بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى على محمد وال محمد
**********************
الظاهر أن أهل الجنة أكثر من أهل النار
يشير [القرآن الكريم] الى أن آيات الجزاء بالجنة ونعيمها وردت لفئات وأفراد، أعدادهم واسعة في الناس.
بينما وردت آيات الجزاء بالنار لفئات وأفراد أعدادهم أقل. مثلاً: الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً.. عدد قليل من الناس. والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها.. قليلون. والجبارون العنيدون والطغاة والفراعنة، عددهم قليل، وجنودهم وأتباعهم فيهم الطاغي المجرم مثلهم، لكن فيهم المكره والمجبور والمستضعف فكرياً. والمنافقون الذين هم في الدرك الأسفل من النار، قلة أيضاً.
ومن كسب سيئة وأحاطت به خطيئته، القدر المتيقن منهم ليسوا كثيرين. والذين يستكبرون عن عبادة الله تعالى ويعاندون بعد معرفتهم، والذين إذا قيل لأحدهم إتق الله أخذته العزة بالإثم، والذي قتل مؤمناً متعمداً، والذين سعوا في آيات الله معاجزين.. فإن أعداد هؤلاء المجرمين بالنسبة الى مجموع الشعوب عبر العصور، هي الأقل وليست الأكثر.
وقال العلامة الحلي(رحمه الله) في الرسالة السعدية/141: (قال رسول الله(ص): أكثر أهل النار المتكبرون). أي المعاندون، وعددهم من مجموع الشعوب والأجيال ليس كثيراً.
ويظهر أن الأكثر عدداً المُرْجَوْنَ لأمر الله تعالى، ويليهم أهل الجنة ثم أهل النار. ويؤيده الأحاديث الكثيرة التي أوجبت الجنة بأدنى سبب، كما في الصحيح عن النبي(ص): (من أتى مكة حاجاً ولم يزرني بالمدينة جفوته يوم القيامة، ومن زارني زائراً وجبت له شفاعتي، ومن وجبت له شفاعتي وجبت له الجنة، ومن مات في أحد الحرمين مكة أو المدينة لم يعرض إلى الحساب، ومات مهاجرا إلى الله، وحشر يوم القيامة مع أصحاب بدر ). (كامل الزيارات/44)
كما ورد: (من أشبع كبداً جائعة وجبت له الجنة ). (المحاسن:2/390).
ومن عال بنتاً واحدة وجبت له الجنة. (الكافي:6/6).
و(من ردَّ عن قوم من المسلمين عادية ماء أو نار وجبت له الجنة).(الكافي:2/164). (من سقا هامة صادية أو أطعم كبداً جائعة أو كسى جلداً عارياً) (الدعائم:2/301). (من أُلهم الإسترجاع عند المصيبة وجبت له الجنة ). (ثواب الأعمال/198).
و(من زار الحسين يوم عاشوراء، وجبت له الجنة ).(كامل الزيارات/324).
وما استقرت كسرة خبز مهانة في جوف أحد، إلا وجبت له الجنة.(الفقيه:1/27).
وبعضها تشمل حتى الكافر كما في رواية الكافي(4/258): (عن هارون بن خارجة قال: سمعت أبا عبد الله(ع) يقول: من دفن في الحرم أمن من الفزع الأكبر، فقلت له: من بَرِّ الناس وفاجرهم؟ قال من بر الناس وفاجرهم)!
وقد أفتى بها بعض فقهائنا وصحح الرواية (تنقيح مباني العروة الوثقى:7/398). ويختص ذلك بمن مات في الحرم قضاءً وقدراً، أو أوصى بالدفن فيه رجاء فائدته ولا يشمل من هاجم الحرم وقتل فيه، مثلاً.
إنها أبواب من الرحمة، يدخلها كثير من الناس بقصد أو بغير قصد. وهي أكثر من أبواب العذاب، التي يدخلها كثير من الناس أيضاً، بقصد وبغير قصد!
كما يؤيد ما ذكرنا: صغر حجم النار، حتى أنه يجاء بها يوم القيامة، وتكون تحت جسر الصراط: (وَجِيئَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإنسان)!
مقتبس من كتاب الولادات الثلاث
لسماحة الشيخ علي الكوراني
اللهم صلى على محمد وال محمد
**********************
الظاهر أن أهل الجنة أكثر من أهل النار
يشير [القرآن الكريم] الى أن آيات الجزاء بالجنة ونعيمها وردت لفئات وأفراد، أعدادهم واسعة في الناس.
بينما وردت آيات الجزاء بالنار لفئات وأفراد أعدادهم أقل. مثلاً: الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً.. عدد قليل من الناس. والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها.. قليلون. والجبارون العنيدون والطغاة والفراعنة، عددهم قليل، وجنودهم وأتباعهم فيهم الطاغي المجرم مثلهم، لكن فيهم المكره والمجبور والمستضعف فكرياً. والمنافقون الذين هم في الدرك الأسفل من النار، قلة أيضاً.
ومن كسب سيئة وأحاطت به خطيئته، القدر المتيقن منهم ليسوا كثيرين. والذين يستكبرون عن عبادة الله تعالى ويعاندون بعد معرفتهم، والذين إذا قيل لأحدهم إتق الله أخذته العزة بالإثم، والذي قتل مؤمناً متعمداً، والذين سعوا في آيات الله معاجزين.. فإن أعداد هؤلاء المجرمين بالنسبة الى مجموع الشعوب عبر العصور، هي الأقل وليست الأكثر.
وقال العلامة الحلي(رحمه الله) في الرسالة السعدية/141: (قال رسول الله(ص): أكثر أهل النار المتكبرون). أي المعاندون، وعددهم من مجموع الشعوب والأجيال ليس كثيراً.
ويظهر أن الأكثر عدداً المُرْجَوْنَ لأمر الله تعالى، ويليهم أهل الجنة ثم أهل النار. ويؤيده الأحاديث الكثيرة التي أوجبت الجنة بأدنى سبب، كما في الصحيح عن النبي(ص): (من أتى مكة حاجاً ولم يزرني بالمدينة جفوته يوم القيامة، ومن زارني زائراً وجبت له شفاعتي، ومن وجبت له شفاعتي وجبت له الجنة، ومن مات في أحد الحرمين مكة أو المدينة لم يعرض إلى الحساب، ومات مهاجرا إلى الله، وحشر يوم القيامة مع أصحاب بدر ). (كامل الزيارات/44)
كما ورد: (من أشبع كبداً جائعة وجبت له الجنة ). (المحاسن:2/390).
ومن عال بنتاً واحدة وجبت له الجنة. (الكافي:6/6).
و(من ردَّ عن قوم من المسلمين عادية ماء أو نار وجبت له الجنة).(الكافي:2/164). (من سقا هامة صادية أو أطعم كبداً جائعة أو كسى جلداً عارياً) (الدعائم:2/301). (من أُلهم الإسترجاع عند المصيبة وجبت له الجنة ). (ثواب الأعمال/198).
و(من زار الحسين يوم عاشوراء، وجبت له الجنة ).(كامل الزيارات/324).
وما استقرت كسرة خبز مهانة في جوف أحد، إلا وجبت له الجنة.(الفقيه:1/27).
وبعضها تشمل حتى الكافر كما في رواية الكافي(4/258): (عن هارون بن خارجة قال: سمعت أبا عبد الله(ع) يقول: من دفن في الحرم أمن من الفزع الأكبر، فقلت له: من بَرِّ الناس وفاجرهم؟ قال من بر الناس وفاجرهم)!
وقد أفتى بها بعض فقهائنا وصحح الرواية (تنقيح مباني العروة الوثقى:7/398). ويختص ذلك بمن مات في الحرم قضاءً وقدراً، أو أوصى بالدفن فيه رجاء فائدته ولا يشمل من هاجم الحرم وقتل فيه، مثلاً.
إنها أبواب من الرحمة، يدخلها كثير من الناس بقصد أو بغير قصد. وهي أكثر من أبواب العذاب، التي يدخلها كثير من الناس أيضاً، بقصد وبغير قصد!
كما يؤيد ما ذكرنا: صغر حجم النار، حتى أنه يجاء بها يوم القيامة، وتكون تحت جسر الصراط: (وَجِيئَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإنسان)!
مقتبس من كتاب الولادات الثلاث
لسماحة الشيخ علي الكوراني
تعليق