بسم الله الرحمن الرحيم
قال الإمام علی(علیه السلام): «لا غنى كالعقل ولا فقر كالجهل».(1)
الشرح والتفسیر:
الغنى نوعان:
1. الغنى باطن الذات
2. الغنى خارج الذات.
المراد من الغنى خارج الذات أن یستغنی الشخص عن الآخرین بواسطة الأشیاء الخارجة عن ذاته; بواسطة المقام والقدرة والأصدقاء والأموال وما شابه ذلك.
- وهذا الغنى خارج الذات الذی لیس له من اعتبار یذكر لا یشبع نهم الإنسان، ومن هنا فالأثریاء أعظم عطشاً من غیرهم!
- وعلى هذا الأساس حین سئل البهلول عن شخص نذر أن یساعد أفقر الناس فلمن یعطی؟ قال: لهارون الرشید(2).
2. النوع الثانى: الغنى باطن الذات وهو أن یستغنی الإنسان بالاستفادة من إمكاناته الذاتیة دون الإستعانة بالوسائل الخارجیة.
- وهؤلاء الأفراد یظفرون بالغنى الذاتی فی ظل الإیمان والثقة بالنفس والقناعة والتوكل على الله والتقوى التی تعد أعظم ذخیرة، فهم أغنى الجمیع.
- وأهم خصائص الغنى الذاتی تعذر سرقته، وكان علی(علیه السلام) ممن عرف بالغنى الذاتى. ومن هنا وقف صامدا كالجبل طیلة مدة سكوته لخمس وعشرین سنة عن حقّه فی الخلافة،
- وحین أتته السلطة لم تأسره، بل هو الذی أسرها ولم یعتن بالدنیا حیث لا یراها مع عظمتها أهون من فعل(3) ومن قضم جرادة».
(4) وأهون من عفطة عنز(5) ومن عراق خنزیر فی ید مجذوم(6).
- هذا هو الرصید الواقعی والدائم.
_______
1 . نهج البلاغة، قصار الكلمات، 54.
2 . لم نعثر فی المصادر المعتبرة على القصة المذكورة بهذا الشكل، لكن توجد قصة شبیهة بذلك فی كتاب البهلول العاقل، ص 31: إنّ هارون الرشید أعطى البهلول مالاً لیتصدق به على الفقراء. فأخذ البهلول المال ثم أعاده للخلیفة.
وحین سأله هارون قال: لم أجد أفقر من الخلیفة.
3 . نهج البلاغه، الخطبة 33.
4 . نهج البلاغه، الخطبة 224.
5 . نهج البلاغة، الخطبة 3.
6 . نهج البلاغة، قصار الكلمات، 236.
قبسات من السیرة العلویة | المؤلّف سماحة آیة الله العظمى مكارم الشیرازی (مدّ ظلّه)
قال الإمام علی(علیه السلام): «لا غنى كالعقل ولا فقر كالجهل».(1)
الشرح والتفسیر:
الغنى نوعان:
1. الغنى باطن الذات
2. الغنى خارج الذات.
المراد من الغنى خارج الذات أن یستغنی الشخص عن الآخرین بواسطة الأشیاء الخارجة عن ذاته; بواسطة المقام والقدرة والأصدقاء والأموال وما شابه ذلك.
- وهذا الغنى خارج الذات الذی لیس له من اعتبار یذكر لا یشبع نهم الإنسان، ومن هنا فالأثریاء أعظم عطشاً من غیرهم!
- وعلى هذا الأساس حین سئل البهلول عن شخص نذر أن یساعد أفقر الناس فلمن یعطی؟ قال: لهارون الرشید(2).
2. النوع الثانى: الغنى باطن الذات وهو أن یستغنی الإنسان بالاستفادة من إمكاناته الذاتیة دون الإستعانة بالوسائل الخارجیة.
- وهؤلاء الأفراد یظفرون بالغنى الذاتی فی ظل الإیمان والثقة بالنفس والقناعة والتوكل على الله والتقوى التی تعد أعظم ذخیرة، فهم أغنى الجمیع.
- وأهم خصائص الغنى الذاتی تعذر سرقته، وكان علی(علیه السلام) ممن عرف بالغنى الذاتى. ومن هنا وقف صامدا كالجبل طیلة مدة سكوته لخمس وعشرین سنة عن حقّه فی الخلافة،
- وحین أتته السلطة لم تأسره، بل هو الذی أسرها ولم یعتن بالدنیا حیث لا یراها مع عظمتها أهون من فعل(3) ومن قضم جرادة».
(4) وأهون من عفطة عنز(5) ومن عراق خنزیر فی ید مجذوم(6).
- هذا هو الرصید الواقعی والدائم.
_______
1 . نهج البلاغة، قصار الكلمات، 54.
2 . لم نعثر فی المصادر المعتبرة على القصة المذكورة بهذا الشكل، لكن توجد قصة شبیهة بذلك فی كتاب البهلول العاقل، ص 31: إنّ هارون الرشید أعطى البهلول مالاً لیتصدق به على الفقراء. فأخذ البهلول المال ثم أعاده للخلیفة.
وحین سأله هارون قال: لم أجد أفقر من الخلیفة.
3 . نهج البلاغه، الخطبة 33.
4 . نهج البلاغه، الخطبة 224.
5 . نهج البلاغة، الخطبة 3.
6 . نهج البلاغة، قصار الكلمات، 236.
قبسات من السیرة العلویة | المؤلّف سماحة آیة الله العظمى مكارم الشیرازی (مدّ ظلّه)
تعليق