إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عِلَاقَاتٌ مجْتَمَعيَّةٌ:15- عِلَاقَةُ ألأُسرَةِ مَعَ المُجْتَمَعِ:-

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عِلَاقَاتٌ مجْتَمَعيَّةٌ:15- عِلَاقَةُ ألأُسرَةِ مَعَ المُجْتَمَعِ:-

    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
    السَلآْم عَلْيُكّمٌ وٍرٍحَمُةّ الله وٍبُرٍكآتُهْ


    إنّ المداراةَ المطلوبةَ في الإسلامِ، والمَدعوّ إليهَا هي المُسايرَةُ الّتي لَا تَتجاوزُ الحقَّ، وإلاّ فإنَّها تَتحوّلُ إلَى المُداهنةِ المَبغوضةِ، وهذا مَا أرشدَ إليهِ رسولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه)( رَأْسُ الْعَقْلِ بَعْدَ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ مُدَارَاةُ النَّاسِ فِي غَيْرِ تَرْكِ حَقٍّ) ، بحارُ الأنوارِ ، ج 74، ص 145، فإنْ وقفتَ عندَ حُدودِ الحقِّ كَانتْ رأسُ العَقلِ، وعنوانُهُ، كمَا في الحديثِ الواردِ عنْ أميرِ المؤمنينَ (عَلِيْهِ السَّلامُ): (عُنوانُ العَقلِ مُداراةُ النّاسِ )،عيونُ الحِكَمِ والمواعَظِ، ص 339، وكانتْ زميلةُ الفرائضِ في الأمرِ الإلهيّ، فعَنِ النَّبيِّ الأكرمِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه): (أمَرَني رَبّي بِمُداراةِ النّاسِ كَما أمَرَني بِأداءِ الفَرائضِ) ،الكافيُ للشَّيخِ الكُلينيّ ، ج2، ص 117.
    نلاحظ أنَّ الإنسانَ عادةً يُسايرَ ويُداري أهلَ بيتِهِ كأبيهِ وأمِّهِ وولدِهِ وأخيِهِ بسببِ القُربِ الخَاصِّ بينَهُ وبينَهُم، بحيثْ إنَّهُ يَتَحمَّلُ أخطاءً تَصْدُرُ عَنْهُم، قدْ لَا يَتحمّلها إنْ صَدرتْ عنْ غيرِهِم، ويلينُ في التَّعاملِ مَعَهُم، في الوقتِ نفسِهِ الّذي قدْ يَقسو في التَّعاملِ معَ الآخرينَ .
    والأصلُ في نَظرةِ الإسلامِ إلَى الإنسانِ هو الإيجابيّةُ المُنطلقَةُ مِنْ كونِهِ مِنْ عيالِ اللهِ، والإيجابيّةُ المُنطلقَةُ منَ الكَمالاتِ الإنسانيّةِ الّتي فيِهِ، والّتي يَنجَذِبُ إلَيهَا قلبُ العارفِ بهَا، وهذه النَّظرةُ الإيجابيّةُ تساعدُ المؤمنَ الواعيَ أنْ ينطلِقَ مِنْهَا لِيُعزِّزَ الكَمالاتِ الإنسانيّةِ والإيمانيّةِ في المُجتمعِ الإنسانيّ, ليكونَ لائقًا أنْ يكونَ خليفةَ اللهِ في الأرضِ
    وتَأتي ثقافةُ الإسلامِ لتربّيَ المُسلمَ علَى أنْ يتعاملَ معَ المُسلمينَ جميعاً كأنَّهُم أهلُ بيتِهِ، فيسايرَهُم ويداريَهُم، كَمَا يُسايرُ ويُداري أقرباءَهُ الرَّحميّينَ، دخلَ مُحَمَّدُ بنَ مسلمَ الزهَري علَى الإمامِ السَّجادِ (عَلِيْهِ السَّلامُ) وهو - مُحَمَّدُ بنَ مسلمَ - كئيبٌ ، حزينٌ ، فقالَ لَهُ الإمامُ (عَلِيْهِ السَّلامُ): ( مَا بالُك مَغموماً ، فقالَ الزَهريُ : يا ابنَ رسولِ اللهِ ، غُمومٌ وهُمومٌ تَتوالَى عليَّ لِمَا إمتحنتَ بِهِ مِنْ جِهةِ حُسَّادِ نِعمَتي ، والطَّامعينَ فيَّ ، ومِمَّن أرجوَهُ ، ومِمَّنْ أحسنتُ إليهِ ، فيخلفُ ظنِّي فقالَ لَهُ (عَلِيْهِ السَّلامُ): إحفظْ لسانَكَ تَملكُ بِهِ إخوانَكَ ، قالَ الزَهريُّ : يا ابنَ رسولِ اللهش ، إنِّي أحسنُ إليهِم بِمَا يَبدِرُ مِنْ كَلامي
    ، قالَ (عَلِيْهِ السَّلامُ) : هَيْهات هَيْهات ، إيَّاك أنْ تعجبَ مِنْ نَفسَكَ بذلكَ ، وإياكَ أنْ تتكلَّمَ بِمَا يَسبقُ إلَى القُلوبِ إنكَارُهُ ، وإنْ كانَ عندَكَ إعتذارُهُ ، فلَيسَ كُلُّ مَنْ تُسمِعَهُ نَكراً يمكنك أن توسِعه عُذراً ، ثم قال (عَلِيْهِ السَّلامُ) : يا زهريُّ ، مَنْ لمْ يَكنْ عَقلُه مِنْ أكمَلِ مَا فيه ، كان هَلاكُه مِن أيسَر ما فيه ، ثم قالَ (عَلِيْهِ السَّلامُ): يا زهريُّ أمَا عليكَ أنْ تجعلَ المُسلمينَ منكَ بمنزلةِ أهلِ بيتِكَ ، فتجعلَ كبيرَهم مِنكَ بمنزلَةِ والدِك ، وتجعل صَغيرَهم منكَ بمنزلةِ وَلدَكَ ، وتجعلَ تربك مِنْهُم بمنزلةِ أخيكَ ، فأي هؤلاء تُحب أن تَظلم ، وأي هؤلاء تُحب أن تدعو عليه ، وأيُّ هؤلاء تحبُّ أن تهتِكَ سِتره ؟ وإن عَرض لك إبليس بأنَّ لك فضلاً على أحد من أهل القبلة ، فانظر ، إن كان أكبر منك فقل : قد سبقني بالإيمان ، والعمل الصالح ، فهو خير منِّي ، وإن كان أصغر منك فقل : قد سبقتُهُ بالمعاصي ، والذنوب ، فهو خَيرٌ مني ، وإن كان تربك فقل : أنا على يَقِينٍ من ذنبي ، وفي شك من أمره ، فما لِي أدَعُ يقيني لِشَكِّي ، وإن رأيت المسلمين يُعظِّمونك ، ويوقِّرونك ، ويبجِّلونك ، فقل : هذا فضل أخذوا به ، وإن رأيت منهم جفاءً ، وانقباضاً عنك ، فقل : هذا لِذَنبٍ أحدثتُه ، فإنك إذا فعلتَ ذلك سهَّل الله عليك عَيشَك ، وَكَثُر أصدقاءُك ، وقلَّ أعداءُك ، وفرحت بما يكون من بِرِّهِم ، ولم تأسف على مَا يكون من جفائهم) ، بحارُ الأنوارِ، ج 68، ص 230.
    هذه القاعدةُ منطلَقٌ للدَّعوةِ إلَى التَحبّبِ إلَى النَّاسِ، فعنْ الرسولِ الأكرمِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه): (رَأْسُ الْعَقْلِ بَعْدَ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ التَّحَبُّبُ إِلَى النَّاسِ) ،الخصالُ للشَّيخِ الصَّدوقِ ، ص 15، وعنِ الإمامِ عليٍّ (عَلِيْهِ السَّلامُ): (إنكم لا تَسَعُونَ الناسَ بأموالِكم، فَلْيَسَعْهُم منكم بَسْطُ الوَجهِ، وحُسْنُ الخُلُقِ) ،الأماليُ للشَّيخِ الصَّدوقِ ، ص 531.
    قالَ اللهُ تَعالَى: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾ ، سُورَةُ آلِ عِمرانَ، الآية 159.
    دعا الإسلامُ إلى "حُسنِ الظَّنِّ" بالنَّاسِ، أي ترجيحُ الجانبِ الإيجابيِّ، أو علَى الأقلِّ غيرُ السَّلبيُّ فيمَا يفعلُهُ النَّاسُ ممّا قدْ يبدو سَلبيًّا
    من أمثلة ذلك:
    مرَّ أمامي أحدُ زملائي في العملِ دونَ أنْ يُلقي التحيَّة عليَّ
    يبدأُ التَّحليلُ: لماذا فعلَ ذلكَ؟ هل هو يتكبّرُ عليّ؟
    هل هو يُبغضُني؟ أو أنَّهُ لَمْ يَلتفتْ إليَّ أثناءَ مرورِهِ؟
    إنّ حسنَ الظنّ يقولُ لي: ابنِ أنّه لم يلتفت إليك، فلعلّه شاردٌ أثناءَ مرورَهُ نَحوكَ
    استدعاني مديرُ المُؤسّسةِ الّتي أعملُ فيهَا، ووبّخني على بعضِ ما فعلتُهُ، معَ العلمِ أنّي لمْ أكُنْ وحدي، بلْ كانَ بِرفقَتي زميلٌ لي
    هنا يبدأ التحليل:
    هل صَاحبي هو الّذي نقلَ ذلكَ إلى المُديرِ؟
    أو يُمكنْ أنْ يكونَ عندَ المُديرِ مَصدرٌ آخرٌ؟
    إنّ حُسنَ الظَّنّ يقولُ لي: ابنِ على الإحتمالِ الثاني
    رأيتُ أخًا يشربُ سائلاً يُحتمَل أنَّه "بيرة" محرّمةٌ أو "ماءَ شعيرٍ" حلال
    إنّ حُسنَ الظَّنّ يقولُ لي: ابنِ أنَّه ماءُ شعيرٍ حلالٍ

    قد أجدُ في بعضِ الحَالاتِ صعوبةً في تَبريرِ العملِ، ومعَ هذا فقدْ دعانَا النَّبيّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه)وأهلُ بيتِهِ (عَلِيْهِ السَّلامُ) إلى إلتماسِ العُذرَ لَهُ، والبحثُ عنْ مَحملٍ حَسنٍ لِعمَلِهِ. فعنِ النَّبيّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه): (اطْلُبْ لِأَخِيكَ عُذْرَاً، فَإِنْ لَمْ تَجِدْ لَهُ عُذْرَاً، فَالْتَمِسْ لَهُ عُذْرَاً) الخصالُ للشَّيخِ الصَّدوقِ ، ص 622، وعنِ الإمامِ عليّ (عَلِيْهِ السَّلامُ): (ضَع أمرأخيك عَلَى أَحْسَنَه حَتّى يَأْتِيَك مَا يَغْلِبُك مِنْه ، وَلَا تَظُنَّنَّ بِكَلِمَة خَرَجَتْ مِنْ أَخِيك سوءاً وَأَنْت تجدلها فِي الْخَيْرِ مَحْمَلًا) ، الكافيُ للشَّيخِ الكلينيّ ج2، ص269،ح 3.
    إنَّ حُسنَ الظَّنّ بالنَّاسِ رغمَ إيجابيّاتِهِ الكَثيرةِ، إلّا أنَّ لَهُ حدوداً ينبغي الالتفاتِ إليها منها:-
    1- إنّ حُسنَ الظنّ إنّمَا هو عندَ الإحتمالِ في مقابلِ احتمالٍ آخرٍ، وليسَ عندَ اليقينِ بالسوءِ، فقدْ يعلمُ الإنسانُ علمَ اليقينِ بشيءٍ سَلبيٍّ قامَ بِهِ الآخرُ، فهنَا عليهِ أنْ يكونَ فطنًا في رَدِّةِ فِعلِهِ ضمنَ الضوابطِ الشَّرعيّةِ، وقدْ عبَّرَ عنْ هذا المَطلبِ أميرِ المؤمنينَ (عَلِيْهِ السَّلامُ) فيما وردَ منْ قَولِهِ (عَلِيْهِ السَّلامُ): (ضَع أمرأخيك عَلَى أَحْسَنَه حَتّى يَأْتِيَك مَا يَغْلِبُك مِنْه) ، الكافي للشيخ الكلينيّ ، ج2، ص 269، ح 3.
    2- إنّ حُسنَ الظَّنّ لَا يعني التَّفريطَ في التَّعاملِ معَ الآخرينَ بثقةٍ مُطلقةٍ، فعنِ الإمامِ الصَّادقِ (عَلِيْهِ السَّلامُ): (لَا تَثِقْ بِأَخِيكَ كُلَّ الثِّقَةِ، فَإِنَّ صِرْعَةَ الِاسْتِرْسَالِ لَنْ تُسْتَقَالَ) ، الكافي للشيخ الكلينيّ ،ج2، بَابُ النَّوَادِرِ، ح 6، ص 672
    3- ينبغي التحفّظُ في قِيمَةِ حُسنِ الظَّنِّ في المجتمعاتِ الّتي يغلبُ عليهَا الظُّلمُ والجّورُ، بحيثْ يصبحُ حُسنُ الظَّنِّ منَ السَّذاجَةِ السِّلبيّةِ في مثلِ هذهِ البيئةِ، وهذا مَا أشارَ إليهِ الإمامُ الكاظمِ (عَلِيْهِ السَّلامُ) في الحديثِ الواردِ عَنْهُ: (إذا كانَ الجَورُ أغلَبَ مِنَ الحَقِّ لَم يَحِلَّ لأحَدٍ أن يَظُنَّ بأحَدٍ خَيراً حتّى يَعرِفَ ذلكَ مِنهُ) ، الكافي، ج 5 ، ۲۹۸ ،ح ۲.
    4- إنّ حُسنَ الظَّنّ بالنَّاسِ لَا يشملُ أعداءَ اللهِ تَعالَى، وهذا مَا أشارَ إليهِ الإمامُ عليّ (عَلِيْهِ السَّلامُ) في عَهدِهِ لِمالكٍ الأشتَّرِ لمّا ولاّهُ مصرَ: (الْحَذَرَ كُلَّ الْحَذَرِ مِنْ عَدُوِّكَ بَعْدَ صُلْحِهِ فَإِنَّ الْعَدُوَّ رُبَّمَا قَارَبَ لِيَتَغَفَّلَ فَخُذْ بِالْحَزْمِ وَ اتَّهِمْ فِي ذَلِكَ حُسْنَ الظَّنِّ) ، نهج البلاغة، ج3، ص106.
    ودعَا القرآنُ الكريمُ جميعَ المسلمينَ إلَى التَّمحورِ حولَ العَملِ الصَّالحِ، فالإسلامُ يُعطي العملَ الصَّالحَ القيَّمةَ الأساسيَّةَ ويجعلَهُ مَحورَ التَّنافسَ فَي المُجتمعِ. ففَي أكثرْ مِنْ مئةٍ وعشرينَ مَوضعاً، يؤكّدِ القُرآنُ الحكيمُ على الرَّبطِ العضويِّ بينَ الإيمانِ والعملِ الصَّالحِ، ويُصرّحَ بأنّ الّذينَ يرثونَ الأرضَ همُ الصَّالحونَ ،
    والصَّلاحُ ليسَ شيئاً جامداً، وإنّما هو حركةٌ وعملٌ في الاتّجاهِ الصَّحيحِ، وهو ليسَ فقطْ في أمورِ الدِّينِ كالصَّلاةِ والصَّيامِ والزكاةِ والحَجِّ، وإنّما كلّ عَملٍ يحكمُ العَقلُ والدِّينُ بصلاحِهِ، فخدمةُ النَّاسِ، وبناءُ المساكنِ صلاحٌ، وتعبيدُ الشَّوارعِ صلاحٌ، وإقامةُ المصانعَ صلاحٌ، وزراعةُ الأرضِ صلاحٌ، وكلّ مَا كانَ مِنْ شأنِهِ عمارةُ الأرضِ فهو عَملٌ صَالحٌ ، ويؤكّدُ القرآنُ الحكيمُ على أنّ مَا نَعْمَلَهُ منْ خيرٍ وخدمة ٍللنَّاسِ، سنجدَهُ عندَ اللهِ، يقولُ تعالَى: ﴿وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ ، سُورَةُ البَقرةِ، الآية 110، فإنّ كلّ عملٍ نعملُهُ في طريقِ الخيرِ فهو لنَا، حتَّى لَو كانَ في مظهَرِهِ منْ أجلِ الآخرينَ، لأنّنَا حينَمَا نعملُ للآخرينَ، فإنّ هذا العملُ سيتضاعفُ وتعودُ إلينَا نتائجُهُ منْ حيثُ نشعرُ أو لا نشعرُ، وفي آيةٍ أُخرَى يقولُ اللهُ سُبحانَهُ وتَعالَى: ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرً﴾ سُورَةُ آلِ عُمرانَ، الآية 30، ويقولُ سُبحانَهُ: ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾ ، سُورَةُ الزَّلزَلَةِ، الآيتان 7-8 ،
    إذاً، فإنّ أعمالَ الخيرِ وأعمالَ الشرِّ تبقى ولَا تزولُ، وهي مُحورُ جزاءِ الإنسانِ في الدُّنيَا والآخرةِ، ومنْ أجلِ أنْ يدفعُكَ الإسلامُ إلَى أنْ تجتهدَ في سبيلِ عملِ الخيرِ، ولَا تدعْ عملَ خيرٍ إلَّا وتقومُ بِهِ، ولا تُبقي منْ عُمرِكَ لحظةً إلَّا وتُعمّرُهَا بعملِ الخيرِ، فإنّ القرآنَ يبيّنُ أنَّهُ في يومِ القيامةِ سيُنصَبُ ميزانٌ توضعُ في كَفّةٍ مِنْهُ أعمالُ الإنسانِ الخيّرةِ وفي الكَفَّةِ الأُخرى أعمالُهُ الشِّريرةِ، وآنذاكَ يشعرُ الإنسانُ بقيمَّةِ حبّةِ الخردلِ من عملِهِ، هذه الأعمالُ الصَّغيرةِ الّتي قدْ نستهينُ بهَا اليومَ، إلاّ أنّنا نشعرُ بقيمتِهَا غداً، ففي ذلكَ اليومَ إذا رَجحَتْ كَفّةُ الحسناتِ علَى كفّةِ السَّيئاتِ، يحقّ لكَ أنْ تفتخرَ، أمّا اليومَ وقبلَ أنْ تعرفَ مصيركَ فلَا تستطيعَ أنْ تقولَ شيئاً، يقولُ تَعالَى: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ﴾ سُورَةُ القَارعَةِ، الآيات 8-11.

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا

    تعليق


    • #3
      لكم الحسنى وشكرا للمتابعة

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X