بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
من المبادئ التي وضعها الإسلام في شأن العبادة: أنّ أساس القبول لأي عبادة هو إخلاص القلوب لله تعالى. فإنّ حقيقة العبادة ليست شكلاً يتعلق بالمظهر، ولا رسماً يتصل بالجسد. ولكنها سر يتعلق بالقلب، وإخلاص ينبع من الروح، فإذا لم يصدق قلب المسلم في عبادته. ولم يخلص لله في طاعته، وأدّاها رسوماً خالية من الروح. كما ينطق الأبله بالألفاظ الخالية من المعنى. فهناك يردها الله عليه، كما يرد الصيرفي النقاد الدراهم الزائفة. قال تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ) (البينة/ 5)، (إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ) (الزمر/ 2)، (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ) (الزمر/ 11)، (قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي) (الزمر/ 14).
وقد افترى بعض المبشرين والمستشرقين على الإسلام، فزعموا أنّه لا يعنى إلا بالراسم والأشكال في العبادات، ولا يعني بالقلب والنية والضمير، ورد هذه الفردية عليهم مستشرقون آخرون لم يسلم الإسلام منهم أيضاً.. بيد أنهم لم يسيغوا هذا الكذب الوقاح والجهل الصراح.
وقال جولد زيهر في كتابه عن "العقيدة والشريعة في الإسلام":
"مما لا شك فيه أنّ الإسلام شريعة، فهو يخضع المؤمنين به لأعمال شعائرية. ومع ذلك.. فإنّ معين التعاليم الإسلامية الأولى – وهو القرآن يعتبر صراحة: أنّ الأعمال بالنيات، ويعد النية معياراً للقيمة الدينية: ويرى أنّه إذا لم تقترن دقة احترام الشريعة بأعمال رحمة وخير كانت قليلة القيمة".
(لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) (البقرة/ 177).
"وفيما يتعلق بشعائر الحج التي نظمها، من بين تقاليد الوثنية العربية استناداً إلى كلمة الله: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ) (الحج/ 34)، جعل محمّد أهمية كبرى لنية التقوى التي يجب أن تصحب هذه الشعيرة حين يقول: (لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ) (الحج/ 37).
والجزاء الأكبر للإخلاص – كما في سورة غافر – (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) (غافر/ 14)، و – للقلب السليم – كما في شورة الشعراء: (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) (الشعراء/ 88-89).
فهذه هي وجهة النظر التي تسود في تقدير الفضل الديني للمؤمنين.
"وهذا الإقناع قد نما فيما بعد بفضل التعاليم المستخلصة من السنة، والتي ما لبثت أن شملت جميع نواحي الحياة الدينية، وبفضل نظرية النية والقصد والروح التي تلهم الأعمال، والتي اتُخذت معياراً لقيمة العمل الديني، فمجرد ظل لباعث من بواعث الأثرة أو الرياء يُجرِّد كلّ عمل طيب من قيمته".
فالقلب هو الأساس في الإسلام، وهو موضع نظر الله تعالى، ومحل عنايته، وهو مستند القبول والفلاح في الآخرة. وفي هذا يقول الرسول (ص): "إنّ الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم.. ولكن ينظر إلى قلوبكم". "ألا إنّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كلّه، وإذا فسدت فسد الجسد كلّه ألا وهي القلب". ويقول القرآن: (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ * هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ * ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ) (ق/ 31-34).
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
من المبادئ التي وضعها الإسلام في شأن العبادة: أنّ أساس القبول لأي عبادة هو إخلاص القلوب لله تعالى. فإنّ حقيقة العبادة ليست شكلاً يتعلق بالمظهر، ولا رسماً يتصل بالجسد. ولكنها سر يتعلق بالقلب، وإخلاص ينبع من الروح، فإذا لم يصدق قلب المسلم في عبادته. ولم يخلص لله في طاعته، وأدّاها رسوماً خالية من الروح. كما ينطق الأبله بالألفاظ الخالية من المعنى. فهناك يردها الله عليه، كما يرد الصيرفي النقاد الدراهم الزائفة. قال تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ) (البينة/ 5)، (إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ) (الزمر/ 2)، (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ) (الزمر/ 11)، (قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي) (الزمر/ 14).
وقد افترى بعض المبشرين والمستشرقين على الإسلام، فزعموا أنّه لا يعنى إلا بالراسم والأشكال في العبادات، ولا يعني بالقلب والنية والضمير، ورد هذه الفردية عليهم مستشرقون آخرون لم يسلم الإسلام منهم أيضاً.. بيد أنهم لم يسيغوا هذا الكذب الوقاح والجهل الصراح.
وقال جولد زيهر في كتابه عن "العقيدة والشريعة في الإسلام":
"مما لا شك فيه أنّ الإسلام شريعة، فهو يخضع المؤمنين به لأعمال شعائرية. ومع ذلك.. فإنّ معين التعاليم الإسلامية الأولى – وهو القرآن يعتبر صراحة: أنّ الأعمال بالنيات، ويعد النية معياراً للقيمة الدينية: ويرى أنّه إذا لم تقترن دقة احترام الشريعة بأعمال رحمة وخير كانت قليلة القيمة".
(لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) (البقرة/ 177).
"وفيما يتعلق بشعائر الحج التي نظمها، من بين تقاليد الوثنية العربية استناداً إلى كلمة الله: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ) (الحج/ 34)، جعل محمّد أهمية كبرى لنية التقوى التي يجب أن تصحب هذه الشعيرة حين يقول: (لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ) (الحج/ 37).
والجزاء الأكبر للإخلاص – كما في سورة غافر – (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) (غافر/ 14)، و – للقلب السليم – كما في شورة الشعراء: (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) (الشعراء/ 88-89).
فهذه هي وجهة النظر التي تسود في تقدير الفضل الديني للمؤمنين.
"وهذا الإقناع قد نما فيما بعد بفضل التعاليم المستخلصة من السنة، والتي ما لبثت أن شملت جميع نواحي الحياة الدينية، وبفضل نظرية النية والقصد والروح التي تلهم الأعمال، والتي اتُخذت معياراً لقيمة العمل الديني، فمجرد ظل لباعث من بواعث الأثرة أو الرياء يُجرِّد كلّ عمل طيب من قيمته".
فالقلب هو الأساس في الإسلام، وهو موضع نظر الله تعالى، ومحل عنايته، وهو مستند القبول والفلاح في الآخرة. وفي هذا يقول الرسول (ص): "إنّ الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم.. ولكن ينظر إلى قلوبكم". "ألا إنّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كلّه، وإذا فسدت فسد الجسد كلّه ألا وهي القلب". ويقول القرآن: (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ * هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ * ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ) (ق/ 31-34).
تعليق