"استغفرك استغفار حياء، واستغفرك استغفار رجاء، واستغفرك استغفار انابة ..."،
احد الادعية التي تقرأ بعد زيارة الامام الرضا(ع)، حيث ورد فيه "استغفرك استغفار حياء، واستغفرك استغفار رجاء، واستغفرك استغفار انابة ..."، هذا المقطع من الدعاء يجسد قسماً من سلسلة من الاستغفار المتنوع بداً بالاستغفار المصحوب بالحياء حيث حدثناكم في لقاء سابق عن صلة ظاهرة او سمة الحياء بالشخصية السوية وانعدامها في الشخصية اللا اجتماعية او المنحرفة او العصابية اما الان فنحدثكم عن ظاهرة او سمة "الرجاء" حيث ذكر الدعاء بان الزائر يستغفر الله تعالى استغفار رجاء ... السؤال هو ما هي المعطيات العبادية والنفسية التي تفرزها ظاهرة او سمة الرجاء الذي يطبع سلوك القارئ للدعاء بالنسبة الى تعامله مع الله تعالى وطلب المغفرة منه؟
قبل الاجابة عن السؤال ينبغي لفت نظركم الى الصياغة اللغوية للاستغفار حيث كان الاجدر بنا ان نحدثم عنها في لقائنا السابق لكن لنتحدث الان عن الموضوع فنقول: ان قارئ الدعاء من الممكن ان يقرأ دعاء بهذه الصياغة مثلاً "اللهم استغفرك وانا مستحي او خجل او...". او يقول: "استغفرك مستحياً …" لكن الملاحظ ان هذا الدعاء قد استخدم المفعول المطلق للاستغفار أي عبارة"استغفرك استغفار رجاء..." وهذا الاستخدام المنطوي على التكرار من جانب وعلى الصياغة المفعولية للمطلق من جانب آخر ينطوي على اسرار بلاغية لو يعيها القارئ للدعاء لاصبح اكثر تواصلاً ووجداً وتفاعلاً مع الله تعالى في طلبه المغفرة انه يفصح عن الدرجة العليا للاستغفار من جانب وتشخيصه من حيث كونه حياء او رجاء او سواهما كما سنرى من جانب آخر ...
والان خارجاً عن الصياغة المذكورة ماذا نستخلص من هذا الاستغفار المصحوب بالرجاء؟
من الواضح ان عملية الرجاء ينبغي الا تنفك عن سلوك الشخصية حيال الله تعالى في الحالات جميعاً ذلك لان العبد مهما اخلص في العبادة يظل قاصراً دون ادنى شك وهو امر طالما رددته التوصيات الاسلامية القائلة بان الله تعالى لا يمكن ان يعبد حق عبادته نظراً لانه تعالى مطلق في عظمته لا حدود لها البتة ... وهذا في حالة فرضيتنا بان العبد مخلص لا ذنب له مثلاً فكيف بنا والحالة هي اغراقنا في الذنوب؟ واذن: يظل العبد وهو مغرق في الذنب او قاصر ولا ذنب له متطلعاً دائماً الى ان يمارس عملية رجاء من الله تعالى ان يقبله مذنباً كان او طائعاً... هنا ينبغي ان نلتفت الى نكتة جديدة وهي ان الاستغفار المصحوب بالرجاء جاء بعد الاستغفار المصحوب بالحياء حيث قال الدعاء "استغفرك استغفار حياء واستغفرك استغفار رجاء" والسؤال هو ما هي النكتة الكامنة وراء ذلك؟
ما دمنا نتحدث عن الدعاء وما يواكبه من المعطيات حينئذ لابد وان نطرح امثلة السؤال المتقدم وهذه هي فائدة او معطى لقاءاتنا مع قارئي الدعاء...
واما الاجابة عن السؤال المتقدم فان الامر ليتضح تماماً حينما نعرف بان صاحب الذنب عندما يستحي من الله تعالى بسبب ذنبه حينئذ يتطلع الى غفرانه فبما انه يستحيي من صدور الذنب عندئذ ينبثق في اعماقه الامل بان يستجيب الله تعالى ولذلك يرجو أي يستغفر الله تعالى استغفار رجاء في غفران ذنبه وسنرى ان انماط الاستغفار الاخرى تنصب بدورها على نكات من هذا النوع
*******
من برنامج ينابيع الرحمة -شرح الادعية المأثورة
احد الادعية التي تقرأ بعد زيارة الامام الرضا(ع)، حيث ورد فيه "استغفرك استغفار حياء، واستغفرك استغفار رجاء، واستغفرك استغفار انابة ..."، هذا المقطع من الدعاء يجسد قسماً من سلسلة من الاستغفار المتنوع بداً بالاستغفار المصحوب بالحياء حيث حدثناكم في لقاء سابق عن صلة ظاهرة او سمة الحياء بالشخصية السوية وانعدامها في الشخصية اللا اجتماعية او المنحرفة او العصابية اما الان فنحدثكم عن ظاهرة او سمة "الرجاء" حيث ذكر الدعاء بان الزائر يستغفر الله تعالى استغفار رجاء ... السؤال هو ما هي المعطيات العبادية والنفسية التي تفرزها ظاهرة او سمة الرجاء الذي يطبع سلوك القارئ للدعاء بالنسبة الى تعامله مع الله تعالى وطلب المغفرة منه؟
قبل الاجابة عن السؤال ينبغي لفت نظركم الى الصياغة اللغوية للاستغفار حيث كان الاجدر بنا ان نحدثم عنها في لقائنا السابق لكن لنتحدث الان عن الموضوع فنقول: ان قارئ الدعاء من الممكن ان يقرأ دعاء بهذه الصياغة مثلاً "اللهم استغفرك وانا مستحي او خجل او...". او يقول: "استغفرك مستحياً …" لكن الملاحظ ان هذا الدعاء قد استخدم المفعول المطلق للاستغفار أي عبارة"استغفرك استغفار رجاء..." وهذا الاستخدام المنطوي على التكرار من جانب وعلى الصياغة المفعولية للمطلق من جانب آخر ينطوي على اسرار بلاغية لو يعيها القارئ للدعاء لاصبح اكثر تواصلاً ووجداً وتفاعلاً مع الله تعالى في طلبه المغفرة انه يفصح عن الدرجة العليا للاستغفار من جانب وتشخيصه من حيث كونه حياء او رجاء او سواهما كما سنرى من جانب آخر ...
والان خارجاً عن الصياغة المذكورة ماذا نستخلص من هذا الاستغفار المصحوب بالرجاء؟
من الواضح ان عملية الرجاء ينبغي الا تنفك عن سلوك الشخصية حيال الله تعالى في الحالات جميعاً ذلك لان العبد مهما اخلص في العبادة يظل قاصراً دون ادنى شك وهو امر طالما رددته التوصيات الاسلامية القائلة بان الله تعالى لا يمكن ان يعبد حق عبادته نظراً لانه تعالى مطلق في عظمته لا حدود لها البتة ... وهذا في حالة فرضيتنا بان العبد مخلص لا ذنب له مثلاً فكيف بنا والحالة هي اغراقنا في الذنوب؟ واذن: يظل العبد وهو مغرق في الذنب او قاصر ولا ذنب له متطلعاً دائماً الى ان يمارس عملية رجاء من الله تعالى ان يقبله مذنباً كان او طائعاً... هنا ينبغي ان نلتفت الى نكتة جديدة وهي ان الاستغفار المصحوب بالرجاء جاء بعد الاستغفار المصحوب بالحياء حيث قال الدعاء "استغفرك استغفار حياء واستغفرك استغفار رجاء" والسؤال هو ما هي النكتة الكامنة وراء ذلك؟
ما دمنا نتحدث عن الدعاء وما يواكبه من المعطيات حينئذ لابد وان نطرح امثلة السؤال المتقدم وهذه هي فائدة او معطى لقاءاتنا مع قارئي الدعاء...
واما الاجابة عن السؤال المتقدم فان الامر ليتضح تماماً حينما نعرف بان صاحب الذنب عندما يستحي من الله تعالى بسبب ذنبه حينئذ يتطلع الى غفرانه فبما انه يستحيي من صدور الذنب عندئذ ينبثق في اعماقه الامل بان يستجيب الله تعالى ولذلك يرجو أي يستغفر الله تعالى استغفار رجاء في غفران ذنبه وسنرى ان انماط الاستغفار الاخرى تنصب بدورها على نكات من هذا النوع
*******
من برنامج ينابيع الرحمة -شرح الادعية المأثورة
تعليق