تشريع فريضة الحج في 8 من شهر ذي القعدة وعلة وسبب تشريعه .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
لقد فرض الله سبحانه وتعالى الحج على كل مسلم قادر ومستطيع له ، فقال تعالى : ( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ) - 1 - وقال تعالى : ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ) - 2 -
*** سبب وعلة تشريع فريضة الحج :
روي عن الإمام علي (ع) أنه قال : ( وَفَرَضَ عَلَيْكُمْ حَجَّ بَيْتِهِ الَّذِي جَعَلَهُ قِبْلَةً لِلْأَنَامِ يَرِدُونَهُ وُرُودَ الْأَنْعَامِ وَ يَأْلَهُونَ إِلَيْهِ وُلُوهَ الْحَمَامِ جَعَلَهُ سُبْحَانَهُ عَلَامَةً لِتَوَاضُعِهِمْ لِعَظَمَتِهِ وَ إِذْعَانِهِمْ لِعِزَّتِه ) - 3 -
ما ورد عن السيد الزهراء (ع) من أنها قالت : ( فَجَعَلَ اللهُ الإيمانَ تَطْهيراً لَكُمْ مِنَ الشِّرْكِ ، ... والحَجَّ تَشْييداً لِلدّينِ ) - 4 -
وروي عن هشام بن الحكم قال : سألت أبا عبد الله (ع) فقلت له : ما العلة التي من أجلها كلف الله العباد الحج والطواف بالبيت ؟ فقال : ( إن الله خلق الخلق - إلى أن قال - وأمرهم بما يكون من أمر الطاعة في الدين ، ومصلحتهم من أمر دنياهم ، فجعل فيه الاجتماع من الشرق والغرب ليتعارفوا ، ولينزع كل قوم من التجارات من بلد إلى بلد ، ولينتفع بذلك المكاري والجمال ، ولتعرف آثار رسول الله (ص) وتعرف أخباره ، ويذكر ولا ينسى ، ولو كان كل قوم إنما يتكلون على بلادهم وما فيها هلكوا وخربت البلاد ، وسقطت الجلب والأرباح ، وعميت الاخبار ، ولم تقفوا على ذلك ، فذلك علة الحج ) - 5 -
ما ورد عن الإمام الرضا (ع) في حديث طويل ، قال : ( وعلة الحج : الوفادة إلى الله تعالى وطلب الزيادة والخروج من كل ما اقترف ، وليكون تائبا مما مضى مستأنفا لما يستقبل ، وما فيه من استخراج الأموال وتعب الأبدان وحظرها الشهوات واللذات والتقرب بالعبادة إلى الله عز وجل ، والخضوع والاستكانة والذل ، شاخصا إليه في الحر والبرد والامن والخوف ، دائبا في ذلك دائما ، وما في ذلك لجميع الخلق من المنافع والرغبة والرهبة إلى الله عز وجل ، ومنه ترك قساوة القلب وجسارة الأنفس ونسيان الذكر وانقطاع الرجاء والعمل وتجديد الحقوق وحظر النفس عن الفساد ومنفعة من في شرق الأرض وغربها ، ومن في البر والبحر ، ممن يحج وممن لا يحج ، من تاجر وجالب وبائع ومشتر وكاسب ومسكين ، وقضاء حوائج أهل الأطراف والمواضع الممكن لهم الاجتماع فيها كذلك ليشهدوا منافع لهم ) - 6 -
********************************
الهوامش :
1 - سورة البقرة ، الاية 197 .
2 - سورة آل عمران ، الاية 97 .
3 - نهج البلاغة ، الخطبة 1 *** وراجع الخطب 110 و 192 والحكمة 252.
4 - صحيفة الزهراء (ع) ، جمع الشيخ جواد القيومي ، ص 222 .
5 - علل الشرائع ، الشيخ الصدوق ، ج 2 ، ص 405 .
6 - عيون أخبار الرضا (ع) ، الشيخ الصدوق ، ج 1 ، ص 97 .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
لقد فرض الله سبحانه وتعالى الحج على كل مسلم قادر ومستطيع له ، فقال تعالى : ( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ) - 1 - وقال تعالى : ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ) - 2 -
*** سبب وعلة تشريع فريضة الحج :
روي عن الإمام علي (ع) أنه قال : ( وَفَرَضَ عَلَيْكُمْ حَجَّ بَيْتِهِ الَّذِي جَعَلَهُ قِبْلَةً لِلْأَنَامِ يَرِدُونَهُ وُرُودَ الْأَنْعَامِ وَ يَأْلَهُونَ إِلَيْهِ وُلُوهَ الْحَمَامِ جَعَلَهُ سُبْحَانَهُ عَلَامَةً لِتَوَاضُعِهِمْ لِعَظَمَتِهِ وَ إِذْعَانِهِمْ لِعِزَّتِه ) - 3 -
ما ورد عن السيد الزهراء (ع) من أنها قالت : ( فَجَعَلَ اللهُ الإيمانَ تَطْهيراً لَكُمْ مِنَ الشِّرْكِ ، ... والحَجَّ تَشْييداً لِلدّينِ ) - 4 -
وروي عن هشام بن الحكم قال : سألت أبا عبد الله (ع) فقلت له : ما العلة التي من أجلها كلف الله العباد الحج والطواف بالبيت ؟ فقال : ( إن الله خلق الخلق - إلى أن قال - وأمرهم بما يكون من أمر الطاعة في الدين ، ومصلحتهم من أمر دنياهم ، فجعل فيه الاجتماع من الشرق والغرب ليتعارفوا ، ولينزع كل قوم من التجارات من بلد إلى بلد ، ولينتفع بذلك المكاري والجمال ، ولتعرف آثار رسول الله (ص) وتعرف أخباره ، ويذكر ولا ينسى ، ولو كان كل قوم إنما يتكلون على بلادهم وما فيها هلكوا وخربت البلاد ، وسقطت الجلب والأرباح ، وعميت الاخبار ، ولم تقفوا على ذلك ، فذلك علة الحج ) - 5 -
ما ورد عن الإمام الرضا (ع) في حديث طويل ، قال : ( وعلة الحج : الوفادة إلى الله تعالى وطلب الزيادة والخروج من كل ما اقترف ، وليكون تائبا مما مضى مستأنفا لما يستقبل ، وما فيه من استخراج الأموال وتعب الأبدان وحظرها الشهوات واللذات والتقرب بالعبادة إلى الله عز وجل ، والخضوع والاستكانة والذل ، شاخصا إليه في الحر والبرد والامن والخوف ، دائبا في ذلك دائما ، وما في ذلك لجميع الخلق من المنافع والرغبة والرهبة إلى الله عز وجل ، ومنه ترك قساوة القلب وجسارة الأنفس ونسيان الذكر وانقطاع الرجاء والعمل وتجديد الحقوق وحظر النفس عن الفساد ومنفعة من في شرق الأرض وغربها ، ومن في البر والبحر ، ممن يحج وممن لا يحج ، من تاجر وجالب وبائع ومشتر وكاسب ومسكين ، وقضاء حوائج أهل الأطراف والمواضع الممكن لهم الاجتماع فيها كذلك ليشهدوا منافع لهم ) - 6 -
********************************
الهوامش :
1 - سورة البقرة ، الاية 197 .
2 - سورة آل عمران ، الاية 97 .
3 - نهج البلاغة ، الخطبة 1 *** وراجع الخطب 110 و 192 والحكمة 252.
4 - صحيفة الزهراء (ع) ، جمع الشيخ جواد القيومي ، ص 222 .
5 - علل الشرائع ، الشيخ الصدوق ، ج 2 ، ص 405 .
6 - عيون أخبار الرضا (ع) ، الشيخ الصدوق ، ج 1 ، ص 97 .
تعليق