بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على اعدائهم الى قيام يوم الدين
عن جابر قال : دخلت على سيدي الامام الباقر (صلوات الله وسلامه عليه) فقال :
يا جابر !..والله إني لمحزون وإني لمشغول القلب ،
قلت : جعلت فداك !..وما شغلك وما حزن قلبك ؟.. فقال :
يا جابر !..إنه مَن دخل قلبه صافي خالص دين الله ، شغل قلبه عمّا سواه .
يا جابر !.. ما الدنيا وما عسى أن تكون الدنيا ؟!..هل هي إلا طعام أكلته ، أو ثوب لبسته ، أو امرأة أصبتها ؟..
يا جابر !..إنّ المؤمنين لم يطمئنوا إلى الدنيا ببقائهم فيها ، ولم يأمنوا قدومهم الآخرة .
يا جابر !..الآخرة دار قرار والدنيا دار فناء وزوال ، ولكنّ أهل الدنيا أهل غفلة ، وكأنّ المؤمنين هم الفقهاء أهل فكرة وعبرة ، لم يصمّهم عن ذكر الله ما سمعوا بآذانهم ، ولم يُعمهم عن ذكر الله ما رأوا من الزينة ، ففازوا بثواب الآخرة كما فازوا بذلك العلم .
واعلم يا جابر !..أنّ أهل التقوى أيسر أهل الدنيا مؤنة ، وأكثرهم لك معونة ، تذكر فيعينونك ، وإن نسيت ذكّروك ، قوّالون بأمر الله ، قوّامون على أمر الله ، قطعوا محبّتهم بمحبّة ربهم ، ووحشوا الدنيا لطاعة مليكهم ، ونظروا إلى الله تعالى وإلى محبّته بقلوبهم ، وعلموا أنّ ذلك هو المنظور إليه لعظيم شأنه ، فأنزل-يا جابر- الدنيا كمنزلٍ نزلته ثم ارتحلت عنه ، أو كمال وجدته في منامك واستيقظت وليس معك منه شيء .
إني إنما ضربت لك هذا مثلا لأنها عند أهل اللبّ والعلم بالله كفيئ الظلال .
يا جابر !..فاحفظ ما استرعاك الله من دينه وحكمته ، ولا تسألنّ عمّا لك عنده إلا ما له عند نفسك ، فإن تكن الدنيا على غير ما وصفت لك ، فتحوّل إلى دار المستعتب ، فلعمري لربَّ حريص على أمر قد شُقي به حين أتاه ، ولربّ كاره لأمرٍ قد سعد به حين أتاه ، وذلك قول الله تعالى :
{ وليمحّص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين }
الكافي الشريف
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على اعدائهم الى قيام يوم الدين
عن جابر قال : دخلت على سيدي الامام الباقر (صلوات الله وسلامه عليه) فقال :
يا جابر !..والله إني لمحزون وإني لمشغول القلب ،
قلت : جعلت فداك !..وما شغلك وما حزن قلبك ؟.. فقال :
يا جابر !..إنه مَن دخل قلبه صافي خالص دين الله ، شغل قلبه عمّا سواه .
يا جابر !.. ما الدنيا وما عسى أن تكون الدنيا ؟!..هل هي إلا طعام أكلته ، أو ثوب لبسته ، أو امرأة أصبتها ؟..
يا جابر !..إنّ المؤمنين لم يطمئنوا إلى الدنيا ببقائهم فيها ، ولم يأمنوا قدومهم الآخرة .
يا جابر !..الآخرة دار قرار والدنيا دار فناء وزوال ، ولكنّ أهل الدنيا أهل غفلة ، وكأنّ المؤمنين هم الفقهاء أهل فكرة وعبرة ، لم يصمّهم عن ذكر الله ما سمعوا بآذانهم ، ولم يُعمهم عن ذكر الله ما رأوا من الزينة ، ففازوا بثواب الآخرة كما فازوا بذلك العلم .
واعلم يا جابر !..أنّ أهل التقوى أيسر أهل الدنيا مؤنة ، وأكثرهم لك معونة ، تذكر فيعينونك ، وإن نسيت ذكّروك ، قوّالون بأمر الله ، قوّامون على أمر الله ، قطعوا محبّتهم بمحبّة ربهم ، ووحشوا الدنيا لطاعة مليكهم ، ونظروا إلى الله تعالى وإلى محبّته بقلوبهم ، وعلموا أنّ ذلك هو المنظور إليه لعظيم شأنه ، فأنزل-يا جابر- الدنيا كمنزلٍ نزلته ثم ارتحلت عنه ، أو كمال وجدته في منامك واستيقظت وليس معك منه شيء .
إني إنما ضربت لك هذا مثلا لأنها عند أهل اللبّ والعلم بالله كفيئ الظلال .
يا جابر !..فاحفظ ما استرعاك الله من دينه وحكمته ، ولا تسألنّ عمّا لك عنده إلا ما له عند نفسك ، فإن تكن الدنيا على غير ما وصفت لك ، فتحوّل إلى دار المستعتب ، فلعمري لربَّ حريص على أمر قد شُقي به حين أتاه ، ولربّ كاره لأمرٍ قد سعد به حين أتاه ، وذلك قول الله تعالى :
{ وليمحّص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين }
الكافي الشريف