إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأول من ذي الحجة ولادة نبي إبراهيم(عليه وعلى نبينا الصلاة و السلام)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأول من ذي الحجة ولادة نبي إبراهيم(عليه وعلى نبينا الصلاة و السلام)



    على ربوة تعلو بهاءً، ورفعةً، ونوراً، في جنوب الحلة، مهد الأنبياء، ينتصب مقام ولادة أبي الأنبياء، خليل الله إبراهيم (عليه السلام)، وعلى الرغم من اختلاف المصادر في مكان ولادته (عليه السلام) إلا أن وجود (مغارة النور) على تلك التلّة وبجانبها برج برس نمرود (المحرقة)، تؤكد ثبوت المقام، وخاصة إن ولادة النبي إبراهيم(عليه السلام) كانت في زمن حكم الطاغية (نمرود بن كورش)، بداية الألف الثانية قبل الميلاد. نبي إبراهيم (عليه السلام) بن تارخ من سلالة سام بن نوح (عليه السلام) لقوله (تبارك وتعالى)، عن عبده ونبيه نوح (عليه السلام) {وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لإِبْرَاهِيمَ} (الصافات: 83)، أما اسمه فهو سرياني ومعناه بالعربية (أب رحيم)، وهو نبي الله وخليله، جعله الله من أولي العزم، وأنزل عليه عشرين صحيفة، ومعنى إبراهيم (أبو رهام) أي (أبو الجمهور)، أو (أبو الأمة)، وفي القران الكريم إبراهيم، وبالعبرية إبرام (الأب الرفيع)، ومعناها إبراهيم الخليل، وقال الشيخ الصدوق:" سمي إبراهيم لأنه همّ فبرَ"، وقيل: أنّه همّ بالآخرة، وبرئ من الدنيا، وقال الشيخ الطوسي: "في ابراهيم خمس لغات: ابراهيم، وابراهام، وابراهُم، وابراهَم، وابراهِم"، وعن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: "سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يحدث عن أبيه (عليه السلام) أنه قال: اتخذ الله (عز وجل) ابراهيم خليلاً، لأنه لم يرد أحداً، ولم يسأل أحدًا غير الله (عز وجل)"، وعن عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال: "سمعت علي بن محمد العسكري (عليه السلام) يقول: إنما اتخذ الله (عز وجل) ابراهيم خليلاً لكثرة صلواته على محمد وأهل بيته (صلوات الله عليهم)"، وفي الحديث القدسي مخاطباً إبراهيم(عليه السلام) بقوله سبحانه: {ياإبراهيم لمّا وهبت قلبك للرحمن، وبدنك للنيران، وولدك للقربان، ومالك للضيفان، اتخذناك خليلاً}. ولد إبراهيم الخليل(عليه السلام) في القرن التاسع عشر قبل الميلاد، وكانت المدة بين إبراهيم ونوح (عليهما السلام) تزيد على ثلاثة آلاف سنة (كما ذكر ابن كثير فى كتابه البداية والنهاية)، وقد حدد المسعودي الفترة بين عهد إبراهيم الخليل(عليه السلام) وبين موسى(عليه السلام) بخمسمئة وسبع وستين سنة، وجاء عن الإمام الصادق (عليه السلام) إنّ ابراهيم (عليه السلام) كان مولده بـ(كوثا ربا)، وكان أبوه من أهلها، وقيل بحران، ولكنّ أباه نقله، وذكر ابن الأثير في كتابه (الكامل في التاريخ) مكان ولادته ببابل، وذكر ابن بطوطة أن مولد إبراهيم الخليل (عليه السلام) كان في البرس. إن إبراهيم الخليل(عليه السّلام) هو أبو الأنبياء، وداعية التوحيد، ورسول الحنيفيّة السمحاء، وَلِه بحبّ الله (تبارك وتعالى)، فمَلَك عليه روحه وجوارحه، فراح يحمل أمر الله (جلّ وعلا) يقطع به الفيافي والقفار، ويجوب به الآفاق والمدَيات، هادياً صادعاً بدعوته الإلهيّة، مهاجراً في ذلك بعيداً عن الوطن، والأهل، والدنيا، أميناً على رسالة الحقّ ومبادئ الهدى، وقد ذكرت قصة إبراهيم(عليه السلام) في (73) موضعاً من كتاب الله. ينتصب مقام ولادة إبراهيم الخليل (عليه السلام) على تلك الربوة المشرفة على طريق الحلة - نجف (7كم)، على تل ارتفاعه (75م)، وتبلغ مساحته أكثر من (1500م2×1000 م2)، محاطا بسور كبير، وترتفع فوق المقام قبة خضراء يقدر ارتفاعها بـ(20م) وبقطر (5م)، كُتب على طوقها آية {وَإِذْ يَرْفَع إبْرَاهِم الْقَوَاعِد مِنْ الْبَيْت وَإِسْمَاعِيل}، وهي محاطة بصحن يبلغ ارتفاعه (8م) تقريباً، وبعرض(6م)، يطل على بابَين أمامي وخلفي، ويحتوي المقام من الداخل على رواق يحيط بمركز المقام من جوانبه الأربعة، ويغطي مساحة ( 256م2)، وتطل منه على الصحن بابان إحداهما المدخل الرئيس لمركز المقام، والأخرى تقع في الجهة المقابلة، أما أسفل القبة (المغارة) فيتم النزول إليها بست عشرة درجة، وتبلغ مساحة المغارة (6× 5م)، وهناك شباك من الخشب والحديد مزخرف في داخله صخرة (نصف مترx نصف متر) ذات ثقوب صغيرة، يقال أنها التي وُلد عليها إبراهيم الخليل (عليه السلام)، وقيل أيضا أنها الصخرة التي أغلقت بها أم إبراهيم المغارة بعد أن وضعت ابنها في داخلها، ويقول سدنة المقام إن الغزال الذي كان يرضع النبي إبراهيم (عليه السلام) عندما وضعته أمه في المغارة (مغارة النور) يضع الحليب فيها، وما زالت هذه الصخرة في مكانها منذ آلاف السنين، وهناك فتحة صغيرة في السقف تطل على الرواق الأعلى، يُروى أنها طريق الملائكة الذين هبطوا لحماية إبراهيم (عليه السلام) من كيد الكائدين، وقد أعيد بناؤه سنة (1386هـ). يفد إلى المقام الشريف الكثير من الناس سواء من العراق أو خارجه، قداسة لهذا الأثر والإرث الكريم، واستذكارا لنبي الله ابراهيم (عليه السلام) الذي عاش 175 سنة، كما روي عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)، قضاها في نشر رسالة التوحيد وكلمة الله العليا، من هذه الأرض الطيبة المباركة، فكان عبد الله، ورسوله، وخليله، {وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلداً آمنا وارزق أهله من الثمرات} .
    إعلام مركز تراث الحلة

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X