إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

4- الثَّامنُ منْ ذي الحِجَّةِ، يَومُ التَّرْوِيَةِ :-

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • 4- الثَّامنُ منْ ذي الحِجَّةِ، يَومُ التَّرْوِيَةِ :-

    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
    السَلآْم عَلْيُكّمٌ وٍرٍحَمُةّ الله وٍبُرٍكآتُهْ

    التَّرْوِيَةُ: مُشتقَّةٌ منَ المَصدَرِ رَوَيَ، جاءَ في كتابِ لسانِ العربِ : تَرَوّى القومُ وروّوا : تزوّدوا بالماءِ ، ويومُ التَّرْوِيَةِ : يومٌ قبلَ يومِ عرفَةٍ ، وهو الثَّامنُ منْ ذي الحِجّةِ .
    سُمّيّ يومُ الثَّامنِ منْ ذي الحِجَّةِ، بيومِ التَّرْوِيَةِ ، لأنَّ حِجّاجَ القرونِ الماضيَّةِ وفي مَسيرِهِم نحوَ مِنَى أثناءِ تأديتِهِم لِمناسكِ الحَجِّ، كانوا يَتَروّوْنَ فيهِ منَ الماءِ وينهضونَ إلَى مِنىً ، ولَا ماءَ بِهَا فيتزوّدونَ ريَّهُم منَ الماءِ ، أي يَسقونَ ويستَقونَ ، وقيلَ أنَّه سُمّيَ بهذا الإسمِ لأنَّ اللهَ أرى فيهِ إبراهيمَ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) مَناسكَ الحَجِّ .
    قال علي بن جعفر : وَ سَأَلْتُهُ ( أي أخيهِ الإمامُ مُوسى بنَ جعفرٍ الكَاظمِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ)) عَنِ التَّرْوِيَةِ لِمَ سُمِّيَتْ تَرْوِيَةً ؟
    قَالَالإمامُ الكَاظِمُ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) : ( إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِعَرَفَاتٍ مَاءٌ وَ إِنَّمَا كَانَ يُحْمَلُ الْمَاءُ مِنْ مَكَّةَ وَ كَانَ يُنَادِي بَعْضُهُمْ بَعْضاً يَوْمَ‏ التَّرْوِيَةِ حَتَّى يَحْمِلُ النَّاسُ مَا يَرْوِيهِمْ ، فَسُمِّيَتِ التَّرْوِيَةُ لِذَلِك‏ )، مسائلُ عليِّ بنَ جَعفرٍ و مُستدركاتِهَا ، ص 269.
    و رُويَ عنِ الإمامِ جعفرِ بنِ مُحَمَّدٍ الصَّادقِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) أنهُ لما فرغَ إبراهيمُ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) منْ بناءِ الكَعَبَةِ : ( ... حَجَّ إِبْرَاهِيمُ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) وَإِسْمَاعِيلُ وَ نَزَلَ عَلَيْهِمَا جَبْرَئِيلُ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) يَوْمَ‏ التَّرْوِيَةِ لِثَمَانٍ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ ، فَقَالَ يَا إِبْرَاهِيمُ قُمْ فَارْتَوِ مِنَ الْمَاءِ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِمِنًى وَعَرَفَاتٍ مَاءٌ ، فَسُمِّيَتِ التَّرْوِيَةَ لِذَلِكَ )، تفسير القمي ،ج 1،ص 62.
    قالَ تعالَى في كِتابِهِ المَجيدِ :﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾،سُورَةُ آلِ عُمرانَ ، الآيتَانِ 96-97.
    مِنَ الأحداثِ التَّأريخيَّةِ المُهِمَّةِ الّتي حَصلتْ في يومِ التَّرْوِيَةِ خروجُ الإمامِ الحُسينِ بنِ عليٍّ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) منْ مكةَ مُتوجهاً إلَى العراقِ سنةَ 60 هجرية علَى أثرِ الرَّسائلِ الكَثيرَةِ الّتي أرسَلَهَا أهلُ الكُوفةِ إلَى الإمامِ الحُسينِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) عندمَا كانَ في مَكَّةَ المُكرَّمَةَ ، حتَّى لَا يُسفَكُ دمُهُ في البيتِ الحرامِ غِيلَةً ، بلْ لِيُضَحيَ بنفسِهِ منْ أجلِ مشروعِهِ الكَبيرِ في سَاحةِ كَربلاءِ فلَا تَذهبُ دِماءُهُ هدراً كمَا خَطَّطَ بنو أميَّةَ و يزيدُ بنُ معاويَّةَ الطَّاغيَّةَ ، ويعني ذلكَ أنَّ الإمامَ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) لمْ يُكمِل حَجَّهُ بِسبَّبِ خُطورَةِ الموقفِ، لِيُمارسَ تَكليفَهُ الشَّرعيِّ في الإمامةِ والقيادةِ ، والمُتَتَبِّعُ لأخبارِ ثورةِ الإمامِ الحسينِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ)، يَجدُ أنَّ هُناكَ سِرّاً عَظيماً في نَهضتِهِ ، ويتوضَّحُ هذا السِرُّ منْ خلالِ النَّصيحَةِ الّتي قُدِّمَتْ للإمامِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) من قِبَلِ أصحابِهِ وأهلِ بيتِهِ، فكُلُّهُمُ كانوا يتوقَّعونَ الخيانةَ وعدمَ الوفاءِ بالعُهودِ الّتي قَطَعهَا لَهُ أهلُ الكُوفةِ
    ،ونُدرِكُ هُنَا أنَّ للإمامِ الحُسينِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) قراراً وهدفاً لا يُمكِنُ أنْ يتراجعَ عنْهُ، فقدْ كانَ واضحاً من خلالِ إصرارِهِ وحوارِهِ أنَّهُ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) كانَ مُتوقِّعاِ للنتائِجِ الّتي آلَ إليهَا الموقفُ، ومُشخِّصاً لَهَا بشكلٍ دقيقٍ، إلاَّ أنَّهُ كانَ ينطلقُ في حَركتِهِ منْ خِلالِ مَا يُملِيِهِ عليهِ الوَاجِبُ والتَّكليفُ الشَّرعيِّ ،

    ونَجدُ ذلكَ واضحاً في خُطبَتِهِ حيثُ قالَ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ): (الحَمدُ للهِ، ومَا شاءَ اللهُ، ولَا قُوَّةَ إلاَّ باللهِ، خُطَّ المَوتُ على وِلدِ آدمَ مخطَّةَ القِلادَةِ على جِيدِ الفَتاةِ، ومَا أولَهَني إلَى أسْلافي اشتياقَ يَعقُوبَ إلَى يُوسُفَ، وخيرٌ لي مَصرعٌ أنا لاقيهِ، كأنَّي بأوصالَي تُقطِّعُها عُسلانُ الفلواتِ بينَ النَّواوِيسِ وكَربلاءِ، فيملأنَ أكراشاً جوفاً، وأحويةً سغباً ، لَا مَحيصَ عنْ يومٍ خُطَّ بالقَلمِ، رِضَا اللهُ رِضَانَا أهلَ البيتِ، نَصبرُ علَى بَلائِهِ، ويوفِّينَا أجورنَا أجورَ الصَّابرينَ، لَنْ تَشُذّ عنْ رسولِ اللهِ لَحمتُهُ، وهي مجموعةٌ لَهُ في حَظيرةِ القُّدسِ، تقرُّ بِهِم عَينُهُ، وينجزُ بهمْ وَعدَه ، من كانَ باذلاً فِينَا مُهجتَه، وموطِّناً علَى لِقَاءِ اللهِ نفسَهُ، فلْيَرْحَل مَعَنا، فإنِّي راحلٌ مُصبِحاً إنْ شاءَ اللهُ) مقتلُ الإمامِ الحُسينِ للسيّد ابن طاووس، ص 23.
    و المعروفُ أنَّ الإمامَ الحُسينَ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) لدى خروجِهِ منَ المدينةِ ، ليلةِ الأحدِ لِلَيْلَتَينِ بقيَّتَا منْ شَهرِ رجبٍ سَنة: 60 هجرية ، متوجهاً إلَى مكَّةَ كانَ قدْ أحرَمَ لِعُمرَةِ التَّمَتُّعِ ثُمَّ عدَلَ عنْهَا إلَى العُمرَةِ المُفرَدَةِ لِعلمِهِ بأنَّهُ سوفَ لَا يَتمكنُ منْ إتمامِ حَجِّهِ لِمَا كانَ يواجِهُهُ منَ التَّهديداتِ منْ قِبَلِ السُّلطةِ الأمويَّةِ الظَّالمَةِ بلْ عَزمِهَا علَى قَتلِهِ و لو كانَ مُتعلقاً بأستارِ الكَعبةِ، و هذا مَا تُشيرُ إليهِ كُتبُ المَقاتِلِ و السِّيرَةِ ، أمرَ يزيدُ بنُ معاويَّةَ (عليه لعائن الله) أنْ يَمضيَ ثلاثونَ منْ شياطينِ بني أميَّةَ لِيدخلوا مَكَّةَ بذريعةِ الحّجِّ، ويعتقلوا الحُسينَ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) أو يقتلوهُ غِيلَةً . بحار الأنوار،ج 45ص،99 .

    لكنَّ الصَّحيحَ اّلذي تُوثقُهُ الأحاديثُ والرُّواياتُ الواردةُ عنْ أهلِ البيتِ (عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ) هو أنَّ الإمامَ الحُسينِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)
    كانَ قدْ أحرمَ بإحرامِ العُمرةِ المُفردَةِ بعدَ خروجِهِ منَ المدينَةِ فدخلَ مَكَّةَ مُحرِماً بإحرامِ العُمرَةِ المُفردَةِ و أتَى بأعمالِهَا و بَقيَّ بمكَّةَ حتَّى أيامَ الحَجِّ ثُمَّ غادرَهَا في يومِ التَّرْوِيَةِ ،
    وكذلكَ في هذا اليومِ يَلبسُ الحَاجُّ قَميصَيهِ ومئزرَيهِ مرةً ثانيَّةً وينوي الإحرامَ للحَجِّ ويُلبي .
    وظهرَ في يومِ الثَّامنِ منْ ذي الحِجَّةَ مُسلمُ بنُ عقيلٍ داعياً إلَى سيدنَا أبي عبدِ اللهِ الحُسينِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) وفى هذا اليومِ عندَ زوالِ الشَّمسِ يُنشئ المُتَّمَتِّعُ بالعُمرَةِ إلَى الحَجِّ .

    و يومُ التَّرْوِيَةِ يومٌ عظيمٌ و مباركٌ يُستحبُ فيهِ الإبتهالُ إلَى اللهِ عَزَّ و جَلَّ ،
    ومنْ أهمِ أعمالِ هذا اليوم: أولاً : الإغتسالُ ، وثانياً : الصِّيامُ لِغيرِ الحُجُّاجُ و المُسافرينَ ، فقد رُوِيَ عنْ الإمامِ جعفرَ بنَ مُحَمَّدٍ الصَّادقِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) أنهُ قَالَ :
    ( صَوْمُ‏ يَوْمِ‏ التَّرْوِيَةِ كَفَّارَةُ سَنَةٍ وَ يَوْمِ عَرَفَةَ كَفَّارَةُ سَنَتَيْنِ منْ لَا يحضرُهُ الفقيهُ ، ج 2 ، ص 87.




المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X