إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فُقَهاؤُنا مُتَخَلِّفون ! رَجعِيُّون !

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فُقَهاؤُنا مُتَخَلِّفون ! رَجعِيُّون !

    فُقَهاؤُنا مُتَخَلِّفون ! رَجعِيُّون !
    لا يهتمّون بأمور المسلمين !
    يقصرون علومهم على الحلال والحرام ! والفرائض والأحكام !
    كلماتٌ تلوكُها الألسُنُ الحاقدةُ على الشيعة وعلمائِهِم، وإن صَدَرَت من بَعضِ جُهَّال الشيعة يوماً.. فليس مِن أهل العلمِ حقّاً من يتفوَّه بهذا الكلام، ويَذُمّ الفقهاء لاهتمامهم بالحلال والحرام.. وقد قال الصادق عليه السلام: وَهَلْ يَسْأَلُ النَّاسُ عَنْ شَيْ‏ءٍ أَفْضَلَ مِنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَام‏ ؟! (المحاسن ج1 ص229).
    وهَل يُتقرَّبُ إلى الله تعالى بعد المعرفة إلا بالعمل ؟!
    وكيف السِّبيل إلى العمل لولا معرفة ما أحلَّ الله وما حرَّم ؟!
    لقد غاب عن هؤلاء أنّ الله تعالى ذَكَرَ فقهاء الشيعة في القرآن الكريم حيث قال:
    (وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتي‏ بارَكْنا فيها قُرىً ظاهِرَةً وَقَدَّرْنا فيهَا السَّيْرَ سيرُوا فيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنينَ) (سبأ18)

    ففي هذه الآية المباركة ضَرَبَ الله تعالى مثلاً لآل محمد عليهم السلام، فقال الإمام الباقر عليه السلام: فِينَا ضَرَبَ اللَّهُ الْأَمْثَالَ فِي الْقُرْآنِ، فَنَحْنُ الْقُرَى الَّتِي بَارَكَ اللَّهُ فِيهَا (الإحتجاج ج‏2 ص327).

    الأئمةُ إذاً هم البركةُ وموطنها، ومِنهم عَمَّت الخلقَ في أمور الدين والدنيا، بعدما مَنَّ الله تعالى علينا بهم.
    لكنّ في الآية أطرافاً عدة، فالطرف الأول هم (الأئمة) وهم (القرى التي بارك الله فيها)، والطرف الثاني هم (شيعة الأئمة) وهم الضمير المتصل في قوله تعالى (وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ).
    وقد جعل الله تعالى بين هذين الطرفين طرفاً ثالثاً، عبَّرَت عنه الآية بـ (قُرىً ظاهِرَةً)، ألا وهم العلماء !

    فعن الباقر عليه السلام: وَالْقُرَى الظَّاهِرَةُ: الرُّسُلُ وَالنَّقَلَةُ عَنَّا إِلَى شِيعَتِنَا، وَفُقَهَاءُ شِيعَتِنَا إِلَى شِيعَتِنَا !

    لقد شاء الله تعالى أن يكون بين الأئمة وبين شيعتهم مَن يحمل العلم وينقله إليهم، فذَكَرَهُم في كتابه الكريم، ومَثَّلَ بهم كالقرى التي يركن ويلجأ إليها المسافرُ قبل وصوله إلى مقصَدِه، فيستعين بها حتى يتمكن من بلوغ هدفه.

    ولما كانت غايةُ المؤمن اتّباع محمدٍ وآله، فمن أطاعهم أطاع الله، جَعَلَ الله تعالى فقهاء الشيعة مَحَطةً يتزوّدُ منها المؤمن ويكتسب من علوم محمدٍ وآله، فالإمام الذي بارك الله فيه صار غائباً في أيّامنا، لكن الله تعالى (جَعَلَ) بين الإمام وبين شيعته فقهاء عبَّرَ عنهم في كتابه بالقرى الظاهرة..

    ثم قال تعالى: (وَقَدَّرْنا فيهَا السَّيْرَ سيرُوا فيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنينَ)
    قال الإمام عليه السلام: فَالسَّيْرُ مَثَلٌ لِلْعِلْمِ سِيرَ بِهِ، (لَيالِيَ وَأَيَّاماً) مَثَلٌ لِمَا يَسِيرُ مِنَ الْعِلْمِ فِي اللَّيَالِي وَالْأَيَّامِ عَنَّا إِلَيْهِمْ: فعوامُ الشيعة يطلبون العلم من العلماء، والعلم يسيرُ من آل محمدٍ إلى شيعتهم عبر (القرى الظاهرة) وهم الفقهاء.

    لكن ما هو هذا العلم الذي ضَرَبَ الله به المثل ؟!

    يقول الإمام عليه السلام: فِي الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ، وَالْفَرَائِضِ وَالْأَحْكَامِ.

    هذا العلمُ الذي ينتقصُ من قدره بعضُ الجُهَّال في أيامنا هو الذي ضربَ الله تعالى به وبِحَمَلَتِهِ مثلاً في القرآن الكريم.
    فكم هو جاهلٌ من ينتقص من هؤلاء الفقهاء بِزَعمِ أنّهم مشغولون بأحكام (الحلال والحرام) عن هموم الأمة وشؤونها؟!
    أما قال الباقر عليه السلام: تَفَقَّهُوا فِي الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ وَإِلَّا فَأَنْتُمْ أَعْرَاب‏ (المحاسن ج1 ص227).

    أيريد هؤلاء منا أن نعود أعراباً لا نفقه الحلال والحرام ؟! والإمام يقول: لَيْتَ السِّيَاط عَلَى رُؤوسِ أَصْحَابِي حَتَّى يَتَفَقَّهُوا فِي الْحَلَالِ وَالْحَرَام‏ (المحاسن ج1 ص229).

    لقد جهل هؤلاء أن الأمنَ والسكينة والإطمئنان والعلم موقوفٌ على السَّيرِ إلى القرى الظاهرة (سيرُوا فيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنينَ)، وفسَّرَها الإمام عليه السلام بالأمن من الشكِّ والضلال، فقال عليه السلام:

    (آمِنِينَ) فِيهَا إِذَا أَخَذُوا مِنْهُ، (آمِنِينَ) مِنَ الشَّكِّ وَالضَّلَالِ، وَالنُّقْلَةِ مِنَ الْحَرَامِ إِلَى الْحَلَالِ، لِأَنَّهُمْ أَخَذُوا الْعِلْمَ مِمَّنْ وَجَبَ لَهُمْ أَخْذُهُمْ إِيَّاهُ عَنْهُمْ بِالْمَعْرِفَةِ (الإحتجاج ج‏2 ص327).

    فمَن أخذ من علوم الفقهاء، أثمرت عنده أمناً بنصّ القرآن الكريم، مِنَ الشكّ والضلال بنصّ الإمام عليه السلام.
    وهل شيءٌ أعظمُ من النجاة والتخلُّص من كلِّ شكٍّ وضلالة ؟!

    أمّا الشكُّ بعد الهدى، فـ: الشَّاكُّ لَا خَيْرَ فِيه‏ (الكافي ج2 ص399).

    وأما الضلال، فـ: كُلُّ ضَلَالَةٍ سَبِيلُهَا إِلَى النَّار (الكافي ج1 ص56).

    فإن قال قائلٌ..
    كيف يكون الأئمة هم (القُرى) التي باركَ الله فيها ؟! ويكون الفقهاء (القرى الظاهرة) ؟!

    أتكون القريةُ رجلاً ؟! أليس في هذا خروجٌ عما تحتمله الألفاظ والكلمات ؟!

    لقد أجاب الإمامُ عليه السلام على ذلك، بآيات من كتاب الله، استُعمِلَ فيها لفظ (القرية) وأُريدَ منه (الرِّجال)، كقوله تعالى: (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتي‏ كُنَّا فيها وَالْعيرَ الَّتي‏ أَقْبَلْنا فيها وَإِنَّا لَصادِقُونَ) (يوسف82)
    حينما طلبَ أُخوَةُ يوسُف عليه السلام، من أبيهم أن يسأل (القرية) عن صِدقِهم، لمّا قالوا (إِنَّ ابْنَكَ سَرَق‏) !

    وقوله تعالى: (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها وَرُسُلِهِ فَحاسَبْناها حِساباً شَديداً وَعَذَّبْناها عَذاباً نُكْراً) (الطلاق8).

    فكيف يسألُ يعقوبُ (القريَةَ) ؟
    وكيف يُحاسِبُ الله (القريةَ) ويُعذِّبُها ؟!
    يقول الباقر عليه السلام: فَمَنِ الْعَاتِي عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ؟ الْحِيطَانُ ؟! أَمِ الْبُيُوتُ ؟! أَمِ الرِّجَالُ ؟

    وكما كان المراد من القرية في هذه الآيات رجالٌ مخصوصون، كان المراد منها في آية القرى الظاهرة كذلك رجالٌ خصَّهُمُ الله تعالى بِحَملِ علوم آل محمدٍ، وبَثِّها بين الشيعة، وهم: الرُّسُلُ وَالنَّقَلَةُ عَنَّا إِلَى شِيعَتِنَا، وَفُقَهَاءُ شِيعَتِنَا إِلَى شِيعَتِنَا.

    وإن قال قائلٌ..
    لماذا عدلتم عمّا ذهب إليه جملةٌ من المفسرين من أن الآية قد نزلت بمكة أو بالشام ؟!

    قلنا: أجاب الإمام زين العابدين (ع) على ذلك حين قال: وَهَلْ رَأَيْتَ السَّرَقَ فِي مَوْضِعٍ أَكْثَرَ مِنْهُ بِمَكَّةَ ؟!
    وأجاب الإمام الباقر (ع) حين قال: كَيْفَ يَجْعَلُ اللَّهُ لِقَوْمٍ أَمَاناً وَمَتَاعُهُمْ يُسْرَقُ بِمَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَمَا بَيْنَهُمَا ؟! وَرُبَّمَا أُخِذَ عَبْدٌ أَوْ قُتِلَ وَفَاتَتْ نَفْسُهُ ؟!

    فليس القرى الظاهرة إلا فقهاء الشيعة، وليس الأمنُ والأمان إلا من الشكِّ والضلال، وهو غايةُ المُنى.

    هكذا يفهمُ الشيعيُّ كلامَ الله وكلام الإمام، ويعلم أنّ الله تعالى أمَرَهُ بالعودِ إلى الفقهاء في زمن غيبة الإمام والأخذ عنهم، بمقدار حَملِهم لعلوم آل محمد عليهم السلام.

    لقد نَهَلَ الفقهاء من علوم آل محمدٍ وتتلمذوا في مدرستهم، وحريٌّ بالمؤمن أن يعود إلى من كان ناقلاً لعلومهم عليهم السلام، حائزاً على صفات الفقاهة، فمِنهُ تؤخذ أحكام الحلال والحرام، وبما يبثُّه بين المؤمنين يُثمِرُ الأمنُ من الشكّ والضلال.. ومَن أمِنَ منهما بَلَغَ رفيع الدرجات، بالامتثال لأمر الله تعالى، وسلوك سبيل محمدٍ وعليٍّ والمعصومين عليهم السلام.
    ثبّتنا الله على ولايتهم في الدنيا، وحشرنا معهم في الآخرة.
    والحمد لله رب العالمين
    منقول

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X