تويت
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
السَلآْم عَلْيُكّمٌ وٍرٍحَمُةّ الله وٍبُرٍكآتُهْ
اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
السَلآْم عَلْيُكّمٌ وٍرٍحَمُةّ الله وٍبُرٍكآتُهْ
الدِّينُ الإسلاميُ دينُ الكمالِ الّذي يُحفزُ أتباعهَ على سلوكِ طريقِ النَّظافةِ ومسألةُ النَّظافةُ موافقةٌ للفطرةِ السَّليمَةِ ، لذلكَ أولاها الإسلامُ إهتمامَا خاصاً وهذا واضحٌ منْ خلالِ الأحاديثِ الشَّريفةِ الّتي جعلت النَّظافةَ منَ الأمورِ الّتي بُنِىَّ عليهَا الأسلامُ ، وعلى هذا الأساسُ علينا أنْ نعلمَ بأنَّ الدِّينَ الإسلاميَ العظيمَ أراد للإنسانِ المؤمنِ أن يكون متميزاً بالمَظهرِ الخارجي لكي يعطي إنطباعاً بمظهرهِ الخارجي مُلفَتاً للنظرَ وهو أنَّ الإسلامَ يهتمُ شديد الإهتمامِ بالحياةِ الفرديَّةِ الدُّونيَّةِ الّتي تُسببِها القَّذارةُ الخارجيَّةِ ، لأنَّنَا في مُجتمعاتٍ قدْ قطعتِ الأشواطَ الكثيرَةِ نحو الرُّقي والكمالُ الظاهري فنَجدُ الشَّوارعَ النَّظيفةِ والساحاتَ العامَّةِ المُرَتَبةِ والمُنَسَقَةِ والأبنيَّةِ الحديثَةِ والحدائِقِ الجميلَةِ والبيوتِ المُزيَّنَةِ بخضارٍ دائمٍ والثيابِ المُرَتَبَةِ والأنظمَةِ الخادمَةِ للبشريَّةِ ....الخ !!! وهذا كُلُّهُ ما أرادَهُ الإسلامُ للمسلمينَ ، ولكنْ في مجتَمَعاتنَا نجدُ عكسَ ذلكَ فالأوساخُ تَملأُ الشَّوارعَ والبِناءُ أكثَرهُ عشوائي ، وتدخلُ الى دوائرِ الدَّولةِ فتجِدُ الروائحَ الكريهةِ والأوساخَ تملأُ الممراتَ وهكذا.... ؟؟؟وهذا يَتَوضَّحُ منْ قولِ رسولِ اللهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): ( إنَّ اللهَ يُبْغِضُ الرَّجُلَ القاذورةَ، فقيلَ وما القاذورةُ يا رسولَ اللهِ: قالَ: الّذي يَتوقَّفُ (يَتَأَنَّفُ) بِهِ جَليسُهُ )، مستدرك الوسائل الميرزا النوري، ج3، ص 236. فما الحلُّ لمثلِ هذهِ الأمورُ السَّلبيَّةِ القَّبيحَةُ ، طبعاً الحلُ يبدأُ منَ الفردِ نفسَهُ ، فالمُسلمُ يجبُ أنْ يكونَ نظيفٌ ، قالَ رسولُ اللهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): ( إنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ يُحِبُّ الطِّيبَ، نَظيفٌ يُحِبُّ النِّظافَةَ )، ميزانُ الحكمةِ، ح 20314.
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيهِ السَّلام): ( تَنَظّفوا بالماءِ مِن النَّتنِ الرِّيحِ الّذي يُتأذّى بِهِ ، تَعَهَّدوا أنفُسَكُم ؛ فإنّ اللّه َ عَزَّ و جلَّ يُبغِضُ مِن عِبادِهِ القاذُورَةَ الّذي يَتأنَّفُ بهِ مَن جَلَسَ إلَيهِ)، بحارُ الانوارِ ج 73 ص 84. عنه (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): ( تنظّفوا بكل ما استطعتم، فإن الله تعالى بنى الإسلام على النـظافة ولن يدخل الجنـّة إلَّا كلُّ نظيف)، ميزانُ الحكمةِ مُحمدي الريشهري، ج4، ص3303.
والمؤمنُ في داخلِ الأُسرةِ لكي يَنشُرُ ثقافَةَ الإسلامِ النَّظيفِ داخلَ أُسرَتِهِ بَلْ ومُجتَمَعهِ عليهِ أنْ يبدأ بنفسهِ ، فقدْ وردَ من حكم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلام) ( مَنْ لَمْ يُصْلِحْ نَفْسَهُ لَمْ يُصْلِحْ غَيْرَهُ )، عیون الحکم و المواعظ، ج۱، ص6۲۷.
وعليهِ أنْ يتمظهر بالمَظهرِ اللائقِ ، لأنَّ الزِّينةَ للمؤمنِ نعمةٌ منَ اللهِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيهِ السَّلام) قَالَ: ( إِذَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى عَبْدِهِ بِنِعْمَةٍ فَظَهَرَتْ عَلَيْهِ سُمِّيَ حَبِيبَ اللَّهِ مُحَدِّثاً بِنِعْمَةِ اللَّهِ وَ إِذَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ بِنِعْمَةٍ فَلَمْ تَظْهَرْ عَلَيْهِ سُمِّيَ بَغِيضَ اللَّهِ مُكَذِّباً بِنِعْمَةِ اللَّهِ )، الكافي، الشيخ الكليني، ج6، ص439، ومنها أنَّ الله عَزَّ و جَلَّ أمرَ المُسلمينَ بإظهارِ زينتهمُ الظَّاهريَّةِ والباطنيَّةِ عند كُلِّ مسجدٍ وهو أعمُ سواءٌ كانَ المسجدُ الّذي تُقامُ فيهِ صلواتِ الجماعةِ أو محلِ السجودِ في البيتِ أو في العملِ أو في كُلِّ مكانٍ يسجدُ فيهِ فقالَ تعالى في كتابهِ المجيدِ : { يَٰبَنِىٓ ءَادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍۢ وَكُلُواْ وَٱشْرَبُواْ وَلَا تُسْرِفُوٓاْ ۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلْمُسْرِفِينَ }، سُورَةُ الأعرافِ ، الآية 31،
وهناكَ مصاديق لنظافة وزينة الإنسانِ في أُسرتهِ ومُجتَمعهِ عديدةٌ منها:-
1- الإهتمامُ بلباسهِ ،عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلام) أنّه قال: (قال أمير المؤمنين عليه السلام: النَّظيفُ مِنَ الثِّيابِ يُذهِبُ الهَمَّ و الحُزنَ وهُو طَهورٌ للصَّلاةِ )، الكافي، ج6، ص444.
2- لبسُ القطنُ والأبيض ، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلام) أنّه قال: قال رسول الله (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): (اَلْبِسُوا الْبَياضَ فَاِنَّهُ اَطيَبُ وَ اَطْهَرُ وكفّنوا فيه موتاكم ) ، الكافي ج6 ص445.
3- صورةُ المؤمنِ جميلةٌ ، عن الإمام عليّ (عَلَيهِ السَّلام): (حُسْنُ وَجْهِ الْمُؤْمِنِ مِنْ حُسْنِ عِنَايَةِ اللَّهِ بِهِ )، ميزان الحكمة، الريشهريّ، ج1، ص415.
4- شعرُ المؤمن مرتبٌ وليس كثٌّ أو شعثٌ ، عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلام) أنّه قال:
قال رسول الله (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): ( من اتّخذ شَعراً فيحسن ولايته أو ليجزّه )، الكافي ج6 ص485.
5- المؤمنُ يتجملُ لإخوانهِ المؤمنينَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيهِ السَّلام) قَالَ:
( قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيهِ السَّلام) لِيَتَزَيَّنْ أَحَدُكُمْ لِأَخِيهِ الْمُسْلِمِ- كَمَا يَتَزَيَّنُ لِلْغَرِيبِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يَرَاهُ فِي أَحْسَنِ الْهَيْئَةِ )،الكافي، ج6، ص440.
6- المؤمنُ يتطيبُ ، عن الإمامُ الصّادقُ (عَلَيهِ السَّلام): ( كانَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله يُنفِقُ في الطِّيبِ أكثَرَ مِمّا يُنفِقُ في الطَّعامِ )، الكافي، ج6، ص512.
عن الإمام الرضا(عَلَيهِ السَّلام): (كانَ يُعرَفُ مَوضِعُ سُجودِ أبي عَبد ِاللهِ(عَلَيهِ السَّلام) بِطيبِ ريحِهِ)، الكافي، ج6، ص511.
7- المؤمنُ يتمشطُ ويُضافُ إليهِ أنَّهُ لابدَّ أنْ يكونَ منْ جلوسٍ لإنَّهُ يزيدُ في الرزقَ ،
عن أبي الحسن (عَلَيهِ السَّلام) أنّه قال: ( اَلْمَشْطُ لِلرَّأْسِ يَذْهَبُ بِالْوَبَاءِ ، وَ كَانَ لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ مُشْطٌ فِي اَلْمَسْجِدِ يَتَمَشَّطُ بِهِ إِذَا فَرَغَ مِنْ صَلاَتِهِ )، الكافي، ج6 ص488.
8- المؤمنُ لا يُطولُ الِاربَ واللحية عنْ الحد الّذي تحدثت عنهُ الرَّواياتِ الشَّريفةِ ،
عَنْ عَلِيٍّ (عَلَيهِ السَّلام) قَالَ: ( قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لاَ يُطَوِّلَنَّ أَحَدُكُمْ شَارِبَهُ وَ لاَ عَانَتَهُ وَ لاَ شَعْرَ جَنَاحِهِ فَإِنَّ اَلشَّيْطَانَ يَتَّخِذُهَا مَخَابِئَ يَسْتَتِرُ بِهَا )، الكافي، ج6 ص485.
عن أبي عبد الله (عَلَيهِ السَّلام) أنّه قال: ( عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ: مَرَّ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ رَجُلٌ طَوِيلُ اَللِّحْيَةِ فَقَالَ مَا كَانَ عَلَى هَذَا لَوْ هَيَّأَ مِنْ لِحْيَتِهِ فَبَلَغَ ذَلِكَ اَلرَّجُلَ فَهَيَّأَ لِحْيَتَهُ بَيْنَ اَللِّحْيَتَيْنِ ثُمَّ دَخَلَ عَلَى اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَلَمَّا رَآهُ قَالَ هَكَذَا فَافْعَلُوا )، الكافي، ج6 ص487.
9- يأخذُ شعرَ الأنفِ ، رُوِيَ عَنِ اَلصَّادِقِ (عَلَيهِ السَّلام): ( أَنَّ أَخْذَ اَلشَّعْرِ مِنَ اَلْأَنْفِ يُحَسِّنُ اَلْوَجْهَ )، الكافي، ج6 ص488.
10- يستعملُ السِّواكَ وهو إما بشجرِ الآراكِ أو بفرشاةِ الأسنانِ مع المعاجينِ المختصة ،عَنْ مِهْزَمٍ اَلْأَسَدِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيهِ السَّلام)يَقُولُ: ( فِي اَلسِّوَاكِ عَشْرُ خِصَالٍ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ وَمَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ وَ مَفْرَحَةٌ لِلْمَلاَئِكَةِ وَهُوَ مِنَ اَلسُّنَّةِ وَيَشُدُّ اَللِّثَةَ وَ يَجْلُو اَلْبَصَرَ وَ يَذْهَبُ بِالْبَلْغَمِ وَ يَذْهَبُ بِالْحَفْرِ وَ يُبَيِّضُ اَلْأَسْنَانَ وَ يُشَهِّي اَلطَّعَامَ )، الكافي، ج6ص495.
قَالَ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): ( تَخَلَّلُوا فَإِنَّهُ مِنَ النَّظَافَةِ وَ النَّظَافَةُ مِنَ الْإِيمَانِ وَ الْإِيمَانُ مَعَ صَاحِبِهِ فِي الْجَنَّةِ )، بحار الأنوار، ج95، ص291.
11- يتختم باليمينِ ،عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيهِ السَّلام) قَالَ: ( قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : تَخَتَّمُوا بِالْعَقِيقِ فَإِنَّهُ مُبَارَكٌ، وَ مَنْ تَخَتَّمَ بِالْعَقِيقِ يُوشِكُ أَنْ يُقْضَى لَهُ بِالْحُسْنَى )، الكافي ج6 ص470.)
نظافة البيوتِ:-
1- تنظيفها من الأتربة والغبار والأوساخ ،عَنِ السَّكُونِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيهِ السَّلام) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): ( مَنِ اتَّخَذَ ثَوبا فلْيُنَظِّفْهُ )، ج6 ص441.
2- يستحبُ كنس البيوتِ ، ففي الرواية عن الإمام الباقر (عَلَيهِ السَّلام): ( كَنْسُ الْبَيْتِ يَنْفِي الْفَقْرَ )، الکافی ج 6 ص 531.
3- إزالةُ بيوت ونسيج العنكبوتِ ، ففي الحديث قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيهِ السَّلام) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): ( بَيتُ الشَّياطينِ مِن بُيوتِكُم بَيتُ العَنكَبوتِ )، الکافی ج6 ص532.
4- رفعُ القمامةَ منَ البيتِ ، ورد عن الرسول الأكرم (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): ( لا تُبَيِّتوا القُمامَةَ في بُيوتِكُم وأخرِجوها نَهارا؛ فإنّها مَقعَدُ الشَّيطانِ)، ميزان الحكمة محمدي الريشهري، ج4، ص3302.
*** لباس الشهرة: وهو اللباسُ الّذي يجعلُ الإنسانَ في مقامِ الإستهزاءِ ، ورد عن رسول الله(صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): ( منْ لبِسَ لباسَ شُهرةٍ في الدّنيا ألبسَهُ الله ثيابَ الذُّلِّ يومَ القيامةِ )، بحار الأنوار، ج67، ص316. وأيضاً لبسُ الرجلُ لباسَ المرأةِ وبالعكس،
فقد ورد عن رسول الله(صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): ( لَعَنَ الله... والمُتَشَبِّهينَ مِنَ الرّجالِ بالنساءِ والمتشبِّهات منَ النساءِ بالرّجالِ )، وسائل الشيعة، ج17، ص284.
تعليق