إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كيف تحصل الروح على الطمأنينة والاستقرار النفسي؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف تحصل الروح على الطمأنينة والاستقرار النفسي؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد

    الروح تحتاج إلى الطمأنينة والثقة والرضى، وراحة الضمير والوجدان، والماديات بمحدوديتها وتقلباتها ونقائصها ومنغصاتها، لا توفر للإنسان السعادة والاطمئنان والاستقرار الروحي.

    فلا بدّ أن تتصل روح الإنسان بما فوق المادة، بالقوة المطلقة، التي لا حد لها، والتي إليها مرجع الأمور.

    صحيح أن الإنسان يمتلك شيئاً من القدرة والقوة، خاصة في هذا العصر، حيث تطورت إمكانات البشر، وتقدمت قدراتهم العلمية والتكنولوجية، لكن الإنسان يدرك أن حياته وقدراته وقواه ليست ذاتية، فهو جاء إلى الحياة بغير قرار منه، ويخرج منها دون اختياره، وفي أي لحظة من اللحظات، حيث لا يستطيع التحكم في توقيتها.

    ويدرك الإنسان بفضل تقدمه العلمي الآن، مدى محدوديته وضآلته، قياساً إلى هذا الكون الفسيح الذي يعيش في رحابه، فالكرة الأرضية التي يحيا على سطحها يمتد عمرها إلى ما قبل 4.5 بليون سنة، وهي على ضخامتها مجرد كوكب يدور حول الشمس، مع تسعة كواكب أخرى، تكوّن مجموعة شمسية، وهذه الشمس يبلغ حجمها 1.300.000 مرة قدر حجم الأرض، وهي نجم واحد بين البلايين من النجوم، تتكون منها مجرة تدعى درب التبّانة، ويقدر عمرها بما يتراوح بين 10 و15 بليون سنة، وهذه المجرة واحدة من بلايين المجرات التي تسبح في محيط الكون!!

    وكما يقول أحد العلماء: لو أردنا أن نشبّه الكون لقلنا: إنه يشبه المحيط الكبير، وكل مجرة من المجرات هي جزيرة في ذلك المحيط الكبير، وكل مجموعة شمسية في كل مجرة، تشبه قطعة أرض في تلك الجزيرة، وأرضنا التي نعيش عليها بمقدار نملة في قطعة أرض، ضمن جزيرة من بلايين الجزر، في ذلك المحيط الكبير!! فما هو إذن حجم الإنسان قياساً إلى هذا الكون العظيم؟

    إنه يشعر بضعفه وعجزه، مع كل ما أنجز وحقق من تقدم علمي، ومكاسب تكنولوجية، ويظهر ذلك جلياً حينما تعصف به الكوارث الطبيعية، كالزلازل والبراكين، والفيضانات والأعاصير.. وهو يفقد السيطرة حتى على جسمه ومشاعر نفسه، فبينما هو في قمة الصحة والنشاط، تغزوه العلل والأمراض، وتدركه الشيخوخة والهرم، وحين يصبح في غاية السرور والبهجة، فقد تصيبه الكآبة والحزن، وهكذا يتقلب بين الحالات المختلفة، لا يستطيع أن يحتفظ لنفسه بحالة معينة، ولا أن يدفع عنها أخرى.

    هذا الشعور العميق بالمحدودية والضعف، والإحساس الكبير بالضآلة والعجز، يدفع الإنسان إلى البحث عن مصدر القوة والقدرة، وعن الجهة المهيمنة على الكون والحياة، لتطمئن نفسه بالارتباط بها، وليسكن قلبه، وتستقر مشاعره، بالاقتراب منها.

    الايمان بالله وبتعاليم الدين الاسلامي يقدم للإنسان الإجابة عن تساؤلاته الحائرة، حول وجوده ومصيره، ويشق له طريق التواصل والتعاطي مع خالق الكون والحياة.
    الايمان يمنح الإنسان طمأنينة الروح واستقرار النفس وثراء العاطفة ومكارم الأخلاق.ويجعل لحياته لذة وحيوية ونشاط ويشعر بأن عنده انشراح في صدره وتفاؤل في مواجهة مطبات ومتطلبات الحياة .
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X