إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عِلَاقَاتٌ مجْتَمَعيَّةٌ: 19-عِلَاقَةُ ألأُسرَةِ مَعَ الطَّعَامِ:-

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عِلَاقَاتٌ مجْتَمَعيَّةٌ: 19-عِلَاقَةُ ألأُسرَةِ مَعَ الطَّعَامِ:-

    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
    السَلآْم عَلْيُكّمٌ وٍرٍحَمُةّ الله وٍبُرٍكآتُهْ

    مِنْ مفاتيحِ جودةِ الحياةِ الحفاظُ على الصَّحةِ العامَّةِ للإنسانِ، والوقايةِ منَ الأمراضِ المختلفةِ، وذلكَ لأهميةِ الصَّحةِ في حياةِ الإنسانِ نفسَهُ، ومسارِ المجتمعِ الإنساني، وكما أنَّ المرءَ الّذي يتمتعُ بصحةٍ عاليَّةٍ يشعرُ بالسَّعادَةِ، ويمتلكُ القُدرةَ على العملِ والعطاءِ والإنجازِ والنَّشاطِ، بينَمَا منْ تفتكُ بهِ الأمراضُ والأسقامُ المزمنةُ يفقد -غالباً- القُدرة علَى ذلكَ؛ كذلكَ حالُ المجتمعاتِ مِنْ حيث الصَّحةِ والمَرضِ، والعافيةِ والوباءِ؛ حيثُ تُعاني المجتمعاتُ المُصابةُ بالأوبئةِ وكثرةِ الأمراضِ المزمنةِ من تأخرَ في التَّنميَّةِ، وكسادٍ في الاقتصادِ، وتأخرَ عن رَكبِ التَّقدمِ والازدهارِ،
    وبالصحةِ والعافيةِ يشعرُ الإنسانُ بمتعةِ الحياةِ، ويستمتعُ بجَمالِهَا، ويمارسُ حياتَهُ بصورةٍ طبيعيَّةٍ، وهي نعمةٌ إلهيَّةٌ يجبُ أنْ تقابلُ بالشُّكرِ؛ فالنعمُ إنَّمَا تدومُ بالشُّكرِ، وتزولُ بالجحودِ، وكمَا قالَ الإمامُ الصّادقُ (عَلِيْهِ السَّلامُ): (لا تَدومُ النِّعَمُ إلّا بعدَ ثَلاثٍ (إلّا بثَلاثٍ): مَعرِفَةٌ بما يَلزَمُ للَّهِ سبحانَهُ فيها، وأداءُ شُكرِها، والتَّعَبُ فيها تحف العقول،ص 318. وعنه (عَلِيْهِ السَّلامُ) قال: (أحسِنوا جِوارَ النِّعَمِ، واحذَروا أن تَنتَقِلَ عَنكُم إلى‏ غَيرِكُم، أما إنّها لَم تَنتَقِلْ عَن أحَدٍ قَطُّ فكادَت أن تَرجِعَ إلَيهِ الأمالي للطوسيّ: 246/ 431.
    والصحة أفضل نعمة كما قال أمير المؤمنين الإمامُ عليٌّ (عَلِيْهِ السَّلامُ): (الصِّحَّةُ أفضَلُ النِّعَمِ)،غرر الحكم،ص 1050، لأن كثيراً من النعم الأخرى ترتبط بها وجوداً وعدماً
    وكثير من الأصحاء قد لا يشعرون بهذه النعمة العظيمة إلا عندما يفقدونها، وكما قال الإمامُ الصّادقُ (عَلِيْهِ السَّلامُ): (العافِيَةُ نِعمَةٌ خَفِيَّةٌ، إذا وُجِدَت نُسِيَت، وإذا فُقِدَت ذُكِرَت) كتاب من لا يحضره الفقيه: 4/ 406/ 5878 ، وعنه (عَلِيْهِ السَّلامُ) قال: (كَم مِن مُنعَمٍ علَيهِ وهُو لا يَعلَمُ !)، الخصال: 223/ 51
    وعلى الإنسان العاقل ألا يفرط في صحته، لأن من يفرط فيها تتنغص حياته، وتتكدر معيشته، ويفقد الكثير من السعادة والمتعة والطمأنينة والراحة، قال الإمامُ الصّادقُ (عَلِيْهِ السَّلامُ): (النَّعيمُ في الدنيا الأمنُ وصِحَّةُ الجِسمِ، وتَمامُ النِّعمَةِ في الآخِرَةِ دُخولُ ‏الجَنَّةِ) معاني الأخبار: 408/ 87 ، وعنه (عَلِيْهِ السَّلامُ) قال: (خَمسُ خِصالٍ مَن فَقَدَ مِنهُنَّ واحِدَةً لَم يَزَلْ ناقِصَ العَيشِ، زائلَ العَقلِ، مَشغولَ القَلبِ: فَاولاها صِحَّةُ البَدَنِ بحار الأنوار: 78/ 171/ 4
    وكما يجب على الأفراد المحافظة على صحتهم، واتباع سبل ووسائل الوقاية للاحتراز من الأمراض بكافة أنواعها، وخصوصاً الأمراض الوبائية والمعدية، كما هو الحال مع (جائحة كورونا) التي حولت حياة المجتمعات البشرية في العالم كله إلى توقف شبه كامل في مفاصل الحياة العامة، وأثرت على الاقتصاد والأعمال والسياحة ومختلف جوانب الحياة وأبعادها
    {......وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا......} سُورَةُ إبراهيمَ،الآية34، سُورَةُ النَّحلِ،الآية 18، ولو أجهد الإنسان نفسه لإحصاء هذه النعم فإنه يعجز فعلاً، بل إن كل نعمة يذكرها –كصحة وسلامة البدن- هي في الحقيقة مجموعة من النعم لا تُعدّ ولا تحصى، فكل نفس من الهواء يستنشقه هو نعمة، وكل قطرة دم تسري في عروقه هي نعمة وكل نبضة من قلبه هي نعمة وهكذا، وإذا أراد الإنسان أن يعرف أهمية هذه النعم التفصيلية فليلتفت إلى ما يحصل لو حُرم منها
    وهكذا كل نعمة كرغيف الخبز الذي يأكله كل إنسان يومياً ويعتبره أمراً عادياً، فليتأمل كيف وصل إليه وكم نعمة اشتركت في إعداده، من الأرض التي جعلت صالحة للزراعة والماء الذي يسقيها، والحب الذي ينبت في تلك الأرض، والزارع الذي يصلح الأرض ويداري الزرع إلى أن يحصده ويخرج الحب من سنبله، ثم التاجر الذي ينقله، إلى الطحان والعجان والخباز والبائع، وأودع الله تعالى في هؤلاء غرائز تدفعهم إلى القيام بهذه الأعمال وتحمل المشاق والصعوبات كحب البقاء
    ولكن الإنسان يغفل عن هذه النعم، وحتى لو التفت إليها فإنه لا يشكرها ولا يؤدي حقها، قال تعالى في ذيل الآية في موضعها الأول من سورة إبراهيم {.....إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ}، سُورَةُ إبراهيمَ،الآية34 ، فهو يظلم ربّه إذ لا يوفيه حقه، ويظلم نفسه لأنه يوقعها في الخسران العظيم، وهو كفار لأنه جاحد و متنكر لهذه النعم، لكن الله الرحمن الرحيم خالق هذا الإنسان والعالم بمكوناته غفر له هذا التقصير، قال تعالى في ذيل الآية في موضعها الثاني من سورة النحل { وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إنّ اللهَ لغفورٌ رحيم سُورَةُ النَّحلِ،الآية 18،
    ومن رحمته أن جعل الاعتراف بالقصور والتقصير عن إحصاء النعم فضلاً عن شكرها هو حق الشكر له تبارك وتعالى، كما روي في أخبار الرسول الكريم موسى بن عمران (عَلِيْهِ السَّلامُ): (أن الله تعالى أوحى إليه أن يا موسى اشكرني حق شكري، قال (عَلِيْهِ السَّلامُ) وأنّى لي أن أشكرك حقّ شكرك، فأوحى الله إليه: إن هذا الاعتراف بالعجز هو حق شكري بحار الأنوار: ج13، ص351،
    وفي مناجاة الشاكرين للإمام السجاد (عَلِيْهِ السَّلامُ) (فَآلاؤُكَ جَمَّةٌ ضَعُفَ لِساني عَنْ اِحْصائِها، وَنَعْماؤُكَ كَثيرَةٌ قَصُرَ فَهْمي عَنْ اِدْراكِها فَضْلاً عَنِ اسْتِقْصائِها، فَكَيْفَ لي بِتَحْصيلِ الشُّكْرِ وَشُكْري اِيّاكَ يَفْتَقِرُ اِلى شُكْر، فَكُلَّما قُلْتُ لَكَ الْحَمْدُ وَجَبَ لِذلِكَ اَنْ اَقُولَ لَكَ الْحَمْدُ)،الصحيفةِ السجادية
    للطَعامِ آدابٌ على كُلِّ أُسرَةٍ أنْ تَتَحَلى بِهَا وَهي:-
    1- الوضوء وغسل اليدين قبل الطعام وبعده, فعن الرسول الأكرم (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) قال: (الوضوءُ قبلَ الطعامِ وبعدَهُ يَنفي الفقرَ مكارم الأخلاق،ص 140
    وفي رواية أخرى عنه (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) قال: (إذا تَوَضَّأتَ بَعدَ الطَّعامِ فَامسَح عَينَيكَ بِفَضلِ ما في يَدَيكَ؛ فَإِنَّهُ أمانٌ مِنَ الرَّمَدِ)، مكارم الأخلاق،ص 140.
    ومن آداب الوضوء الذي يسبق الطعام أن لا يستعمل الإنسان منديلا (منشفة) ليجفف به يديه قبل الطعام، فقد ورد في الرواية عَنْ صَفْوَانَ اَلْجَمَّالِ قَالَ: (كُنَّا عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَحَضَرَتِ اَلْمَائِدَةُ فَأَتَى اَلْخَادِمُ بِالْوَضُوءِ فَنَاوَلَهُ اَلْمِنْدِيلَ فَعَافَهُ ثُمَّ قَالَ مِنْهُ غَسَلْنَا)، مكارم الأخلاق،ص 140،
    وأما في الوضوء الذي بعد الطعام فلا بأس بأن يجفف الإنسان يديه من بعده, ففي الرواية عن نزار قال: (رأيت أبا الحسن (عَلِيْهِ السَّلامُ) إِذَا تَوَضَّأَ قَبْلَ اَلطَّعَامِ لَمْ يَمَسَّ اَلْمِنْدِيلَ وَ إِذَا تَوَضَّأَ بَعْدَ اَلطَّعَامِ مَسَّ اَلْمِنْدِيلَ)، الکافي , ج6 , ص۲۹۱.
    2- البسملة والدعاء :وهي من الآداب المشهورة, وقد ورد في الرواية عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عَلِيْهِ السَّلامُ) أنه قال: (اذكروا الله عز وجل عند الطعام ولا تلغوا فيه: فإنه نعمة من نعم الله يَجِبُ عَلَيْكُمْ فِيهَا شُكْرُهُ وَ حَمْدُهُ, أَحْسِنُوا صُحْبَةَ اَلنِّعَمِ قَبْلَ فِرَاقِهَا فَإِنَّهَا تَزُولُ وَ تَشْهَدُ عَلَى صَاحِبِهَا بِمَا عَمِلَ فِيهَا)، مكارم الأخلاق،ص 140،
    وفي رواية أخرى عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ آبَائِهِ (عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ) قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) : (إِذَا وُضِعَتِ اَلْمَائِدَةُ حَفَّهَا أَرْبَعَةُ أَمْلاَكٍ فَإِذَا قَالَ اَلْعَبْدُ بِسْمِ اَللَّهِ قَالَتِ اَلْمَلاَئِكَةُ بَارَكَ اَللَّهُ لَكُمْ فِي طَعَامِكُمْ ثُمَّ يَقُولُونَ لِلشَّيْطَانِ اُخْرُجْ يَا فَاسِقُ لاَ سُلْطَانَ لَكَ عَلَيْهِمْ فَإِذَا فَرَغُوا قَالُوا « اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ اَلْعٰالَمِينَ » قَالَتِ اَلْمَلاَئِكَةُ قَوْمٌ قَدْ أَنْعَمَ اَللَّهُ عَلَيْهِمْ فَأَدَّوْا شُكْرَ رَبِّهِمْ فَإِذَا لَمْ يُسَمِّ قَالَتِ اَلْمَلاَئِكَةُ لِلشَّيْطَانِ اُدْنُ يَا فَاسِقُ فَكُلْ مَعَهُمْ وَ إِذَا رُفِعَتِ اَلْمَائِدَةُ وَ لَمْ يَذْكُرِ اَللَّهَ قَالَتِ اَلْمَلاَئِكَةُ قَوْمٌ أَنْعَمَ اَللَّهُ عَلَيْهِمْ فَنَسُوا رَبَّهُمْ)، المحاسن , جلد۲ , ص4۳۱ ،
    ووردت التسمية على كل صنف من أصناف الطعام الموجود على المائدة, وإذا كان الشخص ممن ينسى ذلك عليه أن يعمل بما أوصى به الإمام الصادق (عَلِيْهِ السَّلامُ) فقد رُوِيَ عَنِ اَلصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) : (أَنَّ مَنْ نَسِيَ أَنْ يُسَمِّيَ عَلَى كُلِّ لَوْنٍ فَلْيَقُلْ بِسْمِ اَللَّهِ عَلَى أَوَّلِهِ وَ آخِرِهِ)، مكارم الأخلاق،ص 143.
    3- أن يطيل الإنسان مكوثه أثناء تناوله للطعام وأن لا يستعجل في الانتهاء، لأن الوقت الذي يتناول الإنسان فيه قُوته لا يسأله الله تعالى عنه, فقد ورد في الحديث عَنِ اَلصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) قَالَ: (أَطِيلُوا اَلْجُلُوسَ عَلَى اَلْمَوَائِدِ فَإِنَّهَا سَاعَةٌ لاَ تُحْسَبُ مِنْ أَعْمَارِكُمْ)، مكارم الأخلاق،ص 141.
    تناول الفتات
    4- أن يتناول الإنسان الفتات المتساقط من الطعام, حيث ورد في الرواية قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) : (مَنْ وَجَدَ كِسْرَةً أَوْ تَمْرَةً فَأَكَلَهَا لَمْ تُفَارِقْ جَوْفَهُ حَتَّى يَغْفِرَ اَللَّهُ لَهُ)، روضة الواعظین , ج۲ , ص۳۱۱ ،
    ومن الثواب الذي أعده الله تعالى على هذا العمل الذي يتصوره الإنسان عملاً قليلاً، ما ورد في الرواية عَنِ اَلرِّضَا عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ (عَلَيْهِم السَّلاَمُ) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): (مَا سَقَطَ مِنَ اَلْمَائِدَةِ مُهُورُ اَلْحُورِ اَلْعِينِ)، مكارم الأخلاق،ص 140،
    فمن أحب أن يدفع مهر الحور العين قبل أن يدخل الجنة فما عليه إلا أن يستنّ بسنّة الرسول الأكرم (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) وأهل بيته (عَلِيْهِم السَّلامُ) ويقوم بهذا العمل القليل ذي الأجر العظيم.
    5- أن يفتتح الإنسان الطعام بتناول حبات قليلة من الملح وأن يختتم طعامه بالملح أيضاً، حيث ورد في الرواية قَالَ اَلنَّبِيُّ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): لِعَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ): (يَا عَلِيُّ اِفْتَحْ بِالْمِلْحِ وَ اِخْتَتِمْ بِهِ فَإِنَّهُ شِفَاءٌ مِنْ سَبْعِينَ دَاءً مِنْهَا اَلْجُنُونُ وَ اَلْجُذَامُ وَ اَلْبَرَصُ وَ وَجَعُ اَلْحَلْقِ وَ وَجَعُ اَلْأَضْرَاسِ وَ وَجَعُ اَلْبَطْنِ)، مكارم الأخلاق،ص 142.
    6- قد جرت العادات على أن يأكل كل إنسان من أمامه أي من الطعام الذي في جهته, وكذا يعتبر العرف أن الأكل من أمام الآخرين من العادات السيئة, وكذلك الشرع أدّبنا على أن نكون كذلك ففي الرواية عن قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) : (إِذَا وُضِعَتِ اَلْمَائِدَةُ بَيْنَ يَدَيِ اَلرَّجُلِ فَلْيَأْكُلْ مِمَّا يَلِيهِ وَ لاَ يَتَنَاوَلْ مِمَّا بَيْنَ يَدَيْ جَلِيسِهِ وَ لاَ يَأْكُلْ مِنْ ذِرْوَةِ اَلْقَصْعَةِ فَإِنَّ مِنْ أَعْلاَهَا تَأْتِي اَلْبَرَكَةُ وَ لاَ يَرْفَعُ يَدَهُ وَ إِنْ شَبِعَ فَإِنَّهُ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ خَجِلَ جَلِيسُهُ وَ عَسَى أَنْ يَكُونَ لَهُ فِي اَلطَّعَامِ حَاجَةٌ)، مكارم الأخلاق،ص 149.
    7- أن يتعلم الإنسان المواساة في أمور دنياه فيواسي المسكين في طعامه إذا وقف ينظر إليه أثناء تناوله له, ففي الرواية عن رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه): (مَنْ أكَلَ وَذُو عَيْنَيْنِ يَنْظُرُ إلَيْهِ وَلَمْ يُواسِهِ، ابْتُلِي بِدَاءٍ لاَ دَوَاءَ لَهُ ميزان الحكمة،ج 1 ص 92،
    بل إن أئمة أهل البيت عليهم السلام علمونا أن نكفي حاجات حتى الحيوان إذا وقف أمامنا أثناء الطعام, ففي الرواية: (رَأَيْتُ اَلْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) يَأْكُلُ وَ بَيْنَ يَدَيْهِ كَلْبٌ كُلَّمَا أَكَلَ لُقْمَةً طَرَحَ لِلْكَلْبِ مِثْلَهَا فَقُلْتُ لَهُ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ أَ لاَ أَرْجُمُ هَذَا اَلْكَلْبَ عَنْ طَعَامِكَ قَالَ دَعْهُ إِنِّي لَأَسْتَحْيِي مِنَ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ يَكُونَ ذُو رُوحٍ يَنْظُرُ فِي وَجْهِي وَ أَنَا آكُلُ ثُمَّ لاَ أُطْعِمُهُ)، ميزان الحكمة،ج 1 ص 92.
    عدم الأكل باليد اليسرى
    8- أن لا يأكل الإنسان أو يشرب بيده اليسرى, بل يباشر الطعام بيده اليمنى, ففي الرواية عَنِ اَلصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) : (أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَأْكُلَ بِشِمَالِهِ أَوْ يَشْرَبَ بِهَا أَوْ يَتَنَاوَلَ بِهَا)، مكارم الأخلاق،ص 142.
    9- والأكل أثناء المشي من الأمور التي لا يحبذها العرف, وخصوصاً للإنسان المؤمن, بل إن هذا العمل مما يسقط هيبة الإنسان واعتباره من أعين الناس، وقد ورد النهي عن ذلك في الروايات, ففي الحديث عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) قَالَ : (لاَ تَأْكُلْ وَ أَنْتَ تَمْشِي إِلاَّ أَنْ تُضْطَرَّ إِلَى ذَلِكَ)، من لا یحضره الفقیه ج۳ ص354.
    10- لقد أدبتنا الشريعة على انتظار الطعام حتى يبرد، ففي الرواية عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) قَالَ قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : (أَقِرُّوا اَلْحَارَّ حَتَّى يَبْرُدَ فَإِنَّ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) قُرِّبَ إِلَيْهِ طَعَامٌ حَارٌّ فَقَالَ أَقِرُّوهُ حَتَّى يَبْرُدَ مَا كَانَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِيُطْعِمَنَا اَلنَّارَ وَ اَلْبَرَكَةُ فِي اَلْبَارِدِ)، ميزان الحكمة،ج 1 ص 92.
    11- أن لا ينفخ الإنسان على الطعام الحار حتى يبرد، فقد ورد في الحديث عن الإمام الصادق عن آبائه (عَلِيْهِم السَّلامُ) في حديث: (وَنَهَى أَنْ يُنْفَخَ فِي طَعَامٍ أَوْ شَرَابٍ)، ميزان الحكمة،ج 1 ص 92.




  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا

    تعليق


    • #3
      لكم الحسنى وشكرا للمتابعة

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X