إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التوجه إلى الله.

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التوجه إلى الله.

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد

    يذكر علماء العرفان أن هناك ثلاث درجات للتوجه نحو الله: الشريعة، والطريقة، والحقيقة.

    المرحلة الأولى: مرحلة الشريعة.

    يعني أن تلتزم بالأوامر الشرعية، تقوم بالواجبات وتجتنب المحرمات، بل تجتنب حتى المكروهات، وتواظب حتى على المستحبات، بل تتورع حتى عن الشبهات، كما ورد في الحديث الشريف: ”حلال بين، حرام بين، شبهات بين ذلك، فمن تورع في الشبهات نجا من المحرمات“ وورد في الحديث عن الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم: ”في حرامها عقاب، وفي حلالها حساب، وفي شبهاتها عتاب“ فالإنسان الذي يريد أن يصل إلى المرحلة الحقيقية للتوجه إلى الله لابد أن يجتنب المحرمات، ويفعل الواجبات، ويترك المكروهات، ويواظب على المستحبات، ويجتنب حتى عن الشبهات.

    المرحلة الثانية: مرحلة الطريقة.

    يعني أن يوجه قلبه دائما نحو الله، يرى قلبه منشرح إلى الله تبارك وتعالى، يحب الصلاة، الصوم، العبادة، النوافل، قراءة القرآن، الدعاء، يحب دائما ذكر الله، لا يفتر عنه ولا يتغافل، ولذلك ورد في الحديث الشريف: ”لا يزال العبد يتقرب إلي بالنافلة حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ولسانه الذي ينطق به، ويده التي يبطش بها“ يعني أن الإنسان إذا ترك المحرمات، وفعل الواجبات، وحافظ على المستحبات، واجتنب المكروهات، وتورع عن الشبهات، يملأ الله قلبه، ووجدانه، وشعوره، فدائما يرى نفسه مقبل على الله تبارك وتعالى، دائما مقبل على العبادة، النافلة، الدعاء، قراءة القرآن يشعر بلذة في قراءة القرآن، في الصلاة، في الدعاء ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾ ﴿أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ﴾.

    المرحلة الثالثة: مرحلة الحقيقة.

    الذي يصل إلى هذه المرحلة ليس فقط يحب الله، بل أكثر من هذا، يشعرون بحضور دائم لله في قلوبهم وفي أنفسهم، شعور داخلي، شعوري بنفسي شعور حضوري، يعني أني أشعر بأن نفسي حاضرة عندي لا تغيب عني أبدا، ولا أغفل عنها ولا ثانية أو لحظة، هؤلاء يصلون إلى مرحلة يشعرون بحضور الله في قلوبهم، كما يشعر الإنسان بحضور نفسه التي لا تغيب عنه أبدا، وهذه المرحلة لا يصل إليها إلا الأئمة من أهل البيت عليهم السلام الشعور بالحضور الإلهي الذي لا يغيب عنهم لحظة ولا ثانية في قلوبهم وفي أنفسهم، هؤلاء هم الذي وصلوا إلى مرحلة معرفة النفس ”من عرف نفسه فقد عرف ربه“ معرفة النفس أنفع المعرفتين، معرفة النفس هي أن تشعر بالحضور الإلهي في نفسك شعورا لا يغيب ولا يغفل ولا يخطئ ولا ينسى.

    ولذلك ورد عن الإمام علي عليه السلام: ”ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله قبله وبعده وفوقه وتحته وفيه“ ولذلك يقول الإمام الحسين عليه السلام في دعاء يوم عرفة ”أيستدل على وجودك بما هو في وجوده مفتقر إليك، متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك، ومتى كانت الآثار هي التي توصل إليك“، نحن الناس العاديين نقول: الأثر يدل على المسير، والبعرة تدل على البعير، فسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، وبحار ذات أمواج، ألا تدل على السميع البصير؟ نستدل بالآثار على المؤثر، على الله تبارك وتعالى، أما الإمام المعصوم لا يستدل بالآثار، الإمام المعصوم يقول: ”بك عرفتك“، ”يا من دل على ذاته بذاته، وتنزه عن مجالسة مخلوقاته“، ”متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك ومتى كانت الآثار هي التي توصل إليك، عميت عين لا تراك عليها رقيبا، وخسرت صفقة عقد لم تجعل له من ودك نصيبا“.
    إذن المسألة هي مسألة أن التوجه إلى الله، هناك توجه فكري وهذا يستطيع عليه كثير من البشر، وهناك توجه نفسي وداخلي وهذا يختص بالأولياء، بل بالأئمة المعصومين عليهم السلام إذن إبراهيم عندما يقول ﴿إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ لم يكن يعني أنه توجه إلى القبلة، بل المقصود أن جميع مشاعره، وعواطفه، وكيانه، وجميع شؤونه الداخلية متوجهة إلى الله تبارك وتعالى
    التعديل الأخير تم بواسطة يازهراء; الساعة 14-06-2022, 10:10 AM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X