إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عِلَاقَاتٌ مجْتَمَعيَّةٌ:23- عِلَاقَةُ ألأُسرَةِ مَعَ التَكسب بِالحَلالِ ِ:-

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عِلَاقَاتٌ مجْتَمَعيَّةٌ:23- عِلَاقَةُ ألأُسرَةِ مَعَ التَكسب بِالحَلالِ ِ:-

    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
    السَلآْم عَلْيُكّمٌ وٍرٍحَمُةّ الله وٍبُرٍكآتُهْ

    كُلُّنَا يَعرفُ أنَّ الأسرةَ يجبُ أنْ يكونَ لهَا دَّخلٌ شهريٌ أو إسبوعيٌ أو يوميٌ أو ماشابه ، تقتاتُ منهُ لكي تَستَطيعَ الإستمرارَ بالعيشِ في هذهِ الحياةِ ، فقدْ وردَعن الحسنِ بنِ عليّ بن أبي حمزة، عن أبيه، قال: رأيتُ أبا الحسنِ (عَلَيهِ السَّلام) يعمل في أرضٍ له وقد استنقعت قدماه في العرَق، فقلت: جُعلت فداك، أين الرّجال؟ فقال (عَلَيهِ السَّلام): (يا عَليُّ، قَد عَملَ بِاليدِ مَن هُو خيرٌ مِنّي في أِرضِهِ، ومِن أبي، فقلت: ومن هو؟ فقال: رَسولُ اللهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) وأَميرُ المؤمِنينَ (عَلَيهِ السَّلام)، وآبائي كُلُّهُم كانوا قَد عَملُوا بأَيدِيهِم، وهُو مِن عَملِ النَّبييِّنَ والْمُرسَلينَ والأوصياءُ والصّالِحينَ)، الكافي، ج5، ص75-76، وأيضًا تستطيعَ أن تمارسَ دورها في رفدِ المجتمعِ بالطاقاتِ البناءةِ المتَمثلةِ بالأبناءِ ، وبحسبِ الإختصاصِ الّذي يختصُّ بهِ الأبُ أو حتَّى الأمِّ كالتعليمِ مثلاً أو المهنِ المتعدَّدةِ وهذا أمرٌ مُباحٌ شرعاً وعقلاً ، ولكن على صاحبِ الوظيفةِ أو المهنَةِ أ، ينتبهَ الى موضوعٍ مهمٍ جداً ألا وهو التَّكسبُ من الحلالِ ويحرصُ أن لا يدخلَ بيتهُ وجوف العائلةِ مالٌ حرامٌ ، وهذا التَّكسبُ يكون من خلالِ رعايَّةِ الضَّوابطِ الشَّرعيَّةِ للتكسبِ كي يكونَ حلالاً خالصاً ، فقد رُوي أنّ رجلاً قال لرسولِ الله (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): يا رسول الله، أُحبّ أن يُستجاب دعائي. فقال (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): ( طَهِّر مَأكَلتَكَ ولا تُدخِل بَطنَكَ الحرامَ )، وسائل الشيعة، ج7، ص145، وهو منَ العواملِ الأساسيَّةِ في حُسنِ تدبيرِ المعيشةِ ، فالكسبُ الحلالُ أو الدَّخلُ هو عبارةٌ عنْ ما يدخلُ الى رصيدِ الفردِ من المالِ وغيرهِ سواءٌ كانَ ربُّ الأسرةِ أو فردٌ منْ أفرادِهَا ، وأحياناً يسمى ربحٌ وأخرى أجرٌ وأخرى راتبٌ وأخرى معاشٌ وما شابهَ منَ المُسَمَياتِ ، ويتحصلُ منْ خلالِ وظيفتِهِ أو إنتاجهِ أو تجارتهِ ....الخ ، وحُدَّدتْ مصادرُ الدَّخلِ من خلالِ ما رويَ عنِ الإمامِ عليِّ (عَلَيهِ السَّلام) في خمسةِ محاورَ فقال (عَلَيهِ السَّلام) : ( أَنَّ مَعَايِشَ اَلْخَلْقِ خَمْسَةٌ اَلْإِمَارَةُ وَ اَلْعِمَارَةُ وَ اَلتِّجَارَةُ وَ اَلْإِجَارَةُ وَ اَلصَّدَقَاتُ إِلَى أَنْ قَالَ: وَ أَمَّا وَجْهُ اَلْعِمَارَةِ فَقَوْلُهُ تَعَالَى هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ اَلْأَرْضِ وَ اِسْتَعْمَرَكُمْ فِيهٰا ، فَأَعْلَمَنَا سُبْحَانَهُ أَنَّهُ قَدْ أَمَرَهُمْ بِالْعِمَارَةِ لِيَكُونَ ذَلِكَ سَبَباً لِمَعَايِشِهِمْ بِمَا يَخْرُجُ مِنَ اَلْأَرْضِ مِنَ اَلْحَبِّ وَ اَلثَّمَرَاتِ وَ مَا شَاكَلَ ذَلِكَ مِمَّا جَعَلَهُ اَللَّهُ مَعَايِشَ لِلْخَلْقِ ) ، وسائل الشيعة، ج19، ص35، وهذا يعني أنَّ هُناكَ عِدَّةَ مصادرَ ممكن للإنسانِ أنْ يتحصَلَ من خلالها على دخلٍ ثابتٍ يقتاتُ بهِ هو وعيالِهِ ، وقوانينُ الشَّريعةِ الإسلاميَّةِ أقرَّتْ حقَّ الإنسانِ في طلبِ متاعِهِ ، والسَّعي في في كسبِهِ ، ومنَحَتهُ الحريَّةَ الكاملةَ في إختيارِ طريقِ التَّكسبِ ، فيقدرُ أنْ يعملَ في الدَّولةِ ومناصِبِها ويقدرُ أنْ يعملَ في مجالِ العمارَةِ منْ بناءٍ كبنَّاءٍ أو عاملَ بناءٍ أو مُهندسٍ أو مصممَ أبنيَّةٍ وبيوتٍ أو يعملَ في التَّجارةِ بكُلِّ أنواعِهَا ، أو في الزراعَةِ كمُزارعٍ أو صاحبِ بستانٍ أو حتَّى بائعٍ للثمارِ والخضرواتِ ، وهذهِ الأعمالُ لهَا متفرعاتٌ كثيرةٌ وإختصاصاتٍ ومهنٍ مُتعدِّدةٍ للإنسانِ أن يمتَهِنَهَا أو يتخصصُ في الكثيرِ منهَا ، فيتكسبُ النَّاسُ منْ هذهِ الأعمالِ باعتبارهَا مصادرَ ويكونُ لهَا دخلٌ إما حلالٌ وإما حرامٌ ، فدخلُ الحلالِ يقولُ عنْهُ الرسولُ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): ( طُوبَى لِمَن اكتَسَبَ مِن المؤمِنينَ مالاً مِن غَيرِ مَعصِيَةٍ )، الكافي، الشيخ الكليني، ج5، ص78.
    أما الكسبُ الّذي يكونَ منْ حرامٍ فدخلُهُ منَ الأموالِ والأغراضِ هو حرامٌ وقدْ نهى دينُنَا الحنيفِ عنْ أمثالِ هذا التَّكسُبِ بشكلٍ شديدٍ ، لقولِهِ تعالَى : ﴿إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّـَٔاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا﴾، سُورَةُ النِّساءِ، الآية 31، وقدْ رُويَ عنِ الإمامِ جعفرِ الصّادقِ (عَلَيهِ السَّلام): (وأمّا وُجوهُ الحرامِ، مِن البيعِ والشِّراءِ، فكُلُّ أمرٍ يكونُ فيه الفسادُ مِمّا هو مَنهيٌّ عَنهُ، مِن جِهةِ أكلِهِ، وشُربِهِ، أو كِسبِهِ، أو نِكاحِهِ، أو مُلكِهِ، أو إمساكِهِ، أو هِبَتِهِ، أو عاريَتِهِ، أو شَيءٌ يَكونُ فيهِ وَجهٌ من وُجوهِ الفَسادِ كبائر الذّنوب ، عبد الحسين دستغيب، ج1، ص384-385.
    وأيضًا على الأُسرةِ أنْ تجتَنِبَ عنْ أمرينِ نهى عنهمَا الباري جلَّ جلاله وهما:-
    أولاً: وجوبُ إجتنابُ الإسرافِ: السّرفُ هو تجاوزُ الحدِّ في كُلِّ فَعلٍ يَفعَلَهُ الإنسانُ، وإنْ كانَ ذلكَ في الإنفاقِ أشهرُ لقولِهِ تعالَى في كتابهِ الكريمِ : ﴿وَالّذين إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يُقَتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَوامً﴾، سورة الفرقان، الآية 67، ولقولهِ تعالَى: ﴿وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ،سُورَةُ يُونُس، الآية 83.
    ثانياً: وجوبُ إجتنابُ التّبذيرِ: التّبذيرُ: هو التّفريقُ، وأصلُهُ إلقاءُ البذرِ وطرحِهِ، فاستُعيرَ لكلِّ مُضيِّعٍ لمالِهِ، فتبذيرُ البَذرِ: تضييعٌ في الظّاهرِ لمنْ لمْ يعرفَ مآلَ ما يُلقيِهِ، والتّبذيرُ يخصُّ الحالاتِ الّتي يصرفُ فيها الإِنسانُ أموالَهُ بشكلٍ غيرِ منطقيٍّ وفاسدٍ ، ولذلك قالَ المولى عَزَّ و جَلَّ في الكتاب الحميدِ : ﴿إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورً﴾، سُورَةُ الإسراءِ، الآية 27.

    آثارُ الكَسبِ الحَلالِ:-
    بركاتٌ كثيرةٌ ينعَمُ بهَا الإنسانُ منْ وراءِ لمالِ الحلالِ ، وهناكَ آثارٌ ذُكِرَت في الرَّواياتِ الواردَةِ عنْ أهلِ البيتِ عليهم السلام، ونشيرُ إلَى بعضِهِا:-
    ***الرحمةُ الواسعةُ منَ اللهِ:
    قالَ رسولُ اللهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): ( مَن أكَلَ مِن كَدِّ يَدِهِ، نَظَرَ اللهُ إليهِ بالرَّحمةِ، ثُمَّ لا يُعَذِّبهُ أبَداً مستدرك الوسائل، ج13، ص 24.
    ***يُرزَقُ ثواب المجاهد في سبيل الله تعالى:
    قال الإمام موسى الكاظم (عَلَيهِ السَّلام): ( مَن طَلَبَ هذا الرِّزقَ مِن حِلَّهِ، ليعُودَ بِهِ عَلَى نفسِهِ وعيالِهِ، كانَ كالمجاهِدِ فِي سَبيلِ اللهِالكافي، الشيخ الكليني، ج5، ص 93.
    ***نورٌ في قلبِ الإنسانِ منَ اللهِ تعالَى:
    قال رسول الله (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): ( مَن أكَلَ الحلالَ أربعينَ يوماً، نَوَّرَ اللهُ قلبَهُ الحلّي، عدّة الداعي ونجاح المساعي، ص 140.
    ***يُعين الإنسان على عبور الصراط بيسرٍ:
    قال رسول الله (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): ( مَن أكَلَ مِن كَدِّ يدِهِ، مَرَّ عَلَى الصِّراطِ كالبَرقِ الخاطِفِ مستدرك الوسائل، ج13، ص 23.
    ***بسبب الكسبِ الحلالِ تُفتحُ لهُ أبوابَ الجَنّةِ:
    قال رسول الله (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): ( مَن أكَلَ مِن كَدِّ يَدِهِ حلال، فُتِحَ لَهُ أبوابُ الجنَّةِ، يدخُلُ مِن أيِّها شاءَ ) ،مستدرك الوسائل، ج13، ص 24.


  • #2

    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا

    تعليق


    • #3
      رحم الله والديك ولكم الفضل والشكر

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X