بـسـم الله الـرحـمـٰن الـرحـيـم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم تقتصر الثقافة المهدويّة على الشيعة وحدهم، بل شارك أهل السُّنّة في رفد التراث المهدوي بما يؤكّد بداهة هذا الأمر وضرورته في تشكيل العقليّة الإسلاميّة المتكاملة، من هنا أدرك علماء أهل السُّنّة ضرورة رفد المكتبة الإسلاميّة بما وصلهم متواتراً عن الإمام المهدي عليه السلام وعلامات ظهوره حتّى شارك الكثير منهم في تمتين هذه الثقافة وتنظيرها، منهم:
١ _ أبو بكر بن أبي خيثمة زهير بن حرب:
قال ابن خلدون في مقدّمة تاريخه: (ولقد توغّل أبو بكر بن أبي خيثمة _ على ما نقل السهيلي عنه _ في جمعه للأحاديث الواردة في المهدي)1.
٢ _ ومنهم الحافظ أبو نعيم:
ذكره السيوطي في الجامع الصغير وذكره في العرف الوردي، بل قد لخص السيوطي الأحاديث التي جمعها أبو نعيم في المهدي وجعلها ضمن كتابه (العرف الوردي) وزاد عليها فيه أحاديث وآثاراً كثيرةً جداً.
٣ _ ومن الذين أفردوا أحاديث المهدي بالتآليف السيوطي، فقد جمع فيه جزءاً سمّاه العرف الوردي في أخبار المهدي، وهو مطبوع ضمن كتابه الحاوي للفتاوي في الجزء الثاني منه. قال في أوّله: (الحمد لله، وسلام على عباده الذين اصطفى، هذا جزء جمعتُ فيه الأحاديث والآثار الواردة في المهدي، لخّصتُ فيه الأربعين التي جمعها الحافظ أبو نعيم، وزدتُ على مافاته، وأشرت عليه (ك)).
والأحاديث التي أوردها السيوطي في شأن المهدي تزيد على المائتين، تلك الأحاديث فيها الصحيح والحسن والضعيف والموضوع، وإذا أورد الحديث الواحد أضافه إلى كلّ من الذين خرّجوه، فيقول _ مثلاً _ في الحديث الواحد: (أخرج أبو داود وابن ماجة والطبراني والحاكم عن أمّ سلمة، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (المهدي من عترتي من ولد فاطمة).
٤ _ ومنهم: الحافظ عماد الدين بن كثير. قال في كتابه الفتن والملاحم: (وقد أفردت في ذكر المهدي جزءاً على حده ولله الحمد والمنّة).2
٥ _ ومنهم: الفقيه ابن حجر المكّي، وقد سمّى مؤلّفه (القول المختصر في علامات المهدي المنتظر)، ذكر ذلك البرزنجي في (الإشاعة)، ونقل منه، وكذلك السفاريني في (لوامع الأنوار البهيّة) وغيرهما.
٦ _ ومنهم: عليّ المتّقي الهندي (صاحب كنز العمّال)، فقد ألّف في شأن المهدي رسالة ذكرها البرزنجي في (الإشاعة)، وذكر ذلك قبلة أيضاً ملاّ علي القاري الحنفي في (المرقاة في شرح المشكاة)، وذكره شارح رموز الحديث.
٧ _ ومن الذين ألّفوا في شأن المهدي ملاّ علي قاري، وسمّى مؤلّفه (المشرب الوردي في مذهب المهدي)، ذكره في (الإشاعة) ونقل جملة كبيرة منه.
٨ _ ومنهم مرعي بن يوسف الحنبلي، المتوفّى سنة ثلاث وثلاثين بعد الألف، وسمّى مؤلّفه (فوائد الفكر في ظهور المهدي المنتظر)، ذكره السفاريني في (لوامع الأنوار البهيّة)، وذكره صديق حسن في (الإذاعة)، وغيرهما.
٩ _ ومن الذين ألّفوا في شأن المهدي _ بالإضافة إلى مسألتي نزول عيسى عليه الصلاة والسلام، وخروج المسيح الدجّال _ القاضي محمّد بن عليّ الشوكاني، وسمّى مؤلّفه (التوضيح في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر والدجّال والمسيح)، ذكر ذلك صديق حسن في (الإذاعة)، ونقل جملة منه، والشوكاني ممّن ألّف بشأنه، وحكى تواتر الأحاديث الواردة فيه.
١٠ _ ومنهم: الأمير محمّد بن إسماعيل الصنعاني (صاحب سبل السلام)، المتوفّى سنة ١١٨٢هـ. قال صديق حسن في (الإذاعة):
(وقد جمع السيّد العلاّمة بدر الملّة المنير محمّد بن إسماعيل الأمير اليماني، الأحاديث القاضية بخروج المهدي، وأنّه من آل محمّد صلى الله عليه وآله وسلم، وأنّه يظهر في آخر الزمان)، ثم قال: (ولم يأتِ تعيين زمنه إلاّ أنّه يخرج قبل خروج الدجّال)، انتهى3.
١١ _ الحافظ نعيم بن حماد بن معاوية بن الحارث الخزاعي المروزي المتوفي ٢٢٩هـ جمع في كتابه المسمى (الفتن) الأخبار الدالة على ظهور المهدي عليه السلام وذكر علامات ظهوره وما يكون قبلها من فتنٍ وملاحم. الكتاب حققه أيمن محمد محمد عرفة4.
المصادر
1. تاريخ ابن خلدون / المقدمة: ١ / ٣١٢.
2. النهاية في الفتن والملاحم / ابن كثير: ١ / ٥٥.
3. هذه البيليوغرافيا المختصرة نقلناها عن مقال عقيدة أهل السُّنّة والأثر في المهدي المنتظر للشيخ عبد المحسن العبّاد، المدرّس في جامعة المدينة المنوّرة في مجلّة الجامعة الإسلاميّة: العدد الثالث، السنة الاُولى/ شباط ١٩٦٩م.
4. المصدر: كتاب علامات الظهور، جدلية صراع أم تحديات مستقبل؟ للسيد محمد علي الحلو رحمه الله.
تعليق