بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على اعدائهم الى قيام يوم الدين
يقول تعالى في كتابه الكريم: {ومَن دَخَلَهُ كان آمِناً}
هل كُلُّ مَن دخل البيتَ الحرام يَكونُ آمناً..؟!
سؤالٌ يُجيبُنا عنهُ أهلُ البيتِ "صلوات الله عليهم"
سُئل إمامُنا الصادق عن قولِ اللهِ تعالى:
{ومَن دَخَلَهُ كان آمِناً}؟ فقال "عليه السلام":
(لقد سألتني عن شيءٍ ما سألني أحدٌ إلّا مَن شاء الله.
قال: مَن أمَّ هذا البيت وهو يعلمُ أنّهُ البيتُ الذي أمرَ اللهَ عزّ وجلّ به، وعَرَفَنا أهل البيتِ حقَّ معرفتِنا كان آمناً في الدنيا والآخرة)
[تفسير البرهان: ج١]
أيضاً عن عليِّ بن عبد العزيز، قال:
قلتُ لأبي عبد الله "الصادق عليه السلام":
(جُعلتُ فِداك، قولُ اللهِ تعالى:
{آياتٌ بيّناتٌ مقامُ إبراهيمَ ومَن دَخَلَهُ كان آمناً}
وقد يدخُلُهُ المُرجئُ والقَدَري والحروري والزنديق الذي لا يُؤمن بالله؟
فقال"عليه السلام": لا، ولا كرامة - يعني أنّ هؤلاء غيرُ داخلين في هذهِ الآية -
قلتُ: فمَن جعلتُ فداك؟
قال: مَن دَخَلهُ وهو عارفٌ بحقِّنا كما هُو عارفٌ لهُ، خَرَجَ مِن ذُنوبهِ وكُفِيَ همَّ الدنيا والآخرة)
[تفسير العيّاشي]
ورواية أُخرى أيضاً عن إمامنا الباقر تشتملُ على نفس المَعنى.. ممّا جاء فيها:
أنّ الإمام الباقر سألَ أحدَ علماءِ المُخالفين وهو قتادة البصري، قال له:
(أخبرني عن قول الله عزَّ وجلَّ في سبأ:
{وقدَّرنا فيها السَير سيروا فيها لياليَ وأيَّاماً آمنين}
فقال قتادة: ذلك مَن خرَجَ مِن بيتِهِ بزادٍ حلالٍ وراحلةٍ وكِراء حلال، يُريدُ هذا البيت - أي البيت الحرام - كان آمناً حتّى يرجعَ إلى أهله،
فقال أبو جعفر الباقر"صلواتُ الله عليه":
نشدتُكَ الله يا قتادة.. هل تعلم أنّه قد يخرجُ الرجلُ مِن بيتهِ بزادٍ حلال، وراحلةٍ وكراءٍ حلالٍ يُريدُ هذا البيتَ فيُقطَعُ عليهِ الطريق، فتذهبُ نَفَقَتهُ ويُضرَبُ مع ذلكَ ضربةً فيها اجتياحه؟
قال قتادة: الَّلهمَّ نعم، فقال الإمام:
ويحكَ يا قتادة، إن كنتَ إنَّما فسّرتَ القُرآن مِن تلقاءِ نفسك فقد هلكتَ وأهلكت،
وإن كنتَ قد أخذتَهُ مِن الرجال فقد هلكتَ وأهلكتَ،
ويحكَ يا قتادة.. ذلك مَن خرجَ مِن بيتِهِ بزادٍ وراحلةٍ وكراءٍ حلال يَرومُ هذا البيت عارفاً بحقّنا، يهوانا قلبُهُ، كما قال اللهُ عزَّ وجلَّ:
{واجعل أفئدةً مِن الناس تهوي إليهم}
ولم يعنِ البيتَ فيقول: إليه،
فنحنُ واللهِ دعوةُ إبراهيم الّتي مَن هوانا قلبهُ قُبِلتْ حَجَّتَهُ، وإلَّا فلا.. يا قتادة، فإذا كان كذلك كان آمناً مِن عذاب جهنّم يوم القيامة..)
[الكافي الشريف: ج٨]
الذي يُدقّق في الروايات يجد أنَّ كُلَّ الروايات تُركّز على معرفة أهل البيت ومعرفةِ حقِّهم
وأنّ العارفَ لأهل البيت فقط هو الذي يُقبَلُ منهُ الحَجُّ وسائرُ العبادات ويكونُ آمِناً في الدُنيا والآخرة
وهذا المعنى نَفسُهُ نَقرؤهُ في الزيارة الجامعة الكبيرة حِين نقرأ فيها:
(وفاز مَن تَمسَّكَ بكم، وأمِنَ مَن لَجَأ إليكم)
فالأمانُ في الدُنيا والآخرة يكونُ فقط للمُتمسّكين بُعروةِ مُحمّدٍ وآلِ محمّد الوثقى.
وبِعبارةٍ أوضح وأدق:
العارفُ بإمامِ زمانِهِ هُو الذي يُقبَلُ مِنهُ الحجُّ وسائرُ العبادات وتُغفَرُ ذُنوبُهُ ويُكفى همَّ الدُنيا والآخرة، ويكونُ آمناً..
فإنّ هذهِ الآية {ومَن دَخَلَهُ كٰان آمناً} في أُفُقٍ مِن آفاقِها هي في إمامِ زمانِنا "صلواتُ الله عليه"..
كما يُشيرُ إلى ذلك إمامُنا الصادق حين يقول في معنى قولهِ تعالى: {ومَن دَخَلهُ كٰان آمناً} قال:
(في قائمِنا أهلَ البيت، فمَن بايَعَهُ ودخل معهُ ومَسْحَ على يدهِ ودخلَ في عقدِ أصحابهِ كان آمناً)
[علل الشرائع: ج٥]
ولا غرابة في ذلك..
فإنّ الصلاة والزكاة والحجّ والصيام وسائر العبادات هي صُور ومظاهر لولاية أهل البيت "صلوات الله عليهم"..
كما يُشير إلى ذلك إمامُنا الصادق حين سألهُ داوود بن كثير:
(أنتم الصلاةُ في كتاب اللهِ عزّ وجلّ، وأنتمُ الزكاة، وأنتم الحجّ؟! فقال الإمام:
يا داود نحنُ الصلاةُ في كتابِ اللهِ عزّ وجلّ، ونحنُ الزكاة، ونحنُ الصيامُ، ونحنُ الحج، ونحنُ الشهرُ الحرام، ونحنُ البلدُ الحرام، ونحنُ كعبةُ الله، ونحنُ قِبلةُ الله، ونحنُ وجهُ الله، قال الله تعالى: {فأينما تُولوا فثمّ وجهُ الله}..)
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على اعدائهم الى قيام يوم الدين
يقول تعالى في كتابه الكريم: {ومَن دَخَلَهُ كان آمِناً}
هل كُلُّ مَن دخل البيتَ الحرام يَكونُ آمناً..؟!
سؤالٌ يُجيبُنا عنهُ أهلُ البيتِ "صلوات الله عليهم"
سُئل إمامُنا الصادق عن قولِ اللهِ تعالى:
{ومَن دَخَلَهُ كان آمِناً}؟ فقال "عليه السلام":
(لقد سألتني عن شيءٍ ما سألني أحدٌ إلّا مَن شاء الله.
قال: مَن أمَّ هذا البيت وهو يعلمُ أنّهُ البيتُ الذي أمرَ اللهَ عزّ وجلّ به، وعَرَفَنا أهل البيتِ حقَّ معرفتِنا كان آمناً في الدنيا والآخرة)
[تفسير البرهان: ج١]
أيضاً عن عليِّ بن عبد العزيز، قال:
قلتُ لأبي عبد الله "الصادق عليه السلام":
(جُعلتُ فِداك، قولُ اللهِ تعالى:
{آياتٌ بيّناتٌ مقامُ إبراهيمَ ومَن دَخَلَهُ كان آمناً}
وقد يدخُلُهُ المُرجئُ والقَدَري والحروري والزنديق الذي لا يُؤمن بالله؟
فقال"عليه السلام": لا، ولا كرامة - يعني أنّ هؤلاء غيرُ داخلين في هذهِ الآية -
قلتُ: فمَن جعلتُ فداك؟
قال: مَن دَخَلهُ وهو عارفٌ بحقِّنا كما هُو عارفٌ لهُ، خَرَجَ مِن ذُنوبهِ وكُفِيَ همَّ الدنيا والآخرة)
[تفسير العيّاشي]
ورواية أُخرى أيضاً عن إمامنا الباقر تشتملُ على نفس المَعنى.. ممّا جاء فيها:
أنّ الإمام الباقر سألَ أحدَ علماءِ المُخالفين وهو قتادة البصري، قال له:
(أخبرني عن قول الله عزَّ وجلَّ في سبأ:
{وقدَّرنا فيها السَير سيروا فيها لياليَ وأيَّاماً آمنين}
فقال قتادة: ذلك مَن خرَجَ مِن بيتِهِ بزادٍ حلالٍ وراحلةٍ وكِراء حلال، يُريدُ هذا البيت - أي البيت الحرام - كان آمناً حتّى يرجعَ إلى أهله،
فقال أبو جعفر الباقر"صلواتُ الله عليه":
نشدتُكَ الله يا قتادة.. هل تعلم أنّه قد يخرجُ الرجلُ مِن بيتهِ بزادٍ حلال، وراحلةٍ وكراءٍ حلالٍ يُريدُ هذا البيتَ فيُقطَعُ عليهِ الطريق، فتذهبُ نَفَقَتهُ ويُضرَبُ مع ذلكَ ضربةً فيها اجتياحه؟
قال قتادة: الَّلهمَّ نعم، فقال الإمام:
ويحكَ يا قتادة، إن كنتَ إنَّما فسّرتَ القُرآن مِن تلقاءِ نفسك فقد هلكتَ وأهلكت،
وإن كنتَ قد أخذتَهُ مِن الرجال فقد هلكتَ وأهلكتَ،
ويحكَ يا قتادة.. ذلك مَن خرجَ مِن بيتِهِ بزادٍ وراحلةٍ وكراءٍ حلال يَرومُ هذا البيت عارفاً بحقّنا، يهوانا قلبُهُ، كما قال اللهُ عزَّ وجلَّ:
{واجعل أفئدةً مِن الناس تهوي إليهم}
ولم يعنِ البيتَ فيقول: إليه،
فنحنُ واللهِ دعوةُ إبراهيم الّتي مَن هوانا قلبهُ قُبِلتْ حَجَّتَهُ، وإلَّا فلا.. يا قتادة، فإذا كان كذلك كان آمناً مِن عذاب جهنّم يوم القيامة..)
[الكافي الشريف: ج٨]
الذي يُدقّق في الروايات يجد أنَّ كُلَّ الروايات تُركّز على معرفة أهل البيت ومعرفةِ حقِّهم
وأنّ العارفَ لأهل البيت فقط هو الذي يُقبَلُ منهُ الحَجُّ وسائرُ العبادات ويكونُ آمِناً في الدُنيا والآخرة
وهذا المعنى نَفسُهُ نَقرؤهُ في الزيارة الجامعة الكبيرة حِين نقرأ فيها:
(وفاز مَن تَمسَّكَ بكم، وأمِنَ مَن لَجَأ إليكم)
فالأمانُ في الدُنيا والآخرة يكونُ فقط للمُتمسّكين بُعروةِ مُحمّدٍ وآلِ محمّد الوثقى.
وبِعبارةٍ أوضح وأدق:
العارفُ بإمامِ زمانِهِ هُو الذي يُقبَلُ مِنهُ الحجُّ وسائرُ العبادات وتُغفَرُ ذُنوبُهُ ويُكفى همَّ الدُنيا والآخرة، ويكونُ آمناً..
فإنّ هذهِ الآية {ومَن دَخَلَهُ كٰان آمناً} في أُفُقٍ مِن آفاقِها هي في إمامِ زمانِنا "صلواتُ الله عليه"..
كما يُشيرُ إلى ذلك إمامُنا الصادق حين يقول في معنى قولهِ تعالى: {ومَن دَخَلهُ كٰان آمناً} قال:
(في قائمِنا أهلَ البيت، فمَن بايَعَهُ ودخل معهُ ومَسْحَ على يدهِ ودخلَ في عقدِ أصحابهِ كان آمناً)
[علل الشرائع: ج٥]
ولا غرابة في ذلك..
فإنّ الصلاة والزكاة والحجّ والصيام وسائر العبادات هي صُور ومظاهر لولاية أهل البيت "صلوات الله عليهم"..
كما يُشير إلى ذلك إمامُنا الصادق حين سألهُ داوود بن كثير:
(أنتم الصلاةُ في كتاب اللهِ عزّ وجلّ، وأنتمُ الزكاة، وأنتم الحجّ؟! فقال الإمام:
يا داود نحنُ الصلاةُ في كتابِ اللهِ عزّ وجلّ، ونحنُ الزكاة، ونحنُ الصيامُ، ونحنُ الحج، ونحنُ الشهرُ الحرام، ونحنُ البلدُ الحرام، ونحنُ كعبةُ الله، ونحنُ قِبلةُ الله، ونحنُ وجهُ الله، قال الله تعالى: {فأينما تُولوا فثمّ وجهُ الله}..)