إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

9- مَعنَى يَمْلَؤُهَا قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَعُدْوَانًا:-

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • 9- مَعنَى يَمْلَؤُهَا قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَعُدْوَانًا:-

    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
    السَلآْم عَلْيُكّمٌ وٍرٍحَمُةّ الله وٍبُرٍكآتُهْ

    قال المهدي(عجَّلَ اللهُ فرَجِهِ الشَّريفِ): ( إذا أَذِنَ الله لنا في القول ، ظَهرَ الحقُّ واضمَحَلَّ الباطلُ وانحسَرَ عنكم )، بحارالأنوار، ج 53، ص 196.
    قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَمْتَلِئَ الأَرْضُ ظُلْمًا وَعُدْوَانًا، قال: ثُمَّ يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ عِتْرَتِي، أَوْ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يَمْلَؤُهَا قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَعُدْوَانًا)، دلائل الإمامة: ص ٢٤٩
    (لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدَّهْرِ إلاّ يَوْمٌ لَبَعَثَ اللهُ رَجُلاً مِنْ أهْلِ بَيْتِي يَمْلَؤُهَا عَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً)، المصنّف لابن أبي شيبة: ج ١٥ ص ١٩٨ ح ١٩٤٩٤
    إنَّ إمتلاءَ الدُّنيَا بِالظُّلمِ والجَورِ أمراً مفروغٌ مِنْهُ خَاصةً في هذا العَصرِ، ولكنْ واقعةَ ظُهورِ الإمامِ المهديِّ (عجَّلَ اللهُ فرَجِهِ الشَّريفِ) ليستْ مشترطةٌ بحصولِ هذا الظُّلمُ العامُّ والجَورُ المُستشري في كُلِّ مَكانٍ، والمُتبادرُ أنَّ خروجَ الإمامُ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) وإنْ كانَ لأجلِ دَفعِ هذا الظُّلمُ والجَورُ الّذي يُطبقَ الآفاقَ ويُقيمُ علَى انقاضِهِ العدلُ والقسِطُ الشَّاملُ غيرَ أنَّ ذلكَ ليسَ هو العِلَّةُ الفاعليَّةُ الّتي هي المُقتضي لِقيامِهِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) وإنَّمَا هي العِلَّةُ الغائيَّةُ الّتي يكونُ ظهورهُ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) مُتكفلاً بتحقيقِهَا.
    فإنْ قُلتَ: إنْ لمْ تَكُنْ عِلَّةٌ فاعليَّةٌ ألَا يُمكنُ أنْ تكونَ شَرطاً، والشَّرطُ معَ العِلَّةِ الفاعليَّةِ وإرتفاعِ المَانعِ يكونُ هو العِلَّةُ التَّامةُ لقيامِهِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) فحينئذٍ يكونُ الظُّلمُ والجَورُ جُزءَ العِلَّةِ التَّامةِ.

    نقول: إن العبارة المذكورة الواردة في كثير من النصوص ومضمونها (ان المهدي (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) يملأ الدنيا قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجورا) ليست بصدد تعليق خروج الإمام (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) على حصول الظلم والجور، ولكنها بصدد بيان الوظيفة التي ينهض بها الإمام المهدي (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) حال خروجه المتزامن مع امتلاء الدنيا بالظلم والجور. وأما نفس خروجه الشريف فإنه مسبب عن مقتضيات وشرائط وارتفاع موانع، ومن جملة مقتضياته حصول الإذن من قبل الله عز وجل، ومن جملة شرائطه اكتمال عدة أصحابه وتوفر قواعده الشعبية، ومن جملة ارتفاع موانعه سقوط بعض الأنظمة الطاغوتية كنظام (عبد الله) الحاكم الأخير على الناس الوارد ذكره في قول الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) أنّه قال: (مَنْ يَضْمَنْ لِي مَوْتَ عَبْدِ اللهِ أَضْمَنْ لَهُ القَائِمَ، ثُمَّ قال: إذَا مَاتَ عَبْدُ اللهِ لَمْ يَجْتَمِعِ النَّاسُ بَعْدَهُ عَلَى أَحَدٍ، وَلَمْ يَتَناهَ هَذَا الأَمْرُ دُونَ صَاحِبِكُمْ إِنْ شَاءَ اللهُ، وَيَذْهَبُ مُلْكُ السِّنِينَ، وَيَصِيرُ مُلْكُ الشُّهُورِ وَالأَيَّامِ ،فَقُلْتُ: يَطُولُ ذَلِكَ؟ قَالَ: كَلّا )، غيبة الطوسي: ص٤٤٧ ح٤٤٥ ، ومع اجتماع المقتضيات والشرائط وارتفاع كافة الموانع يتحقق الظهور. وبعبارة معاصرة: ان امتلاء الدنيا بالظلم والجور هو الوضع السائد قبيل الإمام المهدي (عجَّلَ اللهُ فرَجِهِ الشَّريفِ) وهذا أشبه بالعلامة منه بالشرط، وتكون المهمة التي يكلف بها الإمام المهدي (عجَّلَ اللهُ فرَجِهِ الشَّريفِ) حال ظهوره هو ملأ الدنيا بالقسط والعدل وإزالة الظلم والجور واسبابه. ولا تشير كلمة (بعدما...) الواردة في العبارة أن يكون زوال الظلم والجور وتحقق القسط والعدل دفعياً على سبيل الفور، فإن هذا غير متصور في سيرة بني البشر على امتداد التاريخ، والتجربة المهدوية لا تخرج عن هذا الإطار، فيترجح أن يكون هذا التغير من الظلم والجور إلى العدل والقسط تدريجياً وعلى سبيل التراخي، فتأمل.
    ليس معنى ان تمتلئ الارض ظلما وجورا هو ان يجف نبع التوحيد والعدل على وجه الارض، ولا تبقى رقعه يعبد الناس عليها اللّه تعالى، فهذا امر مستحيل وعلى خلاف سنن اللّه تعالى.. وانما المقصود بهذه الكلمة طغيان سلطان الباطل على الحق فى الصراع القائم بين الحق والباطل دائما. وكذلك ليس معنى ( تمتلئ الأرض ظلماً وجوراً ) الواردة في بعض النصوص هو أن تنعدم قيم الحق والتوحيد والعدل على وجه الأرض ، ولا يبقى موضع يُعبد الله فيه ، فهذا الأمر مستحيل ، وهو على خلاف سنن الله .وإنما المقصود بهذه الكلمة طغيان سلطان الباطل على الحق في الصراع الدائر بين الحق والباطل ، ولا يمكن أن يزيد طغيان سلطان الباطل على الحق أكثر مما هو عليه الآن ، فقد طغى الظلم على وجه الأرض وبلغ ذروته ، روى الاعمش، عن أبي وائل قال: نظر أمير الموَمنين عليٌّ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ)إلى الحسين (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) فقال: (إنَّ ابْني هَذَا سَيِّدٌ، كَمَا سَمَّاهُ رَسولُ اللّهِ
    (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَالِهٌ وَسُلَّمٌ) سَيِّداً، وَسَيُخْرِجُ اللّهُ مِنْ صُلْبِهِ رَجُلاً بِاسْمِ نَبيِّكُمْ، يُشبهُهُ في الخَلْقِ والخُلْقِ يَخْرُج عَلَـى حِين غَفْلَةٍ مِنَ النَّاسِ، وَإِماتَةٍ لِلحَقِّ وَإِظْهارٍ للْجَورِ، وَاللّهِ لَوْ لَـمْ يَخْرُج لَضُـرِبَتْ عُنُقُهُ، يَفْرَحُ بِخُرُوجِهِ أَهل السَّماواتِ وسُكّانُها، ويَمْلاَ الاَرْضَ عَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمَـاً وَجَـوْراً )، غيبة النعماني: 214 ـ215، وفى رواية اخرى: (ويَمْلاَ الاَرْضَ عَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمَـاً وَجَـوْراً) او (بَعدَمَا مُلِئَتْ ظُلْمَـاً وَجَـوْراً)،وفى معنى جملة (تملأ الارض ظلما وجورا) ان يكثر الظلم والجور حتى يضج الناس منه، ويفقد الظلم غطاءه الاعلامى الذى يخرجه للناس اخراجا حسنا، فيبرز للناس فى صورته الحقيقية، وتفشل هذه الانظمة فى تحقيق ما تعد الناس به من خير، ويبدا الناس بعد هذا الاحباط الواسع بالبحث عن النظام الالهى الذى ينقذهم من هذه الاحباطات فالذي يجري على مسلمين العراق وفلسطين وسوريا واليمن واغلب البلدان الاسلامية بأيدي الظلمة أمر يقل نظيره في تاريخ الظلم والإرهاب ، كما إن ما تمارسه الولايات المتحدة الأميركية في مواجهة الإسلام والمسلمين وما تفرضه على العالم الإسلامي بلغ الذروة في الاستكبار والطغيان ، والهيمنة وفرض النفوذ والسيطرة على دول المنطقة وشعوبها ومواردها الحيوية ، وقد كانت غيبة الإمام المهدي (عجَّلَ اللهُ فرَجِهِ الشَّريفِ) بسبب طغيان الشر والفساد والظلم ، فكيف يكون طغيان الفساد والظلم شرطاً وسبباً لظهور الإمام (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) وخروجه ؟على أن الموجود في النصوص هو : (يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً ) ، وليس ( يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجورا ) ، فليس معنى ذلك أن الإمام (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) ينتظر أن يطغى الفساد والظلم أكثر مما ظهر إلى اليوم ليخرج ، وإنما معنى النص أن الإمام (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) إذا ظهر يملأ الأرض عدلاً ، ويكافح الظلم والفساد في المجتمع حتى يطهر المجتمع البشري منه ، كما امتلأ بالظلم والفساد من قبل ، وخلاصة القول : إن سيطرة الظلم و الجور ليست سبباً في تأخير فرج الإمام (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) أو شرطاً في تعجيله ، و لعل من أهم العوامل المؤثرة في تحقيق ظهوره (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) ، بل وتقريبه وتعجيل فرجه هو توافر العدد الكافي من الأنصار والموطئين ، الذين يعدون المجتمع والأمة لظهور الإمام (عَلَيْهِ السَّلاَمُ)، فإنهم لابد أن يوطِّئون الأرض ويمهدونها لثورته الشاملة ، ويدعمون حركة الإمام (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) ويسندونها فالإمام (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) لا يقود حركة التغيير الشاملة بمفرده ، لأن الفرد الواحد مهما أوتي من قوة وكمال عقلي وجسمي وروحي ، لا يمكن أن يحقق إنجازاً كبيراً بحجم الإنجاز الضخم الذي سيحققه الإمام (عَلَيْهِ السَّلاَمُ)على امتداد الأرض فإن الاعتماد على هذه الأسباب لا يتعارض مع المدد والإسناد الإلهيين ، فقال عزَّ وجل : ( وَأَعِدُّوا لَهُم مَا استَطَعتُم مِن قُوَّةٍ وَمِن رِبَاطِ الخَيلِ تُرهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُم وَآَخَرِينَ مِن دُونِهِم لا تَعلَمُونَهُمُ اللهُ يَعلَمُهُم )، سُورَةُ الأنفالِ ، الآية 60 ،
    «لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لبعث الله رجلاً من أهل بيتي يملأ الأرض قسطًا وعدلاً كما ملئت ظلمًا وجورًا» ﴿كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ﴾، سُورَةُ البَقَرةِ ، الآية 213 ،﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ﴾، سُورَةُ الجُمعَةِ ، الآية 2 ،
    إذَاً البعث بتمام معانيه الأربعة متضمن لعنصر التجديد، فعندما يقول الرسول المصطفى محمد : «لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لبعث الله رجلاً من أهل بيتي» التعبير بالبعث كناية عن أن هذه الدولة «الدولة المهدوية» هذه الحضارة «الحضارة الخاتمية» دولة جديدة لم يسبق لها مثيل في التاريخ البشري، لم يسبق لها نظير في التاريخ البشري، ما يأتي به الإمام المنتظر جديد بتمام تفاصيله وبتمام شؤونه لم ير الناس له نظيراً ولا مثيلاً ولا أنموذج آخر، ما يأتي على يد الإمام المنتظر تراه الناس شيئًا مستجدًا مبتكرًا لم تعرف له نظيرًا ولا مثيلاً التعبير بالبعث إشارة إلى التجديد الذي يقع على يديه صلوات الله وسلامه عليه ،
    الظلم لا ينحصر في ظلم الإنسان للإنسان، قد يظلم الإنسان السماء، قد يظلم الإنسانُ الإنسانَ، وقد يظلم الإنسان الطبيعة وقد يجور هذا الإنسان على البيئة والطبيعة.

    من هنا نفهم «امتلأت ظلمًا وجورًا» ما معنى «يملؤها قسطًا وعدلاً بعدما ملئت ظلمًا وجورًا»؟ لم ينحصر الظلم في ظلم الإنسان للإنسان حتى تقول: أنا ما أرى ظلم الإنسان للإنسان إلا في دول العالم الثالث وإلا فكثير من الدول نقية من ظلم الإنسان للإنسان.. لا، ولكنك غفلت عن ظلم الإنسان للأرض، ظلم الإنسان للطبيعة، ظلم الإنسان لهذا الفضاء الذي يعيش فيه ويتحرك فيه، هذا من أبشع أنواع الظلم والجور، فإذا كانت الأرض لم تمتلئ ظلمًا وجورًا من خلال العلاقة الثانية ألا وهي علاقة الإنسان بالإنسان فقد ملئت ظلمًا وجورًا أو ستملأ ظلمَا وجورًا من خلال علاقة الإنسان بالطبيعة
    لاحظوا هذا الإنسان كيف يستثمر النفط وكيف يستثمر الغاز، استثمار النفط والغاز من قبل هذا الإنسان ماذا ولد؟ ولد انتثار ثاني أكسيد الكربون، انتشار ثاني أكسيد الكربون ماذا ولد؟ ولد ظاهرة الاحتباس الحراري، وظاهرة الاحتباس الحراري من أشد الأخطار وأشنعها على الحياة على الأرض وعلى الكائنات الحية التي تعيش على الأرض .
    إذًا الإنسان في علاقته مع الطبيعة لم يستثمرها استثمارًا متوازنًا، استثمر بعض الطبيعة على حساب البعض الآخر، استثمر بعض العناصر على حساب العناصر الأخرى، لما لم يتحقق الاستثمار المتوازن كان ذلك جورًا على الطبيعة وظلمًا للطبيعة .


  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    واللهم عجل لوليك الفرج

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X