اللهم صل على محمد وآل محمد
على الوالدين أن يتعاطيا مع أبنائهما بعدالة، وإذا كانا لسبب ما يحبان أحد أبنائهما أكثر من إخوته، لا ينبغي لهما أن يظهرا محبتهما؛ لأن الأبناء حساسون جدًا تجاه هذه المسألة، ويصعب عليهم تحملها .
أحيانًا تكون بعض المشاكل السلوكية عند الأبناء والأحداث ناشئة من أنهم يشعرون بأن آبائهم وأمهاتهم يهتمون بهم ويحبونهم أقل من إخوتهم، وبما أنه لا يمكن الاعتراض علنًا، فإن ذلك الشعور يبقى ويُحفظ في القلب على شكل عقدة نفسية .
وبعد مدة تظهر هذه العقدة العاطفية بأشكال متنوعة، من قبيل: التمرد، والعصيان، والمشاكسة، والعدوانية، وحالات الاضطراب، وغير ذلك. وأحيانًا يصاب هذا النوع من الأشخاص بالإحباط والكآبة النفسية، وتقل فرص نجاحهم الدراسية .
في بعض الأسر يعمد الوالدان إلى التمييز بين الفتاة والصبي، وأحيانًا يصرّحان بهذه المسألة، فمثلًا إذا رزقا بمولود بنت، يظهران عدم الرضا ويعتبران الأنثى موجود شؤم .
والبعض الآخر يتحيزان لجهة البنت، وفي حال وقوع اختلاف، يلومان الصبي .
فهذا النوع من التعاطي من الناحية التربوية له آثاره الهدامة، وينبغي اجتنابه كليًا .
فقد روي أنه ذات يوم قام رجل في محضر الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله) بتقبيل أحد ابنيه وترك الآخر،
فقال له النبي (صلى الله عليه وآله) :
«فهلّا واسيت بينهما» (1).(2)
--------------------------------
1. وسائل الشيعة ج21 ص487
2. التربية الأسرية ص123