بسم الله الرحمن الرحيم
قال الإمام علی(علیه السلام):
- «من نصب نفسه للناس إماماً فعلیه أن یبدأ بتعلیم نفسه قبل تعلیم غیره، ولیكن تأدیبه بسیرته قبل تأدیبه بلسانه».(1)
الشرح والتفسیر:
إنّ الأفراد الذین یتصدون للزعامة والقیادة والادارة سواء فی منظومة كبیرة كالدولة أو صغیرة كالأسرة
- فإنّهم یرغبون بأن یصغی إلیهم من دونهم ویمتشل أوامرهم.
- وقد وردت عدّة أبحاث فی علوم النفس والتحقیق بشأن التسلل الى الآخرین; إلاّ أن لأغلبها بعد متضع.
- لكننا نرى أطروحات رائعة فی التعالیم الإسلامیة بهذا الخصوص تنسجم مع طبیعة الإنسان وفطرته.
- والروایة المذكورة تشیر إلى هذا المطلب; فقد كان معنى كلامه(علیه السلام) فی القسم الأول من الروایة:
«علِّم نفسك قبل تعلیم الآخرین»
- أی إبدأ بتهذیب نفسك لتوفق فی التغییر، فالطبیب المریض الذی لا یعالج نفسه سوف لن یوفق إن بادر لعلاج الآخرین
- ویصبح مصداقاً للمثل المعروف «طبیب یداوی الناس وهو علیل».(2) ثم كان معنى كلامه (علیه السلام) فی
الشق الثانی: من الروایة
«علیك تأدیب الناس بسلوكك وأخلاقك قبل تأدیبهم بلسانك»
- أی علیك بالتأدیب العملی، على غرار ما كان علیه أولیاء الله. فوعظ العالم غیر العامل أشبه بالسخریة! ومن هنا ورد تشبیه رائع فی الروایات للعالم غیر العامل(3).
___
1 . بحار الأنوار، ج 2، ص 56.
2 . المثل المذكور مصرع بیت شعر للشاعر المعروف «الكمیت بن زیاد بن خنیس» والبیت كما ورد فی تفسیر القمی، ج 1، ص 26، كما یلی:
وغیر تقی یأمر الناس بالتقى .. طبیب یداوی الناس وهو علیل
انظر ترجمة هذا الشاعر القدیر فی الغدیر، ج 2، ص 197.
3 . وردت بعض هذه الروایات فی میزان الحكمة، الباب 3628.
قبسات من السیرة العلویة | المؤلّف سماحة آیة الله العظمى مكارم الشیرازی (مدّ ظلّه)
قال الإمام علی(علیه السلام):
- «من نصب نفسه للناس إماماً فعلیه أن یبدأ بتعلیم نفسه قبل تعلیم غیره، ولیكن تأدیبه بسیرته قبل تأدیبه بلسانه».(1)
الشرح والتفسیر:
إنّ الأفراد الذین یتصدون للزعامة والقیادة والادارة سواء فی منظومة كبیرة كالدولة أو صغیرة كالأسرة
- فإنّهم یرغبون بأن یصغی إلیهم من دونهم ویمتشل أوامرهم.
- وقد وردت عدّة أبحاث فی علوم النفس والتحقیق بشأن التسلل الى الآخرین; إلاّ أن لأغلبها بعد متضع.
- لكننا نرى أطروحات رائعة فی التعالیم الإسلامیة بهذا الخصوص تنسجم مع طبیعة الإنسان وفطرته.
- والروایة المذكورة تشیر إلى هذا المطلب; فقد كان معنى كلامه(علیه السلام) فی القسم الأول من الروایة:
«علِّم نفسك قبل تعلیم الآخرین»
- أی إبدأ بتهذیب نفسك لتوفق فی التغییر، فالطبیب المریض الذی لا یعالج نفسه سوف لن یوفق إن بادر لعلاج الآخرین
- ویصبح مصداقاً للمثل المعروف «طبیب یداوی الناس وهو علیل».(2) ثم كان معنى كلامه (علیه السلام) فی
الشق الثانی: من الروایة
«علیك تأدیب الناس بسلوكك وأخلاقك قبل تأدیبهم بلسانك»
- أی علیك بالتأدیب العملی، على غرار ما كان علیه أولیاء الله. فوعظ العالم غیر العامل أشبه بالسخریة! ومن هنا ورد تشبیه رائع فی الروایات للعالم غیر العامل(3).
___
1 . بحار الأنوار، ج 2، ص 56.
2 . المثل المذكور مصرع بیت شعر للشاعر المعروف «الكمیت بن زیاد بن خنیس» والبیت كما ورد فی تفسیر القمی، ج 1، ص 26، كما یلی:
وغیر تقی یأمر الناس بالتقى .. طبیب یداوی الناس وهو علیل
انظر ترجمة هذا الشاعر القدیر فی الغدیر، ج 2، ص 197.
3 . وردت بعض هذه الروایات فی میزان الحكمة، الباب 3628.
قبسات من السیرة العلویة | المؤلّف سماحة آیة الله العظمى مكارم الشیرازی (مدّ ظلّه)