بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
الإحساس المقدّس.
علماء العرفان يقسّمون الإحساس إلى قسمين: إحساس غريزي، وإحساس مقدّس. الإحساس الغريزي هو الإحساس المرتكز على اللذة الجسدية، كالإحساس الذي يقود الإنسان إلى لذة الطعام، والإحساس الذي يقود الإنسان إلى لذة الجنس، والإحساس الذي يقود الإنسان إلى لذة الثروة وطلب المال ﴿وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا﴾، وهذا الإحساس الغريزي هو الذي عبّرت عنه الآية المباركة: ﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾.
ولكن هناك قسمًا آخر من الإحساس، وهو الإحساس المقدّس، وهو الذي يتجاوز الغريزة، ويتجاوز اللذة الجسدية، ويتجاوز النفس والأنا وحب الذات، ولهذا الإحساس المقدّس منطلقات ثلاثة:
المنطلق الأول: الإحساس نحو البحث عن الحقيقة.
الإنسان عندما يريد البحث عن الحقيقة، يغمره إحساس، وهو إحساس حب العلم، وهذا الإحساس إحساسٌ مقدّسٌ؛ لأنه إحساسٌ لا يرتكز على لذة جسدية، ولا يرتكز على لذة شهوية.
يقول أمير المؤمنين "يا كميل هلك خزان الأموال وهم أحياء“ لأن هذا الذي يعيش دائمًا وراء المال يعيش قسوة وغلظة نفس، لا يشعر بآلام فقير ولا يشعر بآلام جائع ولا بآلام محتاج، دائمًا يعيش حول نفسه ودائمًا يريد يضخم نفسه ويهيئ لنفسه الوسائل والمعدات، أما غيره من المحتاجين والفقراء والبؤساء لا يشعر حولهم بأيّة شعور، هذا ليس من الأحياء، ”هلك خزّان الأموال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة، وأمثالهم في القلوب موجودة“.
المنطلق الثاني: الإحساس نحو الخير.
الإنسان الذي يريد أن يصنع الخير، والذي يريد أن يخلق الخير، والذي يريد أن يصل إلى قمة الخير، إنسانٌ يغمره إحساسٌ مقدّسٌ، وهو إحساس الأخلاق، حيث يريد أن يتحلى بالأخلاق النبيلة حتى يقدّم خيرًا، وينتج خيرًا، ويثمر خيرًا، وهذا أيضًا إحساسٌ مقدّسٌ.
المنطلق الثالث الإحساس نحو الجمال.
عندما ينطلق الإنسان نحو الجمال، ويبحث الإنسان عن الجمال، فإن الإحساس الذي يقوده نحو الجمال إحساس مقدس؛ لأن هذا الإحساس يعطي الإنسان روح التضحية. الإنسان يضحي ويبذل من أجل أن يصل إلى الجمال، والجمال ربما يكون جمالاً ماديًا، وربما يكون جمالاً مؤقتًا، وربما يكون جمالاً مزيفًا. الإنسان لا يبحث عن الجمال المزيف أو الجمال المؤقت أو الجمال المحدود، بل إن الإنسان بفطرته يبحث عن الجمال الحقيقي الذي لا يزول، ولا يتغير، ولا يختص بوقت دون وقت، ولا يحده حد، ولا يحده زمن، والجمال الحقيقي هو جمال الله «تبارك وتعالى».
الله مصدر الجمال، فهو عين الجمال، إذن بحث الإنسان عن الجمال الحقيقي - أي: بحث الإنسان عن الجمال الإلهي - إحساسٌ مقدّسٌ عند الإنسان، وهذا الإحساس المقدّس - وهو البحث عن الجمال الإلهي - هو الذي يقود الصالحين إلى طاعة الله. والمتقين إلى تقوى الله . لا يبادر إلى الطاعة والتقوى والخير لأجل حالة انفعالية، وإنما لأنه يملك إحساسًا مقدّسًا يدفعه نحو الجمال الإلهي. يريد أن يصل إلى الجمال الإلهي، وقد يقدّم نفسه ضحية وقربانًا من أجل أن يصل إلى جمال الله «تبارك وتعالى».
وهذا ما قاد سيد الشهداء أبا عبد الله، الذي ظل إلى آخر لحظة يبحث عن الجمال الإلهي، ويقول:
تركت الخلقَ طرًا في هواكَ
فلو قطعتني في الحب إربًا وأيتمتُ العيالَ
لكي أراكَ
لما مال الفؤادُ إلى سواكَ
اللهم صل على محمد وآل محمد
الإحساس المقدّس.
علماء العرفان يقسّمون الإحساس إلى قسمين: إحساس غريزي، وإحساس مقدّس. الإحساس الغريزي هو الإحساس المرتكز على اللذة الجسدية، كالإحساس الذي يقود الإنسان إلى لذة الطعام، والإحساس الذي يقود الإنسان إلى لذة الجنس، والإحساس الذي يقود الإنسان إلى لذة الثروة وطلب المال ﴿وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا﴾، وهذا الإحساس الغريزي هو الذي عبّرت عنه الآية المباركة: ﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾.
ولكن هناك قسمًا آخر من الإحساس، وهو الإحساس المقدّس، وهو الذي يتجاوز الغريزة، ويتجاوز اللذة الجسدية، ويتجاوز النفس والأنا وحب الذات، ولهذا الإحساس المقدّس منطلقات ثلاثة:
المنطلق الأول: الإحساس نحو البحث عن الحقيقة.
الإنسان عندما يريد البحث عن الحقيقة، يغمره إحساس، وهو إحساس حب العلم، وهذا الإحساس إحساسٌ مقدّسٌ؛ لأنه إحساسٌ لا يرتكز على لذة جسدية، ولا يرتكز على لذة شهوية.
يقول أمير المؤمنين "يا كميل هلك خزان الأموال وهم أحياء“ لأن هذا الذي يعيش دائمًا وراء المال يعيش قسوة وغلظة نفس، لا يشعر بآلام فقير ولا يشعر بآلام جائع ولا بآلام محتاج، دائمًا يعيش حول نفسه ودائمًا يريد يضخم نفسه ويهيئ لنفسه الوسائل والمعدات، أما غيره من المحتاجين والفقراء والبؤساء لا يشعر حولهم بأيّة شعور، هذا ليس من الأحياء، ”هلك خزّان الأموال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة، وأمثالهم في القلوب موجودة“.
المنطلق الثاني: الإحساس نحو الخير.
الإنسان الذي يريد أن يصنع الخير، والذي يريد أن يخلق الخير، والذي يريد أن يصل إلى قمة الخير، إنسانٌ يغمره إحساسٌ مقدّسٌ، وهو إحساس الأخلاق، حيث يريد أن يتحلى بالأخلاق النبيلة حتى يقدّم خيرًا، وينتج خيرًا، ويثمر خيرًا، وهذا أيضًا إحساسٌ مقدّسٌ.
المنطلق الثالث الإحساس نحو الجمال.
عندما ينطلق الإنسان نحو الجمال، ويبحث الإنسان عن الجمال، فإن الإحساس الذي يقوده نحو الجمال إحساس مقدس؛ لأن هذا الإحساس يعطي الإنسان روح التضحية. الإنسان يضحي ويبذل من أجل أن يصل إلى الجمال، والجمال ربما يكون جمالاً ماديًا، وربما يكون جمالاً مؤقتًا، وربما يكون جمالاً مزيفًا. الإنسان لا يبحث عن الجمال المزيف أو الجمال المؤقت أو الجمال المحدود، بل إن الإنسان بفطرته يبحث عن الجمال الحقيقي الذي لا يزول، ولا يتغير، ولا يختص بوقت دون وقت، ولا يحده حد، ولا يحده زمن، والجمال الحقيقي هو جمال الله «تبارك وتعالى».
الله مصدر الجمال، فهو عين الجمال، إذن بحث الإنسان عن الجمال الحقيقي - أي: بحث الإنسان عن الجمال الإلهي - إحساسٌ مقدّسٌ عند الإنسان، وهذا الإحساس المقدّس - وهو البحث عن الجمال الإلهي - هو الذي يقود الصالحين إلى طاعة الله. والمتقين إلى تقوى الله . لا يبادر إلى الطاعة والتقوى والخير لأجل حالة انفعالية، وإنما لأنه يملك إحساسًا مقدّسًا يدفعه نحو الجمال الإلهي. يريد أن يصل إلى الجمال الإلهي، وقد يقدّم نفسه ضحية وقربانًا من أجل أن يصل إلى جمال الله «تبارك وتعالى».
وهذا ما قاد سيد الشهداء أبا عبد الله، الذي ظل إلى آخر لحظة يبحث عن الجمال الإلهي، ويقول:
تركت الخلقَ طرًا في هواكَ
فلو قطعتني في الحب إربًا وأيتمتُ العيالَ
لكي أراكَ
لما مال الفؤادُ إلى سواكَ