إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

3- باقِرُ الْعِلْمِ وَ اِمامُ الْهُدى شهادتُهُ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) 7 ذي الحجة:-

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • 3- باقِرُ الْعِلْمِ وَ اِمامُ الْهُدى شهادتُهُ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) 7 ذي الحجة:-

    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
    السَلآْم عَلْيُكّمٌ وٍرٍحَمُةّ الله وٍبُرٍكآتُهْ

    تجسدتْ في الإمامِ البَاقرِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) شمائلُ النَّبوَّةِ وتمثلتْ فيهِ صفاتُ الإمامةِ والخِلافةِ فهو وريثَهُما والإمامُ الشَّرعيِّ في وقتِهِ فهو أفقهُ النَّاسِ وأعَلَمَهُم وأفضَلَهُم وأورَعَهُم وأتقاهُم وأكرَمَهُم وقدْ شَهِدَ مُعاصرُوُهُ لَهُ بِذلكَ:
    رُوِيَ عَنْ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ اَلْمَكِّيِّ قَالَ: (مَا رَأَيْتُ اَلْعُلَمَاءَ عِنْدَ أَحَدٍ قَطُّ أَصْغَرَ مِنْهُمْ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ عليهم السَّلاَمُ، و لَقَدْ رَأَيْتُ اَلْحَكَمَ بْنَ عُتَيْبَةَ - مَعَ جَلاَلَتِهِ فِي اَلْقَوْمِ - بَيْنَ يديه كَأَنَّهُ صَبِيٌّ بَيْنَ يَدَيْ مُعَلِّمِهِ)، كشف الغمة ، ج2،ص124.
    ويقول فيه ابن حجر العسقلاني: (مُخبَّآت كنوزِ المعارف وحقائقِ الأحكام والحِكَمِ واللطائف ، ما لا يخفى إلاّ على مُنطمِس البصيرة أو فاسدِ الطَّويَّة والسريرة ، ومن ثمّ قيل فيه هو باقر العلم وجامعه، وشاهر علَمه ورافعه، صفا قلبه، وزكا علمه وعمله وطهرت نفسه وشرف خلقه وعمرت أوقاته بطاعة الله، وله من الرسوم في مقامات العارفين ما تكلّ عنه ألسنة الواصفين، وله كلمات كثيرة في السلوك والمعارف لا تحتملها هذه العجالة ... عوالم العلوم ج19 ص182
    وقال فيه الذهبي: (كانَ الباقرُ أحدَ منْ جمعَ بينَ العلمِ والعملِ والسؤودِ والشَّرفِ والثِّقةِ والرزانةِ، وكانَ أهلاً للخلافةِ)
    وقد روى مُحَمَّدُ بنُ مُسلمٍ عنْهُ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) ثلاثينَ ألفَ حديثٍ، وروى عنه جابر بن يزيد الجعفي سبعين ألف حديث. وكان جابر إذا روى عنه (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) حديثا قال: (حدثني وصف الأوصياء ووارث علم الأنبياء محمد بن علي بن الحسين (عَلَيْهِم السَّلاَمُ) )، وقد أحصى العلامةُ الشَّيخُ مُحَمَّدُ حسن آلِ ياسينَ أسماءَ (470) منَ العُلماءِ مِمَنْ روى عنْهُ وتَعلمَ منْهُ، أما في عبادتِهِ فيقولُ ابنُ كثيرٍ: (كان ذاكراً خاشعاً صابراً، وكان من سلالة النبوّة، رفيع النسب، عالي الحسب، وكان عارفاً بالخطرات، كثير البكاء والعبرات، معرضاً عند الجدال والخصومات)
    وقال أبو نعيم الأصفهاني: (كان يصلي في اليوم والليلة مائة وخمسين ركعة)
    وفي كرمه يقول الشيخ المفيد: (وكان مع ما وصفناه من من الفضل في العلم والسؤدد والرئاسة والإمامة، كان ظاهرَ الجود في الخاصّة والعامّة، مشهور الكرم في الكافَّة، معروفاً بالتفضّل والإحسان، مع كثرة عياله وتوسّط حاله)
    وَ قَالَتْ سَلْمَى مَوْلاَةُ أَبِي جَعْفَرٍ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) : ( كَانَ يَدْخُلُ عَلَيْهِ إِخْوَانُهُ فَلاَ يَخْرُجُونَ مِنْ عِنْدِهِ حَتَّى يُطْعِمَهُمُ اَلطَّعَامَ اَلطَّيِّبَ وَ يَكْسُوَهُمُ اَلثِّيَابَ اَلْحَسَنَةَ وَ يَهَبَ لَهُمُ اَلدَّرَاهِمَ فَأَقُولُ لَهُ فِي ذَلِكَ لِيُقِلَّ مِنْهُ فَيَقُولُ يَا سَلْمَى مَا حَسَنَةُ اَلدُّنْيَا إِلاَّ صِلَةُ اَلْإِخْوَانِ وَ اَلْمَعَارِفِ بحار الأنوار ج46 ص۲۹۰
    لقد كانَ الامامُ أبو جعفرٍ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ)أسمى شخصيَّةٍ في العالمِ الإسلامي فقدْ أجمعَ المسلمونَ على تعظيمِه، والاعترافِ لَهُ بالفضلِ، وكانَ مقصدُ العُلماءِ من جميعِ البلادِ الاسلاميَّةِ للإنتهالِ منْ نميرِ علومِهِ وفضلِهِ الّتي هيَ إمتدادٌ ذاتيٌّ لعلومِ جدهِ رسولِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَالِهٌ وَسُلَّمٌ).
    لقدْ ملكَ الإمامُ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) عواطفَ النَّاسِ واستأثرَ بإكبارِهِم، وتقديرِهِم لأنَّهُ العَلَمُ البارزُ في الأسرةِ النَّبويَّةِ، وقدْ أثارتْ منزلَتُهُ الإجتماعيَّةِ غيظَ الأمويينَ وحقدَهُم فأجمعوا علَى إغتيالِهِ للتَّخلصِ مِنْهُ .

    وقدْ عاصرَ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) في فترةِ إمامَتِهِ حكم الوليد بن عبدالملك وسليمان بن عبدالملك وعمر بن عبدالعزيز ويزيد بن عبدالملك ومِنْ ثَمَّ جاءَ هِشامُ بنَ عبدِ المَلِكِ الّذي تولَی الحُكْمَ الأموي المُنحرفَ بعدَهُ وغيَّرَ الوضعَ، فقدْ كانَ خَشِنَ الطَّبعِ شديدَ البُّخلِ فظَّاً جاهليُ الطِّباعِ ناقماً علَی المُسلمينَ منْ غيرِ العربِ، فضاعفَ منْ حجمِ الضَّرائبِ الماليَّةِ عليْهِمُ وأعادَ أيامَ يزيدَ والحَجاجَ الدَّمويَّةِ، لذا تصدی لهُ أنصارُ أهلِ البيتِ (عَلَيْهِم السَّلاَمُ) منْ خلالِ إنتفاضةِ الشهيدِ زيدَ بنَ عليِّ بنَ الحُسينِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ)الّتي كانتْ صَدَی لثورةِ الحُسينِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ)وإمتداداً لهَا، فاُستشهدَ هوَ وأصحابُهُ وأمرَ الطَّاغيَّةَ هشامُ بِصَلبِ جُثَتِهِ ومِنْ ثّمَّ حَرقِهَا وذَرِّ رمادِهَا في نَهرِ الفُراتِ - تاريخ الإسلام، ج1
    راحَ هشامُ بنَ عبدِ الملكِ يلاحقُ أنصارَ الإمامِ الباقرِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) ومريديهِ واحداً بعدَ الآخرِ، فأصدرَ أمراً إلَى واليِهِ علَی الكُوفَةِ يقضي بقتلِ جابرَ بنَ زيدٍ الجُعفي الّذي كانَ منْ كِبارِ العُلماءِ ومنْ أبرزِ تلامذةِ الإمامِ الباقرِ عليه السلام ، غيرَ أنَّ الإمامَ الباقرَ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) قدْ أفشلَ المُخططَ بأنْ أمرَ تلميذَهُ بالتَّظاهرِ بالجنونِ كِطريقٍ وحيدٍ لضمانِ نجاتِهِ منَ القَتلِ، وهكذا كانَ إذا راحَ جابرُ يلعبُ معَ الصِّبيانِ مُتظاهرا بالجُّنونِ، فكتبَ والي الكوفةُ إلَى هشامِ عنْ جابرَ أنَّهُ (كانَ رجلاً لَهُ فضلٌ وعلمٌ وجنَ، وهو دائرٌ في الرَّحبةِ معَ الصِّبيانِ، وبذلكَ نَجی جابرُ منَ القَتلِ)، مناقب آل أبي طالب ،ج4.
    إنَّ هشامَ بنَ عبدَ الملكِ كانَ واثقاً منْ أنَّ مصدرَ الوعي الإسلامي الصَّحيحِ إنَّمَا هو الإمامُ الباقرُ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ)، وإنَّ وجودَهُ حُراً طَليقاً يمنحَهُ مزيداً منَ الفُرصِ لرفدِ الحَركةِ الإصلاحيَّةِ في الأمَّةِ، لذا إتجهَ المَكرُ الأموي نحوَ إعتقالِ الإمامِ الباقرِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) وإبعادِهِ عنْ عاصمةِ جَدِّهِ المُصطفی (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَالِهٌ وَسُلَّمٌ) ، الّتي أجمعَتْ هيَ والحجازَ عموماً علَی إجلالِهِ والتَّمسُكِ بِهِ .
    وهكذا حُملَ الإمامُ وأبنُهُ الصَّادقُ (عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ)إلَی دِمشقَ بأمرِ السُّلطةَ الأمويَّةَ لإيقافِ تأثيرِهِ في الأمَّةِ المُسلِمَةِ، وأُودِعَ في أحدِ سجونِ الحُكم هُناكَ. غيرَ أنَّ تأثرَهُ الفَكري فيمنْ إلتَقَی بِهم حَمَلَ السُّلطةُ الأمويَّةُ علَی إطلاقِ سَراحِهِ ، وعندمَا لمْ تُحققُ المُضايقةُ الامويَّةُ غاياتِهَا الدنيئةِ ضدَ الإمامِ الباقرَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) عنِ النُّهوضِ بمهامِهِ الرِّساليَّةِ العُظمی فقدْ رأت السياسةُ المُنحرفةُ أنَّهُ ليسَ لَهَا عنْ إغتيالِهِ منْ بديلٍ ، وهكذا دُسَّ إليهِ السُّمُّ بواسطةِ إبراهيمَ بنَ الوليدِ بنَ عبدِ المَلكِ بأمرٍ منْ هشامَ بنَ عبدِ المَلكِ فرحلَ إلَی ربِّهِ الأعلى سُبحانَهَ شهيداً صابراً محتسباً يومَ الاثنينِ السابعَ منْ ذي الحجّة سنة 114 هجريّة على المشهورِ، وعمرُهُ الشَّريفَ يومذاكَ سبعةً وخمسونَ عاماً، فدُفنَ في البَقيعِ بالمدينةِ خلفَ أبيِهِ زينِ العابدينَ وعمِّ أبيهِ الحسنِ بنِ عليٍّ (عَلَيْهِم السَّلاَمُ).


    من الأسباب الّتي أدتْ بالأمويينَ إلَى إغتيالِهِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) هي الأحداثُ الّتي جرتْ للامامِ حينمَا كانَ في دمشقَ وهيَ:
    أ ـ تفوقُ الامامُ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) في الرَّمي علَى بني أميَّةّ وغيرِهِم حينمَا دعاهُ هشامُ الَى الرَّمي ظاناً أنَّهُ سوفَ يفشلُ في الرَّمي، فلَا يصيبُ الهَدفَ فيتخذَ ذلكَ وسيلةً للحطِّ منْ شأنِهِ والسُّخريَّةِ بهِ أمامَ أهلِ الشَامِ، ولمَّا رَمى الامامُ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ)وأصابَ الهدفَ عدَّةَ مراتٍ بصورةٍ مذهلةٍ لمٍ يُعهدُ لهَا نظيرٌ في علمياتِ الرَّمي في العالَمِ، فذُهلَ الطَّاغيَّةُ هشام، وأخذَ يتميَّزُ غيظاً، وضاقتْ عليهِ الأرضُ بمَا رَحُبتْ، وصَمّمَ مُنذُ ذلكَ الوقتِ علَى إغتيالِهِ
    ب ـ مناظرتُهُ معَ هشامَ في شؤونِ الامامةِ، وتفوقُ الامامُ عليهِ حتَّى بانَ عليهِ العَجْزُ وقدْ أدَّتْ إلَى حقدِهِ عليهِ.
    ج ـ مُناظرَتُهُ معَ عالمِ النَّصَارى، وتغلبُهُ عليهِ حتى إعترفَ بالعَجْزِ عنْ مُجاراتِهِ، وقدْ أصبحتْ الحديثَ الشَّاغلَ لجماهيرِ أهلِ الشَامِ.

    (اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، باقِرِ الْعِلْمِ وَ اِمامِ الْهُدى ، وَ قائِدِ اَهْلِ التَّقْوى وَ الْمُنْتَجَبِ مِنْ عِبادِكَ ، اَللّـهُمَّ وَ كَما جَعَلْتَهُ عَلَماً لِعِبادِكَ وَ مَناراً لِبِلادِكَ ، وَ مُسْتَوْدَعاً لِحِكْمَتِكَ وَ مُتَرْجِماً لِوَحْيِكَ ، وَ اَمَرْتَ بِطاعَتِهِ وَ حَذَّرْتَ مِنْ مَعْصِيَتِهِ ، فَصَلِّ عَلَيْهِ يا رَبِّ اَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَد مِنْ ذُرِّيَةِ اَنْبِيائِكَ وَ اَصْفِيائِكَ وَ رُسُلِكَ وَ اُمَنائِكَ يا رَبَّ الْعالَمينَ )، بحار الأنوار ،ج 91 ،ص 76،
    عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ محمّد بن عليّ الباقر (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) يَقُولُ : ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَالِهٌ وَسُلَّمٌ) : لَا يُحَالِفُ الْفَقْرُ وَ الْحُمَّى مُدْمِنَ الْحَجِّ وَ الْعُمْرَةِ الكافي : 4 / 254


المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X