إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عِلَاقَاتٌ مجْتَمَعيَّةٌ:13- عِلَاقَةُ ألأُسرَةِ مَعَ الجِيرَانِ:-

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عِلَاقَاتٌ مجْتَمَعيَّةٌ:13- عِلَاقَةُ ألأُسرَةِ مَعَ الجِيرَانِ:-

    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
    السَلآْم عَلْيُكّمٌ وٍرٍحَمُةّ الله وٍبُرٍكآتُهْ

    كانتْ العلاقاتُ بينَ الجِيرانِ فيمَا مَضَى يَسودَهَا الوئامُ والإنسجامُ، والتَّعاونُ والتَّلاحمُ، والتَّكافلُ والتَّكاتفُ، والتَّوادُ والتَّراحمُ، عَاشوا علَى الحلوةِ والمُرَةِ، في السَّرّاءِ والضرّاءِ، وفي الشِّدّةِ والرَّخاء، وارتبطوا فيمَا بَينَهُم بأواصرِ الأُلفةِ والمَحَبةِ، والوفاءِ والإخلاصِ، وحُبِّ الخيرِ والعملِ بِهِ، والإيمانِ بأهميةِ الجَارِ، والإحسانِ إليِهِ، والذَّودِ عَنْهُ ، وكانتْ حياتُهُم خَاليةً منَ المَشاكِلِ والتَّعقيداتِ، الّتي فَرَضَتهَا الحَياةُ العصريَّةُ، وسادتْ بينَهُم العلاقاتُ الأخويَّةُ، القائمةُ علَى حُبِّ المُساعدةِ والإيثارِ، فكانَ الجَارُ حتَّى وقتٍ قريبٍ حاضراً في كُلِّ المُناسباتِ والأحداثِ اليوميَّةِ الّتي يَمُرُّ بِهَا جِيرانِهِ، وأهمُهَا الأفراحُ والأتراحُ، يتزاورونَ فيمَا بينَهُم، ويعاونُ بعضُهُم بعضاً، ويشكلونَ مَا يشبهُ العائلةُ الواحدةُ، نتجَ عنْهَا علاقاتُ مُصاهرةٍ، وصداقاتٌ حميمةٌ ومديدةٌ.
    ومعَ إطلالةِ الحياةِ العصريَّةِ، إنهَارتْ تلكَ العِلاقةِ المُميَّزةِ الّتي كانتْ تربطُ بينَ الجيرانِ في المَاضي، مثلَمَا إنهارَ واختَفَى كُلُّ شيءٍ أصيلٍ وجميلٍ في حَياتِنَا، وبسببِ صُعوبةِ الحياةِ وهمومِهَا ومشاغِلِهَا، الّتي تزدادُ تعقيداً يوماً بعدَ يومٍ، جعلتْ بعضَ النَّاسِ لَا يجدونَ فرصةً للتَّواصلِ وتعزيزِ العلاقاتِ فيمَا بينَهُم، وأحياءِ العاداتِ والتَّقاليدِ الأصيلَةِ، الّتي نَشأوا وتَربوا عليهَا، والّتي تَحِثُّ علَى حُسنِ معاملةِ الجارِ، وإسداءِ العونِ لَهُ، وتبادلِ الزِّيارةِ مَعَهُ، والوقوفِ إلَى جانِبِهِ، في السّرَّاءِ والضَرَّاءِ، وفي أوقاتِ الأفراحِ والأتراحِ.

    قديماً قالوا ( الجارُ قبلَ الدَّارِ )، و ( النَّبيُّ وَصَّى علَى سَابِعِ جارٍ )، فقدْ كانَ للجارِ في تلكَ الأيامِ حقوقاً اصبحتْ تغيبُ عنْ حاضرِنَا، الآنَ نحنُ نعيشُ في مُجتمعٍ قَلَّمَا يَعرفُ الجَارُ جارَهُ، ونادراً مَا يجتمعونَ، فهلْ هذهِ علاقةٌ صحيَّةٌ لبناءِ مجتمعٍ قويٍّ، مُتراصٍ، أعتقدُ أنَّ مَا يحصِلُ الآنَ هو أحدُ الأسبابِ المُهِمَّةِ في تَفكُكِ المُجتمعِ، ويَجبُ علَى المُختصَّينَ في علمِ الإجتماعِ الوصولَ الَى حلولٍ لهذهِ المُشكِلَةِ، تَقدُمَةً لبناءِ المجتمعِ الصِّحِّيّ، وعليهِم الخوضِ في أسبابِهَا، كَونِهَا أصبحتْ معروفةً ومكشوفةً للغالبيَّةِ، وسأقوم بتعداد ابرزها لاحقا. إنَّ العلاقةَ بينَ الجَارِ وجارِهِ لَهَا مِنَ القُدسيَّةِ مَا جعلتِ الاديانَ السَّماويَّةَ تُوصي بِهَا أتبَاعَهَا، ولولَا أنَّها مُهِمَّةٌ مَا قالَ رسولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه): ( مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالجارِ حتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سيُوَرِّثُهُ)، ميزانُ الحِكْمَةِ، ح 3005 أي إعتبارُ الجَارِ منْ أهلِ البيتِ .
    العلاقاتُ الإجتماعيَّةِ وخاصةً العلاقةُ بينَ الجيرانِ تُعَدُّ مُكونًا أساسيًّا مِنْ مُكوناتِ الشَّخصيَّةِ بصفةٍ عامَّةٍ، والشَّخصيَّةُ المُسلِمَةُ بِصفةٍ خاصةٍ؛ لأنَّ منْ مُقوماتِ المُجتمعِ المُسلمِ أنْ يكونَ مُجتمعًا مُترابطًا في جَميعِ الأمورِ الحياتيَّةِ .
    وقدْ تَفشتْ في المُجتمعِ أخلاقٌ غريبةٌ وجديدةٌ علَى الجِيرانِ، كالكَراهيَّةِ والحِقدِ والشَّحناءِ والتَّكبُرِ وسوءِ الظَّنِ، معَ أنَّ الإسلامَ أولَى مَسألةَ الجيرانِ والجِوارِ أهميَّةً كبيرةً، لِمَا فيهَا منْ إحياءٍ لروحِ التَّرابطِ بينَ أفرادِ المُجتمعِ..
    وقدْ عاشَ النَّاسُ لأزمانٍ بعيدةٍ ينعمونَ بالحُبِّ والوُدِّ والأخوةِ والصَّداقةِ بينَ الجيرانِ، وظَهرتْ أمثالٌ عديدةٌ تَعبّرُ عنْ ذلكَ وَتَحِثُّ عَليهِ، مثلَ: "إختارَ الجَارَ قبلَ الدَّارِ"، "جَارُكُ القَريبُ أحسنُ مِنْ أخوكَ البعيدُ"، "جًاورَ السَّعيدِ تُسْعَدُ"، وغيرَها مِنَ الأمثالِ الّتى أبرزتْ بشِكلٍ كبيرٍ دورَ الجَارِ والّذي تَكونُ العلاقةُ معَهُ في كثيرٍ منَ الأحيانِ أقوى وأشدُّ صِلَةً منَ العلاقةِ بالأهلِ ، فمَا الّذي أصابَ الجيرانَ؟ وأينَ ذهبتْ أخلاقُهُم الّتى كانَ يُضربُ بِهَا المَثلُ في الشَّهامَةِ والنَّخوةِ والتَّضحيَّةِ؟ ومَا الأسبابُ الاجتماعيَّةُ والنَفسيَّةُ لِتَراجُعِ العلاقاتِ بينَ الجيرانِ والفُتورِ فى التَّواصلِ؟ هلْ هَي، مَثلاً، ضغوطُ الحياةِ وضيقُ الوقتِ؟ أمْ هُناكَ أسبابٌ أُخرى؟ والجَوابُ كالآتي:
    ظَهرَ شِكلٌ جديدٌ منَ العلاقاتِ؛ فمثلاً قدْ لَا يكونَ هناكَ علاقاتٌ كالمُتعارفِ عليهَا سَابقاً معَ الجيرانِ والأصدقاءِ، حيثُ كانَ هناكَ مُتسعٌ منَ الوقتِ لأنْ يجلسَ الرجلُ معَ صَديقِهِ مِنْ خِلالِ زيارةٍ لهُ أو منْ خِلالِ سفرَةٍ ونُزهَةٍ، أو الجيرانُ معَ بعضِهِم البعضَ يجلسونَ ويتحدثونَ في مَشاكِلِهِم اليوميَّةِ.. فلمْ يَعُدْ هذا النَّمطُ بهذا الشِّكلِ مَوجودًا، بلْ ظهرَ شكلٍ جديدٍ في هذه العِلاقاتِ أصبحَ التَّعارفُ فيهِ والتَّواصلُ من خلالِ وسائلٍ غيرِ مباشرةٍ، كالإنترنت والفيس بوك والمحمولِ وغيرِها ،
    فالمجتمعُ أصبحَ يعيشُ في نَمَطٍ مُغايرٍ وظروفٍ جديدةٍ ومختلفةٍ، وأنَّ هذهِ الظروفُ الجديدةُ أدتْ إلَى تَغَيُّرِ أخلاقِ النَّاسِ في تَعامُلاتِهِم اليوميَّةِ، وحيثْ أنَّ سلوكَ الانسانِ هو فعلٌ نَفسيٌ طَبيعىٌ صَادرٌ مِنْهُ فإنَّ الإنسانَ يَتحركُ منْ خلالِ هذا السُّلوكِ، ولأنَّ شِكلَ العلاقاتِ تَغَيَّرَ فبالضَّرورةِ سَتتغيَّرُ أخلاقُ النَّاسِ نتيجةَ هذا التَّغيُّرُ؛ فمثلاً قدْ يَحزَنُ الإنسانُ لِمرضٍ أُمِّهِ أو أُخْتِهِ، ولَكِنَّهُ لَا يَحزنُ لمئاتِ مِنَ المَرضَى المَوجودينَ بالمُستشفَى الّتى يَسيرُ بجانِبِهَا، وبالتَّالى علاقةُ الإنسانِ هَى الّتى تُحددُ رَدةَ فِعلِهِ تِجاهَ الآخرِ، فنجدُ أنَّ الشَّابَّ فى السَّابقِ كانَ يعرفُ جارتَهُ ولَا يجرؤ علَى معاكسَتِهَا وَيَعتَبِرَهَا كأُختِهِ بعكسِ مَا يَحدثُ اليومَ! فتَغَيَّرَ شِكلُ العلاقاتِ أدَى لِتفاعلٍ أخلاقىٍ جديدٍ
    وأصبحَ يُحدِّدُ الشِكلَ الأخلاقيَ للعلاقاتِ بينَ النَّاسِ هَو نَوعٌ وَشِكلٌ هذهِ العلاقةَ فى حَدِّ ذَاتِهَا، فنَجِدُّ مَثلاً أخلاقُ الزَحمَةِ أفرزتْ أخلاقياتٍ وسلوكياتٍ جديدةٍ ونوعًا جديدًا منَ العلاقاتِ، ويُعَبِّرُ عنْ هذا المَعنَى تجربةٌ قامَ بِهَا باحثونَ حيثْ راقبوا إثنينَ مِنْ فئرانِ التَّجاربِ قدْ وَضعوهُمَا في قَفصٍ بِهِ طَعام، فوجدوا أنَّ كُلاًّ مِنَ الفأرينِ يأكلُ الطَّعامَ بأريحيَّةٍ واطمئنانٍ، وأنَّهُمَا يأكلانِ وَقْتَمَا شَاءا، ولكنْ عندَمَا وضعوا عشرينَ فأرًاً في القَفصِ كانَ الوضعُ مُختلفًا! الكُلُّ كانَ يضربُ بعضَهُ بعضاً بهمجيَّةٍ شديدةٍ للحصولِ علَى الطَّعامِ ، والشَّاهدُ هُنَا أنَّهُ إذا خُلقتْ ظروفٌ جديدةٌ سيتَغَيَّرُ شِكلُ العلاقاتِ، وأنَّ تَحَسُنَ ظُروفُ النَّاسِ ومَعيشتِهِم سيغَيُّرُ بالتأكيدِ مِنْ تصرفاتِهِم وأخلاقِهِم .

    اما الأسبابُ الرئيسيَّةُ لسوءِ العلاقاتِ بينَ الجيرانِ عِدَّةِ أمورٍ، أهَمُهَا:
    أولاً: ضعفُ الوازعُ الدِّينيِّ: وبالتَّالي علينَا تقويَّةَ ذلكَ الوازع، بتكثيفِ البرامجِ الدينيَّةِ، والتَّوعيَّةِ عنْ طريقِ وسائلِ الإعلامِ المختلفةِ المقروءةِ والمسموعةِ والمرئيَّةِ، وتحديثِهَا وتغييِّرِ شَكلِهَا وطُرقِ تناولِهَا للموضوعِ لتكونَ جَذابَةً جماهيريًّا ويقْبِلُ النَّاسُ عليهَا؛ فيقوى الوازعُ الدِّينيُّ.. معَ وضعِ برامجَ دراسيَّةِ لطلابِ جميعِ المراحلِ الدِّراسيَّةِ لتقويَّةِ هذا الوازع، بدلاً منْ إهمالِ المَادَّةِ الدينيَّةِ.
    ثانيًا: قلةُ العِلمِ بحقوقِ الجيرانِ: ونحنُ لدينَا منظومةً حقيقيَّةً خاصةً بالجيرانِ في الشَّرعِ والعُرفِ والقانونِ، ولكنْ للأسفِ لَا يعلمُهَا إلَّا القليلَ منَ النَّاسِ فهناكَ منْ لديِهِ الوازعَ الدِّينىِّ ولكنْ ليسَ لديِهِ العلمَ بهذه الحقوقِ، ومنْ لديهِ العلمَ بهذهِ الحقوقِ ولكنْ ليسَ لديهِ الوازعَ الدِّينيِّ.. وبالتَّالى علينَا تَوعيَّةِ النَّاسِ بتلكَ الحقوقِ الواردةِ في الشَّرعِ والعُرفِ والقانونِ ، ومنْ أهَمِّ مَا يجبُ أنْ يعلَمَهُ النَّاسُ أنَّ حقوقَ الجَارِ في الإسلامِ هَى جُزءٌ منْ إيمانِ المُسلمِ، وليسَ هذا فَحسبُ ولكنْ عدمَ إيذاءِ الجَارِ هو جزءٌ منْ إيمانِ المُسلمِ، قالَ أبي عبدِ اللهِ (عَلِيْهِ السَّلامُ) قال: (المؤمنُ مَنْ أمنَ جارَهُ بوائِقَهُ، قلتُ: ما بوائِقَهُ؟ قالَ: ظُلْمًهُ وغَشْمَهُ ) ، الكافي ،ج ٢ ، ص ٦٦٨.
    ثالثًا: الإهمالُ في تطبيقِ الأوامرِ الإلهيَّةِ والأحاديثِ الشَّريفةِ الّتي تَضمُنُ حقوقَ الجيرانِ: مِثلِ قولِهِ تَعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ}، سُورَةُ المَائدَةِ،الآية 1، وقوله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه): ( إنَّ اللّه َ تَعالى يُحِبُّ إذا عَمِلَ أحَدُكُم عَمَلاً أن يُتقِنَهُ ) ، كنز العمّال ، ج ۳ ص ۹۰۷ ح ۹۱۲۸، فينبغي تطبيقُ القواعدَ والعملَ على تنفيذِهَا وإعطاءِ كُلُّ ذى حَقٍّ حَقَّهُ، والارتقاءِ بمستوى الحُقوقِ فنعملُ علَى الفَضلِ وليسَ مُجردِ العدلِ.. والفضلِ والإحسانِ إلَى الجارِ لَا يعنى فقطْ كفَّ الأذى عنْهُ، ولكنْ تَحَمُلَ الأذى والإساءةَ مِنْهُ ،

    رُوِيَ عنِ الإمامِ جعفرٍ بنَ مُحَمَّدٍ الصَّادقِ (عَلِيْهِ السَّلامُ) أنهُ قَالَ : ( إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه)أَتَاهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ ، فَقَالَ إِنِّي اشْتَرَيْتُ دَاراً فِي بَنِي فُلَانٍ ، وَ إِنَّ أَقْرَبَ جِيرَانِي مِنِّي جِوَاراً مَنْ لَا أَرْجُو خَيْرَهُ وَ لَا آمَنُ شَرَّهُ .
    قَالَ : فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه)عَلِيّاً (عَلِيْهِ السَّلامُ)، وَ سَلْمَانَ ، وَ أَبَا ذَرٍّ ، ـ وَ نَسِيتُ آخَرَ وَ أَظُنُّهُ الْمِقْدَادَ أَنْ يُنَادُوا فِي الْمَسْجِدِ بِأَعْلَى أَصْوَاتِهِمْ بِأَنَّهُ لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَمْ يَأْمَنْ جَارُهُ بَوَائِقَهُ ، فَنَادَوْا بِهَا ثَلَاثاً ، ثُمَّ أَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى كُلِّ أَرْبَعِينَ دَاراً مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ وَ عَنْ يَمِينِهِ وَ عَنْ شِمَالِهِ) ، الكافي ، ج 2 ، ص 666.
    وقالَ الامامُ عليٌّ بنَ الحُسينِ (عَلِيْهِما السَّلامُ) : (وَ أَمَّا حَقُّ الْجَارِ فَحِفْظُهُ غَائِباً ، وَ كَرَامَتُهُ شَاهِداً ، وَ نُصْرَتُهُ وَ مَعُونَتُهُ فِي الْحَالَيْنِ جَمِيعاً ، لَا تَتَبَّعْ لَهُ عَوْرَةً ، وَ لَا تَبْحَثْ لَهُ عَنْ سَوْأَةٍ لِتَعْرِفَهَا ، فَإِنْ عَرَفْتَهَا مِنْهُ مِنْ غَيْرِ إِرَادَةٍ مِنْكَ وَ لَا تَكَلُّفٍ كُنْتَ لِمَا عَلِمْتَ حِصْناً حَصِيناً ، وَ سِتْراً سَتِيراً ، لَوْ بَحَثَتِ الْأَسِنَّةُ عَنْهُ ضَمِيراً لَمْ تَتَّصِلْ إِلَيْهِ لِانْطِوَائِهِ عَلَيْهِ ، لَا تَسْتَمِعْ عَلَيْهِ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُ ، لَا تُسْلِمْهُ عِنْدَ شَدِيدَةٍ ، وَ لَا تَحْسُدْهُ عِنْدَ نِعْمَةٍ ، تُقِيلُهُ عَثْرَتَهُ ، وَ تَغْفِرُ زَلَّتَهُ ، وَ لَا تَذْخَرْ حِلْمَكَ عَنْهُ إِذَا جَهِلَ عَلَيْكَ ، وَ لَا تَخْرُجْ أَنْ تَكُونَ سِلْماً لَهُ ، تَرُدُّ عَنْهُ لِسَانَ الشَّتِيمَةِ ، وَ تُبْطِلُ فِيهِ كَيْدَ حَامِلِ النَّصِيحَةِ ، وَ تُعَاشِرُهُ مُعَاشَرَةً كَرِيمَةً ، وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ) رسالةُ الحُقوقِ ،
    وعَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلِيْهِ السَّلامُ) أنَّهُ قَالَ: (جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه): فَشَكَا إِلَيْهِ أَذًى مِنْ جَارِهِ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه): اصْبِرْ، ثُمَّ أَتَاهُ ثَانِيَةً، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه): اصْبِرْ، ثُمَّ عَادَ إِلَيْهِ فَشَكَاهُ ثَالِثَةً، فَقَالَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) لِلرَّجُلِ الَّذِي شَكَا: إِذَا كَانَ عِنْدَ رَوَاحِ النَّاسِ إِلَى الْجُمُعَةِ فَأَخْرِجْ مَتَاعَكَ إِلَى الطَّرِيقِ حَتَّى يَرَاهُ مَنْ يَرُوحُ إِلَى الْجُمُعَةِ، فَإِذَا سَأَلُوكَ فَأَخْبِرْهُمْ ، قَالَ: فَفَعَلَ ، فَأَتَاهُ جَارُهُ الْمُؤْذِي لَهُ، فَقَالَ لَهُ: رُدَّ مَتَاعَكَ، فَلَكَ اللَّهُ عَلَيَّ أَنْ لَا أَعُودَ) ، االكافي ، ج 2 ، ص 668.



  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا


    تعليق


    • #3
      اللهم صلِ على محمد وآل محمد لكم الحسنى

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X