيش ارتباط آمن تنتظم انفعالاته، ويقول القرآن الكريم: ﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [آل عمران: 134].
السمة الثالثة: التفوق الدراسي، فالطفل لا يتفوق دراسياً إلا إذا كان يعيش ارتباطاً آمناً مع أبويه.
السمة الرابعة: القدرة على التكيف الاجتماعي، والقدرة على اكتساب الأصدقاء وحسن التعامل معهم؛ لأنه اكتسب ذلك من أسرته.
السمة الخامسة: أن الطفل تصبح لديه سمات قيادية؛ لأن الأسرة علمته على أن يثق بنفسه ويعتمد على ذاته فيكتسب سمة قياديه من خلال أسرته، والقرآن يمدح هؤلاء الذين لهم سمة قيادية، وهم أشخاص لديهم استقرار واطمئنان ووثوق بأنفسهم ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا﴾ [الفرقان: 63]، ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا﴾ [الفرقان: 67]، ﴿وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا﴾ [الفرقان: 72]