إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تَفْسِيرُ القُرآنِ بالرَّوَايَةِ:11- الآية ﴿70﴾ مِنْ سُورَةُ يُوسُفَ :-

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تَفْسِيرُ القُرآنِ بالرَّوَايَةِ:11- الآية ﴿70﴾ مِنْ سُورَةُ يُوسُفَ :-

    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
    السَلآْم عَلْيُكّمٌ وٍرٍحَمُةّ الله وٍبُرٍكآتُهْ

    {فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ ٱلسِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا ٱلْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ}، سُورَةُ يُوسُفَ ، الآية 70.
    هذهِ الآيةُ ظاهرها أنَّ النَّبيُّ يُوسُفُ ينسُبُ السَرِقَةَ الى إخوانهِ وهُمْ فِعلاً لمْ يسرقوا ، فألتَجئنَا إلى الرِّواياتِ المُفسِّرةِ لهذهِ الآيةُ الشَّريفَةِ وما فَسَّرَهُ العَلامَةُ مُحَمَّدُ حُسينٌ الطَّبَاطَبائيُ ، منْ كِتابِهِ : الميزانُ في تَفسيرِ القُرآنِ ، فقدْ ذَكَرَ في البحثِ الرِّوائي :
    عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ: قِيلَ لِأَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلامُ): ( وَأَنَا عِنْدَهُ إِنَّ سَالِمَ بْنَ أَبِي حَفْصَةَ وَ أَصْحَابَهُ يَرْوُونَ عَنْكَ أَنَّكَ تَكَلَّمُ عَلَى سَبْعِينَ وَجْهاً لَكَ مِنْهَا اَلْمَخْرَجُ فَقَالَ: مَا يُرِيدُ سَالِمٌ مِنِّي أَيُرِيدُ أَنْ أَجِيءَ بِالْمَلاَئِكَةِ وَ اَللَّهِ مَا جَاءَتْ بِهَذَا اَلنَّبِيُّونَ وَلَقَدْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ (عَلَيْهِ السَّلامُ): { ....إِنِّي سَقِيمٌ }،سُورَةُ الصَّافاتِ، الآية 88، وَمَا كَانَ سَقِيماً وَ مَا كَذَبَ وَلَقَدْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ (عَلَيْهِ السَّلامُ){ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هٰذٰا..... }،سُورَةُ الأنبيَاءِ، الآية 68، وَ مَا فَعَلَهُ وَ مَا كَذَبَ وَ لَقَدْ قَالَ يُوسُفُ (عَلَيْهِ السَّلامُ): { أَيَّتُهَا اَلْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسٰارِقُونَ } وَ اَللَّهِ مَا كَانُوا سَارِقِينَ وَ مَا كَذَبَ ). الکافي ج۸ ص۱۰۰.
    عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلامُ) قَالَ: ( سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ فِي يُوسُفَ : { أَيَّتُهَا اَلْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسٰارِقُونَ } قَالَ: إِنَّهُمْ سَرَقُوا يُوسُفَ مِنْ أَبِيهِ، أَلاَ تَرَى أَنَّهُ قَالَ لَهُمْ حِينَ قٰالُوا { وَ أَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مٰا ذٰا تَفْقِدُونَ `قٰالُوا نَفْقِدُ صُوٰاعَ اَلْمَلِكِ } وَلَمْ يَقُولُوا سَرَقْتُمْ صُوَاعَ اَلْمَلِكِ، إِنَّمَا عَنَى سَرَقْتُمْ يُوسُفَ مِنْ أَبِيهِ )،علل الشرايع، ج 1 ص 49.
    وفي الكافي بإسناده عن الحسن الصيقل المتقدِّمة قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ (عَلَيْهِ السَّلامُ): ( إِنَّا قَدْ روينَا عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلامُ) فِي قَوْلِ يُوسُفَ (عَلَيْهِ السَّلامُ): ﴿أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ﴾. (إلى أن قال): إِنَّ اللهَ أَحَبَّ اثْنَيْنِ وَأَبْغَضَ اثْنَيْنِ: أَحَبَّ الْخَطَرَ فِيمَا بَيْنَ الصَّفَّيْنِ، وَأَحَبَّ الْكَذِبَ فِي الْإِصْلَاحِ، وَأَبْغَضَ الْخَطَرَ فِي الطُّرُقَاتِ، وَأَبْغَضَ الْكَذِبَ فِي غَيْرِ الْإِصْلَاحِ؛ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ السَّلامُ) إِنَّمَا قَالَ: ﴿بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا....،سُورَةُ الأنبيَاءِ، الآية 68، إِرَادَةَ الْإِصْلَاحِ، وَدَلَالَةً عَلى أَنَّهُمْ لَا يَفْعَلُونَ، وَقَالَ يُوسُفُ(عَلَيْهِ السَّلامُ) إِرَادَةَ الْإِصْلَاحِ ). وسائل الشيعة: باب 141 من أبوابِ أحكامِ العِشرةِ، ح4.
    أقول: قوله (عَلَيْهِ السَّلامُ) إنَّهُ أرادَ الاصلاحَ لَا يُنافي مَا في الرِّوايةِ السَّابقَةِ أنَّهُ أرادَ بِهِ سَرقهُم يُوسُفَ منْ أبيِهِ فكونُ ظاهرُ الكَلامِ مِمَّا لَا يُطابِقُ الواقعَ غيرَ كونِ المُتكلمُ مُريداً بهِ معنىً صحيحاً في نفسِهِ غيرَ مفهومٍ منْهُ في ظَرفِ التَّخاطبِ، والدَّليلِ علَى ذلكَ قولَهُ (عَلَيْهِ السَّلامُ) إنَّهُ أرادَ الإِصلاحَ ودَلَّ علَى أنَّهُمْ لَا يَفعلونَ حيثُ جمعَ بينَ المَعنيَّينِ واللَّفظِ بحسبِ أحَدُهمَا - وهو الثَّاني - مطابقٌ دونَ الآخرِ فافهمه وإرجعْ إلى مَا قدمنَاهُ في البيانِ . الميزانُ في تَفسيرِ القُرآنِ،البحث الروائي ، ج : 11 ، ص : 239-240 .
    السِّقَايَةُ هو:الظَّرفُ الّذي يُشربُ فيهِ، والرَّحلُ ما يوضعُ علَى البَعيرِ للرُّكوبِ، والعِيرُ القومُ الّذينَ مَعَهُم أحمالِ المِيرةِ وذلكَ إسمُ للرِّجالِ والجِّمالِ الحَاملةِ للمِيرَةِ وإنْ كانَ قدْ يُستعمَلُ في كُلِّ واحدٍ منْ دونَ الآخرِ، ذكرَ ذلكَ الرَّاغبُ الأصْفَهانِيُ في مُفرداتِهِ .
    ومَعنَى الآيةُ ظَاهرٌ وهذهِ حِيلةٌ إحتَالَهَا يُوسُفُ (عَلَيْهِ السَّلامُ) لياخذَ بِهَا أخاهُ إليهِ كمَا قَصَّهُ وفَصَّلَهُ اللهُ تَعالَى وجعلَ ذلكَ مُقدمَةً لِتعريفِهِم نَفسَهُ في حالِ إلتَحَقَ بهِ أخوهُ وهُمَا مُنَعَّمَانِ بنعمةِ اللهِ مُكَرَّمانِ بكرامتِهِ
    .
    وقولُهُ: {ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا ٱلْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ } الخِطابُ لإِخوةِ يُوسُفُ وفيهِم أخوهُ لأُمِّهِ، ومنَ الجَائزِ توجيهَ الخِّطابِ إلَى الجَّماعَةِ في أمرٍ يعودُ إلَى بَعضِهم إذا كانَ لَا يمتازُ عنِ الآخرينَ، وفي القرآنِ مِنْهُ شيءٌ كثيرٌ، وهذا الأمرُ الّذي سُّمِي سَرقةً وهو وجودُ السِّقايَةِ في رَحلِ البَعيرِ كانَ قائماً بواحدٍ منْهُم وهوَ أخو يُوسُفَ لأُمِّهِ لكنْ عدمَ تَعَيُّنَهُ بعدُ منْ بينِهِم كانَ مجوزاً لِخطابِهِم جميعاً بأنَّكُم سَارِقونَ فإنَّ مَعنى هذا الخِطابُ في مِثلِ هذا المَقامُ أنَّ السِّقايَةَ مفقودةٌ وهىَ عندَ بعضِكُم مِمَنْ لَا يَتعيَّنُ إلّا بعدَ الفَحصِ والتَّفتيشِ .
    ومنَ المَعلومِ منَ السِّياقِ أنَّ أخا يُوسُفَ لأُمِّهِ كانَ عالماً بِهذا الكَّيدِ مُستحضراً مِنْهُ ولِذلكَ لمْ يتكَلَمَ منْ أولِ الأمرِ إلَى آخرِهِ ولَا بِكلمةٍ ولَا نَفَى عنْ نَفسِهِ السَّرقَةَ ولَا إضطربَ كيفْ؟ وقدْ عرَّفَهُ يُوسُفُ أنَّهُ أخاهُ وسَلَّاهُ وطَيَّبَ نَفسَهُ فليسَ إلّا أنَّ يُوسُفَ(عَلَيْهِ السَّلامُ) كانَ عَرّفَهُ ما هو غَرضُهُ منْ هذا الصُّنعُ، وأنَّهُ إنَّمَا يريدُ بِتَسميتِهِ سَارقاً وإخراجُ السِّقايَةِ منْ رَحلِهِ أنْ يقبضَ عليِهِ ويأخذَهُ إليِهِ فَتسميَّتِهِ سَارقاً إنَّمَا كانَ إتهَامَاً في نظرِ الإِخوةِ وأمَّا بالنِّسبةِ إليِهِ وفي نَظَرِهِ فلمْ يكنْ تَسميَّةً جديَّةً وتُهمَةً حقيقيَّةً بلْ توصيفاً صُوريَّاً فحسبُ لمصلحةٍ لازمةٍ جازمةٍ .
    فنسبةُ السَّرقةُ إليهم - بالنَظرِ إلَى هذهِ الجِهاتِ - لمْ تَكنْ مِنَ الإفتراءِ المَذمومِ عَقلاً المُّحرمِ شَرعاً، علَى أنَّ القائِلَ هو المُؤذنُ الّذي أذنَ بذلكَ .
    وذكرَ بعضُ المُفسرينَ: أنَّ القائلَ: إنَّكُم لَسارقونَ ، بعضُ منْ فقدَ الصَّاعَ منْ قومِ يُوسُفَ منْ غيرِ أمرِهِ ولمْ يعلمْ أنَّ يُوسُفَ أمرَ بجعلِ الصَّاعِ في رِحَالِهم .
    وقالَ بَعضُهُم: أنَّ يُوسُفَ (عَلَيْهِ السَّلامُ) أمرَ المُنادي أنْ يُنادي بِهِ ولمْ يُرِدْ بهِ سَرقةَ الصَّاعَ، وإنَّمَا عنَى بهِ أنَّكُم سَرقتُم يُوسُفَ منْ أبيِهِ وألقيتُمُوهُ في الجُّبِ، ونُسِبَ ذلكَ إلَى أبي مُسلمٍ المُفَسِّرِ .

    وقالَ بَعضُهم: إنَّ الجُملةَ إستفهاميَّةٌ، والتَّقديرَ: أإنَّكُم لسارقونَ؟ بحذفِ همزةِ الإستفهامِ، ولَا يَخفَى ما في هذهِ الوجوهُ منَ البُّعدِ. الميزانُ في تفسيرِ القرآنِ، العلامةُ الطَّباطبائيُّ

    ، ج : 11 ، ص : 222-223.


  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين
    ​​​

    تعليق


    • #3
      إن شاء الله برضى الرحمان وبشفاعة سيد الأكوان نكون وإياكم من سكنة الجنان.

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X