إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فَبِهُدَاهُمُ إقْتَدِهْ:6- غَزوَةُ بَني قُرَيظَةَ عَام 5 لِلهِجْرَةِ:-

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فَبِهُدَاهُمُ إقْتَدِهْ:6- غَزوَةُ بَني قُرَيظَةَ عَام 5 لِلهِجْرَةِ:-

    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    اٰللـــٌٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
    السَلآْمُ عَلْيُكّمٌ وٍرٍحَمُةّ الله وٍبُرٍكآتُهْ

    تَطُلُّ عَلينَا ذِكرَى إسلاميَّةِ في 23 ذ ق غَزوَةِ بني قُرَيظَةَ ، فَنَذكُرُ مُقَدِمَةً تأريخيَّةٍ عَنْ بني قُرَيظَةَ وأسبابَ الغزوةِ وبَعضِ وقائعِها ونتائِجِهَا :
    ورَدتْ قبيلةُ بني قُريظةَ اليهوديَّةِ في الكثيرِ منْ المَصادرِ التَاريخيَّةِ معَ أختِهَا بني النَّظيرِ وهي تنحدرُ مِنْ سُلالةِ هارونَ بنَ عُمرانَ أخي النَّبيِّ مُوسَى
    (عَلَيْهِ السَّلَامُ) ،وبعض المصادر تُشيرُ إلَى أنّ القَبيلةَ هي منْ طائفةِ جذام وتَهودَت في عَهدِ عَاديَا أي السَموأل، ثُمَّ نَزلوا بجبلٍ يُقالُ لَهُ قُريظةَ فنُسبوا إليه، وقيلَ: إنّ قُريظةَ إسمُ جدِّهم، كانَ يُقالُ لبني قُريظةِ و بني النضيرِ خاصةً منَ اليهودِ: الكاهنان، نسبوا بذلكَ إلَى جَدِّهم الّذي يُقالُ لَهُ الكَاهنَ ،
    قيلَ: إنّ يهودَ بني قُريظةِ كانوا يقطنونَ يثربَ قبلَ أنْ يُهاجرَ إليهَا عربُ الأوسِ والخزرجِ ( هُمَا منَ القبائلِ العربيَّةِ الّتي هَاجرَتْ بسبَّبِ إنهيارِ سَدّ مأربٍ في اليمنِ، واستوطنتْ في مَنطقةِ يثربَ الّتي سُمّيت فيمَا بعدَ بالمدينةِ المُنوَرَةِ، وقدْ جَاوروا وحَالفوا قبائلَ اليهودِ الّتي كانتْ تَسكُنُ يثربَ آنذاكَ، ومِنْ أكبَرِهَا قبيلةُ بني قُريظةَ وبني النَّضيرَ وبني قَيْنُقاعَ، وقدْ نَشبتْ فيمَا بَينَهُم حروبٌ بِسبَّبِ المُنافسَةِ في ثرواتِ المَدينةِ، كَمَا نَشبَتْ حروبٌ أُخرَى بينَ قَبيلتَي الأوسِ والخزرجِ، حيثُ إستمرتْ إلَى مَا قبلَ الهِجرةِ النَّبويَّةِ،ذُكرَ في الأخبارِ أنَّ الأوسَ والخزرجَ أخَواَن، هُمَا وَلدا حَارثةَ بنَ ثَعلبةَ بنَ عمرو بنَ عامرَ بنَ حارثةَ بنَ أُمرئ القيس، ويمتدُّ نسبُهُ إلَى الأزدِ بنَ الغَوثِ بنَ مالكٍ بنَ كَهلانِ ، وأمُّهُم قِيلةُ بنتُ الأرقمَ بنَ عمرو بن جَفنةَ بنَ عمرو بنَ عمرو، ولذلكَ عُرفوا ببني قِيلةَ نسبةً إلى أُمِّهِم الّتي تنتسبُ إلى الغَساسنةِ ملوكِ عربِ الشامِ) ،
    وعلَى هذا، بعدَ أنْ هُزمَتِ اليهودُ على يدِ الرُّومِ في عامِ 70 ؟؟؟ للميلادِ هربَ بني قُريظَةَ إلَى الحِجازِ واستوطنت في مهزورِ إحدى نَواحي التَّابعةِ ليثربَ ، كانت بني قُريظَةَ إلَى جانبِ القبائلِ الأُخرَى اليهوديَّةِ تحكمُ يثربَ، وكانَ يحكمُهَا آنذاكَ القَيطوان أو الفِطيون وهو عاملٌ منْ قِبَلِ مَرزُبانِ(رئيس الفرس) الزارة (قرية في البحرين) يَجبي خَراجَهَا .
    ورَدَت في المَصادرِ التاريخيَّةِ أنَّ بعدَ الهَزيمةِ الّتي مُنيَت بهَا اليهودُ في اليَمنِ علَى يدِ ملكِ الحَبشةِ المَسيحي، شهدتِ المدينةُ إنحساراً لقوَّةِ اليهودِ، فإنّ حُكومةَ الحَبشةَ كانتْ تحتَ رعايةِ الرُّومِ آنذاكَ ، وإنتَهَى حُكمُ اليهودِ علَى المدينةِ حِينَمَا دخلَ الخزرَجُ في حربٍ مَعهَا وقُتلَ حاكمُهُم وتولّتْ حينئذٍ حُكومةُ المدينةِ .
    رُويَ أنَّهُ في العُهودِ القَريبَةِ منْ ظُهورِ الإسلامِ كانتِ القبائلُ اليهوديَّةِ تَسكنُ أطرافَ المَدينةِ في حُصونِهِم وقِلاعِهِم ، وكانَ آنذاكَ عددَ سُكانِ بني قُريظة ونفوذَهُم أكثرَ منْ نضيرتَيهَا أي بني النَّضيرِ وبني قَينُقاعَ، وكَانوا باتجاهِ الجَنوبِ الشَّرقيِّ للمدينةِ، وأكثرُهم يزاولونَ الزِّراعةَ .
    وقدْ وَقعَ اليهودُ بطوائِفِهم الثَّلاثِ : قَينُقاعَ والنَّضيرِ وقُريظَة ، مُعاهداتِ تَعايُشِ معَ النَّبيِّ
    (صَلَّى اللهُ عَلَيِهِ وآلِهِ وسَلّم) لكنَّهم كانوا يتعاونونَ خِفيةً معَ قُريشٍ ، وعِندَمَا إنهزمَت في بَدرٍ أصابَهُم الذُّهولُ ، وقَصدَ كعبٌ وابنُ أخطُبٍ مكةَ يحرضانَهم على النَّبيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيِهِ وآلِهِ وسَلّم) ، فكانَ بنَو قَينُقاعَ أولَ اليهودَ الّذينَ نَقضوا عَهدَهُم معَ النَّبيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيِهِ وآلِهِ وسَلّم) ، فأجَلَاهُم عنِ المَدينةِ ، وكانوا صَاغةً ولَهُم سُوقَ ذهبٍ قُربَ المدينةِ ، وكانَ بنو قُريظَةَ مُلاصقِينَ للمدينةِ شَرقي قُباء « حرة قريظة » وبساتينُهم في وادي مهزورِ ، وبساتينُ النَّضيرِ في وادي بَطحانِ ، وهُمَا أخصبُ أوديةِ المَدينةِ . معجم البلدان : 1 / 446
    وكانتْ قُريظَةُ والنَّضيرُ أبناءُ عَمٍّ لأنَّهُم منْ ذُريَّةِ هارونَ
    (عَلَيْهِ السَّلَامُ) لِذا أخذَ الحَاخامُ حُيَىُّ بنِ أَخْطَبَ رئيسَ بني النَّضيرِ يَلِحُّ عليْهِم أنْ يَنقضوا عَهدَهُم معَ النَّبيِّ حتّى نَقضَوهُ وأعلنوا تَحالفَهُم معَ الأحزابِ الّذينَ كانوا يُحاصرونَ المدينةَ ،
    وكانت الخِطَّةُ أنْ تُهاجمُ قُريظةُ المدينةَ منْ شَرقِهَا ، والأحزابُ من غربِهَا فيحتَلوها ! لكنْ قُريظةُ طَلبت مِنَ الأحزابِ رهائنَ ، حتّى لاينسحبوا ويتركوهُم وحدَهم في مواجهةِ النَّبيِّ
    (صَلَّى اللهُ عَلَيِهِ وآلِهِ وسَلّم)
    فَلَمْ يُعطوهُم ، حتّى كَانت هزيمةُ الأحزابِ !
    ومَا إنْ رَجَعَ النَّبيُّ
    (صَلَّى اللهُ عَلَيِهِ وآلِهِ وسَلّم) إلَى المَدينةِ ، حتّى نزلَ جبرائيلُ وأمرَهُ بغزوِ بني قُريظَةَ ، وأصبحَ رسولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيِهِ وآلِهِ وسَلّم) « بعد الخندق » بالمسلمينَ حتّى دخلَ المَدينةَ ، فَضربَت إبنَتَهُ فاطمةُ (عَلَيْهِا السَّلَامُ) غَسولاً حتّى تَغسلَ رأسَهُ ، إذ أتاهُ جبرائيلُ علَى بَغلَةٍ مُعتجِراً بِعمامةٍ بيضاءَ عليْهِ قَطيفَةٍ من إستبرقٍ ، مُعلَّقٌ عليْهَا الدُّرُ والياقوتُ عليه الغُبارِ ، فقامَ رسولُ(صَلَّى اللهُ عَلَيِهِ وآلِهِ وسَلّم) فمسحَ الغُبارَ عنْ وجهِهِ ، فقالَ لَهُ جبرائيلُ : ( رِحمَكَ ربُّكَ وضعتَ السِّلاحَ ولمْ يضَعُهُ أهلُ السَّماءِ ! ما زلتُ أتبَعَهُم حتّى بلغتُ الرَّوحاءَ ! ثُمَّ قالَ جبرائيلُ : إنهضْ إلَى إخوانِهم منْ أهلِ الكِتابِ ، فواللهِ لأدُقَّنَهُم دَقَّ البَيضةِ علَى الصَّخرةِ ، !
    فَدَعَا رسولُ اللهِ
    (صَلَّى اللهُ عَلَيِهِ وآلِهِ وسَلّم) عَلياً (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فقالَ : قَدَّمَ رايةَ المُهاجرينَ إلَى بني قُريظَةَ وقالَ : عَزمتُ عليكُم أنْ لَا تُصَلُّوا العَصرَ إلّا في بني قُريظَةَ . فأقبلَ عليٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) ومعَهُ المُهاجرونَ وبنو عبدَ الأشهلِ وبنو النَّجارِ كُلُّهَا لَمْ يَتخلفُ عنْهُ مِنْهُم أحدٌ ، وجعلَ النَّبيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيِهِ وآلِهِ وسَلّم) يسَرِّبُ إليِهِ الرِّجالَ ، فمَا صَلَّى بَعضُهُم العَصرَ إلّا بعدَ العِشاءِ ، فأشرَفوا عليْهِ وسبُّوه وقالوا : فعلَ اللهُ بِكَ وبابنِ عَمِكَ ، وهو واقفٌ لَا يُجيبُهُم ، فَلمّا أقبلَ رسولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيِهِ وآلِهِ وسَلّم) والمسلمونَ حولَهُ تلقَاهُ أميرُ المؤمنينَ(عَلَيْهِ السَّلَامُ) وقالَ : لَا تأتِهم يا رسولَ اللهِ جعلَنيَ اللهُ فداكَ فإنَّ اللهَ سيجزيَهُم ، فحَاصرَهُم رسولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيِهِ وآلِهِ وسَلّم) خمساً وعشرينَ ليلة حتى نزلوا على حكم سعد بن معاذ )، أعلام الورى : 1 / 194
    قالَ عَلِيٌّ
    (عَلَيْهِ السَّلَامُ): ( فاجتمعَ النَّاسُ إلَىَّ وسِرتُ حتّى دَنوتُ منْ سِورِهِم ، فأشرفوا علَىَّ فحينَ رأوني صاحَ صَائحٌ مِنْهُم : قدْ جَاءَكُم قاتلُ عمرو . . وسمعتُ راجزاً يرجزُ:
    قتلَ عَلِيٌّ عمراً صَادَ عَلِيٌّ صقرًا . . قَصمَ عَلِيٌّ ظهراً . . أبرمَ عَلِيٌّ أمراً . . هتكَ عَلِيٌّ سِتراً !
    فقلتُ : الحمدُ للهِ الّذي أظهرَ الإسلامَ وقمعَ الشِّركَ . وكانَ النَّبيُّ
    (صَلَّى اللهُ عَلَيِهِ وآلِهِ وسَلّم) قالَ لِي حينَ توجهتُ إلَى بني قُريظَةَ : سِرْ على بركةِ اللهِ ، فإنَّ اللهَ قدْ وعدَكَ أرضَهُم وديارَهُم ، فسرتُ مُستيقناً لِنصرِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ ، حتّى رَكَّزْتُ الرايةَ في أصلِ الحِصنِ . وأقامَ النَّبيُّ(صَلَّى اللهُ عَلَيِهِ وآلِهِ وسَلّم) مُحاصراً لِبنى قُريظَةَ خَمساً وعشرينَ ليلةَ حتّى سألوهُ النزولَ على حُكمِ سعدِ بنِ معاذٍ ، فَحَكمَ فِيهم سَعدَ بقتلِ الرِّجالِ وسَبَى الذَراري والنِّساءَ ، وقَسمةِ الأموالِ ، فقالَ النَّبيُّ (صَلَّى اللهُ عَلَيِهِ وآلِهِ وسَلّم) : يا سعدُ لقدْ حكمتَ فِيهم بِحُكمِ اللهِ من فوقِ سبعةِ أرقعةٍ ) ، أي حَكَمَ بقتلِ المقاتلينَ والمُحرضِينَ علَى النَّبيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيِهِ وآلِهِ وسَلّم) فقطْ ، الإرشاد : 1 / 109
    { وجاؤوا بالأسرَى إلَى المدينةِ وجعلوهُم في دارِ أُسامةَ بنِ زيدٍ ودارِ بنتِ الحارثِ . . وكانَ عددُ السَّبي منَ الذَّراري والنِّساءِ سبعَ مئة وخمسينَ ، وقيلَ كانوا تسعَ مئة ، ويظهرُ منَ النُّصوصِ أنَّ بني قُريظَةَ لَمْ يُقتلوا كُلُّهم ، بلْ قتلَ مِنْهُم خُصوصِ منْ حزَّبَ علِى النَّبيِّ
    (صَلَّى اللهُ عَلَيِهِ وآلِهِ وسَلّم) والمسلمينَ ، ثُمَّ جُمعَتْ أمتِعَتِهِم وأخرجَ الخُمسَ مِنْهَا ، ثُمَّ قُسِمَتْ للفارسِ سَهمانِ وللرجلِ سَهمٍ واحدٍ ، وكَانت خيلُ المُسلمينَ سِتةَ وثلاثينَ فرسَاً ، أو ثمانيةَ وثلاثين ، أمَا السَّبي فبيعَ في مَنْ يزيدُ ، ثُمَّ قُسِمَ ثَمَنَهُ في المُسلمينَ المُشاركينَ في هذهِ الغَزوةِ ، وبعثَ (صَلَّى اللهُ عَلَيِهِ وآلِهِ وسَلّم) ببعضِ السَّبي إلَى نَجدٍ أو الشامِ فبيعَ هُناكَ واشترَى سِلاح وخيل }، الصحيح من السيرة : 11 / 10.


  • #2

    الأخ الفاضل الأشتر . أحسنتم و أجدتم وسلمت أناملكم على كتابة ونشر هذا الموضوع القيم عن غزوة بني قريضة . جعل الله عملكم هذا في ميزان حسناتكم . ودمتم في رعاية الله تعالى وحفظه .

    تعليق


    • #3
      جزيتم خيرا ورفع الله من شأنكم علما وفهما وتقوى

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X