إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أحمد بن موسى بن جعفر (ع) (شاه جراغ)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أحمد بن موسى بن جعفر (ع) (شاه جراغ)

    في ذكرى تكريمه..
    أحمد بن موسى بن جعفر(ع).. الصادق التقيّ

    سليل أهل البيت أحمد بن موسى بن جعفر (ع) (شاه جراغ) من مشاهير الصادقين والاتقياء المشهورين، وهو أخو الإمام الرضا (ع)، الذي مزاره في "شيراز".
    السيد احمد هو أحد أبناء الامام موسى بن جعفر الكاظم(ع)، وقد قُتل شهيداً بشيراز في إيران حيث مدفنه الآن وهو في طريقه الى خراسان في زيارة أخيه الإمام علي بن موسى الرضا(ع). تاريخ ميلاده غير معروف، لكن جُعل اليوم السادس من شهر ذي القعدة باسمه تكريماً له.
    تزخر محافظة فارس بالآثار القديمة والأماكن الدينية في شتى أكنافها ومركزها شيراز تتألق بين سائر مدن إيران فهي قبلة السائحين والزائرين من مختلف أنحاء إيران والعالم للتلذذ بطبيعتها الجميلة وزيارة مرقد السيد أحمد بن موسى الكاظم عليه السلام المعروف بـ "شاه جراغ" اي "ملك النور" .
    قبل 1200 عام بوركت بلاد فارس بوجود شخصية روحانية تعتبر من كبار رجالات الشيعة، وهو سيد أمير أحمد (ع) الملقّب باسم "شاهجراغ"، و "سيد السادات الأعاظم"، ابن الإمام الكاظم (ع)، وأخو الإمام الرضا (ع).
    وهذا الرجل الموقر تحرّك في زمن خلافة المأمون، خلال السنوات 198 الى 203 هـ. ق. مع عدد من مقربي ومحبي أهل البيت (ع)، من المدينة المنورة نحو مدينة "طوس"، عندما خاض في طريقه قرب مدينة "شيراز" معركة مع القوات الحكومية، مما أدى الى استشهاده.
    وكان "شاهجراغ"رجلاً صالحاً من أكثر الرجال في زمانه عبادة وورعاً، ويقال أنه حرّر في حياته ألف عبد قربة الى الباري تعالى.
    وكان مقرباً من الامام الكاظم(ع) لدرجة كان يظن أنه الامام بعد أبيه(ع)، وكان عالما فاضلاً يهتم بكتابة القرآن الكريم حيث كان صاحب خط جميل، وكان يأخذ الأجرة على ذلك فيشتري بثمن عمله العبيد ويعتقهم لوجه الله، ولا شك أنه كان يقوم بتربيتهم وتهذيبهم ثم يعتقهم ليكونوا دعاة إلى الإسلام، كما كان يفعل جده الإمام علي بن الحسين عليه السلام.
    وكان يكفيه تقوى وورعاً انه بعد استشهاد أبيه وجاءه المعزّون وبايعوه خلفاً للإمام السابع (ع)، قام بأخذ البيعة منهم لأخيه علي بن موسى (ع).
    يشار الى أن "احمد" هو ابن وأخو إمامين شهيدين، وكان أبوه موسى بن جعفر (ع) فريداً في زمانه، والنجم الساطع السابع من الأئمة، وأمه ام احمد، من النسوة الفاضلات في زمانها، وحضي برعاية خاصة من أبيه الذي فضّله حتى على بعض أولاده، وقد ذكر الشيخ مفيد ذلك، وقال بأن الامام موسى بن جعفر (ع) أحبّه كثيراً وأهداه ارضاً عامرة اسمها "يسيره".
    ويذكر أن احمد بن موسى الكاظم (ع) كان واحداً من خمسة أشخاص عهد إليهم الإمام موسى الكاظم (ع)، تنفيذ وصيته لخلافة الإمام الرضا (ع) لولايته، وأمه كانت اول من بايع الإمام الرضا (ع).
    السيد احمد ويعرف بـ "شاه جراغ" اي "الملك المضيء" او المنير ويسمى أيضا بالأمير، أمه من السيدات الورعات وكانت موضع ثقة الامام الكاظم (ع) بحيث ان الامام الكاظم(ع) حينما رحل الى بغداد اودعها مواريث ووثائق الامامة وقال لها من جاءك وطلب منك هذه بأسمائها وفي اي وقت فأعلمي اني قد استشهدت وان من يطلبها منك هو الامام بعدي والمفترض الطاعة من بعدي عليك وعلى سائر الناس وامر الامام ابنه الرضا بحفظ الدار، بعد استشهاد الامام موسى بن جعفر جاءها الامام الرضا(ع) وطالبها بالامانات، فسألته: هل استشهد والدك؟
    قال: بلى، والان فرغت من دفنه، فدفعت اليه ذلك وبايعته بالامامة واقامت الحداد والعزاء على فقد الامام الكاظم(ع).
    وبعد استشهاد الإمام السابع (ع) جاء أهل المدينة المنورة الى دار والدته للإعراب عن مواساتهم والبيعة لأحمد بن موسى، وبعد مبايعته اعتلى منبراً وألقى خطبة ببلاغة تامة، وقال: أيها الناس، إنكم كما بايعتم لي فإنني أبايع أخي ولي الله علي بن موسى الرضا (ع)، الإمام والخليفة بعد أبي. وعلي وعليكم امام الله ان نطيع كل ما يقوله لنا.
    ونال احمد بن موسى بذلك موافقة الناس وبايع وبايعوا علي بن موسى الرضا (ع). في العام 183 للهجرة، تولى الإمام الرضا (ع) امامة الشيعة وهو في سن 35 من عمره، واستمرت امامته عشرين عاماً، وتزامنت مع خلافة هارون الرشيد ومحمد الأمين والمأمون، وبعد وفاة محمد الأمين وما جرى من أحداث وتجاذبات وثورات، وصلت الخلافة الى المأمون الذي كان يشعر بالخشية من العلويين، والسبب الرئيسي لهذه الخشية هي المكانة التي احتلها الإمام الرضا (ع) في قلوب الشيعة، لذا صمّم على تأمين حكمه ازاء العلويين، والتقرب الى الإمام الرضا (ع) كأفضل وسيلة لإسكات العلويين، وقام المأمون في العام 200 للهجرة بإجبار الإمام الرضا (ع) السلام على الهجرة من المدينة المنورة الى مدينة "مرو".
    عامة الشيعة لم يكن لديهم علم بما كان يضمره المأمون، وكان ذلك سبباً في هجرة أعداد كبيرة من السادة والعلويين الى ايران، وكانت هناك قافلتان في هذا الإطار، الأولى تولّت قيادتها، السيدة فاطمة المعصومة (ع)، والأخرى قادها احمد بن موسى (ع)، والتي تقول مصادر أن عدد أفرادها كان 15 ألف شخص، وكانت تضم احمد ومحمد وحسين، أولاد الإمام الكاظم (ع).
    اما سبب هجرة أحمد بن موسى (ع)، فتذكر مصادر تاريخية أن السبب هو طلب الإنتقام من قتلة والده، وجاء في كتاب "لباب الأنساب" حول ذلك، بأن احمد بن موسى (ع) عندما سمع باستشهاد الإمام الرضا (ع)، تحرّك و معه 3 آلاف رجل من نسل الأئمة لمحاربة المأمون، وعندما وصلوا الى قم جرت معركة بينهم وبين أحد قادة جيش المأمون، واستشهد عدد منهم ودفنوا هناك. وبعد وصولهم الى الري جرت معركة أخرى مع جيش المأمون أدت الى استشهاد عدد آخر دفنوا فيها حيث موجود مزارهم هناك، وعندما وصلوا الى مدينة "اسفراين" في ناحية من "خراسان"، لجأوا الى أرض صعبة المرور بين جبلين، حيث شن عليهم جيش المأمون هجوماً استشهدوا على أثره بعد مقاومة شديدة، ويوجد بتلك المنطقة ضريح ومزار الشهيد احمدبن موسى (ع).
    وهناك مصادر أخرى حول الموضوع، ويتبين من المصادر والنصوص التاريخية ان هجرة أحمد بن موسى الى ايران لم تحصل بعد استشهاد الإمام الرضا (ع)، وأنه سمع باستشهاده عندما وصل الى ايران.
    لقد اشتهر أحمد بن موسى بين أهالي مدينة شيراز بـ:شاهجراغ (بالفارسي: شاهچراغ) ومعناه:ملك الضياء، لكن لا يوجد أي معلومة في الكتب المتقدمة حول هذا اللقب، وقد تم انتساب هذا اللقب إليه في القصص والكتب المتأخرة.
    وبما يختص تسمية أحمد بن موسى باسم "شاهجراغ"، يقال بأنه حتى مجيء الديالمة الى الحكم (في القرن الرابع للهجرة) لم يكن أحد يعرف شيئاً عن قبر احمدبن موسى (ع)، وكان القبر مغطى بكومة من الطين، وعلى أطرافه كانت توجد مساكن عديدة، ثم قيل لحاكم المدينة أن هناك فانوسا ذي نور باهر في أعلى كومة الطين، وهذا النور يبقى حتى الصبح، فقام الحاكم بالتشاور مع مشايخ وعلماء دين وأمر بالتغييب في ذلك المكان، وشوهدت فيه لوحة من الحجر مكتوب عليها "السيد احمد بن موسى الكاظم (ع)" ووجدوا جسم الأمير أحمد سالماً ويسطع منه النور، وهذه الرواية تُذكر، ولا يوجد لها دليل دقيق.
    وتجدر الإشارة الى أن احد الذين كتبوا القرآن بخطه هو وكانت النسخة موجودة لكنها غابت في السنين الاخيرة بسبب غارات اعداء اهل البيت على مراكز تراث الائمة. وقد كان السيد احمد ذراعاً نشطاً للقائد المحنك ابي السرايا وله دور كبير في مناصرته لنصرة المستضعفين والمضطهدين.
    دفن أحمد بن الإمام الكاظم في مدينة شيراز، وقبره بقي مخفياً لفترة طويلة من الزمن حتى في عهد الامير مقرب الدين مسعود بن بدر(623-658هـ) أكتشف قبره عن طريق العثور على خاتمه في قبره، المنقوش عليه "العزة لله احمد بن موسى بن جعفر" فعرفوه. فبنى عليه مقرب الدين بناءاً، ثم بنى عليه الأتابك أبو بكر بناء أرفع منه، ثم إن تاج خاتون ام السلطان ابي اسحق اينجو بنت عليه قبة رفيعة في سنة 745هـ. ثم توالت عليه الإضافات والبنايات بمرور الزمن، حتى وصل لشكله الحالي.
    يعد مرقد أحمد بن موسى المعروف بمسجد شاه چراغ من المعالم والعتبات المقدسة البارزة في إيران.

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X